إليك يا ياقرين الذكر وحليف الانتصارات الخالدة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
أحمد شمس الدين الحرجي
ها هو التاريخ يخطُّ بمداده الذهبي اسمًا جديداً يشعّ في وجدان الأمة، وها هي ميادين العزة والمقاومة تردد صداه، رجلٌ سما فوق المعاني، وأضحى رمزًا خالدًا تتناقله الأجيال في سفر النضال والمجد. إنه الشهيد الحيّ في قلوب الأحرار، شهيد الإسلام والإنسانية، السيد القائد حسن نصر الله سيد شهداء المقاومة والقادة، الذي خطّ بدمه درب الكرامة وأشعل بروحه فتيل العزة، فكان نجمًا مضيئًا في سماء المجاهدين، وقائدًا عظيمًا، مباركًا وموفقًا.
مضى في طريقٍ لا يعرف التراجع كأجداده الأوائل، نهجُه النقاءَ في العقيدة، والصلابة في الإيمان، والإخلاص في الجهاد. قائدٌ لم يعرف الاستسلام، ولم تهن له عزيمة، بل كان شعلةً تحرق الظلام، ونورًا يبدّد عتمة الاستبداد والطغيان. في ساحات المواجهة، كان صوتَه الصداح كالرعد، وكلماته سهامًا تخترق قلوب أعداء الأمة، فلم يكن خطيبًا فحسب، بل كان وعدًا صادقًا، ووثبةَ أسدٍ، وإرادةً لا تنكسر.
أيها القائد الشهيد، أيها السيد المظفّر، أنتَ العنوان الكبير لعصر المقاومة والجهاد، وأنت الصفحة الناصعة التي لن يطويها الزمن. لم تكن قائدًا لجيلٍ واحد، بل أمةٌ في رجل، وروحٌ ممتدةٌ في ضمير الأحرار، وكلمةٌ لا تموت في ذاكرة الثائرين. دمُك الطاهر قد روى شجرة المقاومة، وسيرتك قد أصبحت منهاجًا لكل من أبى الذلّ والخضوع.
في سماء المجاهدين مقامك سامٍ
هناك، في علياء الشهداء، في رحاب الخالدين، حيث الأبرار والنجباء، يسطع نجمك في ملكوت العزة، ليبقى شاهدًا على أن الأحرار لا يموتون، بل تتجدد ذكراهم مع كل إشراقة نصر، ومع كل راية تُرفع في وجه الظلم. أيها السيد القائد، إن رحلت بجسدك، فقد بقيت بروحك، تسري في قلوب المقاومين، وتتوهج في وجدان الأحرار، وتخفق في رايات النصر التي تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل.
كنتَ وستظلّ أيقونة الجهاد، وعنوان الكرامة، وكلمة الحق في وجه الطغيان. وإن رحلتَ عن هذه الدنيا، فإن فكرك ومبادئك ستبقى، وسيحمل رجال الله الراية من بعدك، ليكملوا المسير، ويحققوا الوعد، ويثبتوا أن الدماء التي تُسفك في سبيل الله لا تضيع، بل تصبح جداولَ نورٍ تروي الأرض، وتبعث الحياة في عروق الأمة.
سلامٌ عليك يا شهيد الإسلام والإنسانية، يا نجمًا في جبين الدهر، يا قائدًا مضيئًا في سماء المجاهدين، يا من كنت وعدًا صادقًا، وسهماً من مرامي الله على أعداء الله والدين، وكلمةً لا تنكسر. سلامٌ عليك يوم ولدتَ، ويوم جاهدتَ، ويوم استُشهدتَ، ويوم تبعث حيًّا في ذاكرة الأجيال، وفي صفحات التاريخ الذي لا يعرف النسيان.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
سبعون عامًا على الرحلة الخالدة.. "أرواح في المدينة" تُحيي ذكرى انتقال تمثال رمسيس الثاني إلى قلب القاهرة
في إطار اهتمام وزارة الثقافة بإحياء الذاكرة الوطنية وتسليط الضوء على اللحظات الفارقة في تاريخ مصر الحديث، تُنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام لقاءً جديدًا من سلسلة "أرواح في المدينة"، ضمن مشروع "القاهرة عنواني"، وذلك في السابعة مساء الاثنين 7 يوليو، على المسرح الصغير بالأوبرا، تحت إشراف رشا الفقي.
استعادة لحدث استثنائي في ذاكرة الوطناللقاء يأتي احتفاءً بمرور 70 عامًا على واحدة من أبرز المحطات الرمزية في تاريخ القاهرة المعاصر، وهي انتقال تمثال رمسيس الثاني من موقعه الأصلي في منطقة "ميت رهينة" بالجيزة إلى قلب العاصمة المصرية، في يوليو 1955، بقيادة اللواء عبد اللطيف البغدادي، ليستقر التمثال في ميدان باب الحديد (الذي صار يُعرف لاحقًا باسم ميدان رمسيس)، قبل أن يُنقل لاحقًا إلى البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير.
رمسيس في قلب القاهرة من معلم أثري إلى أيقونة حضريةيسلط اللقاء الضوء على الأبعاد الرمزية والثقافية لهذا الحدث التاريخي، ويُناقش كيف أصبح تمثال رمسيس الثاني مكوِّنًا رئيسيًا من ذاكرة المدينة، ومن معالمها البصرية والثقافية. كما يتطرق إلى التحولات التي صاحبت هذا النقل، ليس فقط في الموقع الجغرافي، بل في وجدان المصريين وتفاعلهم مع التمثال كرمز للحضارة والهوية.
حينما ارتدى أمين الهنيدي زي رمسيسيتناول اللقاء أيضًا تفاصيل الصورة الشهيرة التي التُقطت للفنان الراحل أمين الهنيدي وهو يرتدي زي رمسيس الثاني، في لقطة فنية ساخرة اختزلت روح العصر، وجسدت التفاعل الشعبي والفني مع لحظة تاريخية نادرة، جمعت بين مهابة التمثال وروح الدعابة المصرية، فخلدت في الذاكرة البصرية للمصريين.
مشروع "القاهرة عنواني"جدير بالذكر أن سلسلة "أرواح في المدينة" تأتي ضمن مشروع "القاهرة عنواني"، الذي أطلقه الكاتب الصحفي محمود التميمي برعاية وزارة الثقافة، بالتعاون مع النشاط الثقافي والفكري في دار الأوبرا المصرية.
ويهدف المشروع إلى توثيق الذاكرة الحضرية للمصريين عبر سرديات بصرية وتاريخية تحيي الماضي وتمنحه أبعادًا جديدة في الوعي الوطني.
رحلة تمثال وذاكرة أمةسبعة عقود مضت على الرحلة التي حملت تمثال رمسيس الثاني من أحضان التاريخ إلى صخب المدينة، لكنه ظل رغم التنقل شاهدًا على عبقرية المصري القديم، وذاكرة متجددة تعيد ربط الأجيال الجديدة بجذورها.