عواصم "وكالات ": أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لتنظيم انتخابات في أوكرانيا إن توافرت الظروف الأمنية، عقب توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادا له بهذا الشأن، وأعلن أنه سيرسل لواشنطن مقترحه المعدّل للخطة الأمريكية لإنهاء الحرب.

واكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استعداده التام لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما، حتى في ظل استمرار الحرب مع روسيا، إذا تمكنت الولايات المتحدة وأوروبا من ضمان الأمن اللازم لإجراء التصويت، وفقا لوكالة الأنباء الأوكرانية "إنترفاكس-أوكرانيا".

وقال زيلينسكي لصحفيين: "لدي الإرادة والاستعداد الشخصي لذلك". وأضاف أن إجراء الانتخابات سيتطلب تعديل قانون الانتخابات الأوكراني، وطلب من نواب كتلته البرلمانية إعداد التعديلات اللازمة.

ويحظر قانون الأحكام العسكرية في أوكرانيا إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية. وبينما يمكن تعديل القانون نفسه، يسمح الدستور بإجراء الانتخابات البرلمانية فقط بعد رفع الأحكام العسكرية، كما يمنع تعديل الدستور أثناء الحرب.

ولم تجر أي انتخابات في أوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية في فبراير 2022 وانتهت فترة ولاية زيلينسكي العادية في مايو 2024، بينما انتهت ولاية البرلمان في أغسطس 2024 .وكان من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في أواخر أكتوبر 2025 ويعتبر عدم إمكانية إجراء الانتخابات أثناء الأحكام العسكرية أمرا طبيعيا في العديد من الدول.

على وقع ضغوط ترامب الساعي لإبرام اتفاق سلام، أجرى زيلينسكي خلال الايام الماضية محادثات في لندن وبروكسل مع قادة أوروبيين أبدوا تضامنهم مع كييف.

وقال زيلينسكي في تصريح لصحافيين بعد جولة قادته إلى عواصم أوروبية عمل خلالها على حشد دعم حلفائه، وفي وقت سابق، اتّهم ترامب زيلينسكي بأنه "لم يقرأ" المقترحات الأخيرة لإدارته، وقال إن روسيا لديها الأفضلية في النزاع، وذلك في مقابلة أجراها معه موقع بوليتيكو الإخباري نُشرت الثلاثاء.

لكن زيلينسكي، وبعد الانتقادات التي وجّهها إليه ترامب الثلاثاء، أبدى استعداده لتنظيم انتخابات جديدة.

لكنه استدرك "أطلب صراحة من الولايات المتحدة مساعدتي، وربما مع الزملاء الأوروبيين، في ضمان الأمن لإجراء الانتخابات".

صياغة رد على الخطة الأمريكية

وأجرى زيلينسكي الذي جال في الأيام الأخيرة على عواصم أوروبية لصياغة رد على الخطة الأمريكية، ودخل زيلينسكي في محادثات مع قادة أوروبيين في لندن وبروكسل. والثلاثاء توجّه إلى إيطاليا للقاء البابا لاوون الرابع عشر ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

واعتبر البابا الثلاثاء أنه "ليس من الواقعي" السعي لتحقيق السلام في أوكرانيا بدون أوروبا، وأن خطة ترامب قد تفضي إلى "تغيير هائل" في التحالف الأوروبي-الأمريكي.

وإذ أعرب، ردا على سؤال بشأن إمكان قبوله دعوة زيلينسكي لزيارة أوكرانيا، عن "أمله بذلك"، قال إنه من المستحيل توقع موعد إجراء مثل هذه الرحلة.

كما حذر من التصريحات التي قد "تحاول كسر ما أعتقد أنه يجب أن يكون تحالفا مهما جدا اليوم وفي المستقبل".

وكانت خطة واشنطن تقضي بتنازل كييف عن أراض لا تسيطر عليها روسيا، بما في ذلك منطقة دونباس بكاملها، مقابل تعهّدات أمنية لا تلبي تطلعات أوكرانيا في ما يتّصل بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وقال زيلينسكي إن الخطة الأمريكية لوقف الحرب جرى تقليصها من 28 بندا إلى 20 بعد المناقشات الأمريكية الأوكرانية في نهاية الأسبوع.

وقضية الأراضي والضمانات الأمنية الدولية تعد من النقاط الرئيسية العالقة، وفق زيلينسكي.

وقال الرئيس الأوكراني "ليس لدينا أي حق قانوني" للتنازل عن أراض "بموجب القانون الأوكراني ودستورنا والقانون الدولي. كما ليس لدينا أي حق أخلاقي".

وشدّد على أهمية "معرفة ما سيكون شركاؤنا مستعدين للقيام به في حال وقوع عدوان جديد من روسيا. إلى الآن، لم نتلق أي إجابة على هذا السؤال".

خلال حدث متلفز الثلاثاء، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منطقة دونباس الواقع في الشرق الأوكراني بأنها روسية "تاريخيا".

وقال "هذه المنطقة مهمة، إنها أرضنا تاريخيا، بلا شك".

ترامب: الاوروبيون يتحدثون لكنهم غير منتجين

في الاثناء، اتخذ ترامب مواقف متناقضة تجاه أوكرانيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، وانتقد زيلينسكي لعدم إبدائه امتنانا للدعم الأمريكي.

وأبدى أيضا استياء حيال بوتين لعدم تجاوبه مع الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب، وفرض أخيرا عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين.

وفي المقابلة مع موقع بوليتيكو، انتقد ترامب الدور الأوروبي قائلا "يتحدثون لكنهم غير منتجين".

فجورجيا ميلوني التي تطرح نفسها جسر تواصل بين ترامب وأوروبا، داعمة بشدة لأوكرانيا منذ بدء الحرب، إلا أن زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني، أحد شركائها في الائتلاف الحاكم، يشكك في جدوى دعم كييف.

وإيطاليا من مزودي أوكرانيا بالأسلحة، إنما تلك التي تستخدم حصرا لضرب أهداف في الداخل الأوكراني، وهي استبعدت إرسال قوات في إطار قوة مراقبة اقترحتها بريطانيا وفرنسا.

في الأسبوع الماضي، علّقت الحكومة الإيطالية قرارا يتّصل بتجديد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، علما أن التفويض الحالي تنتهي مفاعيله في 31 ديسمبر.

وتفيد تقارير بأن سالفيني يطرح تساؤلات حول ما إن من الضروري تجديد المساعدات في ضوء المحادثات الحالية.

مع ذلك، أصرت ميلوني على أنه "طالما هناك حرب، سنفعل ما بوسعنا، كما فعلنا دوما لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها".

اليوم تحالف الراغبين يبحدث الضمانات الامنية

من جهتها، أعلنت الحكومة الفرنسية اليوم الأربعاء أن "تحالف الراغبين" الذي يضم دولا داعمة لأوكرانيا سيبحث اليوم الخميس "الضمانات الأمنية" لكييف، وذلك فيما يتعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لانتقادات شديدة من نظيره الأميركي دونالد ترامب.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية مود بريجون "سيتيح اجتماع اليوم للتحالف الذي تترأسه فرنسا والمملكة المتحدة، إحراز تقدم بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا والمساهمة الأمريكية الكبيرة".

وأوضح قصر الإليزيه بعد ذلك أن الاجتماع سيُعقد بعد ظهر اليوم الخميس عبر الفيديو.

وأعلن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الإثنين في لندن تضامنهم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت يواجه فضيحة فساد تطال مدير مكتبه السابق وانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتسعى كييف مع حلفائها الأوروبيون لإدخال تعديلات علي الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب التي اعتبروا أن مسودتها الأولى تتبنى جلّ مطالب روسيا.

وانتقد ترامب الذي يبعث بإشارات متضاربة إلى زيلينسكي، نظيره الأوكراني الأحد مؤكدا أنه "لم يطلع" على الخطة الأمريكية.

وواصل انتقاداته الثلاثاء مؤكدا في مقابلة أجراها معه موقع "بوليتيكو" أن على أوكرانيا تنظيم انتخابات، متهما كييف بـ"استخدام الحرب" ذريعة لتفادي هذا الاستحقاق.

المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أدنى مستوى

من جهة ثانية، توقع معهد كيل الألماني للأبحاث اليوم الأربعاء أن تصل المساعدات العسكرية لأوكرانيا إلى أدنى مستوياتها في عام 2025، في ظل عدم قدرة الدول الأوروبية التي تُقدّم الجزء الأكبر منها حاليا على تعويض توقف المساعدات الأمريكية.

وأشار رئيس فريق معهد كيل كريستوف تريبيش في بيان إلى أنه "وفقا للبيانات المتاحة حتى أكتوبر، لم تتمكن أوروبا من إرسال المساعدات بالزخم نفسه كما في النصف الأول من عام 2025".

ومعهد كيل معني بتتبع المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية التي تم التعهد بتقديمها لأوكرانيا منذ بدأ الحرب الروسية في اوكرانيا منذ قرابة اربع سنوات.

قبل قرار دونالد ترامب بوقف المساعدات عند عودته إلى البيت الأبيض في مطلع 2025، كانت الولايات المتحدة تُقدّم أكثر من نصف تلك المساعدات العسكرية.

وقال المعهد إنه في حين نجحت الدول الأوروبية في البداية في تعويض ذلك، إلا أن مساعداتها تراجعت منذ بداية الصيف.

وقال تريبيش "إذا استمر هذا التباطؤ في الشهرين المقبلين، سيكون عام 2025 هو العام الذي يشهد أدنى مستوى من المساعدات الجديدة لأوكرانيا" منذ 2022.

في الأشهر العشرة الأولى من عام 2025، خُصصت مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 32.5 مليار يورو، معظمها قدمتها أوروبا. وخلال شهرين فقط، سيحتاج حلفاء أوكرانيا إلى تخصيص أكثر من 5 مليارات يورو للوصول إلى أدنى مستوى سنوي تم تخصيصه في عام 2022 (37,6 مليار يورو)، وأكثر من 9 مليارات يورو للوصول إلى المتوسط السنوي البالغ 41,6 مليار يورو بين عامي 2022 و2024.

مع ذلك، لم يُخصص سوى ملياري يورو شهريا في المتوسط خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر.

قال باحثون في معهد كيل إن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ضاعفت مساهماتها، بل وربما زادتها بثلاث مرات، بينما انخفض دعم إيطاليا بنسبة 15%، ولم تُخصص إسبانيا أي مساعدات عسكرية جديدة لعام 2025.

وتسعى المفوضية الأوروبية حاليا إلى استخدام مبالغ من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي والتي تُقدر بنحو 200 مليار يورو، لتمويل قرض لأوكرانيا.

والهدف هو الإفراج عن 90 مليار يورو مبدئيا خلال قمة رؤساء الدول والحكومات المقرر عقدها في 18 ديسمبر في بروكسل.

إلا أن هذه الخطة المعقدة، التي بموجبها تُقرض مؤسسة يوروكلير المالية الأموال للاتحاد الأوروبي ليُقرضها بدوره لكييف، تواجه معارضة شديدة من بلجيكا التي تخشى ردود فعل انتقامية من روسيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس الأوکرانی فولودیمیر زیلینسکی المساعدات العسکریة إجراء الانتخابات الخطة الأمریکیة أوکرانیا منذ دونالد ترامب فی أوکرانیا ملیار یورو التی ت عام 2025

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأوكراني: مستعدون لإجراء انتخابات

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إنه مستعد لإجراء انتخابات، ودعا الشركاء الأميركيين والأوروبيين إلى المساعدة في توفير الأمن اللازم لإجرائها خلال فترة الحرب.

وأوضح زيلينسكي للصحفيين أنه في حال توفّر الأمن، يمكن إجراء الانتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً، مضيفاً أنه سيطلب من البرلمان إعداد التشريعات اللازمة التي تسمح بإجراء الانتخابات في ظلّ الأحكام العرفية.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو طحنون بن زايد يلتقي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي

وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مقابلة عبر الإنترنت، أوكرانيا إلى إجراء الانتخابات، وانتقد زيلينسكي قائلاً إن على أوكرانيا، التي «خسرت الكثير من الأراضي»، أن تمضي قدماً في تنظيم الانتخابات.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ترامب: حان الوقت لإجراء انتخابات في أوكرانيا
  • زيلينسكي يعلن استعداده لإجراء انتخابات.. وترامب يمهله حتى عيد الميلاد للقبول باتفاق السلام
  • بشرط واحد.. زيلينسكي يبدي استعداده لإجراء انتخابات في أوكرانيا بمساعدة ترامب
  • زيلينسكي يبدي استعداداً لإجراء انتخابات في أوكرانيا
  • بشروط.. زيلينسكي مستعد لإجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوما
  • استجابة لترامب.. زيلينسكي مستعد لتنظيم انتخابات في أوكرانيا
  • الرئيس الأوكراني: مستعدون لإجراء انتخابات
  • ترامب ينتقد زيلينسكي: الوقت حان لإجراء انتخابات في أوكرانيا
  • اعملوا انتخابات جديدة.. ترامب يطالب الشعب الأوكراني بـ تغيير زيلينسكي