سوريا بين خرائط “برنارد لويس” وحكومة الجولاني
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
يمانيون/ استطلاع
قاسم العبودي: صمت الجولاني على احتلال الأراضي السورية من قبل الكيان الصهيوني أمر طبيعي جداً، فالجولاني إحدى أدوات العدو الصهيوني وأكثرها إخلاصاً في المنطقة. عبدالعزيز أبو طالب: أدوات العدو الصهيوني في الداخل والإقليم تقوم بالمشاركة في جريمة التقسيم وإدخال سوريا في أتون الصراعات الطائفية والعرقية؛ كما هو مخطط لها في ما تسمى خرائط برنارد لويس.
يُوشك الشهر الرابع على الانتهاء منذ سقوط نظام الأسد وسيطرة جماعة الجولاني على زمام الحكم في سوريا، والوضع القاتم في البلد لا زال سيد الموقف.
لا يعرف السوريون أي مصير ينتظرهم في المستقبل، كل ما يؤملونه هو دولة حقيقية ذات تأثير إيجابي المعروف سابقا بدرة الشام، ناهيك عن دورها العروبي والقومي المعروف منذ عقود طويلة من الزمن.
وبالرغم من الإقرار الدولي السريع للحكومة الجديدة المعبرة عن ما يعرف بـ”تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع الذي سارع لإجراء تغييرات شاملة في غضون فترة وجيزة تصب كلها في خدمة الجماعات التكفيرية، وبالرغم من الزيارات الدولية من وإلى سوريا، غير أن توغل العدو الصهيوني في المحافظات السورية وبالتحديد القنيطرة وبعض من أجزاء محافظة درعا وريف دمشق يضع العديد من الاستفهامات؛ فلماذا الصمت المريب من الجماعات الحاكمة السورية إزاء التوغل الصهيوني!؟
وأمام تمادي العدو الصهيوني في الاعتداء على سوريا، وتعمده استهداف مخازن أسلحة الجيش. لم تتخذ الإدارة الجديدة أي خطوات ملموسة لمواجهة الخطر الداهم على سوريا بالرغم من تحرك تلك الإدارة بشكل نشط ومكثف لتامين الحدود مع لبنان لقطع الإمدادات عن حزب الله، الأمر الذي يكشف حقيقة الدور المناطق بها.
مخططات القضاء على المقاومةفي هذا السياق يؤكد الناشط السياسي عبد العزيز أبو طالب أن إسقاط النظام السوري وتغييره أتى كمخطط صهيوني دولي كبير بهدف القضاء على بيئة المقاومة.
وأوضح أبو طالب أن الأحداث الغوغائية والفوضى التي تحدث في سوريا أتت كجزاء عقابي لموقفها الثابت في دعم المقاومة ورفضها التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويبين أن العدو الصهيوني وحلفاءه أعدوا حربا عالمية على النظام السوري منذ ما يقارب 14عاماً بهدف القضاء على النظام السوري المقاوم، موضحا أن ما يسمى بالجماعات الثورية في سوريا كانت تبعث الرسائل تلو الرسائل التطمينية للكيان الصهيوني والتي تهنئه في مختلف مناسباته.
ما نشرته وسائل الإعلام العبرية وبعض وسائل الإعلام المحسوبة على الفصائل الثورية المعارضة للنظام السوري من مشاهد لتلقّي بعض ما يسمى بالثوار للعلاجات داخل مستشفيات العدو الصهيوني، وزيارة نتنياهو وعدد من مسؤولين صهاينة للجرحى “الثوار” أثناء المعارك السورية حجة دامغة على اندماج ما يسمى بالثوار مع الكيان الصهيوني، وتطبيعهم العلني المسبق معه.
يعزز تلك الأدلة تصريحات المجرم نتنياهو أثناء إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان، والتي أقر خلالها أن سقوط نظام بشار بات وشيكا جدا لتتحرك على ضوئها مختلف الجماعات المسلحة بالرغم من جمودها في أمكان سيطرتها لأربعة أعوام من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
ويوضح أبو طالب أن رئيس حكومة العدو الصهيوني المجرم نتنياهو أعطى إشارة البدء للجماعات المسلحة بالتحرك صوب دمشق وإسقاط نظام بشار، وهو ما حدث خلال أسبوع فقط.
ويشير إلى أن تصريحات الجولاني أنه لا يعتبر نفسه في عداء مع الكيان الصهيوني ثم بدء العدو باستهداف الجيش والمخازن العسكرية والأهداف الاستراتيجية للقوات السورية دليل قاطع على أن ما يسمى بالجولاني جزء لا يتجزأ من مؤامرة استهداف المقاومة، ولا يستطيع أن يخالف الدور المرسوم له، معتبرا صمت الشرع وحكومته أمام التوغل الصهيوني في الأراضي السورية دليل إضافي على عمالة الحكومة للكيان الصهيوني.
ويلفت إلى أن مخطط تقسيم سوريا يمشي على قدم وساق، وأن أدوات العدو الصهيوني في الداخل والإقليم تقوم بالمشاركة في جريمة التقسيم وإدخال البلاد في أتون الصراعات الطائفية والعرقية؛ كما هو مخطط لها في ما تسمى خرائط برنارد لويس لتقسيم الدول العربية وإضعافها لتتمكن “إسرائيل” من احتلال الأراضي العربية لإقامة ما تسميها “إسرائيل الكبرى”.
التوسع الصهيوني في سوريا
عشية سقوط نظام بشار الأسد قامت “الحكومة” الصهيونية بإصدار قرار ضم الجولان السوري إلى الكيان الصهيوني وإلى الأبد، وهي مؤشرات توحي بأن العدو الصهيوني بات يدرك جيدا تغير الوضع في سوريا، وأن النظام المقاوم الذي طالب طيلة عقود من الزمن بعودة الجولان المحتل تغير، وأصبح نظام اليوم غير الأمس.
وفي هذا السياق يؤكد أستاذ الوعي السياسي بهيئة الحشد الشعبي العراقي قاسم العبودي أن العدو الصهيوني لم يكتفِ بالإعلان الرسمي لضم الجولان السوري وحسب، وإنما وسع احتلاله للأراضي السورية ليشمل مناطق واسعة في السويداء والقنيطرة وجعلها غلافا أمنيا لحدود فلسطين المحتلة.
وقال العبودي أن “الاعتداءات الصهيونية على سوريا تزامنت مع صمت مطبق من قبل ما تسمى بحكومة الشرع، والأنظمة العربية التي دفنت رأسها في رمال الخزي والعار كما دفنتها أيام طوفان الأقصى المبارك”.
ووفق العبودي فإن قيام قوات العدو الصهيوني بتدمير أسلحة الجيش السوري من الدبابات والطائرات المقاتلة الجاثمة في المطارات السورية، وكذلك السفن التجارية الراسية في الموانئ بحجة تهديدها للأمن القومي الصهيوني على مسمع ومرأى من الحكومة الجديدة يعطي دلالات واضحة وجلية عن عمالة الحكومة الجديدة وتواطؤها مع الكيان الصهيوني.
ويؤكد أن إصرار الدول العربية والخليجية على مباركة استلام الجولاني لزمام إدارة الملف الحكومي في سوريا هو وجه آخر من وجوه التطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي.
ويرى العبودي أن الفشل الكبير بإبرام صفقات التطبيع مع الدول الخليجية والذي قطعها طوفان الأقصى تم إحياؤه بطريقة أخرى عبر تأييد النظام الجديد في سوريا من قبل الأنظمة العربية التي ضغطت واشنطن عليها من أجل مباركة التنظيم الإرهابي لأحمد الشرع في سوريا.
ويعُدُّ العبودي صمت الجولاني على احتلال الأراضي السورية من قبل الكيان الصهيوني أمرا طبيعيا جداً، معتبرا الجولاني إحدى أدوات العدو الصهيوني وأكثرها إخلاصاً في المنطقة.
هروب صهيوني من فشل طوفان الأقصى
في معركة طوفان الأقصى مُني العدو الصهيوني بهزيمة مدوية وتاريخية لم يشهد لها مثيل، وهو ما دفع العدو الصهيوني إلى تعويض هزيمته المدوية وفشله الكبير في سوريا.
وحول هذه الجزئية يقول العبودي “ما عجز عنه الكيان الصهيوني في طوفان الأقصى سيحققهُ لهم الشرع. في قادم الأيام نرى بأن الاستراتيجية الجديدة للكيان الصهيوني تقوم على الاحتواء المبرمج الناعم عبر أدواتها”.
ويضيف “الشرع الآن أهم أداة من هذه الأدوات بعد الأنظمة الخليجية في تطبيق استراتيجية الاحتواء المبرمج. إن دخول الأنظمة الخليجية فضلاً عن واشنطن وأنقرة يمهد الطريق للجولاني بأن يكون عراب التقسيم السوري للأراضي السورية التي كانت -مجازاً- جزءاً من محور المقاومة”.
ويلفت إلى أن الفشل الذي نالته “إسرائيل” من قبل المحور المقاوم اليمني واللبناني والفلسطيني والعراقي جعل “تل أبيب” وواشنطن تغيران من سياستهما بالتعاطي مع المحور، وكان أول هذا التغيير ابتلاع الأراضي السورية ومن ثم تقسيمها إلى أقاليم مرتبطة بأجندات خارجية.
ويختتم العبودي حديثه بالقول ” حدود فلسطين المحتلة ستكون مع العراق وليس مع سوريا، باعتبار أن الجيش الصهيوني سيتمدد باتجاه الحدود العراقية التي ذهب وفدها الرسمي لمباركة الجولاني للأسف الشديد”.
ويضيف “لكن عزاءنا أن هذه الحكومة غير ممثلة للشعب العراقي بالمطلق، وأنها ستتغير عبر صناديق الاقتراع قريباً جداً. أكررها مرة أخرى أن الجولاني أو أحمد الشرع هو جنرال الكيان الصهيوني في دمشق، ولا أستبعد قيام معاهدة تطبيع سوري-إسرائيلي بالمدى القريب.
وأمام المتغيرات في سوريا والتي تخدم بلا شك العدو الصهيوني وتحقق مشروعه المتمثل في ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى” فإن صحوة الشعب السوري وتحركه وفق فصائل مقاومة كفيل بإفشال المخطط الصهيوني، وهو ما يتوقع العديد من السياسيين حدوثه مستقبلا.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مع الکیان الصهیونی العدو الصهیونی فی الأراضی السوریة طوفان الأقصى أبو طالب فی سوریا ما یسمى من قبل
إقرأ أيضاً:
WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا
حللت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير أعده دوف ليبر، ملامح التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن النظام السوري الحالي الذي تتعامل معه واشنطن كحليف جديد لها، وتريد من إسرائيل المضي معها في موقفها. وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الإسرائيلي العدواني تجاه الحكومة السورية الجديدة يتناقض مع موقف واشنطن.
ويريد الرئيس دونالد ترامب حلا سريعًا للتوترات المستمرة منذ عدة عقود بين سوريا وإسرائيل. وبعد انهيار نظام بشار الأسد وسعت إسرائيل من وجودها داخل الأراضي السورية على مدى 155 ميلا مربعًا ولا تزال تسيطر عليها، وقامت منذ ذلك الحين باعتقالات ومصادرة أسلحة وشنت غارات جوية على جنوب البلاد.
تعثر المحادثات
وفي الصيف شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على العاصمة دمشق في محاولة قالت إنها للدفاع عن الأقلية الدرزية، ذات العلاقة القوية مع إسرائيل، وقام الرئيس ترامب بناءا على مطالب من السعودية وتركيا برفع العقوبات عن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، حيث أثنى على الجهادي السابق ووصفه بـ"الرجل الشاب والجذاب" و "يقوم بمهمة جيدة".
وتضيف الصحيفة أن الانقسام بين سوريا وإسرائيل ظل مصدر إحباط لواشنطن، التي دعمت إسرائيل في حروبها مع حماس وحزب الله وإيران، وتقول، إن الولايات المتحدة تتوسط في محادثات بشأن اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، من شأنه أن يمهد الطريق لسلام طويل الأمد، إلا أن هذه المحادثات تبدو متعثرة.
الشرع يرفض..."نزع السلاح سيخلق فراغًا أمنيا"
وفي ظل وقف إطلاق النار في غزة وجهود جديدة لإنهاء القتال في أوكرانيا، يدعو ترامب إسرائيل إلى إبرام هذا الاتفاق. ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مثل هذا الاتفاق لا يمكن تحقيقه إلا إذا قبلت سوريا بنزع سلاح الأراضي الممتدة من جنوب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية، وهو مطلب يرفضه الشرع، الذي يرى أنه سيخلق فراغًا أمنيا في جنوب سوريا.
وتضيف الصحيفة إن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر ،علمت إسرائيل ألا تقايض مصالحها الأمنية لإرضاء جيرانها أو الولايات المتحدة. وهي تتعلم اليوم من أخطاء انسحاب قواتها من غزة في عام 2005 ومن جنوب لبنان في عام 2000. ونقلت الصحيفة عن عن يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله: "من السهل المخاطرة في واشنطن، لكن الأمر أكثر خطورة في مرتفعات الجولان، فالوضع قريب جدا".
ترامب يحذر من عوائق تعرقل مسيرة سوريا
ولم ينتقد ترامب إسرائيل علنا بسبب سياستها تجاه سوريا، لكنه أوضح ما يريده. وكتب في منشور على موقع "تروث سوشيال" مطلع هذا الشهر: "من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا" و"يجب ألا يحدث أي شيء يعيق مسيرة سوريا نحو الازدهار"، وتظهر المواقف الإسرائيلية من سوريا، طريقة تعامل "تل أبيب" مع المخاطر الأمنية منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتلقي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باللوم على القيادة السياسية لعدم قدرتها على التنبؤ بالهجمات التي قادتها حماس، وذلك لفشلها في التصدي للتهديدات على طول حدودها، ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، أبقت إسرائيل على وجود عسكري داخل لبنان قرب حدودها، ونفذت غارات جوية شبه يومية تقول إنها تهدف إلى إحباط محاولات المليشيا اللبنانية لإعادة التسلح.
"إسرائيل" قوة تسعى للحرب الدائمة
لكن حتى في إسرائيل، يخشى بعض الجنرالات السابقين وخبراء الأمن من أن نتنياهو يبالغ في رد فعله تجاه سوريا المجاورة، ما يهدد علاقة إسرائيل مع حليفها الأهم، الولايات المتحدة، ويُرسخ صورة إسرائيل كقوة إقليمية تسعى للحرب الدائمة.
ونقلت الصحيفة عن أفنير غولوف، المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن "المخاطر في سوريا أقل من أي مكان آخر، وإذا كنتم تريدون من ترامب أن يكون إلى جانبكم في العديد من القضايا الأكثر أهمية وخطورة، فهذه هي الورقة التي يجب أن تدفعوا بها".
ويدعو غولوف إلى حل وسط سريع بشأن اتفاقية أمنية مع سوريا تسمح للقوات السورية بتسيير دوريات في المناطق القريبة من حدودها، مع حظر وجود الأسلحة الثقيلة أو القوات التركية. وأضاف أن إسرائيل بحاجة إلى الانتقال من "استعراض القوة العسكرية إلى بناء قوة دبلوماسية".
ويأمل ترامب في ضم سوريا إلى اتفاقيات "أبراهام"، وقال مسؤولون إسرائيليون وسوريون وأمريكيون بأن الوقت ما زال مبكرًا لذلك، وأن على الطرفين أولا الاتفاق على الأمن. ومن المرجح أن يكون هذا الاتفاق مشابهًا لاتفاقية عدم الاعتداء السابقة لعام 1974 التي أنشأت منطقة عازلة منزوعة السلاح.
"سوريا تستجيب و"إسرائيل" لا تبادر بالمثل"
توم باراك، مبعوث ترامب إلى سوريا وسفيره لدى تركيا، قال إن: "الحكومة السورية تستجيب لمطالب واشنطن المتعلقة بإسرائيل، لكن الإسرائيليين لا يبادلونها بالمثل"، وفي مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية نشرت يوم الجمعة، قال باراك عن سوريا: "إنهم يفعلون كل ما نطلبه منهم، وندفعهم نحو إسرائيل". وأضاف: "إسرائيل لا تثق بهم بعد، لذا فالأمر أبطأ قليلًا".
وقد ظلت الحدود بين إسرائيل وسوريا من أهدأ الجبهات خلال فترة حكم الأسد، الذي كان حليفًا مقربًا من إيران. وسمح الأسد لطهران ببناء قوة وكيلة على حدود إسرائيل وتهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله، الذي بدوره ساعد نظام الأسد على قمع خصومه الداخليين.
محاولات إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة
ويعارض الرئيس السوري الجديد وأتباعه طهران. لكن إسرائيل لا تزال تشك في الإدارة، التي كان العديد من أعضائها جزءًا من تنظيم القاعدة. كما تشك إسرائيل في قدرة الشرع على توحيد سوريا، بتنوعها العرقي والطائفي والديني، نظرا للانقسامات العميقة التي تحولت إلى عنف خلال العام الماضي بين الأغلبية السنية والأقليات، بما في ذلك العلويين والأكراد والدروز، وينظر في سوريا والولايات المتحدة والشرق الأوسط عامة إلى محاولات إسرائيل لإبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة على أسس عرقية، مما يقوض جهودهم لمساعدة الشرع على توحيد البلاد.
وبينما تطيل إسرائيل أمد المفاوضات الدبلوماسية مع سوريا، اندلعت جولات من القتال. وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت القوات الإسرائيلية بلدة بيت جن، التي تبعد أقل من 16 كيلومترا عن الحدود مع إسرائيل، لاعتقال اثنين من المشتبه بهم في الانتماء إلى جماعات مسلحة. وأسفرت الاشتباكات التي تلت ذلك عن مقتل 13 سوريا على الأقل، وإصابة ستة جنود إسرائيليين، وفقا للجيش الإسرائيلي والتلفزيون السوري الرسمي.
وفي تلك الليلة، تجمع سوريون في دمشق للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لسقوط الأسد، حيث أحرق بعض الأشخاص أعلامًا إسرائيلية. وفي هذا الأسبوع، أعربت إسرائيل عن قلقها للولايات المتحدة بشأن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر، على ما يبدو، جنودا سوريين يسيرون في شوارع دمشق، ضمن احتفالات الذكرى السنوية، وهم يهتفون تأييدًا لغزة، ويهددون إسرائيل بشكل واضح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة الطلب من سوريا إدانة تلك الهتافات. وقالت كارميت فالنسي، رئيسة برنامج سوريا في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب:"من الواضح أن هناك تصعيدا في الموقف ونبرة أكثر تشددا تجاه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
"إسرائيل تخوض حربا ضد أشباح"
وفي مشاركة بقطر نهاية الأسبوع الماضي، ندد الشرع بتوسيع إسرائيل لمنطقتها العازلة، واصفا إياه بالخطير واتهمها بمحاولة التهرب من مسؤوليتها عما وصفه بـ"المجازر المروعة" في غزة، وإثارة شبح هجوم آخر على غرار هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر عبر حدودها دون مبرر. وقال الشرع: "أصبحت إسرائيل دولة تخوض حربا ضد أشباح".
وقال ويليام ويكسلر، المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي بواشنطن، إنه التقى قبل فترة بمسؤولين حكوميين بارزين في دمشق، والذين أبدوا انفتاحًا للعمل مع إسرائيل للتركيز على مشاكل أخرى تواجهها، بما في ذلك العنف الطائفي. وأضاف ويكسلر أن فرصة هذه الشراكة تتضاءل، وأن الموقف الإسرائيلي العدائي يدفع سوريا نحو أحضان تركيا، الداعمة للشرع والعدوة لإسرائيل.