اتفق خبيران على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول رفع سقف المطالب في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط ضغوط أميركية للمضي قدما في الاتفاق.

وأجمع الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد والصحفي والخبير في الشؤون الإسرائيلية وديع عواودة على أن نتنياهو يواجه تحديات داخلية من ائتلافه الحكومي، خاصة من الصهيونية الدينية بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وكان مكتب نتنياهو قد هاجم تصريحات لبعض أفراد فريقه للتفاوض، والتي جاء فيها أن حماس هي من بادرت بتقديم موعد دفعة الإفراج، ووصفها بأنها "سخافة وترديد لدعايتها".

وزعم نتنياهو أن التفاهمات التي تم التوصل إليها كانت نتيجة لموقفه الحازم والتحذير الذي صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن حكومة نتنياهو قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة بشرط نزع سلاح المقاومة، وهو الأمر الذي رفضته حماس، كما رفضت مقترحات تتعلق بإبعادها عن القطاع.

وأكد عواودة أن "نتنياهو يدرك تماما أن الإدارة الأميركية تريد لهذه الصفقة أن تنتقل إلى المرحلة الثانية، لكنه يواجه خللا داخليا خطيرا يهدد مستقبل ائتلافه الحكومي"، مشيرا إلى أن نتنياهو تأخر نحو 20 يوما عن الموعد المحدد لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

إعلان

بدوره، أشار زياد إلى أن الاتفاق ينص على بدء تمديد المرحلة الأولى في اليوم الـ43 دون العودة إلى القتال، مع استمرار المفاوضات بدون سقف زمني حتى الوصول إلى المرحلة الثانية، موضحا أن "أي عمليات عسكرية أو تخفيض للمساعدات ستمثل خرقا للاتفاق".

خطوط حمراء

ولفت زياد إلى أن حماس وضعت خطوطا حمراء واضحة في المفاوضات تشمل رفض نزع سلاحها أو تهجير سكان غزة أو إقصائها من المشهد السياسي، وأكد أن الحركة "تمتلك خبرة جيدة في التفاوض مع إسرائيل تمكنها من تجاوز هذه الأزمة".

وفيما يتعلق بإستراتيجية التفاوض، أشار عواودة إلى أن نتنياهو وترامب "يعملان بعقلية التاجر ويرفعان المطالب في الموقف الافتتاحي الأول، على أمل تحقيق الحد الأدنى من المكاسب".

وأضاف أن الإدارة الأميركية "لن تصبر كثيرا على نتنياهو، ولن تسمح لإسرائيل بالعودة إلى الحرب".

وأوضح زياد أن حماس أعلنت استعدادها لتسليم 31 أسيرا إسرائيليا من الجنود والضباط مقابل تثبيت وقف الحرب بشكل دائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، مشيرا إلى أن هذا الموقف تم التعبير عنه بوضوح في خطاب رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية.

وفي السياق ذاته، قال عواودة إن "نتنياهو غير معني في حقيقة الأمر بالحرب، لأن هذه المغامرة ستقتل الأسرى وتشعل الشارع الإسرائيلي وتؤدي إلى مقتل جنود"، مؤكدا أن التهديدات الإسرائيلية تهدف إلى الضغط على حماس.

وكان الحية قد أعلن عزم حماس تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي يوم غد الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت المقبل، في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يُفرج الاحتلال عمن يقابلهم من الأسرى الفلسطينيين حسب الاتفاق، في حين يستكمل تسليم بقية الجثامين المتفق عليها في المرحلة الأولى بالأسبوع السادس.

إعلان

صفقة إقليمية

وعلى المستوى الإقليمي، أشار عواودة إلى أن الإدارة الأميركية تتطلع إلى الذهاب نحو صفقة سياسية إقليمية كبرى، وقال إن "عين ترامب على المليارات في الخليج، وعينه الأخرى على جائزة نوبل للسلام"، في حين أكد زياد أن "الوسطاء من المفترض أن يشكلوا ضغطا كبيرا على إسرائيل لإلزامها بالسياق التفاوضي".

وبشأن التحديات الداخلية التي تواجه نتنياهو، قال عواودة إن الحكومة الإسرائيلية ستواجه في الشهر المقبل "امتحانا" يتمثل في مشروع قانون الموازنة العامة، مما يزيد تعقيد موقف نتنياهو في المفاوضات.

وأكد الخبيران على أن المرحلة المقبلة من المفاوضات ستكون صعبة ومليئة بالمناورات والشائعات ومحاولات التضليل والضغط على حماس، في ظل محاولات نتنياهو تحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية.

يذكر أن المرحلة الثانية من الصفقة تشمل -وفقا للاتفاق- وقفا دائما للحرب وتبادلا للأسرى، في حين تطالب إسرائيل بشروط إضافية تتعلق بمستقبل حكم غزة ونزع سلاح المقاومة، وهي مطالب ترفضها حماس بشكل قاطع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المرحلة الثانیة على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

موسم الرياض يختتم المرحلة الثانية من بطولة WBC للملاكمة بمشاركة 64 ملاكمًا من 40 دولة

اختُتمت أمس في العاصمة الرياض المرحلة الثانية من بطولة "WBC Boxing Grand Prix" العالمية، بمشاركة 64 ملاكمًا من نخبة الأسماء الصاعدة على مستوى العالم، مثّلوا أكثر من 40 دولة، وذلك ضمن مشروع رياضي عالمي يقيمه المجلس العالمي للملاكمة بالشراكة مع موسم الرياض.

وأُقيمت المنافسات على مدى يومين متتاليين في منطقة "بوليفارد سيتي"، وشهدت إقامة 32 نزالًا حاسمًا ضمن تصفيات خروج المغلوب المعتمدة رسميًّا من قبل المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، لتحديد المتأهلين إلى المرحلة الثالثة من البطولة المرتقبة.

وتوزّع المتنافسون على أربع فئات وزنية معتمدة هي "وزن الريشة، والوزن الخفيف الفائق، والوزن المتوسط، والوزن الثقيل"، وسط تنظيم احترافي يعكس الحضور المتنامي للمملكة على خارطة استضافة البطولات الدولية، لا سيما في رياضة الملاكمة التي تشهد إقبالًا جماهيريًّا متزايدًا في المنطقة.

وشكّلت هذه الجولة محطة مفصلية في مشوار البطولة، إذ حسمت نتائج النزالات ملامح المنافسة على اللقب، تمهيدًا لانطلاق المرحلة الثالثة من التصفيات في شهر أغسطس المقبل، على أن تُقام النهائيات الكبرى في ديسمبر، إذ تُتوَّج العاصمة الرياض رسميًّا بلقب "عاصمة أبطال WBC" في أربع فئات وزنية.

وكانت المرحلة الأولى من البطولة قد أُقيمت في أبريل الماضي بمشاركة 128 ملاكمًا من مختلف أنحاء العالم، وشهدت منافسات حماسية أظهرت حجم التحدي والمهارة العالية التي يتمتع بها المشاركون؛ مما عزّز أهمية البطولة على مستوى التصنيف الدولي للملاكمين الصاعدين.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • «الطاقة والبنية التحتية» تُطلق المرحلة الثانية من تصفير البيروقراطية
  • بحوث الصحراء يطلق المرحلة الثانية من مشروع التنمية الزراعية بجنوب سيناء
  • موسم الرياض يختتم المرحلة الثانية من بطولة WBC للملاكمة بمشاركة 64 ملاكمًا من 40 دولة
  • نتنياهو يدرس مقترحا جديدا لصفقة أسرى قدّمه ويتكوف
  • إزالة 108حالات تعد ضمن المرحلة الثانية من الموجة الـ26 بأسوان
  • الحكومة: مشروع تطوير الريف المصري «حياة كريمة» يقترب من إتمام مرحلته الأولى
  • «بتكلفة 350 مليار جنيه».. حياة كريمة يقترب من إتمام مرحلته الأولى
  • شينخوا: حماس توافق على صفقة مع إسرائيل وتبحث تفاصيل تنفيذها بالقاهرة
  • غدًا الأحد.. انطلاق امتحانات الدور الأول لشهادة إتمام المرحلة الثانوية
  • الخط الرابع للمترو.. دراسة المرحلة الثانية بطول 31.8 كم و21 محطة