كيف علقت صحف إسرائيلية على الإقرار بـالفشل الذريع في 7 أكتوبر؟
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
اهتمت صحف إسرائيلية وعالمية بنتائج تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ودلالات ذلك، إضافة إلى ملفات إقليمية ودولية.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الوقت قد حان لكي تبادر إسرائيل إلى تنظيم نفسها وإجراء تحقيق رسمي في هجوم "طوفان الأقصى"، وإنها إذا أرادت ضمان الأمن الدائم "فلا ينبغي لها أن تدافع عن نفسها ضد التهديدات المستقبلية فحسب".
وأشارت الصحيفة إلى أنه يتعين على إسرائيل أن تدرس بشكل نقدي كيف فشلت قيادتها في مساعدة مواطنيها في "7 أكتوبر".
وقال الكاتب بن كاسبيت -في تحليل في صحيفة معاريف الإسرائيلية- إن التحقيقات بشأن "طوفان الأقصى" جمعت وثائق مذهلة حول واحدة من أعظم إخفاقات الاستخبارات في التاريخ.
ووفق الكاتب، فإن كل الأدوات التي أُنشئت بعد ما وصفها بـ"كارثة عام 1973″ لمنع تكرارها قد ضعفت وتلاشت، مؤكدا أن أحد أسباب الفشل هو "تضاؤل حالة عدم اليقين لدى المؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية".
وكذلك يبرز "الشعور بأننا سنعرف دائما ما يحدث، وأننا لا يمكن أن نتفاجأ"، إلى جانب "نموذج التفوق الإسرائيلي الذي يعتبر أعداءنا أدنى"، حسب الكاتب.
ورأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن حكومة بنيامين نتنياهو فشلت في اقتراح بديل واقعي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يضمن لشعب إسرائيل أن الحركة لن تشكل تهديدا لهم بعد الآن.
إعلانوتابع لبيد -في مقال رأي بصحيفة هآرتس- أن إسرائيل لا توافق على بقاء حماس في السلطة، والسلطة الفلسطينية غير راغبة أو قادرة على حكم قطاع غزة في المستقبل القريب، واحتلال غزة غير ممكن ولا مرغوب فيه.
وبناء على ذلك، يقترح لبيد أن تتولى مصر مسؤولية إدارة القطاع لمدة 8 سنوات، يمكن تمديدها إلى 15 عاما لإعادة بناء غزة وتهيئة الظروف لحكومة مستقلة.
ونقل موقع بريتبارت الأميركي عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قوله إن هناك رغبة قوية لتوسيع اتفاقيات أبراهام للتطبيع.
وحسب الوزير الأميركي، فإن هناك العديد من الدول التي أبدت رغبتها في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، ولا توجد دولة أو نظام على هذا الكوكب أكثر خوفا ومعارضة لتوسيع تلك الاتفاقيات من إيران.
وعلى صعيد العلاقات الأوروبية الأميركية، خلص تحليل نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يحاول استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه تساءل "هل فقدت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شرارتها؟".
ووصل ستارمر إلى واشنطن حاملا دعوة غير مسبوقة من الملك تشارلز للرئيس ترامب، وآملا في أن تُسفر زيارته عن فوائد "لكن المتشككين في أوروبا في دائرة الرئيس الأميركي قد يفسدون الخطة"، وفق التحليل.
وسلط مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست الأميركية الضوء على أوروبا، وقال إنها تعيش في حالة من الفزع وتراقب كيف أصبح ترامب تابعا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحسب المقال، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من الزعماء الأوروبيين يتدافعون في الوقت الذي يبيع فيه ترامب أوكرانيا.
واعتبر المقال أن الفجوة التواصلية بين أوروبا والولايات المتحدة أوسع من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن الأوروبيين تجاهلوا عن عمد التحذيرات الكثيرة من أن ولاية ترامب الثانية لن تُشبه ولايته الأولى.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تأييد حكومي وتحذيرات اقتصادية بعد الاتفاق التجاري الأميركي الأوروبي
تباينت الردود الأوروبية أمس الأحد بشأن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بين داعمين ورافضين له.
ففي فرنسا، قال الوزير الفرنسي المنتدب للشؤون الأوروبية بنجامان حداد إن الاتفاق التجاري الذي تفاوضت المفوضية الأوروبية بشأنه مع الولايات المتحدة "سيوفر استقرارا موقتا للأطراف الاقتصادية المهددة بالتصعيد الجمركي الأميركي، لكنه غير متوازن".
بدورها، نددت أحزاب المعارضة بالاتفاق، معتبرة أنه يقوض السيادة الفرنسية.
وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) مارين لوبان إن الاتفاق "فشل سياسي واقتصادي وأخلاقي"، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية قبلت بنودا غير متكافئة ما كانت فرنسا، "في ظل سلطة تنفيذية وطنية، لتقبلها أبدا".
وصدر موقف مماثل من أقصى اليسار، إذ اعتبر زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون أنه "تم التنازل في كل شيء لترامب".
كما اعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي (يسار)، عضو البرلمان الأوروبي بيار جوفيه، أن الاتفاق المبرم يكرس "التبعية"، مؤكدا أن المفوضية الأوروبية ضحت بوظائف الأوروبيين وإنتاجهم وبيئتهم من خلال وعدها باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراء الغاز الطبيعي المسال.
تجنب التصعيدمن جهتها، رحبت ألمانيا بالاتفاق، معتبرة أنه يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس "يساعد هذا الاتفاق في تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني"، معربا عن ارتياحه خصوصا بشأن قطاع صناعة السيارات "حيث سيتم خفض الرسوم الجمركية الحالية البالغة 27.5% إلى النصف تقريبا، لتغدو 15%".
لكن اتحاد الصناعات الألمانية حذر من "تداعيات سلبية كبيرة على الصناعة" للرسوم الجمركية البالغة 15% التي ينص عليها الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
إعلانوقال الاتحاد في بيان إن "هذا الاتفاق يمثل تسوية غير كافية ويرسل إشارة كارثية للاقتصاد المترابط بشكل وثيق على جانبي الأطلسي"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يقبل رسوما جمركية مؤلمة" من شأنها أن "تكون لها تداعيات سلبية كبيرة على الصناعة الألمانية المعتمدة بشكل كبير على التصدير".
كذلك حذرت جمعية التجارة الكيميائية الألمانية واتحاد المصدرين الألمان ومعهد إيفو الاقتصادي من الاتفاق، معتبرين أنه يمثل "تسوية مؤلمة وإهانة للاتحاد الأوروبي".
بانتظار التفاصيلوفي إيطاليا، اعتبرت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني الاتفاق إيجابيا، مردفة أنه لا يمكنها إصدار حكم أفضل حتى ترى التفاصيل.
وأوردت ميلوني ونائباها أنطونيو تاياني وماتيو سالفيني في بيان مشترك "ترحب الحكومة الإيطالية بالاتفاق الذي يجنب حربا تجارية داخل الغرب ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها".
وأضاف البيان أن الاتفاق يضمن "الاستقرار، وهو جانب أساسي للعلاقات بين الأنظمة الاقتصادية والشركات المترابطة للغاية"، معتبرا أن الرسوم الجمركية البالغة 15% "يمكن تحملها".
وأكد المسؤولون الثلاثة أنهم مستعدون "لتفعيل إجراءات دعم على المستوى الوطني" للقطاعات الاقتصادية التي ستعاني أكثر من غيرها، لكنهم دعوا أيضا إلى اتخاذ إجراءات "على المستوى الأوروبي".
اتفاق بحاجة إلى مصادقةوتوصل الرئيس الأميركي ورئيسة المفوضية الأوروبية إلى اتفاق تجاري في تيرنبري بأسكتلندا الأحد بعد اجتماع قصير.
واعتبرت فون دير لاين أن الاتفاق سيؤدي إلى تنوع مصادر إمدادات أوروبا من الطاقة ويسهم في أمنها، قائلة "سنستبدل بالغاز والنفط الروسيين مشتريات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال والنفط والوقود النووي الأميركي".
وأضافت "نريد التخلص تماما من الوقود الأحفوري الروسي"، مشيرة إلى أنه من الأفضل شراء الغاز الطبيعي المسال "بأسعار أقل وأفضل" من الولايات المتحدة.
ينص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة تشمل قطاع السيارات الحيوي في التكتل الذي يخضع حاليا لرسوم أميركية بنسبة 25%.
كما ينص الاتفاق على التزام الاتحاد الأوروبي بشراء منتجات طاقية أميركية بقيمة 750 مليار دولار مقسمة بالتساوي على 3 سنوات، واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.
ولا يزال الاتفاق الذي لم تُعرف تفاصيله الكاملة بعد، يحتاج إلى مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.