ثورة السهرات الصاخبة: متعة بلا كحول في قلب لندن
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
في خطوة جريئة نحو إعادة تعريف مشهد السهر في لندن، تنطلق سلسلة الفعاليات الموسيقية "هاي جي" (HYG)، التي تحتفي بالاستمتاع الواعي بعيدًا عن الإفراط في استهلاك الكحول. تجمع هذه التجربة غير المسبوقة بين الموسيقى والطاقة الإيجابية في أجواء خالية من المسكرات، مقدّمة مفهومًا جديدًا للحياة الليلية في لندن.
ومن المقرر أن تبدأ أولى الحفلات في 11 مايو/ أيار، وستستمر على مدار العام بمعدل فعالية واحدة كل ثلاثة أشهر حتى نوفمبر/تشرين الثاني.
وعلى مستوى التقديم الموسيقي، ستتولى المنتجة ومنسقة الموسيقى دريا (DRIIA) إحياء الحفلات النهارية، فيما سيأخذ سكيبسيس (Skepsis) زمام الأمور في الجزء الليلي من الفعالية. وفي تعليقها على الحدث، قالت دريا: "يسعدني أن أكون جزءًا من إنشاء مساحة جديدة في لندن تتيح للناس الاستمتاع بيوم موسيقي (إلى حد كبير) خالٍ من الكحول".
وأضافت أن الهدف الأساسي من هذه الفعاليات هو إثبات أن الامتناع عن الكحول لا يقلل من المتعة، بل قد يعززها، مشيرة إلى أن التعاون مع مينسرتي أوف ساوندس يتيح الفرصة للتأكيد على أن حب الأنواع الموسيقية مثل يو كي جي (UKG)، دي إن بي (DnB)، دبستيب (Dubstep)، وجنغل (Jungle) لا يتعارض مع خيار العيش بوعي والابتعاد عن الكحول.
وتابعت دريا قائلة: "الرقص لا ينبغي أن يكون مرتبطًا بشرب الكحول، وخلق مساحة يكون فيها للموسيقى والمجتمع الأولوية أمر مهم، خاصة في ظل تنامي ظاهرة ‘السهر الواعي’ في مجتمعنا اليوم".
وبالتزامن مع إطلاق هذه الفعاليات، كشف مينسرتي أوف ساوندس عن قائمة جديدة من المشروبات غير الكحولية، بقيادة مديرة البار لورا أندرياوسكايتي، لتوفير خيارات متميزة تناسب أجواء السهرات الصاخبة دون الحاجة إلى المشروبات التقليدية.
وفي هذا الصدد، أوضحت أندرياوسكايتي قائلة: "حرصت على تقديم تشكيلة متميزة تلائم روّاد السهرات الواعية، حيث أردنا أن نوفر خيارات لذيذة ومبتكرة مثل مشروب سي بي دي إنفيوزد تريب (CBD-infused Trip)، وبدائل النبيذ الفاخرة من ريال دوت كو (Real.co)، والمشروبات الكحولية منخفضة النسبة من سمايلينغ وولف (Smiling Wolf) التي تعد مثالية للكوكتيلات أو المشروبات الممزوجة، إلى جانب بيرة خالية من الكحول من لاكي ساينت (Lucky Saint)".
وبالنظر إلى التغيرات في العادات الاستهلاكية، تشير الأبحاث إلى أن الأجيال الشابة باتت أكثر وعيًا بتأثيرات الكحول السلبية على الصحة الجسدية والنفسية، مما يدفعها إلى الابتعاد عن العادات السابقة المرتبطة بالشرب المفرط.
ووفقًا لدراسة حديثة نشرتها صحيفة ذا تايمز (The Times)، فإن نحو نصف الفئة العمرية بين 18 و34 عامًا قد تخلّت تمامًا عن شرب الكحول. كما كشف استطلاع رأي أجرته يو غوف (YouGov) في عام 2024 أن 44% من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أصبحوا يفضلون المشروبات منخفضة أو عديمة الكحول، مما يؤكد التحول الملحوظ في أنماط استهلاك الشباب.
وعلى مستوى السوق، أظهر تقرير صادر عن جامعة شيفيلد أن قيمة سوق المشروبات الخالية أو منخفضة الكحول بلغت 221 مليون جنيه إسترليني (258 مليون يورو) في عام 2021، وسجلت نموًا مستمرًا منذ ذلك الحين.
أما على مستوى الاتحاد الأوروبي، فقد ارتفع إنتاج المشروبات غير التقليدية بنسبة تزيد على 13% بين عامي 2022 و2023، بينما تراجع إنتاج المشروبات التقليدية بنسبة 5%، مما يعكس التوجه العالمي نحو خيارات أكثر توازنًا وصحة.
Relatedتركيا ومعضلة الكحول المغشوش.. 133 حالة وفاة منذ بداية 2025 فما الأسباب؟ اتجاه جديد في هولندا.. البيرة القليلة أو الخالية من الكحول تحقق نموًا ملحوظًا وزيادة بالمبيعاتدراسة: خفض استهلاك التبغ والكحول قد يمنع 3 ملايين إصابة بالسرطان بحلول 2050رؤية جديدة للحياة الليليةومن منظور النادي، فإن هذا التحول هو استجابة حقيقية لرغبات الجمهور. وفي هذا السياق، صرّح مات لونغ، مدير النادي، قائلاً: "لطالما كان نهجنا في مينسرتي أوف ساوندس قائمًا على إحداث تغييرات إيجابية. ومع تزايد عدد الأشخاص المهتمين بالعيش بوعي، نحن ندرك جيدًا ما يريده جمهورنا: تجارب ليلية أكثر شمولية تلائم الجميع".
وأضاف لونغ: "فعالياتنا النهارية ومجموعتنا الجديدة من المشروبات منخفضة وخالية الكحول تخدم مجتمعًا متناميًا يشاركنا قناعتنا بأن السهر يجب أن يكون تجربة قائمة على التواصل والطاقة وصناعة الذكريات، سواء كنت تحتسي موكتيلًا خاليًا من الكحول أو مشروبًا منخفض النسبة".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير خارجية إسرائيل: الوقت ينفد وإيران تمتلك ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل نوتيلا تحتفل بعيدها الستّين: رحلة عبر تاريخ العلامة التجارية الشهيرة كحولالمملكة المتحدةموسيقىرقصالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا إيران دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا إيران كحول المملكة المتحدة موسيقى رقص دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا إسرائيل روسيا إيران الضفة الغربية فرنسا غزة حركة مقاطعة إسرائيل شرطة ضحايا یعرض الآنNext من الکحول
إقرأ أيضاً:
أحلام الهجرة الغير شرعية تتحطم على باب القنصلية المصرية بلندن
تتكرّر مآسي الهجرة غير الشرعية يومًا بعد آخر، حيث تنتهي أحلام آلاف الشباب بمصائر مأساوية، بين غرق في عرض البحر، أو ضياع في المنافي الأوروبية، أو تشرّد إنساني ونفسي.
قصة اليوم تسلط الضوء على أحد هؤلاء الشباب، الذي انتهت به رحلة الهروب من الفقر على أعتاب القنصلية المصرية في لندن، منهكًا ومجردًا من أوراقه وهويته، يتوسل العودة إلى وطنه.
بداية القصة
بدأت فصول المعاناة حين قرر الشاب المصري محمد حسن، من محافظة البحيرة، خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، انطلاقًا من السواحل الليبية.
وبعد أن دفع مبالغ طائلة للمهربين، استقل قاربًا مكتظًا بالمهاجرين في رحلة محفوفة بالمخاطر، واجه خلالها أمواجًا عاتية، قبل أن تنقلب المأساة إلى واقع، ويغرق القارب وسط البحر.
لكن محمد نجا من الموت بأعجوبة، بعدما التقطه قارب نجاة وتم نقله إلى السواحل الإيطالية، لتبدأ رحلة جديدة لا تقل صعوبة عن سابقتها.
من النجاة إلى المعاناة
لم تكن النجاة من الغرق نهاية الحكاية، بل كانت بداية رحلة قاسية بين الدول الأوروبية. فبعد وصوله إلى إيطاليا، توجه إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، باحثًا عن فرصة لحياة كريمة، ليصطدم بواقع مختلف تمامًا، حيث قضى الشاب المصري عامًا كاملًا في ظروف إنسانية قاسية، تنقّل خلالها بين أعمال شاقة لا توفر له أي حماية قانونية، وعاش في مساكن غير صالحة للآدمية، بلا استقرار ولا أمل واضح في الأفق، قبل أن تستقر به الرحلة أخيرًا في لندن، حيث لا تزال الحياة تضعه أمام تحديات يومية.
اعتقال وتشرد في شوارع بريطانيا
في بريطانيا، لم يحالفه الحظ، وتعرّض لمشكلات قانونية مع الشرطة، انتهت بسجنه، لكن بعد خروجه من السجن، كان قد فقد جزءًا من اتزانه النفسي، وظلّ مشردًا بين الحدائق والشوارع، بلا أوراق ثبوتية، ولا مأوى، ولا حتى طعام.
وفي لحظة انكسار ويأس، توجه إلى مقر القنصلية المصرية في لندن، يتوسل طالبًا العودة إلى مصر، لكنه لم يكن يحمل ما يثبت هويته، ولا يملك المال الكافي لتغطية تكلفة العودة.
تحرك إنساني من الجالية والقنصلية المصرية
وعلى الفور، تحرّك أعضاء بارزون من الجالية المصرية من بينهم جلال دردير ومحمود طه، لمساعدة الشاب، رغم حالته النفسية غير المستقرة، كما جرى التنسيق مع القنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر بديلة، في ظل عدم امتلاكه أي مستند رسمي.
وبجهود كبيرة، تولّت السفيرة جوانا نجم الدين، قنصل مصر في لندن، مسؤولية إصدار الوثيقة، كما ساهم بيت العائلة المصرية في لندن بتوفير إقامة مؤقتة للشاب، وتذكرة سفر إلى القاهرة، حتى تكتمل إجراءات عودته.
دعوة للتفكير
بدوره، نصح مصطفى رجب، أحد أبرز وجوه الجالية المصرية في لندن ومدير بيت العائلة المصرية، الشباب قائلًا: “ننشر هذه القصص الواقعية كي يتّعظ شبابنا. فالمبالغ الطائلة التي تُنفق على الهجرة غير الشرعية، يمكن أن تكون نواة لمشروعات صغيرة داخل مصر، بدلًا من مراكب الموت ومآسي الغربة والتيه.”
قصة هذا الشاب ليست سوى مرآة تعكس وجعًا صامتًا يتكرر، بصور مختلفة، في حكايات لا تُروى، فالهروب من الوطن لا يُنبت أملًا، والطريق غير الشرعي لا يقود إلا إلى متاهات الألم.
ومع ذلك، تظل الإنسانية قادرة على أن تضيء العتمة، فالدعم الذي وجده من أبناء وطنه في لندن، كان طوق نجاة يثبت أن الانتماء لا يسقط بالتقادم، وأن العودة ممكنة.