شددت صحيفة "التايمز" على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق كل المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا يعرض كييف للخطر، وذلك مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي وسط مساعي أمريكية لإنهاء الصراع عبر المفاوضات.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي يحب التفاخر بأنه سمح بتسليم أوكرانيا صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات خلال ولايته الأولى.



ولعبت صواريخ جافلين إلى جانب صواريخ أن لوز المحمولة على الكتف، دورا مهما لوقف تقدم القوات الروسية في بداية الحرب قبل ثلاثة أعوام. وهما جزء من  مخزون ضخم من أنظمة الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والتي كانت حيوية لجهود الحرب في أوكرانيا والتي منعت الكرملين من الإطاحة بحكومة  فولوديمير زيلينسكي لمدة ثلاث سنوات.  


والآن يبدو أن ترامب يستخدم الأسلحة كأداة مساومة لتحقيق هدفه في المفاوضات بشأن صفقة المعادن المتوقفة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي أغضب الأوكرانيين بوصفه زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" ورفضه القول أن روسيا هي المسؤولة عن شن الحرب ضد أوكرانيا. 

 ولو استمر تعليق المساعدات العسكرية لوقت طويل، فإنه سيعرقل جهود القوات الأوكرانية استعادة أراض احتلتها روسيا، وسيضعف زيلينسكي في المفاوضات المستقبلية، وفقا للتقرير.
  
أشارت الصحيفة إلى أن صواريخ جافلين وأن لوز كانت حيوية في الجهود الحربية وكذا دبابات أبرامز إم1، والتي تعتبر الأكثر تقدما في العالم. وبعد مفاوضات طويلة ومرهقة، أرسل البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن نظام الدفاع الصاروخي باتريوت إلى أوكرانيا حتى يتمكن من تدمير الذخائر الروسية بعيدة المدى.

وتبلغ تكلفة كل صاروخ حوالي 3 ملايين دولارا. كما سلمت طائرات حربية من طراز إف-16 بعد أن قضت أوكرانيا أشهرا في طلبها.

وأضرت قنابل طائرات إف-16 الموجهة بدقة بقدرة موسكو على تحقيق تقدم خارج الأجزاء الشرقية من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها بالفعل. وتستخدم أوكرانيا أيضا أنظمة الصواريخ أتاكام، وهي جزء آخر من حزمة الحرب وعلى رأس القائمة الأمريكية من الأسلحة وكذلك راجمات الصواريخ المتعددة هيمار وأم 777 هويتزر التي تستخدمها القوات الأوكرانية وبأثر مدمر.  

كما أقر الكونغرس مشاريع تسمح للحكومة الأمريكية، بإنفاق 175 مليار دولار لدعم أوكرانيا. ووفقا لمعهد كيل، فقد سلمت واشنطن حوالي 110 مليار دولار للأوكرانيين. وفي حين أن هذا الرقم أقل بكثير من 350 مليار دولار التي يستشهد بها ترامب غالبا، إلا أنه لا يزال أكبر مساهمة في جهود كييف الحربية.

وبفضل هذه المساعدة، إلى جانب المساعدات من العواصم الأوروبية، تمكنت أوكرانيا من إبعاد روسيا، لكنها لم تتمكن من صد القوات الغازية. وكان الدعم، ولا يزال، ضروريا للحفاظ على استقلال أوكرانيا.  


وربما كان تجميد المساعدات العسكرية خطوة محفوفة بالمخاطر من جانب ترامب. فلا يزال الرئيس الأمريكي يرغب بشدة أن تنجح صفقة المعادن، وبسرعة، لكنه ليس مستعدا لخسارة ماء وجهه ويريد من زيلينسكي الاعتذار عن الانفجار في المكتب البيضاوي يوم الجمعة.

وبحسب التقرير، فإنه في حال استمر هذا المأزق ولفترة طويلة، فمن المرجح أن تعاني أوكرانيا في ساحة المعركة، وهو ما من شأنه أن يعزز موقف روسيا في المفاوضات. وسيقلق هذا أيضا الأوروبيين ومن المرجح أن يتسبب في مزيد من العداء تجاه واشنطن.

وسوف يرغم البيت الأبيض زيلينسكي على التخلي عن مطالبه بضمانات أمنية كجزء من صفقة المعادن التي كان من المفترض أن يوقعها البلدان يوم الجمعة. كما يأمل البيت الأبيض أن يتوصل إلى هذا الاستنتاج بسرعة. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب زيلينسكي روسيا روسيا اوكرانيا ترامب زيلينسكي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات العسکریة الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

كييف تؤكد استمرار المفاوضات مع واشنطن رغم تصاعد توتر تصريحات ترامب وزيلينسكي

صراحة نيوز- وسط تصاعد التوتر الدبلوماسي إثر الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفائه الأوروبيين، أكدت كييف أن مسار المفاوضات مع الجانب الأميركي ما يزال مستمراً.

وأعلن زيلينسكي مساء الأربعاء أن أوكرانيا تتواصل يوميًا وعلى مدار الساعة مع مختلف شركائها الدوليين، بهدف تحديد خطوات واقعية وقابلة للتنفيذ لإنهاء الحرب مع روسيا. وأشار إلى أن المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة ستشمل أيضاً ملف إعادة إعمار أوكرانيا وتطوير اقتصادها، ضمن خطة سلام شاملة يجري العمل على تحديثها.

وأوضح الرئيس الأوكراني أن كييف تعمل على إنهاء صياغة نسخة منقحة من وثيقة السلام المكونة من 20 نقطة، تمهيدًا لتسليمها إلى واشنطن قريبًا، رغم أنه كان أعلن سابقًا أن التسليم سيتم اليوم. ولمّح زيلينسكي إلى إمكانية صدور “أخبار طيبة” خلال الأيام المقبلة.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن شن ترامب هجوماً لاذعاً على زيلينسكي، واصفاً إياه بـ”البائع الماهر” و”بائع الأوهام”، داعياً إياه إلى قبول خطة السلام المقترحة ووقف الحرب، ومؤكداً أن موسكو في موقع أقوى. وتقاطعت هذه التصريحات مع ترحيب واضح من الكرملين.

وبحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”، فإن مسؤولين مطلعين كشفوا أن ممثلي ترامب أمهلوا كييف أياماً للرد على خطة السلام الأميركية، مشيرين إلى أن زيلينسكي أبلغ قادة أوروبيين بأن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر ضغطا عليه خلال مكالمة هاتفية في السادس من سبتمبر الماضي لاتخاذ قرار سريع. كما نقلت الصحيفة عن مصدر أن ترامب يأمل بتنسيق الاتفاق بحلول عيد الميلاد في 25 ديسمبر الحالي.

ورغم هذه الضغوط، عملت كييف في الأسابيع الماضية على إعداد خطط بديلة ومنقحة بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين، ضمن مساعٍ لتأمين موقف تفاوضي أكثر توازناً

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يؤكد استمرار المفاوضات مع واشنطن حول خطة السلام في أوكرانيا
  • دبلوماسي سابق: روسيا ترفض شرعية زيلينسكي للهروب من المفاوضات
  • زيلينسكي: روسيا تطالب بانسحاب كامل لأوكرانيا من دونباس
  • الرئيس الأمريكي: الفساد في أوكرانيا متفش
  • زيلينسكي: ناقشت مع الجانب الأمريكي عناصر أساسية لمرحلة التعافي لأوكرانيا
  • روسيا: دفاعات كييف مسئولة عن تضرر المنشآت المدنية في أوكرانيا
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة غير مستعدة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • كييف تؤكد استمرار المفاوضات مع واشنطن رغم تصاعد توتر تصريحات ترامب وزيلينسكي
  • على وقع ضغوط ترامب.. زيلينسكي يبدي استعدادا لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما
  • توقعات أوروبية بتراجع قياسي في المساعدات العسكرية لأوكرانيا خلال 2025