في الصحّة النفسيّة
د. #ذوقان_عبيدات
حين نبحث في #الصحة_النفسية، نجد أنها مثَلٌ أعلى من السلوك نسعى له جميعًا، ومن يتمتع بصحة نفسية جيدة، فإنه يُشبِع جميع حاجاته، ويحقق ذاته بطريقة إيجابية، من دون عدوان، أو سلبية. فالصّحيح نفسيّا هو شخص خالِ من العُقَد، والكبت، والتأثير السلبي، ويحل مشكلاته لا شعوريّا بطريقة رابح – رابح.
(01)
توتّرات الحياة
حين يعجز #الإنسان عن #مواجهة #الحياة، وضغوطاتها، يتوتر نفسيّا، ويمرّ بإحباطات، وكبت، و #صراعات، و #أزمات، ويعيش مع #مشكلات قد ترافقه طويلًا ما لم يتلقّ #العلاج_النفسي المناسب.
وقد شهد القرن العشرون حركة إقامة دعائم الصحة النفسيّة السليمة، ونشأت آلاف المِصحّات النفسيّة في العالم، التي أنقذت حياة الملايين ممن كانوا يشكّلون خطرًا على أنفسهم، وعلى مجتمعاتهم. والآن؛ ونحن نعيش حياة حافلة بالمخاطر النفسيّة، والتحديات، والتغيرات المذهلة، والمستقبل المجهول، ما أحوجنا إلى حياة نفسيّة سليمة توفرها: الأسرة، والمدرسة، والمِصحّات النفسيّة، وسائر مؤسّسات الرعاية الاجتماعية، والتربوية، وحتى السياسية!
(02)
المِصحّات النفسيّة
في وقت مبكّر في العالم العربي، كتب المفكر غازي القصيبي روايته العصفورية، وغنّت صباح أغنيتها الشهيرة “عالعصفورية”… وصّلني بإيده… وما طلّ عليّه”!!
وكان الوليد بن عبد الملك بن مروان أول مسؤول عربي أنشأ أول مِصحّة نفسيّة عام 770 م. ثم انتشرت المؤسّسات، وصار في معظم المشافي أقسام للرعاية النفسيّة.
وفي الأردن، عشرات المراكز النفسيّة، لعلّ في مقدمتها: المركز الوطني للصحة النفسيّة، وعيادة الأمل، ومشفى الرشيد، ومشفى الفحيص الذي أنقذ مع غيره حياة الآلاف من الأردنيّين.
هذه الأماكن الصحية الرائدة، التي تسمّى العصفورية في لبنان وسوريا، وتسمّى العباسية في مصر، والبيمارستان في الأدب الشائع، ودارستان في شرق العالم الإسلامي، هي مؤسّسات علمية، صحيّة، وتربوية ضرورية للمجتمعات والأفراد.
(03)
في المجاز اللغوي!
حين نقول: تلك الفتاة وردة، فلا نعني أنها نباتات تُسقى وتُزرَع، بل تشبه الوردة في أناقتها! وحين نقول: هذا القاضي سيف! لا نقصد أنه من الفلزّات، أو أنه يصدأ، أو يقتل، بل يشبه السيف في حزمه، ودقته، وقدرته على الفصل!!
وهكذا المجاز، فهو تشبيه بين شيئين، أو أداتين، أو شخصين، أو حدثين بينهما مشتركات جزئية، وليست كليّة! وما الإبداع أصلًا إلّا أن تجد تشابُها بين حدثين ليس بينهما علاقة، أو كما قال إفلاطون: هناك تشابُهات بين الموسيقى، وصناعة الطناجر! هذا طبعًا لا يسيء إلى الموسيقى، ولا يسيء إلى الطناجر!!
عودة إلى المِصحّات النفسيّة!!
فما الذي يضير تشبيه السياحة بالمِصحّة النفسيّة، أو أن نقول: الإجازة مِصحّة نفسيّة، أو البيت الراقي مِصحّة نفسيّة، أو الحديقة مِصحّة نفسيّة؟
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات الصحة النفسية الإنسان مواجهة الحياة صراعات أزمات مشكلات العلاج النفسي
إقرأ أيضاً:
المنوفية تطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية
شهدت محافظة المنوفية، اليوم الأحد، تدشين عيادات الدعم النفسي بخمس منشآت رعاية أساسية، وذلك بحضور منسقي وزارة الصحة بخمس إدارات صحية مختلفة، بهدف تقديم الدعم النفسي والاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة والحالات المشتبه إصابتها بالاكتئاب أو القلق والتوتر أو الإدمان أو الذهان، وغيرها من المشكلات النفسية، بما يسهم في تقليل الفجوة النفسية لدى المواطنين.
وأكدت الدكتورة إيمان زهران مدير إدارة الرعاية الأساسية بالمديرية، أن العيادات الجديدة تم تجهيزها وفقًا للمعايير المعتمدة، مع توفير الكوادر المدربة، حيث تم التنسيق لعقد تدريب وزاري للعاملين بهذه العيادات، إلى جانب تعيين مشرف من كل إدارة صحية ومن المديرية لمتابعة سير العمل وضمان جودة الخدمات المقدمة.
وقد شهدت إدارة الباجور تدشين العيادة بوحدة كفر الخضراء، بحضور الدكتورة مروة راغب، منسق الدعم النفسي بقطاع الرعاية الأساسية، التي قامت أيضًا بالمرور على وحدتين من المرحلة الأولى هما وحدة بهناي ووحدة سبك الضحاك، للتأكد من حسن سير العمل بهما. ورافقها خلال الجولة الدكتورة أماني بركات، مشرف الرعاية الأساسية بالمديرية، وفريق الإشراف بإدارة الباجور الصحية.
و أكد الدكتور عمرو مصطفى وكيل الوزارة أن هذه المبادرة تأتي في إطار اهتمام وزارة الصحة والسكان ومديرية الشؤون الصحية بالمنوفية بالصحة النفسية كجزء أساسي من أمن وسلامة المرضى، ودعم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، التي تضع صحة المواطن الجسدية والنفسية في مقدمة الأولويات.