بعد 4 أشهر من القتال.. الجوع يفتك بأطفال السودان
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أعلنت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) البريطانية غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، وفاة نحو 500 طفل في السودان بسبب الحرب الدائرة هناك بين قوات الجيش والدعم السريع. وقالت مدير المنظمة في السودان، عارف نور، في بيان، إن "في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع.. يموت الأطفال من الجوع، في حين كان من الممكن تجنب ذلك تماما".
وأضاف: "ما لا يقل عن 498 طفلا في السودان وربما مئات آخرين ماتوا جوعا (منذ بدء الحرب في 15 أبريل). لم نتخيل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعا، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان".
وهناك كذلك خشية من أن يزداد الوضع سوءا بعد أن اضطُرّت المنظمة غير القادرة على استئناف نشاطها وسط المعارك، إلى التوقف عن علاج "31,000 طفل يعانون من سوء التغذية".
وتسببت الحرب التي يخشى خبراء من أن تستمر سنوات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مقتل حوالي 5 آلاف شخص منذ 15 أبريل، وفقا لتقرير صادر عن منظمة "بيانات موقع النزاع المسلح وأحداثه" (أكليد) غير الحكومية. كما أجبرت الحرب أكثر من 4 ملايين شخص على الفرار.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
بكري الجاك
الحقيقة الموضوعية التى لايمكن مقارعتها بالغلاط و الهتاف ان السودان ظل فى حالة احتراب داخلي منذ ماقبل الاستقلال (أغسطس ١٩٥٥ حركة الأنانية ون) حينها كانت منطقة الخليج تحت الانتداب البريطاني و لم يكن هنالك دول مثل الامارات و قطر و لاغيرها و التى كانت موجودة كانت لا تملك قوت عامها.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن محوها انه كان هناك نظام يسمي الانقاذ أتى بانقلاب عسكري فى عام ١٩٨٩ و قام بتأجيج الحرب الأهلية باسم الجهاد و استثمر فى خلق الصراعات القبلية و تكوين المليشيات و تقنين الفساد و تطبيعه حتى ظن الناس الاستقامة هى ضرب من ضروب الخيال.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن تغييرها بالاكاذيب ان الشعوب السودانية قامت بثورة عظيمة فى ديسمبر ٢٠١٨ شاركت فيها كل فئات المجتمع السوداني و ان القيادة المدنية التى قادت مشروع الثورة اتخذت تقديرات سياسية اتضح لاحقا ان بعضها كان غير صحيح و لكن لم تفشل الفترة الانتقالية، و كما لا يمكن ان نساوي بين ٢٦ شهر للحكم الانتقالي و ثلاثين عاما من التخريب الممنهج و النهب المشاع للانقاذ، و لم تفشل المرحلة الانتقالية و لكن انقلب عليها من يتحاربون الآن، كما عمل على افشالها تحالف المال و السلطة الذي عماده الاسلاميين و ربائبهم بالتامر و التخريب اولا و الانقلاب ثانيا و اخيرا الحرب.
و الحقيقة الموضوعية التى لا يمكن نفيها بإعادة كتابة التاريخ ان حرب السودان بدأت بين السودانيين و لها عدة اسباب مباشرة و غير مباشرة من بينها الخلل البنيوي فى بنية الدولة حتى قبل اعلان استقلالها.
عليه اي محاولة لتصوير حرب السودان كحرب خارجية او غزو اجنبي او كلها محض عدوان خارجي هو ذهول عن رؤية قرص الشمس او رفض حقيقة ان الشمس تشرق من الشرق و هذا لا يعني انه ليس هناك عوامل خارجية ( شبكة مصالح و دول) اصبحت ذات تأثير عالي فى استمرار حرب ١٥ أبريل و هذه العوامل سيكون لها دور فى الطريقة التى ستنتهي بها الحرب.
و جوهر القول انه بدلا من ترديد ان الحرب غزو اجنبي كشكل من أشكال الهروب الي الا مام علينا ان نتسائل عن ما هو دورنا نحن كسودانيين لايقافها بدلا من لعن الظلام و الخارج؟ اية محاولة للوم الخارج فقط و كفي هو ليس فقط نوع من الكسل الذهني بل هو التخلي عن ال agency اي قدرتنا على الفعل.
قليل من الموضوعية لا يضر و مهما كانت المواقف من الحرب و الرؤي فى تفسيرها لا يوجد ما يجب ان يقدم على ايقافها باي صيغة كانت و الا فما قيمة ان يكون الفرد منا علي صواب فى التشخيص و لكن المريض قد أصبح جثة هامدة؟ فلنعمل جميعنا على إسكات البنادق و لنواصل اختلافنا و جدلنا عن ما حدث حينما نجد الامان فللحقيقة اوجه عدة.
بكري الجاك
١٨ مايو ٢٠٢٥