لبنان ٢٤:
2025-08-12@06:32:54 GMT

جنبلاط يواجه طريف.. ويستعرض الشارع الدرزي

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

عقد النائب السابق وليد جنبلاط مؤتمراً صحافياً أعلن خلاله عن تنظيم مهرجان شعبي واسع في ذكرى والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط، في خطوة تُقرأ في سياق التنافس السياسي المحتدم مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة موفق طريف، والذي يتخذ طابعاً شخصياً واضحاً، حيث باتت القيادة الدرزية في لبنان والعالم العربي محط صراع بين مشروعين: أحدهما يمثله جنبلاط برفض أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، والآخر يقوده طريف بدعوته إلى المصالحة والتعاون مع الدولة العبرية.

  

وجاء الإعلان عن المهرجان الشعبي في إطار سعي جنبلاط لتأكيد حضوره الجماهيري وتجذير شرعيته التاريخية كوارث لسياسة والده الشهيد، الذي يعد رمزاً للنضال الوطني اللبناني والعربي ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومن خلال استحضار إرث كمال جنبلاط، يحاول وليد تعزيز موقفه كحامٍ للهوية الوطنية الدرزية الرافضة للتطبيع، في مواجهة الخطاب الذي يروج له طريف، والذي يراه البعض محاولة لتحويل الطائفة الدرزية نحو مسارٍ يخرق الإجماع العربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل.  

يُطرح هذا الصراع في سياقٍ تتجاوز حدوده الطائفية، ليتحول إلى معركة على الزعامة الدرزية عربياً، حيث يسعى كل طرفٍ إلى تقديم نفسه كممثل شرعي للدروز، لا سيما في ظل الدور التاريخي لعائلة جنبلاط في قيادة الطائفة، في مقابل محاولات طريف، المدعوم من جهات إقليمية، إعادة تشكيل الخريطة السياسية الدرزية عبر تبني خطابٍ يدمج بين المطالب المحلية والدعوة إلى التعامل مع إسرائيل.  

لا تقتصر تداعيات هذا التنافس على المجتمع الدرزي فحسب، بل تمتد إلى المشهد السياسي اللبناني بأكمله، حيث يُعتبر موقف جنبلاط الرافض للتطبيع جزءاً من التحالف التقليدي مع القوى اللبنانية المناهضة لإسرائيل، في حين قد يُفتح الباب أمام تحالفات جديدة في حال تزايد نفوذ تيار طريف، الذي قد يجد تقارباً مع أطرافٍ لبنانية وإقليمية تسعى لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.  

رغم ذلك، يبدو أن جنبلاط يعتمد على رصيدٍ شعبي وتاريخي قد يعيق تحركات خصمه، خاصةً أن المهرجان الشعبي المزمَع تنظيمه ليس مجرد فعالية رمزية، بل أداة لاستعراض القوة وتأكيد القدرة على حشد الجماهير في ظل ظروفٍ إقليمية معقدة، حيث تُعيد التوترات مع إسرائيل إحياء خطاب المقاومة في لبنان. من جهة أخرى، يواجه طريف تحدياً في كسب التأييد الشعبي لسياساته، نظراً للرفض الدرزي التاريخي للتطبيع، مما يضع عقباتٍ أمام تحويل مشروعه إلى تيارٍ جماهيري واسع.  

في الختام، تُشكل التطورات داخل المجتمع الدرزي مرآةً للصراعات الأوسع في لبنان والمنطقة، حيث تتداخل العوامل الطائفية والإقليمية في تشكيل التحالفات. وبينما يحاول جنبلاط توظيف الإرث النضالي لعائلته لتعزيز موقعه، يبدو أن المعركة مع طريف ستظل مفتوحة، تتأثر بقدرة كل طرفٍ على تقديم نفسه كحامٍ لمصالح الطائفة في ظلّ معادلاتٍ سياسية متقلبة، يصعب فيها الفصل بين الخطاب الوطني والمصالح الطائفية الضيقة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

زعماء بالطائفة الدرزية يشيدون بدور الاحتلال في حمايتهم بالسويداء

دعا أحد زعماء الطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء، جنوب البلاد، خلال تموز/ يوليو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص من الطرفين.

وجاءت تصريحات الهجري خلال خطاب متلفز، مساء أمس السبت، حيث عبّر عن امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج العربي، على ما وصفه بالدعم والمساعدة التي ساهمت في وقف العنف، قائلًا: "شكرًا لكل من وقف إلى جانب الحق".

وتشهد محافظة السويداء جٍملة توتّرات متكررة بين الطائفة الدرزية، التي ينتمي إليها الشيخ الهجري، وقبائل بدوية سنية محلية، حيث تصاعدت الأزمة في تموز/ يوليو عندما اندلعت مواجهات دامية بين جماعات درزية وقبائل سنية، استمرّت لأيام، قبل تدخل قوات النظام السوري لإعادة الأمن.


وفي تطور غير مسبوق، تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الدروز، حيث شنّت ضربات جوية استهدفت قوافل لمقاتلين موالين للنظام السوري، وبلغت حدًا غير مسبوق باستهداف مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق، ما اعتبرته دولة الاحتلال الإسرائيلي "عملية إنسانية" ترمي لحماية الأقلية الدرزية.

الرئيس الروحي للموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري:

- نثمن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الواضح في دعم الأقليات

- نثمن موقف دولة إسرائيل حكومة وشعباً لتدخلها الإنساني للحد من المجازر بحق أهل السويداء

- نشكر الإدارة الذاتية لمنطقة شمال وشرق الفرات على دعمها للسويداء

-… pic.twitter.com/ufpgGrAyfF — Rudaw عربية (@rudaw_arabic) August 9, 2025
وتشكل الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال الإسرائيلي أقلية ويخدم كثير من أفرادها في جيش الاحتلال، ويُنظر إليهم باعتبارهم "حلفاء داخل البلاد".

وطالب الشيخ حكمت الهجري بإنشاء لجنة تحقيق دولية ومستقلّة تضم ممثلين من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لتقصي الحقائق حول الأحداث، مشددًا على ضرورة إحالة المسؤولين عن الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما دعا إلى نشر بعثات مراقبة دولية في مناطق التوتر لحماية المدنيين.


وأبرز الهجري في خطابه دعم دول الخليج العربي للطائفة الدرزية، معتبرًا أنّ: "هذا الدعم هو: رسالة تضامن وإنسانية" مع أقلية تعرّضت لما وصفه بـ"مجازر مروعة" خلال الاشتباكات.

تأتي هذه الدعوات وسط تصاعد الانقسامات في سوريا، حيث تلعب الأقليات دورًا حيويًا في الصراع المستمر، بينما تبقى محافظة السويداء نموذجًا صارخًا لتشابك الصراعات الطائفية والمناطقية، مع تأثيرات دولية واضحة على الأرض.

وفي سياق متصل، صرّح شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حمود الحناوي، في أول مقطع مصوّر له بعد أحداث السويداء، أن المعركة مع حكومة دمشق غدت "قضية وجود ومصير".

ووصف الحناوي الحكومة السورية بأنه "لا عهد لها ولا ذمّة"، محذرا من "الفتنة والحرب الإعلامية"، ونفى حصول "أي تفاوض أو اتفاق في الوقت الحالي" مع الحكومة السورية، مستنكراً "التطاول على رموز الطائفة الدرزية الدينية ومقدساتها والصمت العربي والتعتيم الإعلامي وطمس الحقائق".


ومنذ 19 تموز/ يوليو الماضي، تشهد محافظة السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلّفت مئات القتلى.

وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 تموز/ يوليو الماضي.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يواجه ثلاثة خيارات صعبة
  • الغضب الشعبي يطوّق جنبلاط
  • اولوية جنبلاط وإرسلان مصلحة الطائفة والتنسيق الانتخابي مؤجل
  • جنبلاط في مرمى الأسئلة المحرجة… مشايخ الدروز يواجهونه بحقيقة مجزرة السويداء ودور الدولة السورية الداعم لها!
  • زعماء بالطائفة الدرزية يشيدون بدور الاحتلال في حمايتهم بالسويداء
  • بيروت على موعد مع وفود دولية... ومساعدات للجيش؟
  • كرامي استقبل بخاري في طرابلس.. وهذا ما تم بحثه
  • انقلاب الحلفاء.. نتنياهو يواجه أخطر عاصفة سياسية في إسرائيل
  • تحدّث عن مؤامرة.. تحذير من جنبلاط!
  • اعتراض فولكلوري.. فقط