كوارث الدنيا سببها أننا نقول نعم بسرعة ولا نقول لا ببطء
ابن خلدون
بقلم: حسن أبو زينب عمر
البحث عن قاسم مشترك أعظم يجمع فسيفساء الزعامات التي اتجهت للقاء نيروبي هي مهمة غاية في الصعوبة لا تقل عن بحث ابرة في كومة تبن ..تحليل أولي لبعض هذه الشخصيات الزئبقية قد يكون المدخل لفهم دوافع وأسباب الهرولة نحو النطيحة والموقوذة والمتردية وما أكل منها الكفيل الخليجي .
(2) المدعو مبارك ليس ناشطا سياسيا ولكنه رجل أعمال Business man بالمعنى الحرفي للكلمة ..ربما يتلاقى مع حميدتي في مهنة تربية الابل ورعايتها وتهريبها.. لكن
الذي أدخله في حوش السياسة التي لا يعرفها هو حكومة الإنقاذ التي حينما أصبح (مؤتمر البجا) العريق الذي أخذ اسمه من المؤتمر الهندي منذ انشائه 1958 شوكة حوت في حلق الإنقاذ عصية على البلع ..حينها لجأ عتاة النظام وعلى رأسهم نافع بضرب هذا التنظيم بخطة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب تتلخص في حشر من لم يكن حاملا للسلاح في بدايات العمل العسكري وهو (الأسود الحرة) داخل طاولة المفاوضات التي أفضت لاتفاقية أسمرة بحجة توسيع ماعون مشاركة كل المكونات الاجتماعية في الاتفاقية من باب العدالة وهي كلمة حق اريد بها باطل كما يقول الامام على كرم الله وجهه . (3) للتعرف على مبروك عن كثب تشير الرواية التي مصدرها بورتسودان ان الرجل شارك في مؤتمر لمجلس الوزراء تحت رئاسة البشير وبدلا من الحديث قضايا الراهن مثل الآخرين تحدث للبشير عن القضية التي كانت تهمه من نافذة (الطبع يغلب التطبع) وطلب من رئيس الجمهورية فك الحظر عن السنابيك التي كانت الحكومة قد حظرتها محاربة للتهريب وجاء رد البشير نعم لا مانع من فك الحظر على السنابيك ولكن بشرط أن يكون نشاطها في دائرة الضوء وهو رد دبلوماسي بليغ يعني ألا يتم توظيفها للتهريب في المراسي النائية في الهزيع الأخير من الليل. السؤال هنا هل سيجد مبروك مراسي جاهزة لتصدير اناث الماشية مع حميدتي في (كمشة) أرض معزولة عن السواحل. (4) الثاني الذي يغري بالكلام هو (الرجل اللغز) عبد العزيز الحلو وهو رجل مراوغ يعطي إشارة يمين ثم يدلف يسار .. يتحدث بلسان عن الديموقراطية والعدالة والمساواة ويعمل عكس ما يلهج به وقد حار منه حتى حمدوك المتهم بالعلمانية وتأييد المثلية فقد شد الرحال اليه في (كاودة) أثناء رئاسته للوزراء بآمال عريضة لوضع السلاح أرضا والتفاوض السلمي وعاد من هناك (يد ورا ويد قدام) ولكن الجزء البارز من منهجه الذي يسبح فوق مياه محيط أفكاره والذي أفصح عنه أنه جاهز للسلام بشروط منها أن تتم الغاء البسملة وأن يتم تحويل الاجازة الأسبوعية من الجمعة للأربعاء فتأمل ولعل هذا في تقديري سبب تفهمه لمنهج حميدتي (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ سورة الأعراف (127) . (5) أصدق الأدلة هنا ما قاله الأديب والروائي (عبد العزيز بركة ساكن) عن أعراف ميليشيات الدعم السريع أنها لا حرمة لها ..هذه الأعراف المؤصلة الضاربة جذورها في أعماق التربة السودانية بل التربة الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها لا وجود لها في قواميسهم فهم يطئون المحارم من الدرجة الأولى كالأم والأخوات والعمات والخالات .. يبدو ان هذا راق لعبد العزيز الحلو وراق له أيضا مشهد بيوت الله التي أضرمت عصابات (آل دقلو) النار فيها بعد هروبها ونموذجا لها مسجد (بحري الكبير) الذي عاث فيه الجناة السفلة فسادا وتركوه رمادا تنبعث من داخله الأدخنة والا فماذا يفهم حميدتي في الديموقراطية والعدالة والمساواة وحكم القانون حتى يضع الحلو يده في باطن يده؟ هناك الآن استقالات كثيرة من كوادر الحركة الشعبية بتهمة بيع الحلو قضية جبال النوبة. (6) أما بقية (تمامة الجرتق) وعلى رأسهم (فضل الله برمة ناصر) رئيس حزب الأمة القومي و(إبراهيم الميرغني) فكلاهما مطرودان الأول متهم باختطاف
الحزب وهناك مساعي لمحاكمته فقد قالت عنه رباح الصاق المهدي (ان مشاركة برمة في الحكومة الموازية يعتبر انتحارا سياسيا لشخصه ومحاولة لنحر الحزب) وهو نفس موقف شقيقها عبدالرحمن الصادق المهدي الذي اتهمه باختطاف الحزب فيما تبرأ الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل من إبراهيم الميرغني وقال المتحدث باسم الحزب عمر خلف الله (ان الميرغني تم عزله عن منصب الأمين السياسي للحزب منذ نوفمبر 2022 وتم احالته للتحقيق وبسبب عدم مثوله أمام اللجنة فقد صدر قرار بفصله ) ولا أدري ان كان إبراهيم الميرغني سيسمع هتافات (عاش أبو هاشم) اذا زار سنكات أو مروي ولكن المؤكد ان الفصل والابعاد طال أيضا سليمان صندل من الرئاسة من قبل قيادات عليا في حركة العدل والمساواة . (7) الخلاصة أن هؤلاء ليسوا على استعداد لقلب الحقائق وتزيينها وعرض كرامتهم للبيع في سوق النخاسة السياسية فقط بل جاهزون للمساومة على الأعراض أمام أول عابر للنهر من أجل النوم في أحضان عسل الضفة الأخرى كما يتوهمون. (8) لكن الذي يستوقف هنا الموقف الكيني الذي يعتبر بكل المقاييس انقلابا ليس على موازين وثوابت ولوائح الاتحاد الأفريقي فحسب بل على مواثيق الأمم المتحدة اذ ان راعي الشياه في البادية يعرف أن الاتحاد الأفريقي الذي تستضيف مقره أديس أبابا يجمد عضوية أية دولة استولى العسكر على حكمها بانقلاب عسكري ودونكم حكومة السودان نفسها فما بالكم بحكومة تستضيف وترعى مجموعة (ملاقيط) تخطط للانفصال من الدولة (الأم) ألم تسمع بمصير دولة صومالي لاند ألم تسمع بدولة الأكراد شمال العراق ألم تسمع بقبرص ألم تسمع بتايوان والجمهورية العربية الصحراوية ألم تسمع كيف انتهت جمهورية (بيافرا) الانفصالية في نيجيريا ؟ (9) موقف العار الذي اتخذته حكومة (ويليام روتو) والذي تفوق فيه الدينار على المبادئ والأخلاق أثار عاصفة من الاستنكارات من منظمات كثيرة تتصدرها المنظمة الام UN وهو يصب مزيدا من الزيت على النيران المشتعلة ومزيدا من التشظيات والانقسامات والتصدعات التي قامت منظمة الوحدة الأفريقية أصلا على مكافحتها عام 1963 بعد 18 عاما من تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 حينما سهر على تشييد صرحها طوبة طوبة كوكبة من الأساطير منها ناصر ونكروما ونايريري وبن بيلا وليوبولد سنغور وموديبو كيتا والتي سيدفع ثمن تفكيكها غاليا الآن (روتو) رمم آخر الزمان ضمن مؤامرة رخيصة دونها المهج والأرواح (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) .
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟
فتاوى تشغل الأذهان..
هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يستطع
هل طواف الحاج ففي الطوابق العلوية يعدل ثواب بجوار الكعبة
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاؤه
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.
في البداية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للحاجِّ أن يطوف بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك، وله من الأجر مثل مَن طاف في صحن الطَّواف حول الكعبة مباشرة.
وقال مركز الأزهر، إنه يُباح له الاستراحة أثناء الطَّواف والسعي عند الحاجة إلىٰ ذلك؛ لِكِبَرِ سِنِّه أو الإرهاق الشَّديد، ويُثاب علىٰ ترك التَّزاحم صيانةً للحُجَّاج والمعتمرين.
وأشار إلى أنه يُسَنّ الإكثار من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، وإلى رمي جمرة العقبة في الحج يوم العيد، وَيُلَبِّي المحرم راكبًا وماشيًا، وفي حال النزول والصعود، وعلى كل حال، وتبدأ التلبية من وقت الإحرام وتنتهي عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.
من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟
الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.
كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.
وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.
وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».
بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.
حكم من نوى يضحى ولم يستطع
ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.
فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال.
فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.
وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".
فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.
وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.

طباعة شارك الحج دار الإفتاء علي جمعة الشيخ الشعراوي الأضحية