تجربة العراقيين مع تغيير الوقائع والحقائق: سوريا انموذجا
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
كتب سامان نوح
شهدتُ خلال 20 عاما سقوط عشرات الصحفيين في حلقات الانتماءات الطائفية، والمصالح الشخصية، والاعلانات مدفوعة الثمن لمن يدفع أكثر، حتى صاروا جزءا من نار تأجيج الصراعات. كما شهدتُ تجارب قناتي "الجزيرة" و"العربية" طوال عقدين، في تغيير الوقائع وتحريف الحقائق وانتقاء جزئيات الأحداث والمتحدثين.
أقول، ان الجزء الأكبر من التقارير الصحفية الواردة من مراسلين من الساحل السوري (وهم حملة كاميرات يرافقون جيوش السلطات القائمة)، لا تمت للعمل الصحفي بصلة، فهي إعلانات وبيانات مدفوعة.
تجربتنا كعراقيين مع تغطيات "الجزيرة" و"العربية"، تؤكد بآلاف الأدلة، انها تقلب الحقائق والوقائع وفق التوجيهات السياسية التي تردها، فالمجاهدون والمقاومون (وفق تصنيفات ذلك الاعلام) طوال سنوات في العراق كانوا في الغالب مجرد إرهابيين مؤدلجين أو مرتزقة وسماسرة حرب.
ما يحدث في سوريا صراع معقد جدا، تتداخل فيه مصالح دول، ومخاوف وتطلعات مكونات، وفيه يتحرك متقلبو الولاءات ممن يريدون ادامة تجارتهم وان كان على حساب تمزق بلد.
الآلاف ممكن كانوا مع نظام بشار الدكتاتوري تحولوا الى خدمة النظام الجديد بعد ان بدلوا ملابسهم وأطالوا لحاهم وغيروا مخرجات ألسنتهم. وآخرون أنزوا لحين، واليوم ربما يشاركون في حراك الطوائف والمكونات الرافضة للنظام الجديد، خاصة ان نظام الأمر الواقع الحالي يصر على استنساخ تجربة بشار وقبله حافظ في ابتداع مسرحيات الحوار الوطني ومجالس الشعب الوهمية والدساتير الرافضة للحقوق والمكبلة للحريات باسم "مصلحة الوطن الجامع".
تجربتنا في العراق تقول، ان ما يحدث في الساحل السوري، هو حلقة صغيرة، من حلقات ستتوالى، ما لم يصحح النظام الجديد من مسار تعاطيه مع الأمور، فإنكار التنوع المكوناتي وضرورات التوازن في الإدارة والحكم، ومحاولة فرض إرادة مكون واحد وترسيخ خطابات طائفية، وتشجيع المتحدثين باسمه على اتهام الآخرين بالخيانة والعمالة والفلول، بل وتشجيع إبادتهم بدعوات تتكرر يوميا بحق الكرد في شمال شرق سوريا، والدروز في جنوبها، والعلويين في الساحل، سيكون نتاجها الطبيعي حلقات من العنف المتوالي في دولة منهارة اقتصاديا واجتماعيا وتحتاج الى سلسلة عمليات انقاذ عاجلة من سياسيين ماهرين لا تجرهم ميولهم الطائفية، وإلا فالقادم أسوأ من السابق الذي راح ضحيته نصف مليون سوري.
والسؤال المهم هنا: هل اللجوء للقوة العسكرية وسياسة التنكيل، هي الحل، أم انها تزيد من الحمى الطائفية بتداعياتها الخطيرة؟!
ثلاث ملاحظات قصيرة:
- من يرى الفيديوهات التي تنشرها الجزيرة والعربية، عن القوات التي تتقدم الى الساحل، لا يحتاج الى عين صحفية ليتحقق، انها لا يمكن ان تكون جيشا أو جهازا أمنيا منضبطا. مقاتلون ينتشرون بشكل فوضوي بعضهم بلحى طويلة ويرفعون شعارات داعشية.
- تنتشر على وسائل التواصل فيديوهات وتسجيلات، تحرض "الجماعات" المتقدمة نحو الساحل، على القتل والإبادة بكل طريقة ممكنة لكن بعد إطفاء الكاميرات.
- اتهام متحدثين عن النظام الجديد، للعراق، وروسيا، وايران، وحزب الله، وحتى "قسد" في الشرق والبعيدة عن الميدان، "بدعم تمرد الساحل السوري"، في غالبه غير منطقي، وهي رسائل تحريض تزيد من خطورة الانزلاق نحو حرب داخلية ليس فيها رابح.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
الواقع القضائي في سوريا وزارة العدل 2025-07-30malekسابق مدير الشؤون السياسية بريف دمشق يلتقي ممثلين عن أبناء الطائفة الشيعية في حي السيدة زينب انظر ايضاً وزارة العدل تناقش واقع العدليات والعمل القضائي في سوريا- فيديودمشق-سانا ناقش وزير العدل السوري الدكتور مظهر الويس مع المحامين العامين ورؤساء العدليات في سوريا
آخر الأخبار 2025-07-29اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين يؤكد تمسكه بوحدة الصف بوجه دعاوى الانفصال عن الاتحاد 2025-07-29وزارة العدل تناقش واقع العدليات والعمل القضائي في سوريا- فيديو 2025-07-29أردوغان: إرهاب إسرائيل يقتل الشعب الفلسطيني بإجرام 2025-07-29تطوير برامج الدراسات العليا ضمن ورشة عمل في جامعة دمشق 2025-07-29بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في أيلول المقبل 2025-07-29مباحثات سورية قطرية في الدوحة لتعزيز التعاون الرقابي 2025-07-2972 لاجئاً سورياً يعودون من لبنان ضمن برنامج الأمم المتحدة للعودة الطوعية 2025-07-29الصحة تبحث مع هيئة التخطيط والإحصاء سبل تعزيز التعاون المشترك 2025-07-29التربية السورية تستعد لإطلاق حملة إعلامية توعوية حول العودة إلى المدارس بالتعاون مع اليونيسيف 2025-07-2915 شركة محلية وعربية وأجنبية ترغب بالاستثمار في مجال الإسمنت في سوريا
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |