أهالي قرية كاملة يتبرعون بـدمائهم في مصر
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تتنوع أشكال التبرع في قرى ومحافظات مصر قبيل شهر رمضان الكريم، بين مستلزمات غذائية ومساعدات عينية، وغيرها، لكن مشاركة الشرقية، المحافظة المصرية الأكثر شهرة شعبيا بـ"الكرم" جاءت مختلفة وعلى طريقتهم هذا العام، فبالإضافة إلى التبرع بالمال والطعام، قرر أهالي قرية الصنافين في الشرقية التبرع جماعيا بـ"دمائهم" في فعالية من نوع خاص أرادوا خلالها جمع ألفي كيس دم دفعة واحدة، لمساعدة المحتاجين.
في كتابه هوامش التاريخ، يذكر الكاتب مصطفى عبيد أن المصريين يشتهرون بوصف أهل الشرقية بالكرم الشديد، مستشهدًا بحكاية متداولة عن استضافتهم لجميع ركاب قطار تعطّل أثناء مروره بالمحافظة. وتروي الروايات أن هذا الحدث وقع خلال شهر رمضان المبارك، حيث شارك الأهالي الركاب في وجبة الإفطار، مما عزز من شهرتهم بلقب "أهل الكرم". ولم تكن هذه القصة الوحيدة التي تبرز كرم أهل الشرقية، فهناك العديد من الحكايات والأحداث التي تثبت ذلك، كان آخرها قيام مجموعة من أبناء القرية بالتبرع بدمائهم قبيل حلول شهر رمضان المبارك.
داخل سرداق ضخم اجتمع أهل قرية الصنافين، رجالا وشبابا من أعمار مختلفة، تمدد بعضهم فوق نقالات الإسعاف، وجلس آخرون فوق المقاعد لعدم توافر مزيد من النقالات، بينما مد الجميع أذرعهم التي تدلت منها خراطيم باللون الأحمر، تأخذ من دمائهم لترات إلى الأكياس الطبية المعدة لذلك، يقول طارق كسبر -أحد منسقي حملة التبرع- للجزيرة نت: "تتواصل الحملة على مدار يومين بمشاركة عربتين من بنك الدم المصري، حيث لم يقتصر جمع الدماء من أهل قرية الصنافين فقط، ولكن الحملة امتدت إلى القرى والعزب المحيطة، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الدماء". النشاط الخيري الذي بدأ منذ ما يزيد على 11 عاما، قبيل شهر رمضان من كل عام يحرص القائمون عليه على زيادة عدد أكياس الدم المتوفر عاما بعد آخر، يقول طارق: "في العام الماضي نجحنا في جمع 1256 كيسا، هذا العام نستكمل جمع ألفي كيس، والإقبال كبير جدا.
إعلانداخل المساجد والسرادقات، واصل أهالي القرية تبرعهم الجماعي بالدم وسط أجواء من الفرح، حيث حرصوا على التقاط الصور معًا تعبيرًا عن سعادتهم بالمشاركة. يوضح طارق كسبر: "نظمنا 7 مقرات لجمع الدم في مختلف أنحاء القرية، مدعومة بسيارات مجهزة لهذا الغرض، لضمان وصول الدم إلى الحالات الطارئة والمستحقة داخل المحافظة. بهذه الطريقة، يمكن للحالات غير القادرة والعاجلة الحصول على الدم بسهولة من بنك الدم عند الحاجة".
جاء هذا العمل الخيري قبيل شهر رمضان بروح مبتكرة، إذ حرص منظمو الفعالية على تحقيق أقصى انتشار لها، سواء على أرض الواقع أو عبر المنصات الرقمية. انتشرت اللافتات في شوارع القرية تدعو للتبرع، في حين واصلت صفحات أهل القرية على مواقع التواصل الاجتماعي حثّ الناس على المشاركة. لم يقتصر الأمر على انتظار المتبرعين في السرادقات، بل انطلقت سيارات مجهزة لجمع الدم من القرى المجاورة، مما زاد الإقبال على الحملة.
ويتابع طارق حديثه: "نتعامل مع هذا اليوم كل عام باعتباره عيدا للحب، حيث نتجمع معا في مكان واحد، ونرى كيف يتكامل الناس، ويتواصلون معا بنية طيبة، مع مساهمة فعالة من القيادات، والمقتدرين ماديا من أجل خروج اليوم بأفضل شكل، وبجهود المجتمع المدني كي تنجح حملة أهل الصنافين للتبرع بالدم".
انتشرت في أرجاء القرية صناديق تحمل شعار "تبرعوا لصالح إخوانكم في غزة"، داعية الأهالي للمساهمة، خاصة من لم يتمكنوا من التبرع بالدم، مثل الأطفال والسيدات وكبار السن. يوضح طارق كسبر: "ضمن فعاليات حملة قرية الصنافين، أطلقنا مبادرة لجمع الملابس بمختلف الأحجام والكميات، بالإضافة إلى البطاطين، والمساعدات المالية والعينية، بهدف تجهيز شاحنة مساعدات لأهل غزة. لم تقتصر جهودنا على دعم أهل الشرقية فحسب، بل أردنا الوقوف إلى جانب أشقائنا في فلسطين. نعمل على جمع أكبر قدر ممكن من المستلزمات الضرورية لإرسالها، ليحمل هذا العطاء اسم أهل الشرقية، في أبسط صور الدعم والواجب تجاههم".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أهل الشرقیة شهر رمضان حملة ا
إقرأ أيضاً:
ملحن لبناني: زياد الرحباني خلق لغة كاملة تنتقل بين الأجيال
كشف الموسيقار والملحن اللبناني طارق بشاشة، أسرارًا عن حياة الراحل زياد الرحباني، قائلا: لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة متكاملة لها بصمتها الخاصة التي لم يستطع أحد تقليدها أو حتى الاقتراب منها، مضيفا أن من التقى الرحباني، سواء في مقاهي شارع الحمراء أو داخل مبنى إذاعة «صوت الشعب»، كان يدرك أن كل كلمة يقولها تحمل رسالة، ومعنى، وسخرية لاذعة تخفي وراءها الكثير من الوجع، لكنها في الوقت ذاته قادرة على إضحاك المستمعين. وأكد أن كل جيل عاصر زياد، خاصة جيل الثمانينات والتسعينات، يحمل شيئًا من لغته ونصوصه ومسرحياته.
وأضاف «بشاشة» خلال مداخلة عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»: «ما لفتني حقًا هو كيف أن رحيل زياد أثّر في شباب الجيل الحالي الذين لم يعاصروه، لكنهم يعرفون أعماله عن ظهر قلب، والسر في ذلك أنه كان يتكلم بلغة الانفعالات والطاقة، وهو ما يلامس طبيعة الشباب، والتهكم المدروس الذي استخدمه في مسرحياته وأغانيه جعل منه صوتًا صادقًا يعكس حال المجتمع اللبناني والعربي، لذلك وصل إلى مصر وغيرها من الدول العربية بسهولة، بفضل موسيقاه التي دفعت الناس للتساؤل: من هذا الرجل؟».
وأوضح الموسيقار والملحن اللبناني طارق بشاشة، أن الموسيقى كانت بوابة الدخول إلى عالم زياد الرحباني، لكنها لم تكن سوى البداية، فالمتابع يغوص بعدها في «مغارة» مليئة بالأفكار الثورية، والمصطلحات الاجتماعية الجديدة، مضيفا: «زياد اخترع لنا لغة، صرنا نحكي فيها ونتسلّى بين بعض، حتى أولادنا ورثوها منّا. من النادر أن ينجح فنان في خلق لغة يتواصل بها الناس يوميًا، وتصبح جزءًا من ثقافتهم».
اقرأ أيضاًالوداع الأخير.. وصول موكب جثمان الموسيقار زياد الرحباني إلى كنيسة الرقاد
جثمان زياد الرحباني يودّع الحمراء في موكب مهيب.. والدفن عصر اليوم
سيدة لبنان الأولى نعمت عون تعزّي فيروز أثناء تشيع جثمان زياد الرحباني