لقاء حصري مع مؤسس مبادرة تكنولوجيا من أجل فلسطين في قمة الويب 2025
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
اُختتمت قمة الويب قطر 2025 ولكن الأثر الذي تركته بدأ، فمن صفقات عقدت بالملايين لشركات ناشئة إلى علاقات عمل تشكلت بين كثير من المهتمين بالتكنولوجيا والمستثمرين مرورا بمحاضرات وجلسات ثرية من كبار المتحدثين عن آخر مستجدات عالم التقنية، وضعت القمة التي انطلقت من عام 2009 في دبلن، نفسها على خريطة العالم من حيث تشكيل الوعي العام ليس فقط في التكنولوجيا بل أيضا في القضايا المختلفة سواء سياسية أو اجتماعية أو حتى إنسانية مثل القضية الفلسطينية.
في هذا الإطار كان للجزيرة نت فرصة لقاء أحد رواد التكنولوجيا الذي وضع بصمته أخيرا في عالم المساندين للقضية الفلسطينية بواسطة التكنولوجيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لقاء حصري مع المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا لفهم "ثالوث" ريادة الأعمالlist 2 of 2لقاء حصري مع بادي كوسغريف: هكذا أرى مستقبل قمة الويب في عام 2035end of listبول بيغار مهندس حاسوب إيرلندي رفع مستوى الوعي بالحرب في غزة، والنضال من أجل وقف دائم لإطلاق النار عن طريق توفير منصة لأولئك الذين يخشون دعم فلسطين علنا سماها "التكنولوجيا من أجل فلسطين" (Tech for Palestine).
بول حَدِثنا عن نفسك قبل مبادرة التكنولوجيا من أجل فلسطين؟بيغار: "من حيث المسار المهني، أنا خبير في التكنولوجيا من أيرلندا. خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، كنت أعمل في تأسيس شركات تقنية ناشئة. حصلت على درجة الدكتوراه في علوم الحاسوب من كلية ترينيتي في دبلن".
أنا مبرمج، وكنت أعرف بعض الأمور عن فلسطين، لكن ليس كثيرًا. كنت قد قرأت عن "مسيرة العودة الكبرى"، على سبيل المثال، لكنني لم أكن أعرف كثيرا عن فلسطين، عن تاريخها، عن الاحتلال، عن الاستعمار الاستيطاني. كل هذه الأمور لم أكن على دراية بها حتى الغزو الإسرائيلي لغزة في عام 2023. ومنذ ذلك الحين بدأت في البحث المكثف، وكنت مدمنًا على تويتر يومها.
إعلانكنت أقرأ كثيرًا من المنشورات، وأتابع العديد من التقدميين اليساريين الذين كانوا يشاركون صورًا لما يحدث في غزة. وفي الوقت نفسه، كان المستثمرون والأشخاص الذين أعرفهم من قطاع التكنولوجيا يشاركون الدعاية الإسرائيلية، ويتحدثون عن معاداة السامية، وعمّا يحدث في الجامعات من فض الاعتصامات بالقوة للمناهضين للحرب على غزة مثل ما حدث في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، ويدّعون أن جميع المتظاهرين هناك معادون للسامية، وما إلى ذلك.
هذا التناقض لدى الأشخاص الذين يدعمون إسرائيل ويشاركون في آلة الدعاية، جعلني أشعر بالغضب واليأس الشديدين، ومن هنا انطلقت مبادرة التكنولوجيا من أجل فلسطين .
بصراحة، لم يكن لدينا أي فكرة واضحة في ذلك الوقت. كانت مجرد بيان، لقد كتبت تدوينة. وفي تلك اللحظة، لم أكن أعرف ما الذي سيحدث بعدها. كنت أظن أن الأمر قد يكون سخيفًا، لكن هذا كان أقصى ما يمكنني فعله، وهو استخدام منصتي الصغيرة. وكنت في موقف لا يتحمل مخاطرة كبيرة.
لم يكن لدي أي ارتباط مباشر بفلسطين فلم أزرها من قبل. لا، لم أكن هناك أبدًا.
كنت عموما ميّالًا للأفكار اليسارية، وكنت أشعر بالاستياء من تحول قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة إلى توجهات يمينية جدًا، حيث أصبح مرتبطًا بصناعة الأسلحة، والإمبريالية الأميركية، وما إلى ذلك. كان لدي بعض السياق عن هذه القضايا، لكنني لم أكن مرتبطًا بفلسطين مباشرة. وهذه هي زيارتي الأولى إلى الشرق الأوسط.
كيف رأيت تأثير مدونتك عند إطلاقها وهل توقعت رد الفعل الذي أحدثته؟الحقيقة لم أكن أعرف ما الذي سأواجهه، لقد واجهت ردود فعل إيجابية كبيرة، فلقد تواصل معي كثير من الأشخاص، تلقيت نحو 3000 رسالة، وكانت 97% منها رسائل دعم. معظمها كان من أشخاص لا أعرفهم، يرسلون إلي فقط ليقولوا "شكرًا لك على كتابة هذا".
إعلانومن خلال الأشخاص في مجال التكنولوجيا الذين تواصلوا معي، بدأنا في بناء مجموعة من 40 شخصًا، وفتحنا خادمًا على منصة ديسكورد (Discord) حيث بدأ الناس العمل على مشاريع مختلفة. بعد أسبوع أو أسبوعين، فتحنا المجموعة للجميع، وفي اليوم الأول انضم 1000 شخص، وفي الأسبوع الأول انضم 2000 شخص، والجميع كان يريد أن يفعل شيئًا لفلسطين.
بعد عام من إطلاقك المبادرة كيف ترى تأثيرها في بيئة التكنولوجيا للفلسطينيين؟الحرب دمرت الاقتصاد التكنولوجي في فلسطين، سواء في غزة أو الضفة الغربية. كان هناك اقتصاد يعتمد على الاستشارات وشركات تعهدات التكنولوجيا الصغيرة، والتي لديها عقود مع العديد من الوكالات الكبرى، لكن جميع هذه الشركات فقدت عقودها. جميع الشركات الناشئة فقدت عملاءها، فالوضع دمّر الاقتصاد بالكامل.
لكن نهجنا لا يركز على تطوير الاقتصاد الفلسطيني نفسه، بل على التأثير في الغرب وزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية. بالطبع هناك تقاطعات بين الجانبين، مثل مبادرات التوظيف، حيث نوفر فرص عمل للفلسطينيين في شركات غربية، مما يساعد في تغيير صورة الفلسطينيين لدى الغرب، حيث يكتشفون أنهم مهندسون رائعون وأشخاص رائعون.
نحن نركز على محاور رئيسية عدة هي:
دعم حركات مقاطعة إسرائيل في مجال التكنولوجيا تطوير التكنولوجيا لتنظيم الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل وداعمة لفلسطين معالجة التحيز الإعلامي في وسائل الإعلام الغربية حول القضية الفلسطينية معالجة التحيز في الذكاء الاصطناعي في تناول الحقائق الخاصة بالقضية الفلسطينية فضح الدعاية الإسرائيلية حول ما يجري في هذه البقعة من العالم دعم القضية الفلسطينية تكنولوجيا.لدينا حاليًا 43 مبادرة نشطة تعمل في هذه المجالات، وهدفنا هو الوصول إلى 100 مبادرة هذا العام، ثم الوصول إلى 10,000 مبادرة في المستقبل.
في رأيك، ما الهدف الذي إنْ تحقق ستعتبره نجاحا كبيرا للمبادرة؟أكبر مشكلة نواجهها في الغرب هي الجهل. هناك عدد هائل من الناس في الغرب لا يعرفون شيئًا عن فلسطين، لأنهم لم يسمعوا سوى الرواية الغربية، التي تصور الإسرائيليين على أنهم الضحايا، والفلسطينيين على أنهم "المعتدون".
إعلانلكن بمجرد أن يعرفوا الحقيقة عن الاحتلال، عن نقاط التفتيش، عن الفصل العنصري، عن القصف المستمر، عندما يرون صور غزة، يتغير موقفهم فورا.
لذلك، التحدي الأكبر هو الوصول إلى هؤلاء، إنهم نحو 80% من الناس في الغرب لم يسمعوا الرواية الفلسطينية بعد، وعندما يعرفون الحقيقة، يتحولون تلقائيًا إلى مدافعين عن القضية الفلسطينية، وهذا هو الهدف من المبادرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب القضیة الفلسطینیة فی الغرب لم أکن
إقرأ أيضاً:
احتجاجات أميركا في عيون العرب.. ما الذي يحدث في لوس أنجلوس؟
شهدت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية تصاعدا غير مسبوق في حدة التوترات، دفع منصات التواصل الاجتماعي العربية إلى التفاعل على نطاق واسع مع الأحداث الجارية، وذلك عقب اعتقال ضباط من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة عشرات الأشخاص بتهمة ارتكاب مخالفات للهجرة.
ومع نزول آلاف المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر قوات من الحرس الوطني، أقدم المحتجون على إغلاق الطرق وإحراق مركبات، لتتطور المواجهات إلى استخدام قوات إنفاذ القانون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية في محاولة للسيطرة على الحشود.
وتصدرت وسوم مثل #لوس_أنجلوس_تحترق و#لوس_انجلس و#كاليفورنيا ساحة التفاعل الرقمي حيث شارك آلاف المغردين تعليقاتهم وآراءهم حول تطورات الأزمة.
وأبدى ناشطون دهشتهم من تحول "مدينة الملائكة" إلى ما وصفوه "بغابة يحكمها العنف"، معبرين عن قلقهم من فقدان السيطرة الأمنية، واعتبر بعضهم أن المشهد يعكس عمق الخلافات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة في عهد ترامب.
لوس أنجلوس الأمريكية، مدينة الملائكة ،كما يعني اسمها تواجه معضلة أمنية في التعامل مع المحتجين ضد ترحيل وابعاد المهاجرين غير الشرعيين.. pic.twitter.com/VJQkH0Qsfr
— khaled mahmoued (@khaledmahmoued1) June 7, 2025
إعلانورأى آخرون في قرار ترامب بشأن نشر الحرس الوطني تصعيدا غير مسبوق منذ عقود، وتوقعوا مزيدًا من التصعيد، خاصة في ظل الخلاف المتفاقم مع رئيسة بلدية المدينة واتساع الفجوة بين حاكم كاليفورنيا والرئيس الأميركي، مع الحديث عن رفع دعاوى قضائية وتهديدات متبادلة.
وانعكست حدة الاحتجاجات على تعليقات المغردين، إذ لجأ بعضهم إلى السخرية من الفوضى التي عمّت المدينة، مشبهين ما يحدث بما تشهده بعض دول الشرق الأوسط من أعمال شغب واضطرابات.
وفي تعليق ساخر، كتب أحد الحسابات على الفيديوهات المتداولة: "ثوار العشائر في لوس أنجلوس ينصبون كمينًا لقوات ترامب. ليس هناك وطن وليس هناك دوام".
وصف حاكم ولاية #كاليفورنيا قرار الرئيس الأمريكى #ترامب بنشر 2000 جندي إضافي من #الحرس_الوطني في #لوس_أنجلوس بأنه تصرف متهور وعديم الجدوى ومهين للقوات الأمريكية.
واعتبر أن هذا الأمر لا علاقة له بسلامة العامة. بل هو محاولة لإرضاء غرور رئيس خطير على حد قوله.
وأوضح أن أول 2000… https://t.co/OuWdgF38PL pic.twitter.com/uHmB2cVVTH
— khaled mahmoued (@khaledmahmoued1) June 9, 2025
وأبدى مغردون استغرابهم مما آلت إليه الأوضاع في ما يعتبرونه دولًا متقدمة ونموذجًا للحداثة، متسائلين: "هل هذا هو الغرب المتحضر في أجمل صوره عام 2025؟".
وتساءل آخرون عن مشاهد قمع الشرطة للمتظاهرين ووصفوا ذلك "بالمناظر المرفوضة"، داعين إلى تنشيط دور منظمات المجتمع المدني دفاعًا عن حقوق الشباب المحتج.
وفي المقابل، رأى كثيرون أن الولايات المتحدة "تجني حصاد سياساتها في الدول العربية، لا سيما في غزة"، إذ اتهموا واشنطن بدعم ما وصفوه بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين على القطاع.
عدت للتو إلى لوس أنجلوس، ولم تفاجئني مظاهر الشغب ولا العنف.
ولا حتى حدة تعامل #ترامب مع هذه الأزمة؛ فالرجل لا يُكنّ إلا مشاعر البغض لهذه الولاية الليبرالية الديمقراطية، والولاية تبادله نفس الشعور، إذ ترفض سياساته، خصوصاً المتعلقة بمطاردة المهاجرين غير الشرعيين، وتذهب إلى حد تأمين… pic.twitter.com/Gp9xH0pKrG
— نظام المهداوي – Nezam Mahdawi (@NezamMahdawi) June 9, 2025
إعلان
واعتبر كتّاب وإعلاميون عرب أن ما يجري في لوس أنجلوس يتجاوز احتجاجات على سياسات الهجرة، ليبلغ حدود "معركة على شكل السلطة"، مشددين على أن البلاد تمر بلحظة مفصلية "يتقابل فيها الشعب مع السلطة ويصارع المستقبل ماضيا لم يُحاسب".
وطالب مدونون بإبقاء الأضواء مسلطة على لوس أنجلوس لمراقبة تعامل "بلد الديمقراطية وحرية التظاهر" مع الاحتجاجات، محذرين من "انزلاق الدولة إلى توظيف القوة على حساب الحقوق".
♦️من لوس انجلس بالولايات المتحدة الامريكية احداث عنف وشغب ومواجهات بين الشرطة والمتظاهرين وتدخل الجيش
????لسنوات طويلة صدّرت لنا الولايات المتحدة دروسًا في “الديمقراطية حسب الطلب” تدخلت، فجّرت، قسمت، صنعت فوضى ثم وقفت ترفع لافتة “حقوق الإنسان” فوق أنقاض الدول التي ساهمت في تدميرها pic.twitter.com/4gdyqsSLh8
— YAAKOUBE IDRISS (@YaakoubeI) June 9, 2025
وشكك آخرون في شرعية خطوات ترامب القانونية، خاصة بعد طرد قرابة 2.5 مليون مهاجر، متسائلين عن مصير عائلاتهم ومستقبلهم في ظل حالة الخوف المستمرة.