تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"اصحى يا نايم أصحى وحد الدايم.. وقول نويت بكره ان حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. اصحى يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم"، بتلك الكلمات كان المسحراتي يقوم بعمله ليلًا يوميًا لإيقاظ المسلمين لتناول السحور قبل الفجر خلال شهر رمضان الكريم.

أصبحت شخصية المسحراتي، جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي والثقافة الشعبية المصرية، ومن أشهر العادات والتقاليد التي تظهر خلال شهر رمضان الكريم، فلم يقتصر دوره على إيقاظ الصائمين، بل تحول إلى رمز رمضاني، وما زال مستمرًا في الصعيد وبعض الحواري الشعبية.

تعد كلمة المسحراتي، مشتقة من كلمة سحور، والمسحر هي وظيفة أو مهمة يقوم بها شخص لتنبيه المسلمين ببدء موعد السحور، وبدء الإستعداد للصيام، تبدأ تلك المهمة بإنطلاق المسحر قبل صلاة الفجر بوقت كافي، يحمل في يده طبلة وعصا، ينقر عليها صائحًا بصوت مرتفع "اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم".

بداية المسحراتي

بدأت وظيفة المسحراتي، مع بدء التاريخ الإسلامي، وكان بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، اعتاد أن يخرج قبل صلاة الفجر بصحبة ابن أم كلثوم، ويقومان بمهمة إيقاظ الناس، فكان الأول يطوف بالشوارع والطرقات مؤذنا طوال شهر رمضان، فيتناول الناس السحور، في حين ينادي الثاني، فيمتنع الناس عن تناول الطعام.

بدأت قصة المسحراتي في مصر منذ ما يقرب من 12 قرن مضي، وتحديدًا عام 853 ميلادية، انتقلت مهمة المسحر إلى مصر، وكان والي مصر العباسي، إسحاق بن عقبة، أول من طاف شوارع القاهرة، ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور، فقد كان يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط، إلى جامع عمرو بن العاص، وينادي الناس بالسحور.

المسحراتي في الدولة الفاطمية

في عصر الدولة الفاطمية منذ ما يقرب من ألف عام، أمر الحاكم بأمر الله، الناس أن يناموا مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا المسلمين للسحور، حتي تم تعيين رجلا للقيام بتلك المهة، أطلفوا عليم اسم "المسحراتى"، كان يدق الأبواب بعصًا يحملها قائلاً: "يا أهل الله قوموا تسحروا".

المسحراتي في العصر المملوكي

كادت مهنة المسحراتي أن تندثر في بلاد المحروسة، إلي أن جاء العصر المملوكي، وتحديدًا في عهد السلطان المملوكي، الظاهر بيبرس، والذي عمل على إحيائها كتراث اسلامي، ولتحقيق ذلك قام بتعيين صغار علماء الدين بالدق على أبواب البيوت، لإيقاظ أهلها للسحور.

نقابة المسحراتية

ظهرت طائفة أو نقابة المسحراتية، بعد أكثر من نصف قرن، وتحديدًا في عهد الناصر محمد بن قلاوون، والتي أسسها أبو بكر محمد بن عبد الغني، الشهير بـ"ابن نقطة"، وهو مخترع فن "القوما"، وهي شكل من أشكال التسابيح، ولها علاقة كبيرو بالتسحير في شهر رمضان، ظهرت في بغداد في بادئ الأمر، قبل أن تنتقل إلي القاهرة.

كان "ابن نقطة"، المسحراتي الخاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون، وعلى يديه تطورت مهنة المسحراتي، فتم استخدام الطبلة، والتي كان يُدق عليها دقات منتظمة، وذلك بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى "بازة"، صغيرة الحجم يدق عليها المسحراتى دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة، فأصبح المسحراتي يشدو بأشعار شعبية، وقصص من الملاحم، وزجل خاص بهذه المناسبة.

المسحراتي والتطور التكنولوجي

ومع التطور التكنولوجي، وظهور التليفزيون والراديو، بدأت مهنة المسحراتي تطرق أبواب الفنانين والشعراء، أمثال بيرم التونسى وفؤاد حداد والفنان الراحل سيد مكاوى، والذين تولوا مهمة نقل تلك الوظيفة إلي شاشة التليفزيون وميكروفون الإذاعة، ليستخدموا أحدث التقنيات لإيقاظ الناس للسحور، وأصبح المسحراتي يجوب الشوارع ويقوم بتدوين أسماء كل من يرغب في النداء عليه لإيقاظه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التراث الإسلامي التاريخ الإسلامي الثقافة الشعبية الشوارع العادات والتقاليد الفنان الراحل الفسطاط الناصر محمد بن قلاوون بلال بن رباح جامع عمرو بن العاص خلال شهر رمضان رمضان كريم شهر رمضان الكريم شهر رمضان محمد بن قلاوون مهنة المسحراتی شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

عاجل.. وصول أسرى فلسطينيين إلى رام الله

وصلت حافلات الأسرى الفلسطينيين إلى رام الله في الضفة الغربية، وفقا لوسائل إعلام محلية.

ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وعددهم 88 أسيرًا من سجن «عوفر»، إلى بلدة بيتونيا حيث سيتم استقبالهم في قصر رام الله الثقافي، كما وصلت أول حافلة من بين 38 تقل أسرى فلسطينيين تصل إلى قطاع غزة.

وأعلنت المؤسسات الرسمية الفلسطينية و مؤسسات الأسرى أنها تسلمت حافلات الأسرى المفرج عنهم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويجري مرافقتهم إلى قصر رام الله الثقافي.

وسيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة، مقابل أن تفرج سلطات الاحتلال عن 250 معتقلا من سجونها من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، 88 من سجن «عوفر» غرب مدينة رام الله، و162 من سجن «وكتسيعوت» في النقب، وسيتم نقلهم إلى قطاع غزة قبل أن يتم إبعاد غالبيتهم إلى جمهورية مصر العربية، إضافة إلى 1718 معتقلا من قطاع غزة اعتقلوا عقب بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بحسب المرحلة الأولى من الخطة.

اقرأ أيضاًعاجل.. وصول أول حافلة تقل أسرى فلسطينيين إلى غزة

ترامب يهاجم مراسلة صحيفة بولتيكو ويتهمهم بنشر أخبار كاذبة

الرئيس السيسي يستقبل قادة وزعماء دول العالم المشاركين في قمة شرم الشيخ للسلام

مقالات مشابهة

  • كيف نجا الإسلام في البوسنة والهرسك؟
  • إسناد تشغيل وصيانة محطات تنقية «السدود» و«الجوفية» لهيئة المياه.. مجلس الوزراء: تعديل نظام مهنة المحاسبة وتنظيم صندوق التنمية الوطني
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: جثامين 4 محتجزين وصلت إلى إسرائيل وستعرض على الطب الشرعي
  • السفير صلاح حليمة: الاحتجاجات بمدغشقر تطورت للاستيلاء على السلطة وسط أزمة اقتصادية
  • هل تجوز الصلاة بصوت إمام في الراديو؟.. الإفتاء توضح حكم الشرع
  • كيف تطورت علاقة طهران بالمقاومة الفلسطينية؟
  • الموبايلات والتليفزيون.. فوائد وأضرار الضوء الأزرق
  • عاجل.. وصول أسرى فلسطينيين إلى رام الله
  • مصرع عامل وإصابة 2 أخرين بسبب انقطاع واير سقاله بالمنوفية
  • كيف حرم الإسلام الربا؟