قال كيفن فالير، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz)، إنه "توجد نسخة نارية من النزعة المحافظة الكاثوليكية تشق طريقها نحو اليمين الأمريكي، ويشكل هؤلاء المحافظون الاجتماعيون المتطرفون المتيمون بالإكراه الديني والحروب الثقافية تهديدا صغيرا ولكنه متزايد للأقليات في الولايات المتحدة".

فالير أردف، في مقال ترجمه "الخليج الجديد"، أن "التكاملية الكاثوليكية حركة سياسية جديدة تشكلت في الولايات المتحدة، وهي ترفض الديمقراطية الليبرالية وتعتبر أن أفضل الحكومات هي التي تتحد مع الكنيسة الكاثوليكية لدعم المهمة الروحية للكاثوليكية، وترى أن الكنيسة والدولة تعملان معا على تعزيز الصالح العام للمجتمع البشري في هذه الحياة وفي الآخرة.

وفي أحيان كثيرة، يستخدمون الإكراه للقيام بذلك".

وتابع: "أعدادهم حاليا قليلة ونفوذهم محدود، لكني أتوقع أن ينمو. ومع ذلك، فإن دعاة التكامل الأمريكيين معروفون جيدا في اليمين الأمريكي وبين قادة الفكر الأمريكيين في الأوساط الدينية".

و"من الشخصيات القريبة من التكاملية الكاثوليكية ستيفن بانون ورود دريهر وسهراب الأحمري، لكن الحركة لديها العديد من القادة المهمين، ومن أبرز المثقفين بينهم أستاذ القانون في جامعة هارفارد أدريان فيرميول، والمنظر السياسي جلادين بابين، واللاهوتي تشاد بيكنولد"، بحسب فالير.

وزاد بقوله: "من وجهة نظري، فإن لهم تأثيرا غير مباشر على (المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024) رون دي سانتيس. وهذه الشخصيات كانت من بين أكثر الشخصيات إصرارا على أن اليمين الأمريكي يستخدم حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية للفوز في الحرب الثقافية، وقد طورا أيضا علاقات مع عضو مجلس الشيوخ جيه دي فانس".

اقرأ أيضاً

مسلمون بأمريكا يقاضون مسؤولين فيدراليين: عاقبونا لرفضنا التجسس

مزج العقيدة بالسياسة

و"أعتقد أن التكاملية هي جزء من إحياء عالمي لفئة من المذاهب التي أسميها المناهضات الدينية لليبرالية، وهذه المذاهب محافظة اجتماعيا وتدعم المؤسسة الدينية القسرية لدين واحد على أنه صحيح"، كما أضاف فالير.

وتابع: "سيرغب بعض الناس دائما في المزج بين عقيدتهم وسياساتهم، وقد أنتجت هذه الخلطات مجموعة متنوعة من المذاهب، كما نرى مع الحركة القومية الهندوسية في الهند، والدعم المسيحي الأرثوذكسي الروسي لفلاديمير بوتين (الرئيس الروسي)، ومختلف سلالات الإسلاموية في جميع أنحاء العالم، بل إننا نرى في الواقع اتجاهات غير ليبرالية في الحكومة الإسرائيلية الحالية (يمينية متطرفة) من جانب أحزاب في الائتلاف الحاكم (برئاسة بنيامين نتنياهو)".

واستطرد: "قد تكون متشككا بشأن قوة الجماعات الدينية المناهضة لليبرالية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، لكن ضع في اعتبارك ما يلي: المتدينون لديهم أطفال أكثر بكثير من غير المتدينين، ومن المرجح أن يؤدي هذا الاتجاه إلى تحويل السلطة السياسية في اتجاه مناهض لليبرالية في جميع أنحاء العالم".

فالير قال إنه "في الولايات المتحدة، تعتبر السياسات التكاملية الكاثوليكية نسخا متطرفة من سياسات المحافظين الكاثوليك ومن بينها: فرض حظر كامل على المواد الإباحية، وحظر تفرضه السلطة التنفيذية على الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حتى في حالة الاغتصاب، كما سيعملون على حظر التجديف وزواج المثليين ويعيدون تجريم اللواط".

وأضاف أن "أنصار التكاملية يدعمون إنفاق الدولة الضخم على سياسات الأسرة والطفولة، مثل جعل الولادات مجانية وإعفاءات ضريبية كبيرة لإنجاب الأطفال.. وهم يؤمنون بالدولة التنظيمية القوية ويدعمون الضوابط على التجارة والهجرة ويريدون في نهاية المطاف أن تصبح الكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة الرسمية للولايات المتحدة، على الرغم من أنهم يعرفون أنهم بعيدون جدا عن ذلك".

(())

تكامل الدولة والكنيسة

ووفقا لفالير، فإن "مجتمعهم المثالي هو المجتمع الذي تتكامل فيه دولة حديثة كبيرة وقوية مع الكنيسة الكاثوليكية. وستقوم الكنيسة بتوجيه الدولة لاستخدام وسائل قسرية وغير قسرية لدعم مهمة الكنيسة الروحية، مثل عقوبات الردة والبدعة ومتطلبات حضور القداس. والتكاملية تشبه الإسلاموية ولكن مع الكاثوليكية كدين".

وتابع أن "الخطر الذي يواجه اليهود أو الأقليات الدينية الأخرى في الولايات المتحدة يأتي في الأساس من تبني الحكومة لدين معين باعتباره دينا حقيقيا واستخدام الإعانات والإكراه لتعزيز الأهداف الروحية المثيرة للجدل لهذا الدين".

و"من المرجح أن مثل هذا الدين الذي تم تأسيسه قسرا من شأنه أن يجعل اليهود والأقليات الدينية الأخرى، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، مواطنين من الدرجة الثانية"، وفقا لفالير.

وشدد على أنه "لا ينبغي الاستهانة بالإغراءات تجاه معاداة الليبرالية الدينية. ونحن نرى علامات على عدم الليبرالية في دول عديدة، إذ يتوق الملايين إلى أمة قوية ترتكز على عقيدتهم القديمة".

و"لكن يتعين علينا أن نزعم أن الحرية الدينية تتوافق مع المعتقد الديني  في الولايات المتحدة وإسرائيل وفي كل مكان آخر. ولكن الإيديولوجيات المناهضة لليبرالية، مثل التكاملية، تجتذب المثقفين تطوريين، لذا يتعين علينا أن نقدم حججا جديدة لمعالجة هذه الإيديولوجيات. لكن أخشى أننا لسنا مستعدين"، كما ختم فالير.

اقرأ أيضاً

«إيكونومست»: المسلمون بأمريكا يُنظر إليهم كأقل من الزنوج والمثليين

المصدر | كيفن فالير/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الدولة الكنيسة الأقليات الليبرالية فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين تحذر الولايات المتحدة من اللعب بالنار بشأن تايوان

حذرت الصين الولايات المتحدة اليوم السبت من "اللعب بالنار" في قضية تايوان، إثر الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال منتدى أمني في سنغافورة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنها "قدمت احتجاجات رسمية إلى الطرف الأميركي" على تصريحات هيغسيث، مبدية "أسفها الشديد" لمواقفه.

وأضافت الخارجية "على الولايات المتحدة ألا تحاول استخدام قضية تايوان ورقة مساومة لاحتواء الصين وعليها ألا تلعب بالنار".

وكان هيغسيث حذر من أن الصين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، متعهدا أن تبقى الولايات المتحدة بجانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

ونبه إلى أن الجيش الصيني يعمل على بناء قدراته لاجتياح تايوان ويتدرب على ذلك فعليا.

كذلك، اتهم هيغسيث بكين بأنها "تصادر أراضي وتحولها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني" في بحر جنوب الصين.

ولم ترسل بكين وزير دفاعها دونغ جون لتمثيلها في منتدى سنغافورة، ووصفت قضية تايوان بأنها "شأن داخلي" لا يحق لدول أجنبية التدخل فيه.

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا المسطح المائي الذي يمر عبره نحو 60% من التجارة البحرية، رغم حكم قضائي دولي يعتبر ألا أساس قانونيا لهذا المطلب.

إعلان

وزادت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي لكن تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، وأجرت العديد من المناورات العسكرية الواسعة في محيط الجزيرة شملت خصوصا محاكاة الحصار والغزو.

ونفت وزارة الخارجية الصينية وجود أي مشكلة على صعيد الملاحة في الممر المائي.

وصرح متحدث باسم الخارجية بأن الصين ملتزمة بحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية بحسب القانون.

واتهمت بكين الولايات المتحدة بتحويل منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى "برميل بارود" عبر نشر أسلحة في بحر جنوب الصين.

مقالات مشابهة

  • حرب 1812.. صراع ناري على الهوية والسيادة بين الولايات المتحدة وبريطانيا
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • ساكو: عودة المهجّرين إلى العراق ولبنان تبدأ بتوحيد الصفوف وتعزيز دور الكنيسة
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من اللعب بالنار بشأن تايوان
  • ترامب يدمر ريادة أمريكا التكنولوجية
  • انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
  • الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون