في 22 فبراير 1958، أُعلن عن قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، في خطوة جسدت حلم الوحدة العربية في ذلك الوقت. لم يكن هذا القرار مفاجئًا، بل جاء نتيجة لمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جعلت التقارب بين البلدين ضروريًا، بل ومُلحًا.

المد القومي العربي وصعود عبد الناصر

كانت الخمسينيات فترة ازدهار للفكر القومي العربي، حيث تصاعدت الدعوات للوحدة بين الدول العربية، خاصة في ظل الاستعمار الغربي والتحديات السياسية التي واجهتها المنطقة.

في هذا السياق، برز جمال عبد الناصر كقائد قومي، خاصة بعد نجاحه في تأميم قناة السويس عام 1956 ومقاومته للعدوان الثلاثي. رأى الكثيرون فيه زعيمًا قادرًا على تحقيق الحلم العربي، مما جعل فكرة الوحدة تحت قيادته جذابة بالنسبة للسوريين.

المخاوف السورية من التهديدات الداخلية والخارجية

عانت سوريا في تلك الفترة من حالة عدم استقرار سياسي، حيث تنافست الأحزاب والقوى المختلفة على السلطة، وسط تصاعد نفوذ الحزب الشيوعي السوري. من جهة أخرى، كان هناك قلق من محاولات تدخل قوى خارجية، خاصة الولايات المتحدة والعراق، في الشأن السوري. أمام هذه التهديدات، رأى القادة السوريون في الوحدة مع مصر خيارًا استراتيجيًا يضمن لهم الاستقرار والحماية.

المصالح الاقتصادية والتكامل بين البلدين

كان للتكامل الاقتصادي بين مصر وسوريا دورٌ أساسيٌ في دفع عجلة الوحدة. مصر، التي تمتلك عددًا كبيرًا من السكان، كانت بحاجة إلى موارد إضافية وأسواق لتوسيع اقتصادها، بينما سوريا، الغنية بالموارد الزراعية والتجارية، احتاجت إلى شريك قوي يضمن لها الاستقرار الاقتصادي. كان الهدف من الوحدة إنشاء كيان اقتصادي قوي يمكنه مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

التهديد الإسرائيلي والاستعمار الغربي

كان العداء لإسرائيل والاستعمار عاملاً مشتركًا بين البلدين. فبعد العدوان الثلاثي على مصر، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية لسوريا، رأت القيادتان في الوحدة خطوة لتعزيز القوة العسكرية والسياسية لمواجهة الأخطار الخارجية، خاصة مع تنامي الدور الأمريكي والبريطاني في المنطقة.

الضغوط الشعبية والرغبة الجماهيرية

لعب الشارع العربي دورًا مهمًا في تحقيق الوحدة، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في دمشق والقاهرة تطالب بالاتحاد. كانت الشعوب العربية تؤمن بأن الوحدة هي السبيل الوحيد لاستعادة مجد العرب ومواجهة التحديات التي فرضها الاستعمار والصهيونية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جمال عبدالناصر الدول العربية الشعوب العربية الجمهورية العربية المتحدة الاستعمار الغربي المزيد

إقرأ أيضاً:

تركيا وسوريا تضعان خريطة طريق اقتصادية جديدة

 

أعلن وزير التجارة التركي عمر بولات أن بلاده تخطو خطوات عملية نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا، في إطار رؤية جديدة للتكامل الإقليمي.

وفي تطور بارز، أسفرت زيارة الوفد التركي الأخيرة إلى سوريا عن إعداد خريطة طريق شاملة لتعزيز التعاون الثنائي، تشمل عدة مراحل تنفيذية تهدف لإعادة تفعيل التبادل التجاري بشكل منظم وآمن.

تنظيم المعابر ومفاوضات اتفاق CEPA
وبحسب ما أُعلن، فقد تم التوصل إلى اتفاق أولي يقضي بـ نقل عمليات النقل عبر المعابر الجمركية إلى الولايات الحدودية، كخطوة أولى قبل إيقافها لاحقًا في إطار خطة مشتركة لإدارة الحركة التجارية.

اقرأ أيضا

تكاليف الزواج في تركيا تصل إلى رقم غير متوقع.. هل أنتم…

الأحد 08 يونيو 2025

كما كشف الجانبان عن بدء مفاوضات رسمية لاتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، والذي يُعد من أبرز محاور التعاون الجديدة، ويهدف إلى تحقيق تكامل اقتصادي واستثماري طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • صحة المواطنين أولًا.. مبارك واليمني يتفقدان وحدة القناوية الصحية بنجع حمادي
  • مدرب منتخب السعودية يرفع راية التحدي قبل مواجهة أستراليا
  • تحليل يتناول تصاعد القمع ضد الإصلاح في الإمارات العربية المتحدة
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يستقبل في قصر الشعب بدمشق المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا السيد عزت الشابندر
  • ماجلان.. وحدة نخبة إسرائيلية تعرضت لكمين محكم بخان يونس
  • الرئيس الشرع يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • تركيا وسوريا تضعان خريطة طريق اقتصادية جديدة
  • التزام أممي بتقديم الدعم الفني للجنتي المجلس الرئاسي الليبي
  • عيسى: حظر سفر الليبيين للولايات المتحدة كان بحاجة لرد دبلوماسي