«بيغني ويمثل ويكلم الجمهور».. روبوت كلب يشارك في عرض مسرحي لأول مرة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
فى حدث فريد من نوعه، شهد مسرح Chain فى نيويورك ظهوراً مسرحياً غير مسبوق لروبوت كلب Go2، رباعى الأرجل من Unitree، ليصبح أول روبوت من نوعه يشارك فى عرض مسرحى خارج برودواى، بحسب موقع «cnet».
شارك روبوت Go2 فى مسرحية من فصل واحد، بعنوان «الروبوت والجاسوس وحب الذكاء الاصطناعى»، نشأت فكرة المسرحية من الكاتب المسرحى جون آرثر لونج، الذى استوحى القصة بعد مشاهدة فيديو لروبوت Go2 Pro على موقع «يوتيوب»، ثم اشترى لنفسه روبوت، وتطورت القصة ومن هنا يقول لونج: «لا أعتقد أنه كان هناك روبوت حقيقى على خشبة المسرح من قبل».
لم يقتصر دور «Go2» على المشى على خشبة المسرح، بل تفاعل مع الممثلين من خلال الحوار والحركة، وكان ديفيد رى يؤدى صوت الروبوت مباشرة عبر مكبر صوت مثبت على ظهره، بينما يتحكم داريل جارسيا فى حركاته، باستخدام تطبيق ووحدة تحكم.
يتم التحكم فى «Go2» بشكل مباشر بنسبة 90% تقريباً، مما يضفى على أدائه طابعاً حيوياً وتفاعلياً، على الرغم من أن بعض حركات «Go2» مبرمجة مسبقاً، إلا أن المسئولين عن تشغيله يتدخلون فى معظم الأحيان للتحكم فى تصرفاته.
فى البداية، فكر مخرج المسرحية كيرك جوستكوفسكى فى تسجيل حوار الروبوت مسبقاً، لكنه سرعان ما أدرك أن الارتجال على الهواء مباشرة هو الخيار الأمثل، وأوضح «جوستكوفسكى» أن الارتجال يمنح الممثلين حرية التفاعل مع الجمهور، ويضفى على العرض طابعاً كوميدياً فريداً.
انطلقت عروض المسرحية التى طال انتظارها يوم الجمعة الماضى، وستستمر حتى الأول من مارس، كجزء من فعاليات مهرجان Chain Winter One Act، فى تجربة مسرحية فريدة للجمهور.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعى الروبوت نيويورك
إقرأ أيضاً:
مسرحية المساعدات في غزة..!
يمانيون/بقلم/ عبدالحكيم عامر
بينما تتصاعد ألسنة المجاعة من أزقة غزة وتئن المستشفيات من فقدان الطاقة والدواء، يظهر الاحتلال الإسرائيلي بمشهد تمثيلي يُقحم فيه “الجانب الإنساني” بطريقة مقلوبة، تُسقَط “مساعدات” من الجو بينما تُمنَع الشاحنات من الدخول برًا، يُقدَّم الاحتلال كفاعل خير، وهو في الواقع يُمارس إبادة بطيئة عبر الحصار المتعمَّد.
إن ما يُسمّى بـ”المساعدات الإنسانية” لم تعد أكثر من مسرحية استعراضية قاتمة، يغلفها الزيف وتُدار بأدوات القتل البطيء، في واحدة من أكثر وقائع التلاعب الإنساني سفورًا في التاريخ الحديث.
في محاولة يائسة لامتصاص الغضب الشعبي، أُعلنت ما سُمي بـ”هدنة تكتيكية” تمتد لعشر ساعات يوميًا في بعض المناطق، لكن الهجمات لم تتوقف، والممرات الإنسانية لم تُفتح، ولم يشهد الغزيون أي تحسن فعلي بسيط في أوضاعهم، تحوّلت الهدنة إلى فاصل إعلامي بين مجزرتين، وإلى وسيلة لإعادة تموضع العدوان تحت قناع “التسهيلات”.
فالمنظمات الإغاثية نفسها، ومنها “أونروا”، انتقدت بقسوة عمليات الإسقاط الجوي، ووصفتها بأنها استعراض عديم الفعالية ويُعرّض حياة المدنيين للخطر، والصحيح أن العدو الإسرائيلي لا يريد إنقاذ غزة من المجاعة التي هو سببها، بل التحكم في إمدادات الحياة، ليبقى الحصار وسيلة ضغط وإخضاع.
وفي انقلاب فجّ على الواقع، اتهم الاحتلال الأمم المتحدة بـ”الكذب”، بعد أن نشرت تقارير موثقة عن العرقلة المتعمدة لإدخال المساعدات، من قصف للطرقات، إلى رفض تصاريح القوافل، إلى تهديد فرق الإغاثة واستهداف سيارات الإسعاف، تتكشف أمامنا خيوط خطة عسكرية ممنهجة لتجويع سكان القطاع حتى الركوع أو الفناء.
وتُباد غزة يوميًا أمام أعين العالم، بينما يراوح الموقف الدولي بين التفرّج والنفاق، تُنفق الملايين على إسقاطات جوية عقيمة، بدلًا من ممارسة ضغط حقيقي لفتح المعابر وكسر الحصار، أما الأنظمة العربية، فبين بيان شجب هنا و”قمة طارئة” هناك، تواصل الصمت أو التواطؤ، دون خطوات حقيقية لكبح جماح العدوان، أو حتى سحب سفراء، أو تجميد اتفاقات التطبيع.
إن الإبادة الجماعية في غزة لم تكن ممكنة لولا الغطاء الأمريكي، فأمريكا لا تُزوّد الاحتلال بالسلاح والمال فقط، بل تُشرعن جرائمه عبر “الفيتو” الذي يحجب العدالة عن الضحايا، ويمنح القاتل مساحة إضافية للتمادي، الإدارات الأمريكية، هي شريكًا مباشرًا في مجازر الإبادة والتجويع، تتكئ على شعارات “حقوق الإنسان” بينما تغرق أياديها في دماء ابناء غزة العُزل.
اليوم غزة تختنق في حصارها، وتتلوى تحت أنقاض منازلها، بينما تُرمى إليها المساعدات كما تُرمى الفتات لكلب في حفرة، وما هذه “المساعدات” إلا جزء من آلة القتل، لا بادرة رحمة، وفي زمن الهزيمة السياسية والخذلان الرسمي، يبقى صوت الشعوب والمقاومة هو الأمل الوحيد، لتبقى غزة رغم الحصار، راية للحق، وشوكة في حلق المحتل.
وإن مسؤولية الإعلاميين، والناشطين اليوم، وكل إنسان حرّ، اليوم هي فضح هذه المسرحية الخبيثة، وعدم الانخداع بصورها البراقة، يجب أن نصرخ في وجه هذا التواطؤ العالمي، وأن نطالب بكسر الحصار، ووقف الإبادة، وفضح كل من يروّج لإنقاذ زائف.