جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-02@15:08:29 GMT

عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى

 

 

جُمان المنتصر بابكر الجزولي

 

الكلمات أداةٌ قويةٌ للتواصل، ولكنها في الوقت نفسه تحمل تأثيراتٍ عميقة على مشاعر الآخرين. فأحيانًا قد لا ندرك كيف يمكن لعبارة بسيطة أن تترك أثرًا كبيرًا على الآخرين.

الإنسان عبارة عن جسد وعقل وروح، وقد تؤثر كلمة بسيطة على مدى سير يومه بالكامل. فكلمات الآخرين لها تأثير مباشر على نشاط دماغك وأنشطة جسمك، كما أن كلماتك لها التأثير نفسه على الآخرين.

الكلمات سلاح ذو حدين؛ قد ترفع من عزيمة شخص وتمنحه الأمل، وقد تحطم شخصًا آخر بشكلٍ لا يُنسى. لذا علينا التفكير مرتين قبل التفوه بما قد يجرح غيرنا من الناس، فقد تخرج كلمة جارحة منا في حالة غضب دون إدراكنا لمدى التأثير النفسي الذي قد تحمله على غيرنا. نعم، ستبدو بسيطةً في نظرنا وسننسى عنها مع مرور الأيام، لكن ماذا عن الذي قيلت له تلك الكلمة؟ هل سينساها مثلما نسيها قائلها؟ بالطبع لن يفعل، فالعقل الباطن يلتقط هذه الكلمات ويخزنها، مما يجعل الشخص المتلقي يعيد التفكير بها مرارًا وتكرارًا، وهذا سيؤثر على حياة ذلك الشخص في جوانب متعددة. فعندما يتعرض الإنسان لانتقاد قاسٍ، ولو كان بناءً، أو للفظٍ جارح، سيبدأ بالتشكيك في نفسه وقدراته، وسيتراجع مستوى ثقته بنفسه. فقد بيّن لنا القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة وعظيم أثرها واستمرار خيرها، كما بيّن خطورة الكلمة الخبيثة وجسيم ضررها وضرورة اجتنابها، إذ يقول جل جلاله: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ" (إبراهيم: 24).

وفي الختام.. يجب علينا أن نتذكر دائمًا بأن الكلمات ليست مجرد أصوات تخرج من أفواهنا؛ بل إنها أدوات ذات تأثير كبير على الآخرين؛ يمكن أن تبني أو تهدم. لذلك، علينا أن نتوقف للحظة وأن نفكر في مدى تأثير أي كلمة قد تخرج من أفواهنا في لحظة غضب أو توتُر؛ فنحن مساءلون ومحاسبون أمام الله- عز وجل- على أي كلمة تخرج من أفواهنا لقوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 18).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: تعبنا من حروب الآخرين على أراضينا وعلينا وقف الانتحار وسحب سلاح حزب الله

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- زار الرئيس اللبناني، جوزاف عون وزارة الدفاع، بمناسبة عيد الجيش، الخميس، وألقى كلمة أكد فيها، ضرورة حصر السلاح بيد الدولة من كل الجماعات بما فيها حزب الله، وأنه يجب علينا أن "نوقف الموت والدمار والانتحار على أراضينا"، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وقال جوزاف عون: "أيها العسكريون، يا رفاق السلاح، قبل نحو أربعين عاما، أقسمت مثلكم قسما صار لي حياة، وقبل نحو ثمانية أشهر، أقسمت أمام اللبنانيين، قسما لا رجوع عنه...أدرك أن شعبا يستحق الحياة، لا يترك شهداءه، يسقطون مرتين، مرة في الدفاع عنه، ومرة بالنسيان أو الإنكار أو المساومات، فكل شهيد قاتل وقاوم وسقط من أجل لبنان، أيا كان مسقط رأسه أو قبلة ربه، هو ذخر لنا".

وأضاف الرئيس اللبناني: "والوفاء للشهداء ولتضحياتهم وللقضية التي ارتقوا من أجلها، يقتضي منا جميعا، أن نوقف الموت على أرضنا، وأن نوقف الدمار، وأن نوقف الانتحار، خصوصا حين تصبح الحروب عبثية مجانية ومستدامة، لمصالح الآخرين. وذلك حفاظا على كرامة شعبنا وأرضنا ودولتنا ووطننا"، حسب قوله.

وأوضح عون: "لا مؤسسة في الدولة اللبنانية، يجمع عليها اللبنانيون، أكثر من الجيش اللبناني. ولا مؤسسة قدمت التضحيات، مثل مؤسسة الجيش. ولا مؤسسة صمدت في وجه الفساد والضيق معا، كصمود الجيش. ولا مؤسسة حمت وحدة لبنان، وضمنت أمنه، مثل عناصر وضباط الجيش. فقد انهار اقتصاد كامل، ولم تنهر. واستبيحت الحدود والسيادة، ولم تستسلم"، طبقا لما نقلت عنه الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام.

وأردف جوزاف عون قائلا: "من هنا، واجبي وواجب الأطراف السياسية كافة أن نقتنص الفرصة التاريخية، وندفع من دون تردد، إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواها، وعلى الأراضي اللبنانية كافة، اليوم قبل غد. كي نستعيد ثقة العالم بنا، وبقدرة الدولة على الحفاظ على أمنها بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، التي لا تترك فرصة إلا وتنتهك فيها سيادتنا. كما بوجه الإرهاب الذي يرتدي ثوب التطرف، وهو من الأديان براء".

وقال: "لقد انتهكت اسرائيل السيادة اللبنانية آلاف المرات، وقتلت مئات المواطنين، منذ اعلان وقف إطلاق النار عام 2024"، طبقا للوكالة.

وأردف: "أوكلت للجيش مهمات تطبيق وقف النار. بالتنسيق مع اللجنة العسكرية الخماسية. وتمكن من أن يبسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، وأن يجمع السلاح، ويدمر ما لا يمكن استخدامه منه. وهو مصمم على استكمال مهامه".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الجانب الأمريكي قد "عرض علينا مسودة أفكار، أجرينا عليها تعديلات جوهرية"، وتشمل في أهم بنودها: وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، في الجو والبر والبحر، بما في ذلك الاغتيالات، وانسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليا، وإطلاق سراح الأسرى، وبسط سلطة الدولة اللبنانية، على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني، وتأمين مليار دولار أمريكي سنويا، ولفترة 10 سنوات، من الدول الصديقة، لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما، وإقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل، وتحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع سوريا، وحل مسألة النازحين السوريين، ومكافحة التهريب والمخدرات، ودعم زراعات وصناعات بديلة.

وأكد جوزاف عون: "لقد تعبنا من حروب الآخرين وحروبنا على أرضنا، ومن رهاناتنا ومن كل المغامرات. وآن لنا أن ننهي أعذار وأطماع أعدائنا الذين يستثمرون في انشقاقاتنا وهواجسنا. والذين واجهناهم أحيانا فرادى من خارج أطر الدولة، اعتقادا من بعضنا، ولو عن حسن نية، بأن الدولة أضعف من أن تقاوم. أو أن العدو هو في الداخل. أو أن طرفا خارجيا يدعم أحدنا، سيحارب نيابة عنه. وقد سقطت هذه الأوهام كلها. بعدما أسقطت الآلاف من شهدائنا ودمرت قسما كبيرا من وطننا".

وأضاف: "ليس أضمن من سلاح الجيش بوجه العدوان. جيش وراءه دولة مبنية على المؤسسات والعدالة والمصلحة العامة. فلنحتم جميعا خلف الجيش. لأن التجربة أثبتت أن سلاحه هو الأمضى، وقيادته هي الأضمن، والولاء له هو الأمتن".

وتابع: "ندائي إلى الذين واجهوا العدوان، أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدرا".

وقال عون: "للمرة الألف أؤكد لكم، أن حرصي على حصرية السلاح، نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده، وعلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة".

وأضاف: "أيها الجيش اللبناني الأبي، لقد دفعت الكثير من رصيدي الشعبي، كي أجنبك وأجنب الشعب اللبناني حروبا أو صراعات عبثية. ولكن ساعة الحقيقة بدأت تدق. فالمنطقة من حولنا في غليان، وهي تتأرجح بين حفة الهاوية وسلم الازدهار. فعلينا اليوم أن نختار، إما الانهيار، وإما الاستقرار. أنا اخترت العبور معكم، بوطننا لبنان نحو مستقبل أفضل لجميع أبنائه. معا، لن نفرط بفرصة إنقاذ لبنان ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ، أو لا يهمه وطن".

مقالات مشابهة

  • محافظ أسيوط: شارك.. الكلمة كلمتك خطوة جادة لترسيخ الوعي السياسي
  • محافظ أسيوط: «شارك.. الكلمة كلمتك» خطوة جادة لترسيخ الوعي السياسي
  • كنت فنان راقي ومتميز..أحمد التهامي يودع لطفي لبيب بهذه الكلمات
  • حكم إخفاء أغراض الآخرين بقصد المزاح.. الإفتاء تجيب
  • «عرفت إنك في جنة الرحمن».. خالد جلال يرثي شقيقه بهذه الكلمات بعد رحيله
  • كلمة للسيد القائد حول اخر المستجدات
  • الرئيس اللبناني: تعبنا من حروب الآخرين على أراضينا وعلينا وقف الانتحار وسحب سلاح حزب الله
  • الدقير: نرحب بتصريحات مناوي حول التواصل مع الآخرين
  • ألف مبروك تخرج الدكتورة مجد نورالدين الوريكات
  • تامر عبد المنعم يودع لطفي لبيب بهذه الكلمات