تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمر اليوم 3 مارس، ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الكبير إبراهيم أصلان، الذي استطاع أن يحفر اسمه بحروف من نور في الأدب المصري، وأن يكون صوت البسطاء والمهمشين في كتاباته. 

وُلِد "أصلان" في طنطا ، عام 1935، لكنه نشأ وتربى في إمبابة والكيت كات، المكان الذي كان له تأثير واضح في أعماله، منذ   "بحيرة المساء" و"مالك الحزين" و"حكايات فضل الله عثمان" و"عصافير النيل" وغيرها من الأعمال التي كانت نابضة بالحياة والمشاعر البسيطة العميقة.

 

رحلته الأدبية الإستثنائية 

لم يكن "أصلان" منتظمًا في التعليم، لكنه كان تلميذًا للحياة، عمل وسطجيًا في البريد، وقد ألهمه ذلك كتابة "وردية ليل"، وكان قريبًا من الأديب يحيى حقي الذي شجعه على النشر، حتى حققت روايته "مالك الحزين" شهرة واسعة وتحولت إلى فيلم "الكيت كات"، وأصبحت ضمن أفضل 100 رواية عربية. 

حصل على جوائز كثيرة، منها جائزة طه حسين وجائزة الدولة التقديرية وجائزة كفافي الدولية وجائزة ساويرس، لكنه فضل دائمًا أن يكون بسيطًا، قريبًا من الناس، ويكتب عنهم وعن تفاصيل حياتهم بحب وصدق. 

رحيل صوت البسطاء والمهمشين 

رحل عن عالمنا يوم 7 يناير 2012، لكنه ترك لنا إرثًا أدبيًا عظيمًا يجعلنا نشعر بقيمة التفاصيل الصغيرة في حياتنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مالك الحزين

إقرأ أيضاً:

حكاية بقال

وأنا أخط هذا العنوان قفزت إلى ذهني واحدة من أروع القصص السودانية التي حكاها المسلسل الإذاعي الرائع (حكاية نادية) للروائي المبدع حمدنا الله عبد القادر و الذي رفد الإذاعة السودانية بأروع المسلسلات، و إلي جانب حكاية نادية قدم أعمالًا مشهورة منها (خطوبة سهير) و (المنضرة) و (كشك ناصية) .

تحكي (حكاية نادية) جانباً من حياة الشباب و وقوعه في براثن المخدرات و المظاهر الشبابية، و رغم قتامة الصورة المقدمة و لكنها أبرزت سماحة و رفعة و جمال المجتمع السوداني و دولة 56 التي قدمها رائد مسرحي سماه البريطانيون و هم يمنحونه جائزة الأدب الجاد بشارلز ديكنز أفريقيا، و ديكنز كما هو معلوم من رواد المسرح الإنجليزي، و كدت أن أفعل كما يفعل الكاتب حمدنا الله عبد القادر و هو يتخذ من سقف داره في حي الرياض مكتباً في الهواء الطلق و الهدوء و نسائم الليل.

حكاية بقال لن تجد مبدعا يحكي مافيها من إيجابيات – لو كانت فيها – ذلك أن مجمتع التمرد لم يقدم و لن يجد مَن يقدمه للمجتمع السوداني الذي يريد أن يحتله و يحكمه فهم أوباش ليس من بينهم كاتب و لا أديب و لا شاعر .

(حكاية بقال) تحكي قصة شاب يطارد المظاهر الخادعة و يتوسل إليها بالزي الملفت و (الكريمات) و حب السلطة و مناصب و رتب الحكام .

أول إنضمامه للدعم السريع منح نفسه رتبة الفريق و ظهر بالزي العسكري تزينه علامات الكتف . فقد وجد الرجل جماعة ليس لها نظام و لا هيكل حكم و إدارة فسمى نفسه (بوالي الخرطوم بمحلياتها الست) و التي هرب منها و في لغتهم (عرَّد منها)،
حكاية بقال تعكس نفساً نزقة محبة للمظاهر التي يلتمسها في انضمامه للقوى السياسية و العسكرية التي يظن أنها تتيح له هرجه فانتمى للمؤتمر الوطني ثم التيار الإسلامي العريض و أخيرا الدعم السريع.

حكاية بقال تعكس شعوراً بالدونية يعالجه بالسعي لتغيير الجلد و المظهر فيلجأ للكريمات التي وجدت كميات منها بمنزله و قد تركها بعد أن (شفشفها) من محال و متاجر أم درمان .

كما تنكر لجلده تنكر لأهله و هو يهرول لأسرة دقلو و الماهرية و هم يحاربون أهله الزغاوة .
مثل شخصيات بقال المهترئة تنبت من سيرة و مظهر قبيح تحاول الهروب منه و التنكر له فهو يختار ما يرطب و ينعم جلده بما تفعله النساء ثم يسعى للهروب من بعض تاريخه المشين.
فهو يوغل في الإساءة لمن يحاربه و يحاول أن يدفع قومه الجدد لحربهم و إبادتهم و قد استفرغ لسانه بقبيح التهديد لشندي و دنقلا و عطبرة و يسب من يظن أنهم يهددون تطلعاته من الجعليين و الشايقية و الدناقلة و المحس.

الدعم السريع ما هو إلا مزبلة و مكباً تجمَّع فيه الهاربون من تاريخهم المثقل بالسرقات و الهروب من العدالة و من ميادين القتال الشريف مثل النتن بقال و النقيب سفيان و من أسرة دقلو و كثير من أبناء الماهرية و غيرهم من الذين يهربون إلى التمرد من تاريخهم المشبع بالجبن و الخوف و القتل و السرقات.

تحررت الخرطوم في العشرين من هذا الشهر من كثير من القاذورات، و ستعود و يعود السودان و دولة 56 نظيفة من كل تهريج و بطولات طفولية بائسة و أنفس مريضة .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حكاية بقال
  • «ابني من غير أب.. وأنا من غير روح» .. أرملة إبراهيم شيكا تبكيه في ذكرى الأربعين
  • في ذكرى رحيله.. مدحت السباعي المخرج الذي كتب اسمه بين الكبار بصمت وعمق (تقرير)
  • مؤسس تيليجرام يفتح النار على واتساب.. وجائزة ضخمة لمن يكشف تقليده
  • وسام أبو علي يحتفل بعيد ميلاد رامي ربيعة .. شاهد
  • سلوت عن إهدار صلاح: ظننته "خارقًا".. لكنه ذكرني بأنه بشر
  • في ذكرى رحيله.. سمير غانم الذي أضحكنا كثيرًا وتركنا في صمت مؤلم
  • حكاية طفل الأنابيب (5)
  • تحد جديد بين تيليجرام وواتساب.. وجائزة 50 ألف دولار لصاحب الفيديو الأكثر انتشارا
  • في ذكرى رحيله العاشرة.. حسن مصطفى نجم البساطة والضحكة الصادقة الذي عاش في قلوب المصريين