افتتح السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والسفير أرمين ساركيسيان سفير جمهورية أرمينيا بالقاهرة، ويرافقهما الدكتور جورج نوبار، والباحث والكاتب عبدالله الصاوي، والدكتور محمد عبدالسلام، والدكتور عادل مصطفى ممثلين عن كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، ورانيا شرعان، مدير مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، احتفالية ومعرض ٢٠٠ عام على ميلاد نوبار باشا، التي أقيمت بالمكتبة.

بدأت الاحتفالية بتفقد معرض البورتريه الكاريكاتيري بالروف المخصص لذلك بالدور الثالث بالمكتبة، الذي نظمته مبادرة الكاريكاتير للجميع، التابعة لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، بمشاركة ٤٠ طالبا وطالبة. 

وحرص سفير أرمينيا والسفير رضا الطايفي، والمرافقون لهما على مشاهدة كل لوحات المعرض ومناقشة الطلاب المشاركين في أفكار لوحاتهم وما يعرفونه عن نوبار باشا، وفي الختام تم تكريم الفائزين بالمراكز العشرة الأولى بالمسابقة، وتوزيع شهادات التقدير والمشاركة عليهم، والتقاط مجموعة من الصور التذكارية.

ثم توجه الحضور لقاعة الندوات لحضور ندوة عن نوبار باشا، أدارها الباحث والكاتب عبدالله الصاوي، بدأت الندوة بعزف السلام الجمهوري لمصر وأرمينيا، ثم كلمة السفير: رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والتي رحب فيها بالحضور، واستعرض بشكلٍ موجز أهم المحطات في حياة نوبار باشا، مؤكدًا على ما قدمه نوبار باشا لمصر في كافة المناصب التي عمل بها.

وأشار الدكتور جورج نوبار رئيس مجلس إدارة جمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة، بعد أن وجه الشكر للحضور، إلى المشروعات التي دعمتها الجمعية على مدار أكثر من عشرين عامًا، لجمع وفهرسة وطباعة، كل ما نشر عن الأرمن في الصحافة المصرية والعربية، حيث نجح فريق العمل برئاسة عميد الدراسات الأرمينية في مصر والعالم العربي الدكتور محمد رفعت الإمام، في جمع أكثر من ٣٦ ألف لقطة من أرشيف الدوريات بدار الكتب والوثائق القومية. 

وفي ختام كلمته وجه الشكر لسفير أرمينيا بالقاهرة والسيدة حرمه وقنصل أرمينيا بالقاهرة، والسفير رضا الطايفي والمكتبه على استضافتهما للحدث، وكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية؛ وأساتذتها وما بذلوه من جهد في معرض الكاريكاتير، والذي كان مسار إعجاب وإشادة من الجميع، كما أهدى للمكتبة موسوعة الأرمن في الصحافة المصرية والعربية والتي تقع في ١٢ مجلدا.

وقدم الباحث والكاتب عبدالله الصاوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، في كلمته عرض مصور لكتبه التي صدرت بدعم من جمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة، والتي بدأت بكتاب: صاروخان.. البدايات المجهولة عام ٢٠١٩، وصولًا إلى كتابه الثاني عن صاروخان والصادر عن الجمعية أيضًا في عام ٢٠٢٣ تحت عنوان: صاروخان.. بورتريهات الإسكندرية.

وأكد الصاوي في ختام كلمته على ما قدمته مبادرته: الكاريكاتير للجميع التي أسسها عام ٢٠٢١ من ورش مجانية لتعليم فن الكاريكاتير للأطفال والشباب والكبار، بالقاهرة والمحافظات، وأنه أقام من خلال هذه المبادرة في عام ٢٠٢٣ ورشتين بالتعاون مع كلية الفنون الجميل بالمنصورة لاقتا نجاحًا كبيرًا، مما شجعه هذه المرة لتكرار الورشة مع طلبة كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية.

ووجه الصاوي الشكر للمكتبة ولجمعية الأرمن وللأستاذة الدكتورة: نيفين غريب عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية على دعمها ورعايتها الكريمة للورشة، وللدكتور: محمد عبدالسلام والدكتور عادل مصطفى على جهودهم مع الطلبة طوال فترة الورشة.

وفي كلمتهم ممثلين عن كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وجه الدكتور: محمد عبدالسلام والدكتور: عادل مصطفى، الشكر لكل الجهات المشاركة بالحدث وللأستاذة الدكتورة: نيفين غريب عميدة الكلية، وللطلبة على ما بذلوه من جهد في الورشة، وحرصهم المستمر على تقديم أفضل مالديهم، كما أكدوا في كلمتهم عل ما قدمه الفنانين الأرمن للحركة الفنية المصرية، وأن هذه الورشة جعلتهم يقرأون عن نوبار باشا، وتعرفوا من خلالها على ما قدمه  لمصر من خدمات جليلة في مجالات عدة .

وأشاد الدكتور محمد رفعت الإمام، بما قدمه نوبار باشا من إصلاحات في عدة مجالات لعل أهمها مجال الزراعة، لدرجة أن الفلاحين المصريين منحوه لقب "أبو الفلاح" وهو اللقب الذي كان يعتز به نوبار باشا كثيرًا حتى وفاته.

كما أشاد الإمام بالأعمال الكاريكاتورية التي أبدعتها ريشة طلاب كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وأعتبرها عملا جادا وجديدا يحسب لكل القائمين عليه.

وفي كلمته تناول الدكتور أحمد جلال بسيوني، بشكلٍ موجز ومبسط لاقى استحسان الحضور، عرض مذكرات نوبار باشا التي ترجمها المترجم المصري ذو الأصول الأرمينية: جارو طبقيان، وصدرت عن دار الشروق عام ٢٠٠٩، مؤكدًا على ذكاء نوبار، الذي استطاع أن يتولى العديد من المناصب في عهد 7 حكام من أسرة محمد علي، وفي ختام كلمته أشاد بالمجهود الكبير والمتميز الذي قام به المترجم ليقدم لنا هذه المذكرات التي وثقت لنا العديد من الجوانب الإنسانية لحام أسرة محمد علي، الذين عاصرهم وعمل معهم نوبار باشا، تلك الجوانب الهامة التي لا يستطيع الباحث الوقوف عليها من خلال الوثائق الرسمية الجافة.

وفي ختام الندوة قدم الباحث: أحمد إنبيوة، عرضًا موجزًا، لأحدث كتب جارو طبقيان: نوبار باشا خادم مصر الكبير، الصادر عن جمعية القاهرة الخيرية الأرمينية العامة2024، وأكد إنبيوة على أهمية الكتاب الذي يعتبر مكملًا للجزء الأول من مذكرات نوبار الصادرة عن دار الشروق عام 2009. كما قام سفير أرمينيا بمصر والأستاذ الدكتور: جورج نوبار، بتكريم المترجم: جارو طبقيان والأستاذة الدكتورة: نيفين غريب والأستاذ الدكتور: محمد عبدالسلام، والدكتور عادل مصطفى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مدير صندوق مكتبات مصر العامة سفير جمهورية أرمينيا بالقاهرة المزيد کلیة الفنون الجمیلة بالإسکندریة محمد عبدالسلام عبدالله الصاوی عادل مصطفى نوبار باشا فی کلمته ما قدمه فی ختام على ما

إقرأ أيضاً:

الدكتور محمد ورداني: الشخصية السوية لا تقوم على مظاهر سطحية

اختتم مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلاميَّة الخامس عشر» الذي تنظمه الأمانة العليا للدعوة بالمجمع بالتعاون مع جامعة عين شمس، تحت شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة وكيل الأزهر أ.د. محمد الضويني، وفضيلة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي؛ حيث عُقد اليوم اللقاء الختامي بكلية الآداب بجامعة عين شمس، تحت عنوان: «الشخصية السوية ومواجهة التغريب»، بحضور قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية والعاملين والطلاب.

أكدت أ.د. حنان كامل، عميد كلية الآداب، في كلمتها على الأهمية القصوى للتعاون المشترك بين الكلية والأزهر الشريف، مشيرة إلى أن هذا التعاون يمثل ضمانة حقيقية لبناء وعي سليم لدى الطلاب، لأن الأزهر بما يمتلكه من مرجعية دينية وتاريخية، لديه القدرة على تعزيز الهوية الوطنية والانتماء، وترسيخ الفهم الصحيح لجوهر الدين والقيم، كما أن هذه اللقاءات تسهم بشكل مباشر في صقل الجوانب المتعلقة بـالأخلاق والتربية والجانب الإيماني لدى الشباب، لذلك لدينا في كلية الآداب رغبة جادة في زيادة عدد لقاءات وندوات علماء الأزهر بالطلاب، لما سيكون له من أثر إيجابي في معالجة القضايا التي تشغل عقول الشباب، بما يسهم في تحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة وبناء جيل واع ومسؤول.

وفي كلمته أوضح أ.د. محمد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن الشخصية السوية هي تلك التي تتسم بالتوازن الداخلي والانسجام الخارجي، وهي لا تقتصر على المظاهر والسلوكيات السطحية، بل تعتمد في جوهرها على بنية نفسية وفكرية متينة، ومن أبرز مقوماتها الأساسية هو القدرة على التحليل والتمييز، وامتلاك بوصلة قيمية ثابتة مستمدة من مرجعية راسخة، تمكن الفرد من مقاومة تيارات التغيير السطحية، التي يتعرض له في الحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة، مع ضرورة أن يتجاوز الإنسان النظر إلى الأمور الشكلية أو ما يسمى بـ "القشور"، بل يجب عليه أن يدقق في الأمور ويحاول فهم الأبعاد الحقيقية للقضايا، مما يساعده على بناء قناعات ذاتية صلبة بدلاً من مجرد التبعية المجتمعية أو الإعلامية، لكل ما هو شكلي فقط.

كما أكد الدكتور محمد ورداني أن تحقيق الشخصية السوية، تتطلب أن يبدأ المسار من الفرد ذاته، حيث يجب على الإنسان أن ينظر في نفسه بعمق وصدق ويجري لها مراجعة دورية ومحاسبة ذاتية مستمرة لتقييم سلوكه وأفكاره، وهو المنهج الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، والهدف من هذه المراجعة هو ضبط المسار وتصحيح الانحرافات قبل استفحالها، وأن يمتلك الفرد شخصية نقدية؛ أي شخصية لا تقبل المعلومة أو السلوك على كما هي، بل تمحص في كل ما تتعرض له وتتعامل معه بأسلوب نقدي، من خلال إعمال العقل والمنطق والقيم، وهذا النقد الدائم والموضوعي هو الضمانة الحقيقية لبقاء الشخصية على استقامتها السوية بعيدًا عن التقليد الأعمى أو التأثر السلبي بالتغيرات المتسارعة في محيطه.

من جانبه حذر الدكتور حسام شاكر، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، من ظاهرة التغريب، لأنها ليست مجرد تأثر ثقافي عابر، بل هي مخطط ممنهج يشكل خطورة قصوى على المجتمع العربي والمسلم، ومن يقف خلف هذا التغريب لا يهدف فقط إلى تغيير الأنماط السلوكية، بل يسعى بالأساس إلى إعاقة أمتنا عن تحقيق الإنجازات والنهوض الحضاري، وذلك من خلال إحداث ضياع متعمد للهوية الأصيلة وتقويض المقومات الثقافية والدينية، التي تميز هويتنا الإسلامية والعربية، ولذا فإننا نأسف لظهور بعض مظاهر التغريب في أمتنا مثل: اندثار بعض ألفاظنا العربية الفصحى وتغلغل استخدام الألفاظ غير العربية، وكما أن الخطورة الأكبر تكمن في التباهي بهذا التمسك اللغوي المستورد، في حين أن هويتنا وتراثنا العربي الإسلامي مليء بكل مقومات القوة والابتكار والاكتفاء الذاتي الحضاري.

كما أكد الدكتور حسام شاكر أن التغريب يستهدف بشكل خاص الشباب الذي أصبح يواجه خطورة حقيقية تتمثل في التشتت الفكري والتبعية الثقافية، لثقافات لا تمثل ثقافتنا ولا تناسب أمتنا، وهذا الأمر ليس جديدًا، حيث كتب العديد من العلماء والمفكرين في هذا الشأن منذ عقود، داعين إلى ضرورة تحصين المجتمع من ضياع هويته، لكن التنبه الآن أصبح واجبًا قوميِا يتطلب تضافر جهود المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، ليس فقط للتحذير، بل لتقديم البديل الحضاري المتمثل في الاعتزاز باللغة العربية، والتراث، والقيم الدينية الأصيلة، مع  ضرورة  بناء الجسور بين الشباب ومرجعيتهم الحضارية لضمان بقاء الأمة قادرة على الإنتاج والإسهام الحضاري الفاعل بعيدًا عن ذوبان الهوية في ثقافات الآخرين.

من جانبه، أشار أ.د. محمد إبراهيم، وكيل الكلية، إلى مفهوم "الشخصية السوية"، مؤكدًا أنها تحتاج بالضرورة إلى بوصلة توجهها نحو الطريق الصحيح، وهذه البوصلة، بدورها، تستلزم ضبطًا مستمرًا لضمان دقة توجيهها، وهذه اللقاءات التي تجمع الطلاب بعلماء الأزهر هي آلية مثلى لتحقيق هذا الضبط، خاصة وأنها تنبع من مرجعية دينية وتاريخية كبيرة وموثوقة مثل الأزهر الشريف، وهذا الدعم أصبح ضرورة في ظل ما يواجه الشباب من أزمات وتحديات فكرية وقيمية، حيث أصبح الكثير منهم ينجرف نحو البحث عن الترفيه السريع على حساب القيمة والمعنى الحقيقي للحياة، نتيجة التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر.

من جانبه، أشار الأستاذ محمود حبيب، عضو المركز الإعلامي للأزهر، أن الشخصية السوية لا تعني الخلاء من العيوب، بل هي في جوهرها القدرة على الاتزان والتحلي بالحكمة عند مواجهة الأزمات، والبحث الفعال عن الحلول، مشددًا على أن تحقيق الصحوة للنفس والنهضة الذاتية، يبدأ بسؤال جوهري ومستمر هو: "من أنا؟"، معتبرًا أن هذا التساؤل العميق هو المفتاح لتحقيق التطور الذاتي المستمر.

يذكر أن «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، استمر خلال على مدار خمسة أيام بدأت من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، بخطة دعوية شاملة في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».

طباعة شارك الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب شيخ الأزهر الضويني جامعة عين شمس

مقالات مشابهة

  • الدكتور بن حبتور يعزّي في وفاة محمد بجاش
  • مهرجان المسرح العربي يطلق اسم الدكتور هاني مطاوع علي دورته السادسة
  • شاهد بالصور والفيديو.. عروس فنان الثورة السودانية تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالتها الجميلة في ليلة زفافهما والجمهور: (صدق عريسها عندما وصفهها ببدر البدور)
  • الدكتور أحمد فؤاد هنو ينعي الناشر الكبير محمد هاشم
  • غدا.. جاليري ضي يحتضن مشاريع تخرج كليات الفنون الجميلة
  • الأوقاف تُكلّف الدكتور محمد الطوالبة ناطقًا إعلاميًا باسم الوزارة
  • وفد أميركي يطلع على الأعمال الفنية المصاحبة لمهرجان الفنون الإسلامية
  • الدكتور محمد ورداني: الشخصية السوية لا تقوم على مظاهر سطحية
  • ما كان ينبغي أن يجتمع هذان المجنونان.. غونجا الجميلة التي تتحدى غوردال في المسلسل التركيحلم أشرف
  • التفاصيل الكاملة لحفل مريم عزيز في ساقية الصاوي