جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@16:02:43 GMT

عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

عندما تُصبح الكلمات جروحًا لا تُنسى

 

 

جُمان المنتصر بابكر الجزولي

 

الكلمات أداةٌ قويةٌ للتواصل، ولكنها في الوقت نفسه تحمل تأثيراتٍ عميقة على مشاعر الآخرين. فأحيانًا قد لا ندرك كيف يمكن لعبارة بسيطة أن تترك أثرًا كبيرًا على الآخرين.

الإنسان عبارة عن جسد وعقل وروح، وقد تؤثر كلمة بسيطة على مدى سير يومه بالكامل. فكلمات الآخرين لها تأثير مباشر على نشاط دماغك وأنشطة جسمك، كما أن كلماتك لها التأثير نفسه على الآخرين.

الكلمات سلاح ذو حدين؛ قد ترفع من عزيمة شخص وتمنحه الأمل، وقد تحطم شخصًا آخر بشكلٍ لا يُنسى. لذا علينا التفكير مرتين قبل التفوه بما قد يجرح غيرنا من الناس، فقد تخرج كلمة جارحة منا في حالة غضب دون إدراكنا لمدى التأثير النفسي الذي قد تحمله على غيرنا. نعم، ستبدو بسيطةً في نظرنا وسننسى عنها مع مرور الأيام، لكن ماذا عن الذي قيلت له تلك الكلمة؟ هل سينساها مثلما نسيها قائلها؟ بالطبع لن يفعل، فالعقل الباطن يلتقط هذه الكلمات ويخزنها، مما يجعل الشخص المتلقي يعيد التفكير بها مرارًا وتكرارًا، وهذا سيؤثر على حياة ذلك الشخص في جوانب متعددة. فعندما يتعرض الإنسان لانتقاد قاسٍ، ولو كان بناءً، أو للفظٍ جارح، سيبدأ بالتشكيك في نفسه وقدراته، وسيتراجع مستوى ثقته بنفسه. فقد بيّن لنا القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة وعظيم أثرها واستمرار خيرها، كما بيّن خطورة الكلمة الخبيثة وجسيم ضررها وضرورة اجتنابها، إذ يقول جل جلاله: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ" (إبراهيم: 24).

وفي الختام.. يجب علينا أن نتذكر دائمًا بأن الكلمات ليست مجرد أصوات تخرج من أفواهنا؛ بل إنها أدوات ذات تأثير كبير على الآخرين؛ يمكن أن تبني أو تهدم. لذلك، علينا أن نتوقف للحظة وأن نفكر في مدى تأثير أي كلمة قد تخرج من أفواهنا في لحظة غضب أو توتُر؛ فنحن مساءلون ومحاسبون أمام الله- عز وجل- على أي كلمة تخرج من أفواهنا لقوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (ق: 18).

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غدا.. جاليري ضي يحتضن مشاريع تخرج كليات الفنون الجميلة

ينظم جاليري ضي المهندسين، غدا السبت 13 ديسمبر، معرضاً فنياً مخصّصًا لمشاريع تخرج طلاب كليات الفنون الجميلة في مصر. 
تأتي الفكرة، التي تنفذها مؤسسة أتيليه العرب للثقافة والفنون للعام الرابع على التوالي، دعما للجيل الجديد من الفنانين التشكيليين. 
يفتتح المعرض الناقد التشكيلي هشام قنديل، ويهدف المعرض إلى منح الفرصة للطلاب لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع من محبي الفن، والناقدين، والزملاء من الوسط الثقافي، وتحضر أهمية المعرض وفكرته ضمن مبادرات سابقة لـ «ضي» تجاه الشباب، حيث يتيح لطلبة الفنون الجميلة الفرصة لعرض مشروعات التخرج التي قد تمثل سنوات من الجهد والإبداع، في الرسم و التصوير و الجرافيك، أو مجالات فنية أخرى.
تُساهم مبادرة المعرض، في رعاية المواهب الشابة وتعريف الجمهور بنخبة من الكفاءات الواعدة داخل الجامعات، وتمنح الطلاب تجربة مهمة في عرض أعمالهم ضمن فضاء فني رسمي، ما يربط بين التجربة الأكاديمية والمشهد الفني العام، ويفتح أمامهم احتمالات للفرص المستقبلية من معارض و تعاون وتلقي انتقادات بناءة. 
يقدم المعرض أكثر من 200 عمل لطلاب من مختلف فروع كليات الفنون الجميلة من محافظات عدة، ويشارك في فرز الأعمال لجنة تحكيم مكوّنة من نخبة من الناقدين والفنانين التشكيليين، لاختيار الأعمال الفائزة بجوائز خاصة، ما يضفي شعورًا بالمنافسة الإيجابية والتحفيز للشباب.


وقال الدكتور محمد هشام مدير جاليري ضي، إن المعرض لا يقتصر على كونه عرضًا بصريًا فحسب، بل هو ملتقى ثقافي، طلاب جامعات وجمهور محب للفن، وربما مجتمع نقدي قادر على فتح حوار حول توجهات الفن في مصر، واقع الفن الأكاديمي مقابل التجريبي، والاتجاهات الفنية الحديثة.
وأكد أن جاليري ضي مستمر بدعمه للفنانين الشباب، والتنقيب عن مواهب جديدة بين طلاب ومبدعي الفن التشكيلي المعاصر، 
كما أن «ضي» سبق ونظم معارض متعددة لمبدعين كبار، ولمشروعات خاصة، ومعارض جماعية وشخصية، ما يعكس انفتاحه المستمر نحو تنوع الفن وعرض التجارب المتنوعة، 
ومن خلال هذا المعرض، يمنح الطلاب فرصة للانتقال من “ورشة جامعية” إلى “معرض فعلي”، ما يُسهل عليهم دخول الساحة الفنية بوعي وتجربة. كما يُرسخ فكرة أن الفن ليس فقط للتسلية أو الهواية، بل مسار مهني وفني جاد يستحق الدعم، التقدير، والممارسة المتواصلة.
واختتم مدير ضي، بأن مثل هذه المبادرات قد تُحفّز جامعات أخرى على الاهتمام بمشروعات التخرج وتوفير منصات عرض، وتشجيع ثقافة المشاركة الفنية بين الشباب، فالمعرض فرصة حقيقية لرؤية “أسماء جديدة” تنطلق، وللاحتكاك بتجارب قد تمثل رأس مال ثقافي وفني لمصر، ليدعم مستقبلًا يتوسّع فيه المشهد التشكيلي.

مقالات مشابهة

  • بيتكوفيتش: “نحن المرشحون ولكن علينا أن نُظهر ذلك”
  • برج العقرب حظك السبت 13 ديسمبر 2025… يوم يكشف لك نوايا الآخرين
  • بولبينة:”علينا تصحيح الأخطاء و أعتذر لجمهورنا”
  • غدا.. جاليري ضي يحتضن مشاريع تخرج كليات الفنون الجميلة
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • محافظ البنك المركزي يلقي الكلمة الرئيسية في الاجتماع السنوي العشرين
  • الدكتور العيسى يلقي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر إندونيسيا للوئام بين أتباع الأديان
  • عندما يقصى الضحايا.. لا معنى لأي حوار في ليبيا
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أبا لنا
  • لا تُصادِر فرح الآخرين