محللون فلسطينيون: ما يجري في غزة جزء من خطة أمريكية لإعادة رسم المنطقة
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
يمانيون |
أكد عدد من القادة والناشطين الفلسطينيين أن كيان الاحتلال الصهيوني يواصل المماطلة والتسويف في تنفيذ بنود اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة، مشيرين إلى أنه لم يلتزم بتعهداته المتعلقة بإطلاق الأسرى، ووقف العمليات العسكرية، وإدخال المساعدات الإنسانية، ما يكشف – بحسبهم – عن نية الاحتلال استمرار العدوان بأشكال متعددة.
وفي تصريح له، وجّه القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية علي فيصل رسالة شكر وامتنان لكل من ساند غزة في معركتها ضد الإبادة الجماعية على مدى العامين الماضيين، وفي مقدمتهم اليمن ولبنان وإيران وسائر قوى المقاومة في المنطقة.
وأوضح فيصل أن الصمود الفلسطيني حقق إنجازات كبيرة، أبرزها تحرير عدد من الأسرى من ذوي الأحكام العالية والمؤبد، مؤكداً أن المقاومة ماضية حتى تحرير كل الأسرى وتطهير الأرض من الاحتلال.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني يحاول فرض معادلة جديدة عبر استمرار الاعتداءات ومنع عودة الحياة الطبيعية إلى القطاع، عبر تدمير المنازل والتضييق على الشاحنات التي تنقل الغذاء والدواء، بهدف إخضاع الفلسطينيين وتجويعهم، مؤكداً أن هذه الممارسات أصبحت مكشوفة أمام الرأي العام العالمي وحتى أمام حلفاء الكيان السابقين.
وبيّن أن الاحتلال يسعى لإرهاق الشعب الفلسطيني ودفعه نحو الهجرة القسرية، غير أن صمود الفلسطينيين وإصرارهم على البقاء أفشل تلك المساعي، وأثبت أن إرادة الشعب أقوى من آلة الحرب والحصار.
من جانبه، أكد الكاتب والصحفي إيهاب شوقي أن العدوان الصهيوني على غزة يهدف بالأساس إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقاومة في المنطقة، مشيراً إلى أن الخطة الصهيونية – المدعومة أمريكياً وبريطانياً – تقوم على توجيه ضربات مكثفة للمقاومة تمهيداً لاحتلال القطاع كاملاً.
وأوضح شوقي أن ما يجري في المنطقة مرتبط بتحركات جيوستراتيجية واسعة تشمل مشروع الممر الهندي الذي تسعى واشنطن من خلاله للسيطرة على الجيوب الاقتصادية الحيوية في المنطقة. ولفت إلى أن استمرار الإنفاق العسكري على مدى عامين يؤكد أن الهدف ليس الأمن، بل إعادة رسم خريطة السيطرة الإقليمية بما يخدم المصالح الأمريكية والصهيونية.
وأشار إلى وجود مخاوف حقيقية من مخطط تهجير سكان غزة نحو سيناء، مبيناً أن مصر تحاول تجنّب هذا السيناريو الكارثي، في حين تسعى بعض الأنظمة العربية لتخفيف الضغوط دون أن تمتلك إرادة مواجهة واضحة، الأمر الذي يكشف – على حد تعبيره – تبعية سياسية للقوى الغربية.
وشدد شوقي على ضرورة التزام الوسطاء بمحددات واضحة وعدم تجاوز دورهم، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية ثابتة على مبادئها وترفض أي وصاية دولية، وأن تحميلها مسؤولية تجدد العدوان محاولة لتبرئة الاحتلال من جرائمه المستمرة.
بدوره، استعرض الخبير في شؤون العدو الصهيوني راسم عبيدات تفاصيل الاتفاقات التي تم التوصل إليها بخصوص غزة، مشيراً إلى أن الالتزامات تضمنت تبادل الأسرى، ووقف العدوان، وانسحاب القوات، وإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بمعظمها.
وأوضح عبيدات أن الاتفاق نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً، غير أن ما تم تنفيذه لم يتجاوز 673 شاحنة فقط منذ بدء الهدنة، كما تجاهل الاحتلال إطلاق عدد من الأسرى الذين وردت أسماؤهم في الاتفاق الأول، ومنهم أحمد سعدات، مروان البرغوثي، قسام عبد الله البرغوثي، عباس السيد، حسن سلامة، وإبراهيم، ما أدى إلى تعقيد ملف التبادل.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال واصل عملياته العدوانية في مناطق مثل الشجاعية وخان يونس، حيث ارتقى سبعة شهداء مؤخراً، مؤكداً أن الحرب على غزة لم تتوقف فعلياً، بل تغيّرت أساليبها من القصف المباشر إلى الحصار والاغتيالات والقيود الاقتصادية، ما يثبت – بحسبه – أن كيان الاحتلال يسعى لتكريس واقع عدواني دائم في القطاع.
ويرى القادة والمحللون الفلسطينيون أن استمرار سياسة المماطلة الصهيونية يشكّل تحدياً حقيقياً لجهود الوسطاء الإقليميين، وأن مستقبل الهدنة مرهون بمدى التزام الاحتلال بوقف العدوان ورفع الحصار.
وفي المقابل، يؤكدون أن المقاومة الفلسطينية، مدعومة بمواقف قوى محور المقاومة، لن تتراجع عن ثوابتها ولن تسمح بتصفية القضية، مهما اشتدت الضغوط أو تبدلت أشكال العدوان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أخطر وحدة في المقاومة.. كتائب القسام تشيد بوحدة الظل
أشادت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بوحدة الظل التي تتولى مهمة تأمين وإخفاء الأسرى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب تسليم دفعة من الجنود المحتجزين لدى المقاومة.
وجاء في بيان للقسام نُشر عبر منصة تليغرام: "تحية واجبة للجنود المجهولين في وحدة الظل"، مشيرة إلى أن هذه الوحدة السرية شكّلت الحصن الذي حال دون وصول الاحتلال إلى أسراه، رغم المحاولات المستمرة والملاحقة الأمنية والاستخباراتية.
وأضاف البيان أن أعضاء الوحدة "حافظوا على أسرى العدو طيلة عامين من طوفان الأقصى، رغم التعقيدات الميدانية والتحديات الأمنية، وقدموا في سبيل ذلك دماءهم وجهودهم، حتى أوفى رجال المقاومة بوعدهم لحرية أسرانا".
وتعتبر وحدة الظل إحدى أكثر التشكيلات الأمنية سرية لدى كتائب القسام، وتُكلّف بمهمة تأمين الأسرى الإسرائيليين داخل قطاع غزة، وإبقائهم بعيدين عن أعين الاحتلال لضمان أوراق ضغط استراتيجية في ملفات التفاوض وصفقات تبادل الأسرى.
وبرز اسم الوحدة للمرة الأولى بعد مرور عشر سنوات على تأسيسها، حين أُعلن عن دورها في تأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهو ما مهد لاحقاً لصفقة تبادل أسرى واسعة في عام 2011.
وقبيل إطلاق سراح الجنود الأسرى يوم الاثنين، سمحت الوحدة لهم بالتحدث مع عائلاتهم عبر مكالمات هاتفية. وتحدث أحد عناصر الوحدة باللغة العبرية إلى أسرة أحد الجنود، طالبًا منهم نشر التسجيل المصور، الأمر الذي بثته وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما أدى إلى صدمة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن وحدة الظل ظهرت علنًا خلال عملية تسليم الأسرى في مدينة غزة، وهو ما وصفه بعض المعلقين الإسرائيليين بأنه "دليل على أن حماس لا تزال تحكم غزة فعليًا".
وقال المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، عبر قناته في تليغرام، إن وحدة الظل "صاغت من السرية سلاحًا فتاكًا، ومن الصبر قدرة تفاوضية غيّرت موازين القوى"، مؤكدًا أنها أدارت ملف الأسرى بـ"ذكاء تكتيكي وأخلاق إنسانية"، وأظهرت "محدودية التكنولوجيا الإسرائيلية"، حيث "تفوّقت اليد المدرّبة والمعلومة الحية على طائرات وأقمار الاحتلال".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن