لبنان ٢٤:
2025-07-27@16:13:05 GMT

جرعة اللبننة تزداد في خطاب قاسم

تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT

مثّل تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين انطلاقة لمرحلة جديدة في تاريخ "حزب الله" وفق أولويات واستراتيجيات كان السيد نصر الله قد عمل عليها سنوات لجهة تطوير رؤية سياسية شاملة حول العلاقة بين المقاومة والدولة اللبنانية، وهذه الرؤية التي لم يُظهرها الحزب من قبل، نتيجة الأزمات التي عصفت بلبنان والمنطقة منذ العام 20211، كانت تؤكد على أهمية قيام دولة قادرة وعادلة وفقاً للآلية التي نص عليها اتفاق الطائف والدستور اللبناني.

فالسيد نصر الله ورغم موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، كان يعترف بخصوصية الكيان اللبناني ويؤمن بأن لبنان هو وطن نهائي لجميع أبنائه وأن أبناء الطائفة الشيعية جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني.
وتقول أوساط سياسية في هذا السياق أن حزب الله رغم انتمائه العقائدي يتفهم الخصوصية اللبنانية ويتمسك بها ويبدي اهتماماً بإصلاح الدولة وإعادة بناء مؤسساتها واقتصادها.

مما لا شك فيه أن السيد نصر الله كان شخصية مؤثرة ووطنية ونادرة، ولذلك كان يوم أمس يوماً تاريخياً بامتياز مع الحشود الغفيرة التي ملأت المدينة الرياضية والطرقات المؤدية إليها، ورغم أن الحضور الرسمي لم يكن كما يفترض أن يكون، إلا أن الطوفان البشري ثبت أن الحزب لا يزال حاضرا رئيسياً في المشهد السياسي وأن الخسائر العسكرية لا تؤدي إلى خسارة سياسية.
في إطلالته يوم أمس بايع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السيد نصر الله، وتناول في كلمته عدة نقاط، فأشار إلى حرب الإسناد وما تبعها من حرب إسرائيلية طالت لبنان وأدت إلى استشهاد السيد نصر الله وعدد من قادة حزب الله، مع تأكيده أن إسرائيل خططت للحرب ضد لبنان، مروراً بالاتفاق على وقف إطلاق النار، على اعتباره أن استمرار القتال لم يكن في مصلحة المقاومة، ومع ذلك، لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق، مما يجعل الوضع الآن، احتلالاً وعدواناً يجب مقاومته سياسياً وعسكرياً، ليصل إلى التشديد على أن المقاومة مستمرة وقوية، وهي ليست مجرد حق بل واجب وطني، مبدياً رفضه لأي تدخل أميركي أو فرض شروط سياسية على لبنان، ليبقى الأهم إعلانه الالتزام ببناء دولة عادلة وقوية وأن الجيش له دور أساسي في الدفاع عن السيادة، مع الإشارة إلى أن الشيخ قاسم، أكد في خطابات سابقة استعداد الحزب للتعاون والتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف والعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية.

وعليه، يمكن القول، بحسب الأوساط السياسية، أن حزب الله سيكون في المرحلة المقبلة تحت سقف الدولة التي عليها مسؤولية حماية السيادة وضرورة العمل على إنهاء الاحتلال وفق ما ورد في اتفاق الطائف مع تمسكه بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويبدي الحزب اهتماماً بضرورة أن تكون السياسة الداخلية أكثر تنسيقاً في مواجهة الضغوط الخارجية، بالتوازي مع العمل على تحقيق الإصلاحات الداخلية التي ستساهم في بناء دولة قادرة ومستقرة.

يحدِّد حزب الله الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً – سياسياً لرؤيته اتجاه الانخراط في الدولة والتمسك بالخيارات الدبلوماسية التي يجب أن تأخذ مداها وهو ما يعكس تغيراً في النهج التقليدي للحزب، فهو يتعامل بمرونة تكتيكية، حيث يسعى للحفاظ على دوره ضمن الدولة اللبنانية، ويتبنى بناء استراتيجية دفاعية تشكل عامل ردع لإسرائيل، فهو طوى مرحلة إقليمية، فلبنان وكما أكد الرئيس جوزاف عون أمس خلال استقباله وفداً ايرانياً برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، تعب من حروب الآخرين على أرضه ودفع ثمنًا كبيرًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية.وما قاله الرئيس عون حيال القضية الفلسطينية، يؤكده حزب الله، لا سيما وأنه قدم خيرة قادته ومقاتليه شهداء على طريق نصرة غزة والشعب الفلسطيني.

يمكن الحديث عن تطور أو تحول جديد في سياسة حزب الله، وإن كان أفق المرحلة الجديدة لم يتضح بعد، لا سيما وأن لبنان دخل العصر الأميركي، ولذلك أراد الحزب من خلال الزحف الشعبي الذي حصل إلى المدينة الرياضية أن يبعث برسائل إلى الداخل والخارج، إلى الحليف والخصم والعدو أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو يظن أنه انتهى، وأنه سيكون أقوى من قبل فهو بدأ التحضير للانتخابات البلدية والنيابية وسوف تكون خطواته السياسيّة تحت سقف الطائف. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السید نصر الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لأنها صناعة الإنجليز الذين لم يدخلوا السودان كمستعمرين ولكن تلبية لمطالبة الآلف من السودانيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الظلم والفقر والحكم القسري للخليفة عبد الله الذي أنقلب على وصايا الامام المهدي. دولة 56 هي التي بدأت بإنهاء حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي نقض عهد المهدي وانقلب على الخلفاء وكان ينتوي توريث ابنه بإيعاز من أخيه يعقوب. لم تكن دارفور نفسها خاضعة التعايشي آنذاك بل كانت أركان المهدية تقوم على جيش يتكون من مجموعة جيوش بولاءات مختلفة فحسب الوثائق البريطانية للعام 1891 في ارشيف السودان بجامعة درم البريطانية كان جيش الخليفة يتكون من 46 الف مقاتل منهم
8000 تعايشة
12000 رزيقات
3000 حمر وهولاء يعتبرونه الخليفة عبد الله قائدهم المباشر
10,000 جعليين
8000 من قبائل متفرقة من مديرية بربر
7000 من دنقلا وهولاء يعتبرونه الخليفة محمد شريف قائدهم المباشر
3000 من عرب كنانة وهؤلاء يعتبرون الخليفة علي ود الحلو قائدهم المباشر.
وطبعا الجميع يعلم أن تمردا قد قام في امدرمان ضد الخليفة في العام 1892 بقيادة الخليفة شريف ومجموعة من عمد بربر احتجاجا على الضرائب ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات التعسفية التي فرضت عليهم و المواطنين في مناطقهم. مجموعة من العمد كانت قد سافرت إلى مصر ونقلت احتجاجاتها وتذمر المواطنين وقد أخمد الخليفة عبد الله التمرد و حبس الخليفة شريف. هذة الوثائق طويلة ويمكن الرجوع لها في الرابط ادناه. ولكن الشاهد فيها إن الجلابة الذين يتم اتهامهم بإحتكار الامتيازات التاريخية هم في الواقع من كانت ترتكز عليهم الدولة المهدية ولكن والصراعات الداخلية التي حدثت نتيجة لسوء اداراة الخليفة عبد الله ورغبته في توريث الحكم هي ما عجلت بسقوط حكمه على يد الإنجليز لتتأسس دولة 56 على انقاض المهدية.
سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تكليف إسلام عساف مديرًا لمديرية الشؤون بالبحيرة خلفًا لـ السيد عبد الجواد
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • ضمك ينهي قضاياه لدى فيفا وينتظر خطاب التسجيل
  • جرعة سعرية جديدة على المشتقات النفطية في سقطرى
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • حذر عند الحدود الشرقية وخطة جديدة للداخل
  • في إسطنبول.. موجة حر خانقة تزداد سوءًا مع ارتفاع الرطوبة
  • تنافس على وراثة الحزب