معتقلو مجدو في مواجهة الموت البطيء.. الجوع والمرض ينهشان أجساد الأسرى
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
يمانيون../
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن الأسرى في سجن مجدو يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية، حيث يتعرضون لظروف قاسية من الإهمال الطبي وسوء التغذية والمعاملة المهينة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني.
وأوضحت المحامية التي زارت عدداً من المعتقلين أن إدارة السجن تتعمد التضييق عليهم خلال الزيارات، حيث أُحضر الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل، وأُجبرت على إنهاء اللقاءات بسرعة دون السماح لها بالحصول على تفاصيل كافية حول أوضاعهم.
ومن بين الحالات التي وثقتها الهيئة، المعتقل كمال ظريفة (68 عاماً) من نابلس، الذي يعاني من أمراض عدة، بينها السكري والضغط والبروستاتا، إضافة إلى فقدانه 30 كيلوغرامًا من وزنه نتيجة سوء التغذية. كما وصف وضع الطعام في السجن بأنه سيئ للغاية، حيث يعتمد على النشويات فقط دون توفير خضراوات أو فواكه، ما تسبب في معاناة الكثير من المعتقلين من الإمساك وأمراض الجهاز الهضمي.
وفي حالة أخرى، يعاني المعتقل وليد عديلي (24 عاماً) من إهمال طبي متعمد رغم حاجته الملحة لإزالة القطب الجراحية من عينه بعد خضوعه لعملية زراعة قرنية قبل اعتقاله، مما يهدد بفشل العملية وتدهور حالته الصحية. كما فقد أكثر من 55 كيلوغرامًا من وزنه بسبب شح الطعام ورداءته.
أما المعتقل القاصر أحمد خضر الحسنات (16 عاماً) فقد تفشى مرض “سكابيوس” في جسده بسبب ظروف الاحتجاز المأساوية، حيث يُحجر مع 10 معتقلين آخرين في غرفة واحدة دون أي رعاية طبية.
الهيئة حذّرت من استمرار هذه الانتهاكات، مؤكدة أن الأسرى يتعرضون لممارسات ترتقي إلى جرائم حرب، وسط صمت دولي تجاه الانتهاكات الصهيونية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
السجن 15 عاما لشاب قتل صديقه بمطواة في بورسعيد
في واقعة هزت الشارع البورسعيدي وأعادت إلى الأذهان مشاهد الجرائم الناتجة عن الخلافات الشخصية، أصدرت محكمة جنايات المستأنف ببورسعيد حكما بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر عاما على شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، بعدما ثبت تورطه في جريمة قتل صديقه طعنا بسلاح أبيض، في واحدة من أبشع القضايا التي شهدتها المحافظة خلال العام الجاري.
ترأس الجلسة المستشار عادل نافع، وعضوية المستشارين أسامة محمود أبو زيد وياسر عبد المنعم أحمد، وبحضور أمانة السر إسماعيل عوكل وسمير رضا، حيث أصدرت المحكمة حكمها في القضية رقم 5534 لسنة 2024 جنايات الزهور، والمقيدة برقم 1015 لسنة 2024 كلي بورسعيد، ضد المتهم الشاب "ي. ل. م"، البالغ من العمر 19 عاما، بعد أن وجهت إليه النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وكشفت أوراق القضية عن تفاصيل صادمة للواقعة التي وقعت في 23 أبريل 2024 بدائرة قسم الزهور بمحافظة بورسعيد، حيث أقدم المتهم على قتل المجني عليه محمد أحمد البيلي أحمد رضوان، بعد أن بيت النية على ذلك، وأعد سلاحا أبيض من نوع "مطواة" لينفذ جريمته البشعة.
ووفقا لما جاء في أمر الإحالة، فقد تربص المتهم بالمجني عليه على خلفية خلافات قديمة نشبت بينهما قبل فترة قصيرة من الحادث، وما أن لمح ضحيته في أحد شوارع المنطقة، حتى باغته بعدة طعنات متفرقة في جسده، أصابته في مناطق خطيرة، مما أدى إلى سقوطه غارقا في دمائه، وتم نقله على الفور إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصاباته القاتلة، وفق ما أكده التقرير الطبي الشرعي.
تفاصيل الجريمة وشهادات الشهودأكد الشاهد الأول في التحقيقات أنه كان بصحبة المجني عليه لحظة وقوع الحادث، وروى أنه فوجئ بالمتهم يخرج مطواة من جيبه ويهجم بها على صديقه بشكل مفاجئ، موجها له عدة طعنات متتالية دون أي مقدمات، وأضاف الشاهد أن الضحية حاول مقاومته، لكنه لم يتمكن من الإفلات من الهجوم الوحشي الذي أنهى حياته في لحظات.
أما الشاهد الثاني فقد أيد رواية الأول، موضحا أن المتهم كان يترصد بالمجني عليه منذ فترة، وأن الجريمة جاءت نتيجة خصومة سابقة لم تهدأ بينهما، ليقرر الشاب أن يضع نهاية دامية للخلاف، دون أن يدرك أنه بذلك يضع حدا لحريته ومستقبله أيضا.
وأجمعت شهادات باقي الشهود على أن المتهم هو من وجه الطعنات القاتلة، وأنه استخدم سلاحا أبيض دون أي مسوغ قانوني، في حين لم تكن هناك مبررات مهنية أو دفاع عن النفس كما حاول الإدعاء في بداية التحقيقات.
وخلال جلسة المحاكمة، استمعت هيئة المحكمة إلى دفاع المتهم الذي حاول التخفيف من العقوبة، مدعيا أن الحادث لم يكن مقصودا وأنه كان في حالة انفعال شديد، إلا أن المحكمة رفضت تلك الدفوع بعد أن تأكدت من توافر نية القتل المسبق، استنادا إلى الأدلة والشهادات الموثقة وتقارير الطب الشرعي.
وفي نهاية المرافعة، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المشدد 15 عاما بحق المتهم، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة مشابهة، مؤكدة في حيثيات الحكم أن حياة الإنسان لا يمكن أن تكون رهينة لحظة غضب أو خصومة شخصية.