بين ضغوط الداخل وتوازن الخارج.. هل يمهّد السوداني والحكيم لتحالف انتخابي قوي؟
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
24 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: يطرح لقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم،الأحد، الأسئلة عن إمكانية تحالفهما، فيما يشير تحليل الى أن فرصة التحالف بينهما لخوض الانتخابات المقبلة في العراق تعتمد على عدة عوامل سياسية واجتماعية.
يتمتع الاثنان بعلاقة عمل جيدة، كما ظهر في لقائهما الأخير يوم 23 فبراير 2025، حيث أكدا على أهمية توحيد المواقف بين القوى السياسية لدعم الحكومة في تحقيق الاستقرار والبناء السياسي.
يمتلك الحكيم قاعدة شعبية قوية من خلال تيار الحكمة ومكانة عائلة الحكيم الدينية، كما أنه يتمتع بخبرة في تشكيل التحالفات السياسية، كما حدث سابقًا مع تحالف “قوى الدولة الوطنية” الذي جمعه بحيدر العبادي، فضلا عن مواقفه الوسطية والواقعية.
في المقابل، يحظى السوداني، رئيس الوزراء الحالي، بدعم بعض قوى الإطار التنسيقي، ويركز على تحقيق إنجازات في الجوانب الاقتصادية والخدمية، مما يعزز موقفه كمرشح.
وقد يهدف أي تحالف محتمل بينهما إلى توحيد أصوات الشارع الشيعي الداعم للاستقرار، في مواجهة الاستقطاب الحاد الذي يفرضه منافسون مثل التيار الصدري أو ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.
لكن هناك تحديات.
فالتيار الصدري، بقيادة مقتدى الصدر، يشكل منافسًا قويًا، لا سيما بعد عودته المحتملة إلى الساحة السياسية، اذ سوف يجذب جزءًا من القاعدة الشعبية الشيعية المتأثرة بخطابه الشعبوي.
كما أن السوداني يفضل التركيز على إبراز إنجازات حكومته بشكل مستقل لتعزيز صورته كرئيس حكومة، بدلًا من نسبتها إلى القوى التي دعمته للوصول إلى المنصب. وهو يتعمد عدم الإشارة إلى تلك القوى في مناسبات افتتاح المشاريع، كي لا تُنسب الإنجازات إلى الإطار التنسيقي.
أما الحكيم، فيسعى إلى توسيع قاعدته عبر تحالفات أوسع تشمل قوى سنية وكردية لضمان نتائج أفضل، بدلًا من الاقتصار على تحالف ثنائي.
وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن احتمال التحالف بينهما يبدو ممكنًا، لكنه ليس محسومًا، خاصة إذا توصلا إلى برنامج مشترك يركز على الاستقرار والخدمات.
لكن النجاح في الانتخابات سيعتمد على قدرتهما على مواجهة المنافسة الشرسة من التيار الصدري والقوى الأخرى، ومدى قبول الشارع العراقي لهذا التقارب كخيار يتجاوز المحاصصة التقليدية.
ويشير تحليل إلى أن أي تحالف بين السوداني والحكيم سيحتاج إلى توافق ضمني من إيران، التي تدعم قوى أخرى داخل الإطار التنسيقي، كما أن الولايات المتحدة ستكون معنية بشكل غير مباشر بهذا التحالف، خاصة إذا ما انعكس على توازن القوى داخل الحكومة العراقية. فالسوداني يحرص على إبقاء علاقته متوازنة مع واشنطن وطهران، فيما الحكيم يدعو الى الوسطية والتعادلية في العلاقات مع الدول وان يكون القرار العراقي، مستقلا.
حتى الآن، لا توجد مؤشرات رسمية حاسمة تؤكد هذا التحالف، لكن ديناميكيات السياسة العراقية تترك الباب مفتوحًا لاحتمالات متعددة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة توقع اتفاقية تحالف الجامعة الريادية ضمن المبادرة الرئاسية تحالف وتنمية
شهدت العاصمة الجديدة الإعلان الرسمي لنتائج المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" وتوقيع اتفاقيات التحالفات الفائزة، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر IRC EXPO 25 للبحث العلمي والابتكار، يأتي ذلك برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبتشريف دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.
وخلال الاحتفالية أعلن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي اختيار تسعة تحالفات من أصل 104 تحالف، في خطوة تعكس التوجه الوطني نحو تمكين الجامعات بأفكارها الرائدة وتعزيز دور البحث العلمي والابتكار في دعم الاقتصاد والتنمية المستدامة.
وجاء من بين التحالفات الفائزة تحالف "الجامعة الريادية" بقيادة جامعة القاهرة، في شراكة واسعة تضم المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ورأس مال المخاطر، بهدف بناء نموذج جامعي حديث يسهم في تقليل الفجوة بين التعليم وسوق العمل عبر تطوير منصات ذكية قادرة على قياس المهارات ومواءمتها مع احتياجات السوق، إلى جانب تعزيز حضور رواد الأعمال والشركات الناشئة داخل الحرم الجامعي، بما يدعم التحول المؤسسي نحو الابتكار والاقتصاد القائم على المعرفة.
وقد قام الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة بتوقيع الاتفاقية ممثلاً عن الجامعة، في حضور دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبمشاركة كاملة من جميع أعضاء التحالف الذين حرصوا على التواجد تأكيدًا لالتزامهم المشترك بنجاح هذا التحالف الوطني الطموح.
ويأتي توقيع اتفاقية تحالف "الجامعة الريادية" إيذانًا ببدء مرحلة جديدة تعمل فيها جامعة القاهرة مع شركائها على تطوير بيئة جامعية أكثر تفاعلاً مع احتياجات سوق العمل، وأكثر قدرة على تحويل المعرفة والأبحاث إلى تطبيقات تكنولوجية توفر قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
ويضم التحالف شركاء بارزين في منظومة التوظيف والتشغيل الذكي والتوجيه المهني وريادة الأعمال والابتكار، وتشمل مركز مصر للابتكار وريادة الاعمال التابع لمعهد الحوكمة والتنمية المستدامة، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر MSMEDA، وشركة EdVentures، وشركة Endure Capital، إلى جانب مجموعة BasharSoft المالكة لمنصات WUZZUF وForasna وشركة iCareer، بما يعكس تكامل الجهود بين الجامعة والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال داخل المجتمع الجامعي.
وعقب التوقيع، وجه الدكتور محمد سامي عبدالصادق الشكر والتقدير لشركاء النجاح الذين أسهموا في إعداد هذا التحالف ورسم رؤيته، وفي مقدمتهم الدكتورة غادة عبد الباري، والدكتورة هبة زكي, والدكتور محمد فريد, والمهندس أمير شريف, والأستاذ عبد الرحمن الحديدي, والسيد عمرو عباسي, والسيد أكرم مروان, والمهندسة دينا خضر، والدكتور عمرو سليمان، وذلك تقديرًا لدورهم الكبير في مراحل الإعداد والتحضير لملف التحالف، مؤكدا تطلع جامعة القاهرة إلى أن يكون هذا التحالف نموذجًا وطنيًا رائدًا يُعاد تطبيقه في الجامعات المصرية، بما يحقق رؤية الدولة في بناء منظومة تعليمية متطورة تُخرّج أجيالًا قادرة على المنافسة والابتكار والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد القائم على المعرفة، لافتًا إلى ان الجامعة، من خلال هذا التحالف، ستعمل على تطوير برامج تدريبية ومنصات رقمية متقدمة تساعد الطلاب وحديثي التخرج على اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل، إلى جانب توسيع نطاق التعاون مع المستثمرين ورأس المال المخاطر لتمكين الأفكار الواعدة وتحويلها إلى مشروعات حقيقية ذات أثر اقتصادي ومجتمعي ملموس.