سلاح البكتيريا الخفي.. صبغة صفراء عجيبة تصنع الوقود وتقتل الجراثيم
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
بينما تحتاج معظم الكائنات الحية للهواء لتعيش، تزدهر بكتيريا تعرف باسم "كلوستريديوم ثيرموسيلوم" بلا أكسجين في بيئات خانقة لا تحتملها غيرها.
وتعيش هذه البكتيريا في أمعاء البشر، وتوجد بكثافة في وحل قاع المحيط، تمارس مهامها من دون كلل، في تكسير مادة السليلوز التي تُكوّن جدران الخلايا النباتية.
والمعروف منذ نحو قرن من الآن أن هذه البكتيريا لا تفعل ذلك بشكل عشوائي، إذ تعتمد في مهمتها على صبغة صفراء لامعة أطلق عليها العلماء اسم "ياس".
لكن التركيب الجزيئي لهذه الصبغة العجيبة، والذي يمنحها هذه الوظيفة، ظلّ لغزا كبيرا إلى أن تمكن الفريق العلمي في معهد لايبنتز ومعهد ماكس بلانك في ألمانيا من كشف السر الذي تخفيه هذه الصبغة الصفراء.
وخلال الدراسة المنشورة بدورية "أنجيوانديت كيمي إنترناشونال أديشون"، نجح الباحثون باستخدام أحدث تقنيات التحليل الطيفي والتجارب الجينية، في اكتشاف أن هذه الصبغة تحتوي على مركبات أطلقوا عليها اسم "سيلوكسنثينات".
تقوم هذه المركبات بدور "التوجيه الذكي"، إذ ترتبط بشكل انتقائي بألياف السليلوز (المادة النباتية الصلبة)، وتساعد في توجيه إنزيمات التحلل (السليلاز) مباشرة إلى مواقع وجود السليلوز، وهذا التوجيه الدقيق يُعزز من كفاءة تحويل السليلوز إلى سكريات، يمكن لاحقا تحويلها إلى وقود حيوي مثل الإيثانول.
لكن ما أدهشهم أكثر هو أن هذه المركبات لا تساعد فقط على إنتاج الوقود الحيوي مثل الإيثانول، بل تملك تأثيرا مضادا خفيا ضد بعض البكتيريا الموجبة الغرام، بما في ذلك سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، وهذا يمنحها ميزة تنافسية، إذ يمكنها حماية مصدر غذائها (السليلوز) من البكتيريا الأخرى التي قد تحاول استغلاله، وهذا ما يجعلها هدفا واعدا للأبحاث في مجالي الطاقة الحيوية وتطوير مضادات حيوية جديدة.
هذا الإنجاز ليس وليد المصادفة، فقد جاء ضمن مشروع علمي طموح يُدعى "أنوكسيجين"، معني باكتشاف مركبات حيوية جديدة من بكتيريا تعيش في بيئات خالية من الأكسجين، عبر تفعيل مسارات وراثية خاملة.
إعلانويقود المشروع البروفيسور كريستيان هيرتفيك الذي يشرح في بيان صحفي رسمي من معهد لايبنتز قائلا إن "كثيرا من البكتيريا اللاهوائية تخبئ في جيناتها القدرة على إنتاج مركبات فعالة طبيا، لكنها لا تفعل ذلك إلا في ظروف نادرة، وهدفنا هو إيقاظ هذه المسارات الجينية واكتشاف ما يمكن أن تقدمه لنا".
ويرى الباحثون أن هذه الصبغة التي لطالما حيّرتهم ما هي إلا بداية لسلسلة من المركبات التي قد تحدث ثورة في الطب والصناعة، وربما في مستقبل ليس ببعيد سيكون الوقود الذي يُشغل مركباتنا أو الدواء الذي يُعالج أمراضنا قد خرج من أحشاء بكتيريا قديمة، تسكن في الظل، وتعرف كيف تنجو من دون أكسجين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه الصبغة أن هذه الذی ی
إقرأ أيضاً:
إسماعيل الشيخ يكتب: مصر تصنع السلام.. والعالم يصغي في شرم الشيخ
في شرم الشيخ تتجه انظار العالم اليوم حيث تعقد قمة السلام على أرض مصر أرض الحضارة والعزة والشموخ تلك الارض التي علمت الدنيا معنى الكرامة وصوتها حين ينادي بالحق تهتز له القلوب وتنحني له الجبال مصر التي لا تعرف الانكسار ولا تعرف الحياد حين يتعلق الامر بحياة الشعوب ودماء الابرياء
تعود مصر من جديد لتقود مشهد السلام العالمي لتؤكد ان دورها لم يكن يوما غائبا وان قيادتها السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي باتت حجر الزاوية في بناء عالم اكثر امنا واستقرارا فها هي شرم الشيخ تحتضن رؤساء العالم وزعماءه وتفتح ذراعيها كما كانت دوما واحة للحوار وملاذا للعقل في زمن ضج بالجنون
مصر التي واجهت الارهاب بصدور ابنائها وصنعت من المحنة مجدا ومن الدم نصرا تعرف تماما قيمة السلام وتدرك ان الكلمة احيانا اقوى من الرصاصة وان القلم حين يكتب من اجل الانسانية يغير مجرى التاريخ
قال الشاعر
اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
وهكذا كانت مصر دوما نجمة السماء التي لا تغيب
يا ارض الكنانة يا نبض العروبة يا من علمت الاجيال ان الحق لا يموت وان القوة ليست في السلاح بل في الارادة وفي الايمان بالوطن
من قلب شرم الشيخ اليوم يتجسد مشهد مهيب حين يجلس قادة العالم تحت راية السلام التي رفعتها مصر لتقول للعالم اجمع ان اليد التي تبني لا يمكن ان تهدم وان الامة التي تقود بالحب والعدل لا تعرف سوى طريق النور
سلام مصر ليس ضعفا بل عزة نابعة من ثقة في النفس ومن تاريخ كتب بمداد البطولة على جدران المجد منذ الاف السنين
قال المتنبي
واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام
وهكذا مصر نفس كبيرة وجسد صلب وارادة لا تلين
تحية لمصر التي جمعت الاضداد في مجلس واحد
تحية لقائدها الذي جعل من صوتها منارة للعدل والسلام
تحية لارض السلام التي لا تزال تحفظ للعالم درسه الازلي
ان لا بقاء لامة لا تعرف طريق السلام ولا مجد لوطن لا يصون كرامة الانسان
في شرم الشيخ كتب التاريخ سطرا جديدا يقول ان مصر كانت وما زالت وستظل قلب العالم النابض بالسلام والشموخ