في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم جهود السلام العالمي، تستعد الرياض لاستضافة قمة مرتقبة تجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتهدف هذه القمة إلى مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا وإعادة تشكيل المشهد السياسي العالمي، وسط غياب أوكرانيا والدول الأوروبية عن المحادثات.

بدء المباحثات في الرياض

وانطلقت في السعودية، الثلاثاء، أولى المباحثات المباشرة بين مسؤولين روس وأمريكيين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. 

وتهدف هذه المباحثات إلى تطبيع العلاقات بين البلدين والتحضير لمفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية، حيث احتضن قصر الدرعية في الرياض الاجتماع الذي جمع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

تفاصيل الاجتماع والملفات المطروحة

وشهد الاجتماع، مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين، حيث حضر من الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما شارك من الجانب الروسي المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف. 

وأظهرت اللقطات التي بثتها القنوات السعودية، الوزير السعودي فيصل بن فرحان يتوسط الوفدين، في إشارة إلى دور السعودية كوسيط في هذه المباحثات.

ويرى الكرملين أن المحادثات تهدف إلى إعادة تشكيل الأمن الأوروبي والتأكيد على ضرورة تراجع حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن توسعه في شرق أوروبا، حيث تعتبر روسيا غزو أوكرانيا محاولة لحماية أمنها القومي.

ومن المتوقع أن يكون النزاع الأوكراني هو الملف المحوري في المحادثات.

سياق الاجتماع والدوافع السياسية

وتأتي هذه القمة بعد سنوات من التوتر بين موسكو وواشنطن، وقبل أيام من الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا. 

كما تزامنت مع مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين ترامب وبوتين، أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الدبلوماسية. 

وبينما كثفت الإدارة الأمريكية انتقاداتها لحلفائها الأوروبيين مؤخرًا، تُثار تساؤلات حول دور الأوروبيين في هذه المحادثات، خاصة بعد غيابهم عن قمة الرياض.

وأعربت أوكرانيا عن قلقها من تهميشها في هذه المباحثات، حيث أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتوجه إلى السعودية الأربعاء لحث الحلفاء على عدم السماح بعقد اتفاق روسي أمريكي يستثني كييف.

كما دعت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف موحد ضد أي اتفاقات يمكن أن تؤثر على مصالحها.

وفي الوقت ذاته، يعقد القادة الأوروبيون اجتماعًا في باريس الاثنين المقبل لتنسيق مواقفهم بشأن أي ترتيبات أمنية جديدة قد تنبثق عن محادثات الرياض. كما يستعد المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ لزيارة بولندا وكييف خلال الأيام القادمة.

موقف موسكو وواشنطن

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن القادة الأوروبيين "ليسوا معنيين بالجلوس إلى الطاولة لأنهم يريدون استمرار الحرب"، فيما أكد ماركو روبيو أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، مشيرًا إلى أن أي حل يجب أن يشمل أوكرانيا في مرحلة لاحقة.

ومن جانبه، أظهر بوتين بادرة حسن نية تجاه واشنطن من خلال الإفراج عن مواطن أمريكي احتُجز لفترة وجيزة في مطار موسكو، وهي خطوة تأتي بعد صفقة تبادل معتقلين تمت الأسبوع الماضي بين البلدين.

شروط التفاوض بين روسيا وأوكرانيا

وتطالب روسيا باعتراف أوكرانيا بضم شبه جزيرة القرم، والتنازل عن أربع مناطق في الجنوب والشرق، بالإضافة إلى ضمانات أمنية تمنع انضمام كييف إلى الناتو. في المقابل، ترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتصر على استعادة أراضيها وضمان استقلالها الكامل عن النفوذ الروسي.

وعلى الأرض، أعلنت موسكو أنها سيطرت على قريتين في منطقتي كورسك وخاركيف، بينما نفذت أوكرانيا هجومًا بطائرات مسيّرة استهدف محطة ضخ في خط أنابيب ينقل النفط الكازاخي إلى البحر الأسود، مما أدى إلى تعطيله.

وتعكس قمة الرياض، مساعي السعودية للعب دور محوري في جهود السلام العالمي، كما تبرز أهمية هذه المحادثات في رسم مستقبل الصراع الأوكراني. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب السعودية أوكرانيا الرياض بوتين المزيد

إقرأ أيضاً:

زلينسكي: الهجوم الروسي يقطع الكهرباء عن آلاف العائلات في أوكرانيا

صراحة نيوز-صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن القوات الروسية شنت هجمات باستخدام 30 صاروخًا و450 طائرة مسيرة على بلاده، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف العائلات.

وأكد زيلينسكي في منشور على منصة «إكس» أن الضربات الروسية أضرت بأكثر من 10 مرافق مدنية، مشددًا على أن الهجوم لا يهدف إلى إنهاء الحرب، وإنما يسعى لتدمير الدولة وإلحاق الألم بالشعب الأوكراني. وأضاف أن أكبر الضرر أصاب نظام الطاقة في الجنوب ومنطقة أوديسا، حيث فقدت آلاف العائلات الكهرباء في سبع مناطق مختلفة.

وأفاد شهود بأن مدينة أوديسا الساحلية والمناطق المحيطة بها شهدت انقطاعًا واسع النطاق في التيار الكهربائي بعد الهجوم، فيما أكدت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الأوكرانية أن عدداً كبيراً من الأسر في منطقتي أوديسا وميكولايف، إضافة إلى الجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا من منطقة خيرسون، بلا كهرباء تمامًا.

الغارة الروسية واسعة النطاق

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الغارات جاءت رداً على ما وصفته بـ«الهجمات الإرهابية في أوكرانيا»، واستخدمت فيها صواريخ فرط صوتية من نوع “كينجال”، وطائرات مسيرة بعيدة المدى، وأسلحة دقيقة برية وبحرية، مستهدفة منشآت المجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومنشآت الطاقة الداعمة له. وأضافت الوزارة أن الغارة حققت أهدافها بالكامل، فيما أسقطت أنظمة الدفاع الجوي 169 مسيرة أوكرانية واعترضت صاروخين من طراز «هيمارس» أمريكيي الصنع خلال الـ24 ساعة الماضية.

هجوم بطائرة مسيرة على روسيا

قتل شخصان اليوم في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية استهدف مدينة ساراتوف في وسط روسيا، وفق السلطات المحلية. وأوضح حاكم منطقة ساراتوف، رومان بوسارغين، أن المسيّرات أصابت مبنى سكنيًا، مشيرًا إلى أن كييف تشن ضربات مماثلة منذ بداية الحرب قبل نحو 4 أعوام، رغم أن الدفاعات الروسية عادة ما تعترض نسبة كبيرة منها، مع وقوع ضحايا نادرًا.

مقالات مشابهة

  • زلينسكي: الهجوم الروسي يقطع الكهرباء عن آلاف العائلات في أوكرانيا
  • إردوغان يحذّر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • الرئيس التركي: السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس ببعيد
  • روسيا تعلن مقتل شخص وأوكرانيا تحقق اختراقا بجبهة خاركيف
  • ترامب: غزو أوكرانيا يشبه فوز أمريكا في مباراة الهوكي معجزة على الجليد
  • خبير أوكراني: الحرب تحولت إلى مواجهة اقتصادية.. وأوكرانيا لن تتنازل عن أراضيها رغم التصعيد الروسي
  • أكد عدم اطلاعهم عليها بعد.. مسؤول بالكرملين: قد لا نرحب بالمقترحات الأمريكية الأخيرة بشأن الصراع في أوكرانيا
  • قد لا تعجبنا.. مسؤول روسي يعلق على خطة السلام المعدلة بشأن أوكرانيا
  • البيت الأبيض: ترامب يعمل بنشاط على تسوية الصراع في أوكرانيا
  • روسيا: خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري