عواصم "أ ف ب" "العمانية": رأت حركة حماس اليوم أن التهديدات التي أطلقها دونالد ترامب تشجّع إسرائيل على تقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعدما توعّد الرئيس الأمريكي سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ"الموت" ما لم يتم الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين فيه.

وأتى تهديد ترامب بعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت، بالتشاور مع إسرائيل، اتصالات سرية مباشرة مع الحركة الفلسطينية تركزت على الرهائن الأميركيين في القطاع، وذلك في تغيير جذري عن سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة، قضت بعدم إجراء محادثات مباشرة مع مجموعات تصنّفها "إرهابية".

ووجّه ترامب إلى حماس "آخر تحذير" لكي تطلق الرهائن الأحياء والأموات، وتغادر قيادتها قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس عقب هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وكتب ترامب على منصّته "تروث سوشل" "إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح".

وأضاف "إنّي أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم .. هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة".

وردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم الخميس بالتأكيد أن تهديدات ترامب "تشجع" إسرائيل على "عدم تنفيذ بنود" اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير الماضي.

وأوضح أن التهديدات "تعقد المسائل (المتعلقة) باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده"، طالبا من الإدارة الأمريكية "الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق" الذي أبرم بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

ومع انقضاء المرحلة الأولى في نهاية الأسبوع، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل بناء على مقترح أمريكي، في حين تمسكت حماس بضرورة التفاوض حول المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع نهاية للحرب.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.

وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حماس على أخد تهديدات ترامب على محمل الجد. وقال إن الرئيس "لا يقول هذه الأمور من دون أن يعنيها، كما يكتشف ذلك الناس في العالم. اذا قال إنه سيقوم بأمر ما، فسيقوم به".

وأتى تهديد ترامب إثر تأكيد واشنطن الأربعاء إجراء اتصالات سرية مباشرة مع حماس، بعدما أوقفت التواصل المباشر معها مذ صنّفتها "إرهابية" في 1997.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن هذه الاتصالات، ردت بأن المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر الذي "يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أي كان".

ورفضت تقديم تفاصيل بشأن المباحثات، مشيرة إلى أن "أرواح الأميركيين على المحك".

وأكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الأمريكيين.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو "خلال المشاورات مع الولايات المتحدة، أبدت إسرائيل رأيها بشأن إجراء مناقشات مباشرة مع حماس".

وبحسب موقع أكسيوس الذي كان أول من كشف عن هذه الاتصالات، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص هذه المشاورات في الأسابيع الأخيرة في الدوحة. وركزت على إطلاق سراح خمسة رهائن أمريكيين ما زالوا محتجزين لدى حماس في قطاع غزة، أربعة منهم تأكد مقتلهم ويعتقد أن خامسا لا يزال على قيد الحياة، بحسب تعداد لفرانس برس.

"ناقوس الخطر"

وفي ظل الخلافات بشأن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة، أعلنت إسرائيل تعليق إدخال المساعدات، في خطوة لقيت تنديدا واسعا نظرا لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والذين يواجهون أساسا ظروفا انسانية كارثية.

وطالب وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك الأربعاء إسرائيل بإيصال المساعدات الى سكان غزة "في شكل كامل وسريع وآمن ومن دون معوقات".

كما اتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل باستخدام "التجويع سلاحا في الحرب".

ويخشى سكان القطاع من تأثير انقطاع المساعدات على الأوضاع اليومية فيه.

وقال رئيس بلدية دير البلح نزار عياش لفرانس برس "ندق ناقوس الخطر خوفا من قطع الوقود الذي تحتاجه البلدات في معالجة الصرف الصحي وضخ المياه من الآبار، كذلك رفع النفايات".

من جهته، قال أبو همام الحسنات أحد سكان مدينة دير البلح "لا توجد مياه حلوة... الناس يشتكون من قلة المياه. النفايات لا نستطيع أن نتخلص منها مما يؤثر على المياه الجوفية داخل الأرض".

- مهمة "لم تنته" - وتشدد إسرائيل على أن هدفها المعلن بـ"القضاء" على حماس لم يتحقق بعد.

وقال رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال تسلمه منصبه من هرتسي هاليفي الأربعاء "هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية، هذه لحظة تاريخية ... حماس تعرضت بالفعل لضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد".

وتصطدم المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بمواقف الطرفين المتعارضة.

ووفقا للاتفاق، من المفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء مقابل إفراج إسرائيل عن المزيد من المعتقلين الفلسطينيين.

أما المرحلة الثالثة للاتفاق فيفترض أن تكون مخصصة لإعادة إعمار القطاع.

وأقر قادة عرب خلال قمة طارئة عقدت في القاهرة الثلاثاء، خطة لإعادة اعمار غزة تستبعد عمليا حماس وتنص على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه الحركة في 2007.

لكن إسرائيل رفضت هذه الخطة، وهي ردّ عربي على مقترح ترامب لغزة الذي ينص على ترحيل سكان القطاع إلى مصر والأردن، والذي أثار تنديدا واسعا.

واستبعد المحلل السياسي والوزير الفلسطيني السابق غسان الخطيب أن تلقى الخطة العربية قبولا إسرائيليا.

وأوضح "من غير المنطقي أن تتخلى إسرائيل عن خطة ترامب وتتبنى خطة العرب. لا مجال لحصول ذلك".

ستجابة الإنسانية للأراضي الفلسطينية لا يزال يشكل تحدّيًا

تحديًا ونقصًا كبيرا،

كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن تمويل الاستجابة الإنسانية للأراضي الفلسطينية لا يزال يشكل تحديًا ونقصًا كبيرا، حيث تم تأمين 4% فقط من المبلغ اللازم. وأفاد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن حجم الاحتياجات اللازمة لقطاع في غزة كبير للغاية مؤكدًا على أن وضع الأمن الغذائي فيها معرض للتدهور في ظل قيام الكيان الإسرائيلي بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية. وقال إن شركاء المنظمة في مجال الأمن الغذائي يقومون بتوزيع بذور الخضراوات والأعلاف الحيوانية لدعم استعادة الإنتاج الغذائي المحلي، إلا أن هذا لا يعدُّ كافيًا لأنه يعتمد على تدفق مستمر للإمدادات، كما أنه بسبب القيود المفروضة من قبل الاحتلال تجعل من الصعب أيضًا على المدارس استئناف الأنشطة التعليمية نظرا لنقص الإمدادات التعليمية في الأسواق. وكان الكيان الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق عن وقف إدخال جميع المساعدات إلى قطاع غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

إعتقال 34 فلسطينيًّا بالضفة

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إعتقال 34 فلسطينيا خلال اقتحامها عدة مناطق في الضفة الغربية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن الاعتقالات شملت أربعة فلسطينيين من نابلس والقدس، وأربعة من طولكرم، وسبعة من الخليل، بالإضافة إلى 19 من قلقيلية وبيت لحم، حيث تم تنفيذ الاعتقالات من خلال مداهمة المنازل وتفتيشها. وفي السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال إغلاق مداخل بلدات مدينة الخليل ومخيماتها بالبوابات الحديدية، وشدّدت إجراءاتها العسكرية والقمعية في حارات البلدة القديمة ومحيط الحرم الابراهيمي. تجدر الإشارة إلى أن عمليات الاعتقال قد تصاعدت منذ بداية حرب الإبادة ضد قطاع غزة في أكتوبر 2023، في إطار سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.

إصابة ضابط فلسطيني

أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية الخميس إصابة ضابط بهندسة المتفجرات اثناء تفكيك أجسام من مخلفات الجيش الإسرائيلي في محافظة شمال غزة.

وقالت الوزارة ، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم :"أصيب مساء اليوم ضابط بهندسة المتفجرات في محافظة شمال غزة بجروح متوسطة، أثناء القيام بواجبه في تفكيك أجسام من مخلفات الاحتلال، وذلك عقب تلقي قسم هندسة المتفجرات اتصالا يفيد بإصابة ثلاثة فتية جراء انفجار جسم مشبوه شرق مخيم جباليا".

وأهابت الوزارة بالمواطنين إلى "الابتعاد عن أية أجسام غريبة أو مخلفات حربية، والإبلاغ الفوري عنها حرصا على سلامتهم.

وناشدت المؤسسات الدولية المعنية بـ "إدخال معدات الحماية الشخصية لعناصر هندسة المتفجرات، الذين يخاطرون بحياتهم ويعملون دون توفر أدنى الإمكانات أو معدات السلامة الشخصية".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار سکان القطاع مباشرة مع من اتفاق قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة

  

ذكرت وسائل إعلان إسرائيلية اليوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بقبول إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وكانت حماس قالت في وقت سابق إنها تسلمت الاقتراح الجديد من وسطاء وتعكف على دراسته.

وقدّم ويتكوف مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، يشمل إطلاق سراح 10 أسرى، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.

ووفقاً لمسودة الخطة الجديدة، سوف يتم إطلاق سراح الأسرى على دفعتين خلال أسبوع، بحسب عدد من وسائل الإعلام. كما سيتعين على حركة حماس تسليم جثث 18 أسيراً ما زالت تحتجزها في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

يأتي هذا بينما هدد بن غفير، اليوم، بالاستقالة مجدداً من الحكومة في حال تم تجاوز ما وصفه بـ”خطه الأحمر”، وقال إن نتنياهو “يعلم ذلك جيداً”.

وجدد بن غفير في حديث لإذاعة إسرائيلية معارضته للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، كما عارض إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقال: “أنا لا أتحدث إلى رئيس الوزراء بالتهديدات، بالإطاحة أو عدم الإطاحة (بالحكومة)، ويعلم الجمهور أنه إذا تم تجاوز خطي الأحمر (الذي لم يوضح ما هو)، فسأفعل ما يحلو لي على عكس الآخرين”.

وأضاف بن غفير: “أنا الوحيد الذي استقال من الحكومة، لا أكتفي بالتهديد ثم أبقى، رئيس الوزراء يعرف ما هو خطي الأحمر، ويعرف أين يتجاوزه”.

وتأتي تصريحات بن غفير في ظل حديث عن تطورات إيجابية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بينما قالت “القناة 12” الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم إن ويتكوف عرض على إسرائيل وحركة حماس في الساعات الماضية خطة جديدة لاتفاق من أجل وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وأشار بن غفير إلى معارضته “لأي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار”، وقال: “ليست هناك أسئلة كثيرة، الأمور واضحة، الصفقة الجزئية خاطئة، وموقفي من الصفقات بشكل عام معروف تماماً”.

وتابع: “علينا مواصلة السحق، يمكننا إجبارهم (حماس) على الركوع وقطع الأكسجين عنهم”. وأضاف بن غفير: “أريد المختطفين (الإسرائيليين في غزة) بنفس القدر الذي تريدون أنتم فيه المختطفين في منازلهم، لكن بهذه الطريقة نعيد نصفهم ونؤخر إطلاق سراح النصف الآخر، إن عدم إطلاق سراح النصف الآخر يعني أننا نرفع الراية البيضاء”.

وجدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي “معارضته إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة”. وقال: “أنا عضو في مجلس الوزراء، ولا أُدرك أن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يُجبرنا على ذلك

 

مقالات مشابهة

  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
  • إعلام عبري: نتنياهو يعلن موافقته على مقترح ويتكوف الجديد لوقف الحرب في غزة
  • خلافات داخلية في إسرائيل حول خطة “ويتكوف” لوقف إطلاق النار
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • نتنياهو يعقد اجتماعا اليوم لبحث تفاصيل مقترح ويتكوف الجديد
  • وزير أردني سابق: نتنياهو يسعى لتقويض مفاوضات واشنطن وطهران عبر ضربة عسكرية
  • نتنياهو يعدد إنجازاته بجلسة برلمانية صاخبة وأولمرت: ما يحدث بغزة جرائم حرب
  • حماس : اتفقنا مع ويتكوف علي تولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع
  • نتنياهو يقر باعتقال آلاف الفلسطينيين وتصويرهم عراة ويُنكر سياسة التجويع بغزة