شركة صينية تنتج علاجا لسرطان الرئة يتفوق على دواء أمريكي من الأكثر مبيعاً بالعالم
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك أن شركة الذكاء الاصطناعي الصينية،"DeepSeek"، صدمت العالم من خلال تقديم ابتكار غير متوقع وبسعر لا يصدق. لكن هذا الاتجاه الثوري لا يقتصر على شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ كان يحدث بهدوء في قطاع الأدوية أيضا.
في سبتمبر/أيلول الماضي، هزّت شركة "Akeso" الصينية غير المعروفة في مجال التكنولوجيا الحيوية، التي تأسست قبل نحو عقد من الزمان، قطاع التكنولوجيا الحيوية من خلال طرح عقار جديد لعلاج سرطان الرئة.
في تجربة أجريت في الصين، ثبت أن عقار "Ivonescimab" الجديد، تفوّق على "Keytruda"، وهو الدواء الرائد الذي طورته شركة "Merck" الأمريكية العملاقة، والذي حقق مبيعات تجاوزت 130 مليار دولار للشركة التي هيمنت على سوق علاجات السرطان.
وبحسب البيانات السريرية التي كُشف عنها خلال المؤتمر العالمي لسرطان الرئة، وهو أحد أهم المنتديات الطبية، فقد استغرق الورم لدى المرضى الذين عولجوا بدواء "Akeso" الجديد 11.1 شهرًا قبل أن يبدأ بالنمو مرة أخرى، مقارنة بـ 5.8 أشهر فقط لدواء "Keytruda".
وخلال عدة أيام فقط في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، تضاعفت أسهم شركة "Summit Therapeutics"، وهي الشريك الأمريكي لشركة "Akeso"، إلى مستوى قياسي، وفقًا لبيانات "Refinitiv". وكانت الشركة قد حصلت على ترخيص لتسويق الدواء الجديد في أمريكا الشمالية وأوروبا.
والشهر الماضي، صرحت ميشيل شيا، وهي الرئيسة التنفيذية لشركة "Akeso"، في مقابلة مع موقع BiotechTV المعني بأخبار مجال التكنولوجيا الحيوية:"أعتقد أن صناعة التكنولوجيا الحيوية الصينية ستلعب دورًا مهمًا على المستوى العالمي، وستؤدي دورًا متزايدًا".
وأوضح بيان صادر عن شركة "Akeso" أُرسلت نسحة منه إلى CNN، أن رؤية الدواء الذي أنتجته يتفوق على Keytruda، وهو الدواء الأكثر مبيعًا في العالم، كانت "لحظة مثيرة بشكل لا يصدق".
وأضاف البيان: "يستند ابتكار Akeso إلى فهم عميق لبيولوجيا الأمراض وهندسة البروتينات، مع الاستفادة من سرعة التطوير ووفرة المواهب المتميزة في الصين".
وبينما يحقق إنجاز "Akeso " صدى واسعًا في الخارج، تشتعل المناقشات في الصين حول جودة الأدوية المُكافئة المنتجة محليًا، التي تحتوي على المكونات الفعّالة ذاتها مثل الأدوية الحاصلة على براءات اختراع، ولكنها تباع بسعر أرخص بكثير.
ويسود عدم الثقة في السجل الحافل بالأدوية المنتجة محليًا في الصين منذ فترة طويلة. وتصاعدت هذه المخاوف إلى موجة من الغضب العام الشهر الماضي بسبب مزاعم حول جودة الأدوية المُكافئة الصينية، ما أدى إلى فتح تحقيق رسمي.
في خضم ذلك، دافعت هيئة نظيم الصحة في الصين عن سلامة هذه الأدوية، قائلة إن التحقيق لم يجد أدلة تدعم المخاوف المتعلقة بجودتها. وأخبر العديد من سكان بكين شبكة CNN الأسبوع الماضي أنهم ليسوا على دراية بشركة "Akeso" أو الدواء الجديد الذي تًنتجه، وما زالوا يفضلون الأدوية المستوردة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أدوية وعلاج أمراض وأدوية مرض السرطان التکنولوجیا الحیویة فی الصین
إقرأ أيضاً:
أبحاث تؤكد أن دواء إنقاص الوزن لا يقلل من خطر الإصابة بالزهايمر
أكدت أبحاث علمية جديدة أن دواء سيماغلوتايد وهو الدواء المُستخدم في لقاحي إنقاص الوزن الرائجين أوزيمبيك وويغوفي، لا يُبطئ التدهور المعرفي لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة.
جاء ذلك وفق ما نشره موقع "كونفيرزيشن" في مقال للباحث المختص بعلم الأعصاب الدكتور راهول سيدو من جامعة شيفيلد، بناء دراستين جديدتين واسعتي النطاق.
وتغلق هذه النتائج في الوقت الحالي، الآمال في أن يُساعد علاج داء السكري والسمنة أيضا في حماية الدماغ، وقد نُفذت التجارب على ما يقارب من 3800 شخص تتراوح أعمارهم بين 55 و85 عاما، ويعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرض الزهايمر المبكر لمدة عامين.
ولم يُحقق أولئك الذين تناولوا سيماغلوتايد يوميا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة، أو مهارات التفكير أو الأداء اليومي، مقارنة بمن تناولوا دواء وهميا.
كان الدواء المستخدم هو ريبيلسوس، وهو نسخة فموية من سيماغلوتايد تُوصف عادة لمرض السكري من النوع الثاني. ومثل أوزيمبيك وويغوفي، يحتوي على نفس المادة الفعالة.
كان لدى العلماء سببٌ للتفاؤل: فقد أشارت الأبحاث المخبرية والدراسات السابقة التي أُجريت على مرضى السكري إلى أن سيماغلوتايد قد يُوفر طرقا متعددة لحماية الدماغ، من تهدئة الالتهاب إلى مساعدة الخلايا العصبية على العمل بكفاءة أكبر.
لم تصمد هذه التلميحات المبكرة في المرضى. فعلى الرغم من التحولات المشجعة في بعض المؤشرات البيولوجية للمرض، فشل الدواء في إبطاء التدهور المعرفي العام.
كانت التجارب شاملة، وعشوائية، ومُضبوطة بدواء وهمي - وهو المعيار الذهبي لاختبار الأدوية على البشر. وكان الاختبار الرئيسي الذي استخدموه هو مجموع مربعات التقييم السريري للخرف، وهي درجة تعكس كلا من القدرة على التفكير ومدى كفاءة الشخص في إدارة المهام اليومية.
كما فحص الباحثون الذاكرة والسلوك ومستويات البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر في السائل النخاعي. وعلى الرغم من تحسن بعض المؤشرات البيولوجية بشكل طفيف لدى الأشخاص الذين تناولوا الدواء، إلا أن تدهورهم العام لم يختلف عن تدهور أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
كان العلماء متحمسين لأدوية GLP-1، مثل سيماغلوتايد، لأنها بدت قادرة على معالجة العديد من العمليات المرتبطة بمرض الزهايمر.
وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنها قد تُخفف الالتهاب، وتُحسّن استجابة الدماغ للأنسولين، وتدعم "محطات توليد الطاقة" في الخلية (الميتوكوندريا)، وتحد من تراكم لويحات الأميلويد وتشابكات تاو. بل إن الدراسات الرصدية التي أُجريت على مرضى السكري لمّحت إلى أن حالة مرضى السكري الذين يتناولون أدوية GLP-1 تتراجع لديهم بشكل أبطأ.
GLP-1 هو هرمون يُفرز بعد تناول الطعام، ويساعد على تنظيم سكر الدم. يُحاكي سيماغلوتايد هذا الهرمون، مُحفزا إفراز الأنسولين، ومُهدئا إشارات الجوع، ومُبطئا عملية الهضم. في الدماغ، يُنشّط سيماغلوتايد مُستقبلات GLP-1 على الخلايا العصبية، ويدعم الخلايا، مُخففا الالتهاب، وموفرا حماية للخلايا من التلف، ومُساعدا إياها على إدارة الطاقة والتمثيل الغذائي.
أظهرت التجارب المعملية أيضا أنه يُمكنه تقليل تراكم الأميلويد وتاو. جعلت هذه التأثيرات المتداخلة عقار سيماغلوتايد يبدو مرشحا قويا لعلاج مرض الزهايمر، إلا أن بيولوجيا الدماغ غالبا ما تختلف تماما لدى المرضى الحقيقيين عنها في طبق بتري أو لدى الفئران.
ما هو السبب المحتمل للفشل؟
قد يكون للنتائج السلبية تفسيرات عديدة. ربما جاء العلاج متأخرا جدا، لأن الأدوية التي تحمي خلايا الدماغ قد تعمل بشكل أفضل قبل ظهور الأعراض.
يُعد الزهايمر مرضا معقدا، وقد لا يكون استهداف الالتهاب أو الأيض وحده كافيا بمجرد تراكم بروتينات الأميلويد والتاو. كما أن التغيرات في مؤشرات المرض في الدم لا تؤدي دائما إلى تحسنات ملموسة يمكن للمرضى أو العائلات ملاحظتها، خاصة خلال عامين فقط.
بدت سلامة الدواء مماثلة لما لوحظ بالفعل عند استخدامه لعلاج مرض السكري أو فقدان الوزن. ولكن مع عدم وجود أي مؤشر على فائدته، ألغت نوفو نورديسك خططها لتمديد الدراسة لمدة عام آخر. سيتم مشاركة النتائج الكاملة في مؤتمرات الزهايمر في عام 2026، مما يتيح للباحثين فرصة التعمق في المجموعات الفرعية والنتائج الإضافية التي لم تُنشر بعد.
تُقدم النتائج الرئيسية الإجابة الرئيسية، لكنها تُبقي الكثير من التفاصيل غامضة. سيرغب الباحثون في معرفة ما إذا كانت أي مجموعات أصغر من المرضى قد تفاعلت بشكل مختلف، ومدى ثبات التغيرات البيولوجية، وما إذا أظهرت أي من الاختبارات الإدراكية الإضافية آثارا طفيفة.
في الوقت الحالي، الرسالة واضحة: لا تضمن البيولوجيا الواعدة علاجا فعالا. يؤثر سيماغلوتايد بالفعل على العمليات المرتبطة بمرض الزهايمر، لكن هذه التجارب تُشير إلى أنه لا يُبطئ الأعراض بمجرد ظهورها. بالنسبة للعائلات التي تتطلع إلى تحقيق تقدم، يُمثل هذا تذكيرا آخر بمدى صعوبة تحويل الوعود التجريبية إلى مكاسب عملية.
كان للخبر تداعيات مالية فورية. انخفض سعر سهم نوفو نورديسك بشكل حاد، مما يعكس مدى التوقعات التي بُنيت حول إنجاز مُحتمل. قد تُؤثر النتائج أيضا على كيفية تعامل شركات الأدوية مع التجارب المستقبلية لأدوية إنقاص الوزن وداء السكري لأمراض الدماغ.
مع ذلك، في الوقت الحالي، يبدو من غير المرجح أن يُصبح سيماغلوتايد علاجا فعالا لمرض الزهايمر. سيحتاج الباحثون إلى استكشاف استراتيجيات أخرى لمعرفة ما إذا كانت الآليات المُلاحظة في الخلايا والفئران يُمكن أن تُترجم إلى فوائد إدراكية ذات معنى.