الثورة نت|

شهدت محافظة الحديدة خلال العام الماضي 2024م إنجازات تنموية جوهرية في القطاعين الزراعي والسمكي، بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية.

حيث لعبت الوحدة دورا محوريا في دعم الجمعيات التعاونية، وتطوير البنية التحتية، وتنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي كهدف استراتيجي يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو الاكتفاء الذاتي.

 

تعزيز دور الجمعيات التعاونية:

انطلاقا من أهمية الجمعيات التعاونية الزراعية كركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي، حرصت وحدة تمويل المشاريع على تقديم دعم نوعي لهذه الجمعيات، باعتبارها حلقة الوصل بين المزارعين ومؤسسات التمويل والتنمية.

وفي هذا السياق، تم تسليم أثاث متكامل لـ 12 جمعية تعاونية زراعية متعددة الأغراض في مديريات المربعين الشمالي والشرقي، بتمويل من الوحدة بتكلفة بلغت 18 مليون ريال، بهدف تحسين بيئة العمل الإداري والتنظيمي داخل الجمعيات، مما يعزز من كفاءتها في تقديم الخدمات الزراعية للمزارعين.

 

إعادة تأهيل قدرات المؤسسات الزراعية :

وفي إطار جهودها المستمرة لدعم وتطوير المؤسسات الزراعية، مولت وحدة تمويل المشاريع مشروع إعادة تأهيل وترميم أربعة مبانٍ إدارية تابعة لـ هيئة تطوير تهامة في المنطقة الجنوبية، بتكلفة بلغت 100 مليون ريال.

وتعد هذه الخطوة جزءا من رؤية متكاملة لتعزيز كفاءة المؤسسات الزراعية والسمكية، ورفع قدرتها على تقديم الخدمات للمزارعين والصيادين، مما يسهم في تسريع عجلة التنمية الريفية.

 

نقلة نوعية في زراعة المحاصيل:

في خطوة غير مسبوقة، تم خلال عام 2024 تنفيذ مشروع زراعة فول الصويا على مساحة 150 هكتارا في مديرية باجل، كأول تجربة من نوعها في البلاد.

ويهدف المشروع إلى توسيع الرقعة الزراعية المزروعة بهذا المحصول ليصل إلى أكثر من ستة آلاف هكتار في الموسم القادم، وهو ما سيؤدي إلى خفض فاتورة الاستيراد السنوية التي تبلغ نحو 60 مليون دولار، وتعزيز الإنتاج المحلي لمحاصيل تدخل في الصناعات الغذائية والعلفية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على الأسواق الخارجية.

 

مشاريع دعم القطاع السمكي:

لم تقتصر جهود وحدة تمويل المشاريع على القطاع الزراعي فقط، بل امتدت إلى دعم قطاع الثروة السمكية، حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل معمل الجمبري في مدينة الحديدة، بتمويل بلغ 135 مليون ريال.

ويهدف المشروع إلى رفع جودة المنتجات السمكية، وتحسين الإنتاجية، وتعزيز فرص التصدير للأسواق الخارجية، ما يسهم في تحسين دخل الصيادين وزيادة العوائد الاقتصادية للقطاع السمكي.

 

تكامل الجهود بين الجهات التنموية:

شهد العام 2024 تنسيقا موسعا بين وحدة تمويل المشاريع وكل من هيئة تطوير تهامة وهيئة مصائد البحر الأحمر، بهدف رفع كفاءة العمل المشترك وتحقيق التنمية المستدامة في القطاعين الزراعي والسمكي.

وتم خلال الاجتماعات المشتركة مناقشة آليات تطوير البنية التحتية، وتحسين سبل الدعم للمزارعين والصيادين، وإيجاد حلول مستدامة لمشكلات الإنتاج والتسويق، بما يعزز من استقرار هذه القطاعات الحيوية.

 

تحديث الإنتاج الزراعي بتقنيات حديثة:

ضمن جهودها الرامية إلى رفع كفاءة الإنتاج الزراعي والحد من الخسائر، قامت وحدة تمويل المشاريع بتوزيع 20 فراطة للذرة الشامية على الجمعيات التعاونية الزراعية، وذلك في إطار برنامج الزراعة التعاقدية.

تسهم هذه المعدات في تحسين جودة الإنتاج، وتقليل الفاقد، وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية، مما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمزارعين في السوق المحلية.

 

مشروع استغلال أراضي سهل تهامة:

في إطار التوجه الاستراتيجي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب، أطلقت وحدة تمويل المشاريع مشروعا طموحا لاستغلال الأراضي القابلة للزراعة في سهل تهامة.

وتم في هذا السياق توفير 137 معدة حراثة لدعم المزارعين وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية، مع الاستفادة من موسم الأمطار لتعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، مما يشكل خطوة مهمة في طريق تحقيق السيادة الغذائية.

 

رؤية واضحة نحو تنمية مستدامة:

وفي هذا الاطار أكد مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية، يحيى الوادعي، أن الجهود المبذولة تأتي في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي.

وأوضح أن الوحدة تركز على تمويل المشاريع النوعية، وتحفيز الإنتاج المحلي، ورفع كفاءة الجمعيات التعاونية، إلى جانب تطوير البنية التحتية الزراعية والسمكية.

ولفت الوادعي، الى أن المرحلة القادمة ستشهد توسّعا كبيرا في نطاق المشاريع، وزيادة حجم التمويلات المخصصة لدعم المزارعين والصيادين، مع التركيز على تنفيذ مبادرات تطوير سلاسل القيمة الإنتاجية، وتعزيز البنية التحتية للأسواق المحلية، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحقيق نهضة زراعية وسمكية مستدامة.

 

إنجازات سابقة لمسيرة العطاء:

خلال العامين 2022و2023 دعمت وحدة تمويل المشاريع تنفيذ 37 مشروعا بقيمة تجاوزت مليارين و800 مليون ريال، تضمنت مشاريع تطوير البنية التحتية، ودعم الجمعيات التعاونية، وتمويل المبادرات المجتمعية.

ومن أبرز المشاريع المنفذة، إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية، من خلال تمويل مشاريع بناء سدود وحواجز مائية، ودعم زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، الذرة الشامية، وفول الصويا، وتوفير المعدات الزراعية الثقيلة لتعزيز عمليات الاستصلاح الزراعي.

كما مولت مشاريع حصاد مياه الأمطار وإنشاء حواجز مائية وترابية، وإعادة تأهيل البوابة البحرية لميناء الاصطياد السمكي في الحديدة، بتكلفة 250 مليون ريال، وتمويل مشاريع تطوير مراكز الإنزال السمكي وتأهيل المسلخ المركزي، وتنفيذ دراسات وبحوث علمية حول تطوير الثروة السمكية، بالإضافة الى دعم تعزيز برامج بناء قدرات الجمعيات التعاونية السمكية، ودعم دورها في التسويق والإنتاج، ودعم تنفيذ مشاريع التشجير لمكافحة التصحر، وزراعة الأراضي القابلة للاستصلاح.

وتعكس هذه الجهود الدور المحوري الذي تؤديه وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية في تحقيق نهضة زراعية وسمكية مستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم التوجهات الوطنية نحو الاكتفاء الذاتي، مما يمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر استقرارا ونموا.

 

سبأ – جميل القشم

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: تطویر البنیة التحتیة وحدة تمویل المشاریع الجمعیات التعاونیة الزراعیة والسمکیة الاکتفاء الذاتی الإنتاج المحلی إعادة تأهیل ملیون ریال فی إطار

إقرأ أيضاً:

استطلاع.. قراء "اليوم" يفضلون الاكتفاء بحفل عائلي لإعادة توازن تكاليف الزواج

على مدار يومين طرحت "اليوم" استطلاعًا عن العناصر التي تعيد التوازن لتكاليف الزواج، وما هي الخطوات اللازمة لذلك.
وفضّل الجمهور الاكتفاء بحفل زواج عائلي بنسبة 60.4٪؜ كخطوة أولى تُعيد التوازن لتكاليف الزواج.
أخبار متعلقة "اليوم" تفتح ملف غلاء تكاليف الزواج.. مظاهر تتحدى فتاوى التيسير والظروف الاقتصاديةغلاء المهور وتكاليف الزواج.. أزمة تؤرق المجتمع منذ 60 عامًامختصون لـ "اليوم": العادات وتكاليف الزواج سبب "العزوف" والطلاق.. والحل في الوعي والتيسيربينما اختار 25٪؜ من الجمهور عنصر تقليل المهور، فيما جاء وقف الإسراف بالولائم كاختيار ثالث محققًا نسبة 14.6٪؜.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استطلاع.. قراء "اليوم" يفضلون الاكتفاء بحفل عائلي لإعادة توازن تكاليف الزواج - اليومغلاء تكاليف الزواجوكانت أعدت "اليوم" ملفًا مهمًا عن غلاء تكاليف الزواج، ناقش فيه العديد من الزوايا، مؤكدًا أن المهور المرتفعة تُعد أحد أسباب العزوف وتأخر الشباب من الإقبال على الزواج، وزيادة نسبة العنوسة فأصبح الشباب بين تحديات نفسية واقتصادية.
كما أشار إلى أن بعض المجتمعات تعد ارتفاع المهور رمزًا للتقدير والوجاهة، لكن يبقى التوازن بين الأمرين هو المهم والغاية.
ولفت إلى أن الأزمة ليست وليدة اليوم، بل بدأت قبل عشرات السنوات.
ففي عام 1397، استعرض مجلس هيئة كبار العلماء في دورته العاشرة في مدينة الرياض ما رفع للجهات المسئولة عن تمادي الناس في المغالاة في المهور والتسابق في إظهار البذخ والإسراف في حفلات الزواج، وذلك بما يتجاوز الحد في الولائم وما يصحبها من إضاءات عظيمة خارجة عن حد الاعتدال.

#خاص| #اليوم تفتح ملف #غلاء_تكاليف_الزواج .. "زفاف بلا ديون" .. المجالس العائلية بديل فواتير "قصور الأفراح" الباهظة#ليلة_العمر #تكاليف_الزواج
تابعوا ملف اليوم: https://t.co/f3fIEAwqLH pic.twitter.com/YuhmNiGOE9— صحيفة اليوم (@alyaum) August 7, 2025تخفيف المهور والاعتدال في النفقاتواستعرض بعض ما ورد في الحث على تخفيف المهور والاعتدال في النفقات والبعد عن الإسراف والتبذير، فمن ذلك قوله تعالى (ولا تبذر تبذيرا، إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا).
كما رأى مجلس هيئة كبار العلماء منع الإسراف وتجاوز الحد في ولائم الزواج، وتحذير الناس من ذلك بواسطة مأذوني الأنكحة، وفي وسائل الإعلام، وأن يرغب الناس في تخفيف المهور، ويذم لهم الإسراف في ذلك على منابر المساجد وفي مجالس العلم.

#خاص | مختصون لـ #اليوم: العادات وتكاليف الزواج سبب "العزوف" والطلاق.. والحل في الوعي والتيسير #غلاء_تكاليف_الزواج #ليلة_العمر
تابعوا #ملف_اليوم: https://t.co/NvHZWnJdnm pic.twitter.com/5mlSBW6KXE— صحيفة اليوم (@alyaum) August 7, 2025تعزيز التوعية المجتمعيةوفي استطلاع ميداني أجرته "اليوم"، أرجع عدد من المواطنين تراكم الديون إلى أسباب تتعلق بضعف التخطيط المالي الشخصي وارتفاع المهور.
بالإضافة إلى أسعار القاعات والمستلزمات، إلى جانب الضغوط الاجتماعية التي تدفع نحو المبالغة في المصاريف.
ودعا المشاركون إلى تعزيز التوعية المجتمعية، وتكثيف دور الأسرة في التوجيه، وتشجيع الزواج الميسر.
هذا بجانب تطوير مبادرات الدعم المالي من القطاعين الحكومي والخاص، بما يخلق بيئة زوجية مستقرة خالية من الأعباء المالية في بدايتها.

مقالات مشابهة

  • من الإعلان الذاتي إلى حرب غزة.. مراحل اعتراف 145 دولة بفلسطين
  • تكية الفاشر تواصل تقديم الوجبات الغذائية للمحتاجين بدعم من المؤسسة التعاونية الوطنية
  • قبول 56 ملف مشروع.. بيان هام حول دعم مشاريع الجمعيات
  • بعد توقيع أكبر اتفاق للطاقة في تاريخها.. هل تقترب أفغانستان من الاكتفاء الذاتي؟
  • أمير القصيم: إطلاق طريق التمور الدولي خطوة نوعية لتسويق التمور في الأسواق العالمية
  • أمير القصيم: إطلاق طريق التمور الدولي خطوة نوعية تفتح آفاقًا جديدة لتسويق التمور في الأسواق العالمية
  • تطهير الترعة المشتركة بين الجمعيات الزراعية لقريتى مليحة وماهر نور بكوم حمادة بالبحيرة
  • لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في الحديدة :مشروع استصلاح 15 مليون متر مربع من الأرضي الزراعية في مديرية الدريهمي لتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • استطلاع.. قراء "اليوم" يفضلون الاكتفاء بحفل عائلي لإعادة توازن تكاليف الزواج
  • وفد من حزب الله زار قيادة جمعية المشاريع الاسلامية