الشيخ المراغي..منع إشراك مصر بالحرب العالمية وتدخل في أزمة طلاق الملكة فريدة

يصادف اليوم ذكرى وفاة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر، حيث تنوعت مواقفه الوطنية وأظهرت تفهمه العميق لمفهوم العمل الوطني، لم يقتصر تصوره على مجرد الكلمات والتصريحات، بل قدم نصائحه ونشراته وتحركاته الفعلية لدعم الوطن وخدمته. 

أبرز المواقف الوطنية للشيخ المراغي:

. دعم ثورة السودان عام 1919 وتقديم المساعدة لضحاياها، حيث أصدر نشرة لدعم المتضررين من الثورة في مصر، وقاد مظاهرات وأخذ توقيعات تأييدًا لزعامة الثورة.

. رفضه مشاركة مصر في الحرب العالمية الثانية وتعبيره عن قلقه ورفضه للتدمير والقتل الذي تسببت فيه غارات الدول المحورية في مصر، تأثرت الحكومة الإنجليزية بمقولته الشهيرة ولكنها لم تتمكن من اتخاذ إجراءات بسبب مكانة الشيخ المراغي في العالم الإسلامي.

. دعوته إلى الهدوء والنظام في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهت مصر خلال الحرب العالمية الثانية، حث على التعاون والرحمة واستخدام الموارد الغذائية بحكمة، وحذر من استخدام الأسلحة المدمرة ونشر الإشاعات.

. التعبير عن موقفه كشيخ للأزهر بالرأي الإسلامي والوطني فيما يتعلق بالمخطط الصهيوني للاستيلاء على فلسطين، وإرسال احتجاج إلى المندوب السامي البريطاني في القدس،  شارك في مؤتمرات واجتماعات تنديدًا بالسياسة البريطانية ودعوة للتعاون لمواجهة الاستعمار البريطاني وحماية المقدسات.

فنون الخط والحرف والآلات الشعبية تزين احتفالات ثقافة الإسماعيلية بصون التراث سرقة الموناليزا.. قصة تحويلها إلى أغلى لوحة في العالم

بهذه المواقف الوطنية، أظهر الشيخ المراغي التزامه العملي بخدمة الوطن والتضحية من أجله، وأثرت مواقفه بشكل كبير على الحركة الوطنية والسياسية في مصر والمنطقة.

أزمة الملكة فريدة

حدثت أزمة طلاق بين الملك فاروق وزوجته الأولى الملكة فريدة في عام 1945، طلب الملك من الشيخ المراغي إصدار فتوى تحظر على الملكة فريدة الزواج مرة أخرى، ولكن الشيخ رفض ذلك وأصر على عدم إصدار الفتوى،  وصل الأمر إلى درجة أن الملك قام بزيارة الشيخ أثناء علاجه بمستشفى المواساة بالإسكندرية، وقال له الشيخ عبارته الشهيرة: "أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم فلا أملكه، وإن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحله الله".

جهود اجتماعية 

وبالإضافة إلى ذلك، قدم الشيخ المراغي جهودًا اجتماعية متعددة ومتنوعة، كان له اهتمام بقضايا المرأة ودعاها إلى الحصول على حقوقها بما يتوافق مع الشريعة، كما قاد حملة ضد انتشار البدع والخرافات في حياة المسلمين، وساهم الشيخ المراغي بشكل كبير في مجال العمل التطوعي والخيري، حيث قدم الرعاية الاجتماعية للفقراء والمحتاجين،  كما تولى رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية في الفترة من 1941 إلى 1945.

واجه الشيخ المراغي العديد من المتاعب في حياته، سواءً من الأحزاب السياسية أو الاستعمار أو بعض الأشخاص ذوي النفوذ،  ومع ذلك تغلب على كل تلك الصعوبات بقوة إيمانه بالله، وكان يحرص على الأمانة والصدق في القول والعمل، حتى لو كلفه ذلك حياته، وتوفي الشيخ المراغي في ليلة الأربعاء 22 أغسطس 1945 وشيع جثمانه في جنازة مهيبة، وأحزنت وفاته العامة والخاصة.

المصدر: صدى البلد