دعا أحد زعماء الطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في الاشتباكات العنيفة التي شهدتها محافظة السويداء، جنوب البلاد، خلال تموز/ يوليو الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص من الطرفين.

وجاءت تصريحات الهجري خلال خطاب متلفز، مساء أمس السبت، حيث عبّر عن امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك لدولة الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج العربي، على ما وصفه بالدعم والمساعدة التي ساهمت في وقف العنف، قائلًا: "شكرًا لكل من وقف إلى جانب الحق".



وتشهد محافظة السويداء جٍملة توتّرات متكررة بين الطائفة الدرزية، التي ينتمي إليها الشيخ الهجري، وقبائل بدوية سنية محلية، حيث تصاعدت الأزمة في تموز/ يوليو عندما اندلعت مواجهات دامية بين جماعات درزية وقبائل سنية، استمرّت لأيام، قبل تدخل قوات النظام السوري لإعادة الأمن.


وفي تطور غير مسبوق، تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الدروز، حيث شنّت ضربات جوية استهدفت قوافل لمقاتلين موالين للنظام السوري، وبلغت حدًا غير مسبوق باستهداف مقر وزارة الدفاع السورية في دمشق، ما اعتبرته دولة الاحتلال الإسرائيلي "عملية إنسانية" ترمي لحماية الأقلية الدرزية.

الرئيس الروحي للموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري:

- نثمن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الواضح في دعم الأقليات

- نثمن موقف دولة إسرائيل حكومة وشعباً لتدخلها الإنساني للحد من المجازر بحق أهل السويداء

- نشكر الإدارة الذاتية لمنطقة شمال وشرق الفرات على دعمها للسويداء

-… pic.twitter.com/ufpgGrAyfF — Rudaw عربية (@rudaw_arabic) August 9, 2025
وتشكل الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال الإسرائيلي أقلية ويخدم كثير من أفرادها في جيش الاحتلال، ويُنظر إليهم باعتبارهم "حلفاء داخل البلاد".

وطالب الشيخ حكمت الهجري بإنشاء لجنة تحقيق دولية ومستقلّة تضم ممثلين من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية لتقصي الحقائق حول الأحداث، مشددًا على ضرورة إحالة المسؤولين عن الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما دعا إلى نشر بعثات مراقبة دولية في مناطق التوتر لحماية المدنيين.


وأبرز الهجري في خطابه دعم دول الخليج العربي للطائفة الدرزية، معتبرًا أنّ: "هذا الدعم هو: رسالة تضامن وإنسانية" مع أقلية تعرّضت لما وصفه بـ"مجازر مروعة" خلال الاشتباكات.

تأتي هذه الدعوات وسط تصاعد الانقسامات في سوريا، حيث تلعب الأقليات دورًا حيويًا في الصراع المستمر، بينما تبقى محافظة السويداء نموذجًا صارخًا لتشابك الصراعات الطائفية والمناطقية، مع تأثيرات دولية واضحة على الأرض.

وفي سياق متصل، صرّح شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حمود الحناوي، في أول مقطع مصوّر له بعد أحداث السويداء، أن المعركة مع حكومة دمشق غدت "قضية وجود ومصير".

ووصف الحناوي الحكومة السورية بأنه "لا عهد لها ولا ذمّة"، محذرا من "الفتنة والحرب الإعلامية"، ونفى حصول "أي تفاوض أو اتفاق في الوقت الحالي" مع الحكومة السورية، مستنكراً "التطاول على رموز الطائفة الدرزية الدينية ومقدساتها والصمت العربي والتعتيم الإعلامي وطمس الحقائق".


ومنذ 19 تموز/ يوليو الماضي، تشهد محافظة السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلّفت مئات القتلى.

وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 تموز/ يوليو الماضي.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024 بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة في الحكم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الطائفة الدرزية سوريا ترامب الاحتلال سوريا الاحتلال ترامب الطائفة الدرزية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الطائفة الدرزیة محافظة السویداء

إقرأ أيضاً:

وزارة الداخلية السورية تتخذ أول إجراء بحق الفاعلين في الفيديو المسرب من مشفى السويداء

أعلنت وزارة الداخلية السورية متابعتها للفيديو المؤلم المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يُزعم أنه صور داخل المشفى الوطني في محافظة السويداء، وأعربت عن إدانتها واستنكارها الشديد لهذا الفعل الشنيع.

وأكدت الوزارة أنها ستقوم بمحاسبة جميع الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم.

كما كُلف اللواء عبد القادر الطحان، المعاون للشؤون الأمنية، وبتوجيه من وزير الداخلية، بالإشراف المباشر على مجريات التحقيق لضمان توقيف الجناة بأسرع وقت ممكن.

ويأتي هذا في أعقاب انتشار مشاهد صادمة تُظهر عملية إعدام ميداني رمياً بالرصاص لأحد أفراد طاقم مستشفى السويداء الوطني، ما أثار غضباً واسعاً في سوريا.

وتظهر اللقطات أفراد الطاقم الطبي جاثين على الأرض أمام عدد من المسلحين يرتدون زيّاً عسكرياً، بينهم من يظهر بزي قوات الأمن الداخلي، ووقع عراك بين أحد أفراد الطاقم الطبي وأحد المسلحين، تبعه إطلاق نار من قبل مسلحين آخرين أدى إلى مقتل الشاب، حيث جُرّت جثته خارج الممر، مع وجود آثار دماء على أرض المستشفى.

مقالات مشابهة

  • وزارة الداخلية السورية تتخذ أول إجراء بحق الفاعلين في الفيديو المسرب من مشفى السويداء
  • الداخلية السورية تعلق على فيديو "الإعدام" في مستشفى السويداء
  • الداخلية السورية تعليقا على فيديو مشفى السويداء: تحويل الفاعلين إلى القضاء
  • الداخلية السورية تفتح تحقيقًا في حادثة اعتداء بمستشفى السويداء
  • الداخلية السورية: فتح تحقيق في حادثة اعتداء بمستشفى السويداء
  • فيديو إعدام ميداني في مستشفى السويداء الوطني يثير صدمة.. ووزارة الداخلية السورية تُعلق
  • الداخلية السورية تفتح تحقيقاً في فيديو المشفى الوطني بالسويداء
  • اجتماع في عمّان يجمع مسؤولين سوريين ووجهاء السويداء..  وغموض عن الهجري
  • وكالة الأنباء السورية: جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في عدة قرى بريف القنيطرة