دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بالنسبة للممثل الهندي، تشابال بهادوري، آخر رجل معروف بلعبه أدوارًا نسائية في المشهد المسرحي الشعبي البنغالي،تقمص الشخصية يستوجب الجانب العملي والآخر الطقوسي.

كان بهادوري يضم يديه معًا كما لو أنّه يُصلّي قبل وضع مساحيق التجميل، ورسم حواجبه، وتثبيت الرموش، وارتداء حمّالة الصدر، والشعر المستعار، والمجوهرات الذهبية.

وكان وضع "العين الثالثة" على جبهته بمثابة اكتمال لطلّته وتحوّله إلى "شيتالا"، إلهة الأمراض الهندوسية، ضمنًا الجدري.

ووثّقت صورة شهيرة للناشر والمخرج، نافين كيشور، هذه اللحظة بالذات، رفع خلالها الممثّل ذراعه وحدّق بتحدٍ خلف الكاميرا.

وكان كيشور الشخص الذي جلب قصة بهادوري إلى العالم من خلال فيلمه الوثائقي الشهير بعنوان "لعْب دور الإلهة: قصة تشابال بهادوري" في العام 1999.

وقال كيشور لـCNN في مقابلة بالفيديو: "حتى تلك اللحظة، هو رجل يتحوّل إلى امرأة. ومع العين الثالثة، يتحوّل إلى الإلهة".

لعب الممثل تشابال بهادوري الذي يظهر في هذه الصورة المُلتقطة في العام 1999، أدوارًا نسائية في عروض مسرحية متنقلة قبل انضمام المزيد من النساء لهذه المهنة في ستينيات القرن الماضي.Credit: Naveen Kishore/National Museum of Asian Art, Smithsonian Institution

وبهادوري متقاعد، في منتصف الثمانينيات من عمره الآن، وكان يُعتبر آخر مقلّدي النساء في الـ"جاترا"، وهو تقليد مسرحي موسيقي متنقل في الأجزاء الناطقة بالبنغالية، شمال شرق الهند، وبنغلاديش.

وعند انضمامه إلى فرقة الـ"جاترا" في خمسينيات القرن العشرين، كان الرجال يقدّمون العروض بشكل روتيني بلباس الـ"ساري" والمكياج عوض الممثلات. 

وأتى بهادوري من عائلة من الممثلين، ويستخدم الاسم المسرحي تشابال راني، وأصبح شخصية بارزة في مشهد مسرح كولكاتا.

لكن وجد بهادوري صعوبةً متزايدة في تأمين وظيفة بعدما بدأت المزيد من النساء في المشاركة بالـ"جاترا" خلال ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم. 

تُعرض مجموعة مختارة من صور كيشور الآن في المتحف الوطني للفنون الآسيوية التابع لمؤسسة "سميثسونيان" في العاصمة الأمريكية، واشنطن.Credit: Naveen Kishore/National Museum of Asian Art, Smithsonian Institution

وبحلول الوقت الذي التقى فيه بكيشور، الذي كان يدير مطبوعة عن المسرحيات آنذاك، كان الممثل قد بلغ الستينيات من عمره، ولم يكن يؤدي سوى عدد قليل من العروض في العام مقابل ما يعادل دولارًا واحدًا في الليلة.

التقط الناشر والمصوّر سلسلة من الصور بالأبيض والأسود لبهادوري فيما يرتدي زيّه.

ورآها أحد أمناء متحف وبيعت لاحقًا. 

وأعطى كيشور الأرباح لبهادوري، الذي جاء إليه لاحقًا للبحث عن عمل، كما أنّه عرض عليه الطهي أو حتى صنع القهوة لأجله.

واستذكر كيشور الموقف قائلاً: "كنت أبكي بسبب عجزي.. لأنّني رأيته كنجم، وفكرت: لماذا قد أقوم بإعطائه وظيفة في مطبخ؟ ".

وأضاف: "من ثم خطر ببالي أن جميع أصدقائنا في قطاع التلفزيون ووسائل الإعلام يريدون قصصًا ترفيهية من هذا النوع، لكن لم يكن أحد مهتمًا برعايتها. لذا، فكرت، ماذا لو أنفقت المال وصنعت فيلمًا وثائقيًا؟"

"أزلني من عقلك" كانت جلسة التصوير هذه دراسة تحضيرية للفيلم الوثائقي.Credit: Naveen Kishore/National Museum of Asian Art, Smithsonian Institution

تحضيرًا لفيلمه، نظّم كيشور جلسة تصوير أخرى مع بهادوري في منزل الممثل، وكانت بالألوان هذه المرة.

وقال كيشور: "لم تشمل جلسة التصوير إلا هو وأنا فحسب، لذا كان الأمر طبيعيًا. لا توجد أي لمسات للتعديل أو أي شيء من هذا القبيل. هذا جزء من الطريقة التي ألتقط بها الصور.. كان هناك محادثة طوال الوقت".

وأثناء حديثه مع CNN من دار رعايته في كولكاتا، استذكر بهادوري الأجواءً المريحة أيضًا.

وقال الممثل المتقاعد في مقابلته: "أخبرني نافين أن أنسى أنه كان يلتقط صوري. وقال لي: أزلني من عقلك. افعل ما تقوم به كما تفعل دومًا. لا تنظر إلى الكاميرا".

وتُقدِّم الصور الناتجة لمحة حميمة عن حرفة الممثل.

وأصبحت العديد منها موجودة حاليًا في المعرض الجديد للمتحف الوطني للفنون الآسيوية التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، والذي يُدعى: "Body Transformed: Contemporary South Asian Photographs and Prints".

وتم تكرار هذه الطقوس لاحقًا كمشاهد افتتاحية لفيلم "Performing the Goddess"، التي تتمحور حول الممثل، وتبلغ مدتها 44 دقيقة، يروي فيها بهادوري قصصًا من حياته ومسيرته المهنية.

ويتكون الفيلم في الغالب من لقطات للمقابلة، ويناقش فيها تجاربه المسرحية عن قرب، مثل تعرّضه للاختطاف من قِبل رجال كانوا مقتنعين بأنّه امرأة، إلى دراسة سلوكيات نساء بيوت الدعارة في منطقة الضوء الأحمر بكولكاتا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ سيرة بهادوري الذاتية للمؤلف سانديب روي ستصدر في ديسمبر/ كانون الأول، وستكون بعنوان: "تشابال راني، آخر ملكة للبنغال".

وعُرض الفيلم الوثائقي في مهرجانات الأفلام عند صدوره، مع عرضه على شاشات التلفزيون الهندي منذ ذلك الحين، بينما عُرضت الصور التحضيرية في متاحف مختلفة، مع بيعها لدى درا "سوزبي" للمزادات في العام 2007، قبل أن يستحوذ عليها عليها متحف "سينسيناتي للفنون". 

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: فنون مسرح فی العام

إقرأ أيضاً:

محكمة استئناف تؤيد الحكم بسجن رئيس صرب البوسنة لمدة عام

سراييفو "أ ب": أيدت محكمة استئناف في البوسنة الجمعة، حكما قضائيا سابقا بسجن رئيس صرب البوسنة ميلوراد دوديك لمدة عام ،ومنعه من ممارسة السياسة لمدة ست سنوات بسبب تصرفاته الانفصالية فيما تتصاعد التوترات في الدولة الهشة الواقعة في منطقة البلقان.

ومن غير المرجح أن دوديك سوف ينتهي به الحال في السجن في أي وقت قريب لأنه يتمتع بدعم كامل من صربيا المجاورة التي يمكن أن تؤويه في بلجراد، وكذلك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،الذي استضافه ثلاث مرات على الأقل منذ صدور أول حكم في فبراير

ودعا دوديك مرارا وتكرارا إلى انفصال نصف البوسنة الذي يديره الصرب للانضمام إلى صربيا المجاورة، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية السابقة إلى فرض عقوبات عليه وعلى حلفائه. كما اتهم دوديك أيضا بالفساد.

وأججت تهديدات دوديك الانفصالية المخاوف في البوسنة التي اندلعت فيها حرب في فترة 1992 إلى 1995 عندما تمرد صرب البلاد على الاستقلال من يوغسلافيا السابقة وتحركوا لتشكيل دولة صغيرة بهدف توحيدها مع صربيا. وقتل نحو مئة ألف شخص ونزح الملايين.

وأنهت معاهدة دايتون التي أبرمت بوساطة أمريكية، الحرب وتمخضت عن منطقتين في البوسنة هما جمهورية صربسكا واتحاد البوسنة الكرواتي، اللتين حصلتا على قدر واسع من الحكم الذاتي ولكن يبقيان على بعض المؤسسات المشتركة بما في ذلك الجيش والسلطة القضائية العليا وإدارة الضرائب.

كما أن البوسنة لديها رئاسة تناوبية من ثلاثة أعضاء من البوسنيين وصرب البوسنة والكروات البوسنيين.

واشتبك دوديك كثيرا مع الممثل السامي الدولي الذي يشرف على السلام، كريستيان شميت، وأعلن أن قراراته غير قانونية في جمهورية صربسكا. وتنص معاهدة دايتون على أن الممثل السامي يمكنه فرض قرارات وتغيير القوانين في البوسنة.

مقالات مشابهة

  • محكمة استئناف تؤيد الحكم بسجن رئيس صرب البوسنة لمدة عام
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • النيابة تحقق فى مصرع رضيعة قيدها والدها بسبب فرط حركتها فى الفرافرة
  • الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرات آمنة
  • أهالي مطاي يشيعون جثامين 3 فتيات في حادث انقلاب ميني باص بصحراوي المنيا
  • البحث الجنائي في العقبة يضبط لصاً سرق حواجز معدنية للأشغال قبل نقلها للجبال
  • وفاة الممثل المصري لطفي لبيب عن 78 عاما بعد صراع مع المرض
  • الليلة الأردنية.. لمسة وفاء على روح الفنان زياد الرحباني نجم السلمان ” كان ودي نلتقي” و ” غادة عباسي” زي العسل ” وثمين حداد” جانا الهوى ” وحمدي المناصير” لا تغمزيني بعينك
  • تألق ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقي العربية بحفلات صيف الأوبرا
  • ترامب: الهند ستواجه تعريفة جمركية تتراوح بين 20% و25% على الأرجح