تدشين 3 ترجمات لروايات د.سعيد السيابي للغة الفرنسية
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
أقامت مؤسسة لبان للنشر والتوزيع مساء أمس حفلًا بمناسبة إشهار ترجمات للغة الفرنسية لثلاث روايات للدكتور سعيد بن محمد السيابي، وهي "جبرين وشاء الهوى" و"الصيرة تحكي" و"جابر.. الوصية الأخيرة"، وقام بترجمتها الكاتب المغربي نور الدين سملاق.
وتأتي الترجمة بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سبيل إيصال الأدب العماني إلى مختلف القراء حول العالم.
وفي بداية الحفل تحدث المترجم نور الدين سملاق –عبر مقطع مرئي مسجل– عن مشوار الترجمة، وما لفت انتباهه بالسرد العماني، قائلا: "كانت رحلتي مع ترجمة الأدب العماني إلى الفرنسية تجربة غنية ومثرية، حيث وجدت في روايات الدكتور سعيد السيابي الثلاث (جبرين وشاء الهوى)، (الصيرة تحكي)، (وجابر.. الوصية الأخيرة) عوالم سردية تحمل في طياتها تفاصيل ثقافية وتاريخية واجتماعية عميقة، لقد منحتني هذه النصوص نافذة للإطلال على المشهد العماني، بما فيه من تنوع ثقافي وامتداد تاريخي يثري القارئ ويدفعه للتأمل، ولم تكن هذه الروايات مجرد نصوص تُنقل من لغة إلى أخرى، بل كانت فضاءً لاكتشاف حضارة مترامية الأطراف، والتعرف على شخصيات وأحداث تعكس التفاعل بين الماضي والحاضر، وجدت نفسي أمام عالم زاخر يستحق أن يصل إلى القارئ الفرنسي، لما يحمله من دلالات تاريخية وجمالية عميقة".
وأشار المترجم نور الدين سملاق إلى أن هذه الترجمات ليست الأولى ضمن المشروع، إذ سبق له أن ترجم المجموعة القصصية للدكتور سعيد السيابي "رغيف أسود"، بهدف إيصالها للقارئ الفرنسي أو القارئ العربي الناطق بالفرنسية.
وتابع قائلا: "التحدي الأكبر في الترجمة كان الحفاظ على الروح الأصلية للنصوص، ونقل أسلوب السرد الفريد الذي يجمع بين التاريخ، والتأمل الفلسفي، والرومانسية، دون أن يفقد النص أصالته، إن الترجمة ليست مجرد نقل للكلمات، بل بناء جسور بين الشعوب، وهذا ما سعيّت إليه في عملي، آملًا أن تصل هذه الكنوز الأدبية إلى القارئ الفرنسي وتمنحه فرصة لاكتشاف الأدب العماني في أبهى صوره".
بعد ذلك تحدث الدكتور سعيد السيابي عن مشروع ترجمة رواياته إلى الفرنسية، موضحًا أن مشروع الترجمة انطلق كفكرة تم التقدم بها للمنتدى الأدبي التابع لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبمتابعة من سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي رأى هذا المشروع النور. وأشار إلى أن نجاح تجربته الأولى في ترجمة مجموعته القصصية "رغيف أسود" إلى اللغة الفرنسية، ونشرها في المغرب، ثم توزيعها في أوروبا عبر دار نشر فرنسية، شجعه على المضي قدمًا في ترجمة الروايات الثلاث.
مؤكدًا أن الهدف من الترجمة هو إيصال الرواية العمانية إلى نطاق أوسع، وتعريف القارئ الأجنبي بالثقافة والتاريخ العماني.
وأشار إلى أن تصاميم الإصدارات المترجمة جاءت بأسلوب مغاير عن النسخ العربية، لكنها احتفظت بالروح الأصلية للروايات، كما تحدث عن شخصيات الروايات، لا سيما شخصية الإمام "جابر بن زيد" التي تعد محورية في سياق السرد العماني، لافتًا إلى أن المشروع استغرق ست سنوات حتى يرى النور، نظرًا لحجم العمل والبحث التاريخي الذي تطلبه، وكذلك رواية "جبرين وشاء الهوى" التي استغرق العمل عليها حوالي 6 سنوات.
ثم تطرق السيابي إلى أهمية الأعمال التاريخية في الأدب، مشيرًا إلى أن بعض القراء يجدونها ثقيلة، لكن العمل السردي قادر على تقديمها بطريقة مشوقة، من خلال شخصيات وأحداث تسهل التفاعل معها، كما أشار الدكتور سعيد السيابي في حديثه إلى دور الدعم الذي تلقاه من زملائه وأصدقائه، مؤكدًا أن الرواية العمانية تستحق الانتشار عالميًا.
ومما جاء في سياق الحديث مناسبات كل رواية، فرواية "جبرين وشاء الهوى" يتحدث فيه عن صرح من صروح ولاية بهلا، الولاية التي تنتمي إليها زوجته، فأراد أن يكون العمل مفاجأة لها بأن يتحدث عن معلم من معالم ولايتها بطريقة سردية تاريخية.
أما رواية "الصيرة تحكي" فتدور أحداثها في ولاية قريات، في حقبة الاحتلال البرتغالي لسواحل عُمان، وتدور الأحداث حول طالب دكتوراه شغوف بالتاريخ، يبحث عن وثائق تاريخية توثق نضال العمانيين ضد الاحتلال، وقد اطلع الدكتور السيابي على حوالي 140 وثيقة تطرقت لقريات، واستعان بخمسة منها أوردها على لسان بطل الرواية.
في حين أشار السيابي إلى أن مشروع رواية "جابر.. الوصية الأخيرة" كانت بالأساس مشروعا لصناعة فيلم روائي عن شخصية الإمام جابر بن زيد، ولكن واجه المشروع صعوبات ما أدى إلى اقتراح خروجه بصورة رواية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سعید السیابی إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدء فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة
العُمانية: بدأت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية بعنوان «الترجمة المستدامة في عصر استخلاص المعرفة وتوليدها وإعادة إنتاجها»، تحت رعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السُّلطان قابوس.
يتضمن المؤتمر الذي تستضيفه جامعة السُّلطان قابوس تحت رعاية كل من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ،على مدار 4 أيام، عددًا من حلقات العمل المصاحبة والجلسات منها: جلسة تكنولوجيا الترجمة ويديرها يعقوب المفرجي، وجلسة دور مؤسسات الترجمة في تعزيز استدامة الهُوية والتراث والثقافة وتديرها منال الندابية، وجلسة دور الترجمة في استدامة الهُوية والتّراث والثّقافة وتديرها ملاك البحري، وجلسة دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري وتديرها رحمة الحبسية، إلى جانب حلقة عمل إنشاء البيانات الافتراضية بتقنية الواقع الافتراضي ويقدمها بدر الريسي.
ويُعد المؤتمر الذي تشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين والخبراء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة من 61 دولة، من أبرز المنصات الأكاديمية العالمية المتخصصة في مجال الترجمة والدراسات الثقافية على مستوى العالم، ليشكل بذلك منبرًا علميًّا رفيعًا للحوار وتبادل الخبرات، واستكشاف أحدث الاتجاهات والنظريات والممارسات في هذا الحقل المعرفي الحيوي وتطبيقاته في مختلف مجالات الحياة مثل حفظ التراث وصونه وتحقيق السلام وتعزيز التفاهم الدولي ونقل المعرفة في مجال الطبّ والصحة العامة وترسيخ قيم العدالة في القضاء القانوني والقضائي وتطبيقاته في مجال السياحة والإعلام ومجال العلاقات الدولية وتعزيز مفهوم القوة الناعمة في العلاقات بين الدول.
ويأتي اختيار سلطنة عُمان لاستضافة النسخة الثامنة من المؤتمر تقديرًا لدورها العالمي في دعم قيم السلام والحوار والتفاهم بين الثقافات في ظل التحولات الدولية الراهنة، وباعتباره فرصة لتعزيز القوة الناعمة لعُمان من خلال حضور علمي وثقافي دولي واسع في مجالي دراسات الترجمة والتواصل الثقافي. وتسهم محاور المؤتمر في دعم إحدى ركائز رؤية عُمان 2040 المتعلقة بالمواطنة والهُوية والتراث والثقافة الوطنية، عبر ترسيخ دور الترجمة بوصفها أداة أساسية لاستدامة الهُوية والحوار والتبادل المعرفي، وبما يعزز بناء مجتمع معرفي قادر على نقد المعرفة وتوظيفها وإنتاجها.
ويتضمن المؤتمر معرضًا تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة من سلطنة عُمان وخارجها لعرض مبادراتها وخبراتها في مجالات الترجمة والثقافة.
وقال الدكتور عبد الجبار الشرفي، الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في كلمة الافتتاح: إن المؤتمر استقبل 336 ملخصا بحثيًّا من مختلف أنحاء العالم، خضعَت جميعها لعملية تحكيم دقيقة وصارمة أشرف عليها 80 عالمًا وباحثًا من المتخصصين الدوليين. وقد تم اعتماد 236 ملخصا تشكل المادة العلمية لهذا المؤتمر.
وأضاف الدكتور الشرفي أن المؤتمر يتضمن 49 جلسة علمية وتعرض في كل جلسة خمس أوراق، تلتقي جميعها عند محور أساسي واحد هو: الاستدامة في الترجمة والدراسات الثقافية وهو موضوع يكتسب أهمية مضاعفة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم بما تشكله تقنية الذكاء الاصطناعي والتقدم الهائل الحاصل في برامج الترجمة الآلية من فرص وتحديات تؤثر تأثيرا مباشرا على الترجمة علمًا وبحثًا وتعليمًا وممارسةً وصناعةً.
وأشار الأستاذ الدكتور عبد الجبار الشرفي إلى المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك فيه إحدى وعشرين مؤسسة تمثل القطاع الحكومي والقطاع الخاص يجمعها كلها اهتمامها بالترجمة ثقافةً وممارسةً وصناعةً. كما أشار إلى عقد خمس ندوات خلال أيام تفتح نقاشات معمقة حول الترجمة والتقنيات، والترجمة والصناعة، والترجمة والهوية، ودور مؤسسات الترجمة في استدامة الثقافة والتراث.
وقالت الأستاذة الدكتورة سو آن هاردنج، رئيسة الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية، في كلمتها إن المؤتمرات السابقة للجمعية، انطلقت من سول قبل أربعة وعشرين عامًا، وتوالت استضافاتها في كيب تاون وملبورن وبلفاست وبيلو هوريزونتي وهونغ كونغ وبرشلونة، مؤكدة على أن عقد هذه النسخة في جامعة السُّلطان قابوس بمسقط يُعد أول مؤتمر للجمعية يُقام في الوطن العربي وعلى أرض شبه الجزيرة العربية.
وأوضحت أن جامعة السُّلطان قابوس تقدم ومن خلال هذا المؤتمر رؤية جديدة لدعم العلوم الإنسانية وتعزيز ثقافة المؤتمرات في سلطنة عُمان، تعتمد على توسيع مفهوم التفاعل بين التخصصات الإنسانية من جهة، وبين مؤسسات الدولة والمجتمع والقطاع الخاص والشباب من جهة أخرى، بما يتجاوز الإطار الأكاديمي ليشمل مجالات التعاون المجتمعي الأوسع.
وتهدف الجامعة إلى إعادة تعريف دور مؤتمرات العلوم الإنسانية بوصفها منصات فاعلة في بناء المجتمعات المعرفية واستدامتها، ودعم الاقتصاد الإبداعي، وبناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والمؤسسات ذات الصلة، إلى جانب توفير تجربة تعليمية محفزة لطلبة الجامعة والمؤسسات الأكاديمية من خلال التفاعل المباشر مع الجلسات العلمية والمبادرات الشبابية والمشروعات الوطنية. وتسعى الجامعة إلى تأسيس منظومة متكاملة مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية لتعزيز حضور العلوم الإنسانية ورفع الوعي بأهميتها وتوجيه الاستثمار نحوها بما يخدم الأهداف الاستراتيجية المشتركة.