البطولة.. الجيش الملكي يرتقي إلى الوصافة عقب انتصاره على نهضة الزمامرة اتحاد طنجة يعود بنقطة من فاس
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
ارتقب الجيش الملكي إلى الوصافة مؤقتا، عقب انتصاره بهدفين لهدف على نهضة الزمامرة، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية ملعب أحمد شكري بالزمامرة، لحساب الجولة 24 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
ودخل الفريقان المباراة في جولتها الأولى بعزيمة افتتاح التهديف مبكرا، لتسيير اللقاء بالطريقة التي يريدانها، في لقاء عرف غياب جماهير الفريقين لأسباب أمنية وتنظيمية، علما أن نهضة الزمامرة قام بالانفصال عن مدربه محمد أمين بنهاشم، بالتراضي، قبل يومين من موعد هذا اللقاء، حيث يبحث الطرفان معا عن الانتصار، للارتقاء إلى الوصافة مؤقتا، إلى حين خوض الوداد الرياضي مباراته أمام الفتح الرياضي، غدا الأحد.
وعمل الحارسان مروان فخر، وحمزة حمياني، على إبقاء شباكهما نظيفة، من خلال التصديات التي قاما بها معا، حيث كانا سدا منيعا لكل المحاولات، ناهيك عن تسرع اللاعبين في بعض الفرص التي أتيحت لهم، سواء أثناء التسديد أو التمرير، بعد الوصول لمربع العمليات أو الاقتراب منه، وفي الوقت الذي كانت الجولة الأولى تتجه للنهاية، تمكن الجيش الملكي من افتتاح التهديف عن طريق اللاعب أحمد حمودان، منهيا به الشوط الأول بتقدم فريقه بهدف نظيف.
وتمكن الجيش الملكي من إضافة الهدف الثاني خلال أطوار الجولة الثانية، عن طريق اللاعب محمد كامارا في الدقيقة 51 بالخطأ في مرماه، معقدا من مأمورية فريقه في العودة، حيث أصبح مطالبا بتقليص الفارق، ومن ثم محاولة إدراك التعادل للخروج بأقل الأضرار، عن طريق كسب نقطة واحدة عوض خسارة النقاط الثلاث كاملة، في الوقت الذي استمر العساكر في مناوراتهم على أمل إضافة أهدافا أخرى.
وقلص نهضة الزمامرة الفارق في الدقيقة 84 عن طريق اللاعب وليد صابر من ضربة جزاء، معيدا فريقه في اللقاء، على أمل إحراز التعادل، فيما استمر الجيش الملكي في نهجه الاندفاعي بحثا عن الثالث، إلا أن قلة تركيز لاعبيه في اللمسة الأخيرة حال دون تحقيق المراد، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار العساكر بهدفين لهدف، علما أن نهضة الزمامرة أكمل الوقت بدل الضائع بعشرة لاعبين، بعد طرد لاعبه أشرف مرزاق.
ورفع الجيش الملكي رصيده إلى 42 نقطة في وصافة البطولة الاحترافية، على بعد 14 نقطة عن المتصدر نهضة بركان، ومبتعدا بنقطة واحدة عن أقرب ملاحقيه الوداد الرياضي الثالث، فيما تجمد رصيد نهضة الزمامرة عند النقطة 40 في الصف الرابع، علما أن الترتيب يبقى مؤقتا إلى حين إجراء جميع مباريات الجولة 24.
وفي مباراة أخرى جرت في التوقيت ذاته، على أرضية ملعب الحسن الثاني بفاس، لحساب الجولة 24 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول، تمكن فارس البوغاز من العودة بنقطة إلى طنجة، عقب التعادل بهدف لمثله مع المغرب الفاسي.
وافتتح المغرب الفاسي التهديف منذ الدقيقة 15 عن طريق اللاعب زكرياء فاتي، واضعا فريقه في المقدمة، ومبعثرا أوراق هلال الطير ولاعبيه، الذين كانوا يودون افتتاح التهديف مبكرا، خصوصا وأنهم يسعون إلى الهروب من المراكز المؤدية للقسم الاحترافي الثاني، مع تجنب خوض إحدى مباراتي السد.
وحاول فارس البوغاز إدراك التعادل من خلال المحاولات التي أتيحت له، إلا أن الإخفاق كان العنوان الأبرز لكل فرصه، نتيجة غياب النجاعة الهحومية، ناهيك عن التصديات الجيدة للحارس صلاح الدين شهاب، في الوقت الذي حافظ المغرب الفاسي على مناوراته بحثا عن الهدف الثاني، دون أن يتمكن من تحقيق مبتغاه، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم رفاق حميد أحداد بهدف نظيف.
واستطاع اتحاد طنجة إدراك التعادل خلال أطوار الجولة الثانية، عن طريق اللاعب هيثم البهجة في الدقيقة 50، معيدا المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث مجددا كل فريق عن هدف الانتصار، حيث حاولا معا الوصول إلى شباك بعضهما البعض من خلال المحاولات التي أتيحت لهما، إلا أن غياب النجاعة الهجومية، وقلة تركيز لاعبيهما، حال دون تحقيق المراد، لتنتهي بذلك المباراة بالتعادل الإيجابي هدف لمثله.
واقتسم الفريقان نقاط المباراة فيما بينهما، بنقطة لكل واحد منهما، حيث رفع المغرب الفاسي رصيده إلى 38 نقطة في المركز السادس، فيما وصل رصيد اتحاد طنجة إلى 30 نقطة في الصف 11، بنفس عدد نقاط النادي المكناسي المتواجد في الرتبة 12، والاتحاد الرياضي التوركي العاشر، علما أن الترتيب يبقى مؤقتا إلى حين إجراء جميع مباريات الجولة 24.
كلمات دلالية اتحاد طنجة البطولة الاحترافية الجيش الملكي المغرب الفاسي نهضة الزمامرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: اتحاد طنجة البطولة الاحترافية الجيش الملكي المغرب الفاسي نهضة الزمامرة البطولة الاحترافیة عن طریق اللاعب نهضة الزمامرة المغرب الفاسی الجیش الملکی اتحاد طنجة الجولة 24 علما أن
إقرأ أيضاً:
نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي
إن الإرهاب أصبح بكياناته المتغيرة وشبكاته العابرة للحدود، تحديًا وجوديًا يهدد الأمن والسلم الدوليين. ورغم تباين مصادر التهديد، إلا أنَّ الدول الكبرى والمتضررة طورت استراتيجيات مختلفة لمكافحته. في هذا السياق، تبرز الضربات الاستباقية كعنصر حاسم يهدف إلى شل قدرة التنظيمات الإرهابية قبل تنفيذ مخططاتها. سيسعى هذا المقال لمقارنة نماذج مكافحة الإرهاب في أربع دول محورية - الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا/أوروبا، المملكة العربية السعودية، ومصر - مع التركيز على تبني كل منها لمفهوم الاستباقية، والتعامل القانوني الذي يلي هذه الضربات، وما بعد الإجراءات القضائية من آثار على العناصر الإرهابية، مستعرضين التحديات والدروس المستفادة.
1. النموذج الأمريكي: عقيدة "الضربات الوقائية" و"الحرب على الإرهاب"
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تحولت الاستراتيجية الأمريكية نحو تبني عقيدة "الضربات الوقائية" لتدمير القدرات الإرهابية في منشأها. اعتمدت الولايات المتحدة بشكل مكثف على القوة العسكرية بعمليات واسعة النطاق في أفغانستان والعراق، وعمليات القوات الخاصة، وهجمات الطائرات بدون طيار لاستهداف قيادات التنظيمات مثل القاعدة وداعش في مناطق مثل اليمن والصومال. هذه الضربات، المدعومة بعمل استخباراتي مكثف، أثارت جدلاً حول سيادتها وقانونيتها وأثرها على المدنيين.
قانونياً، استندت الولايات المتحدة إلى "قانون تفويض استخدام القوة العسكرية" لعام 2001. أما التعامل مع الأسرى في معتقلات مثل غوانتانامو، فقد أثار انتقادات حقوقية وقانونية دولية واسعة لكونها خارج نطاق المحاكم التقليدية، بعد الإجراءات القضائية، ركز النموذج الأمريكي على "التحييد" (قتل أو سجن طويل الأمد) للعناصر المصنفة كـ"عدو مقاتل" بدلاً من إعادة التأهيل الفكري، مما واجه تحديات في منع عودة التطرف أو ظهور أجيال جديدة من الإرهابيين.
2. النموذج الفرنسي/الأوروبي: من الاستجابة الداخلية إلى المواجهة الخارجية
واجهت أوروبا تحديات الإرهاب الناتج عن التطرف الداخلي وعودة المقاتلين من مناطق الصراع. تطورت استراتيجيتها لتشمل بعداً استباقياً. تعتمد الدول الأوروبية على العمل الاستخباراتي الدقيق داخل أراضيها لمراقبة الخلايا النائمة، وشهدت قوانين مكافحة الإرهاب تشديداً كبيراً يشمل صلاحيات واسعة للاحتجاز الوقائي، خارجياً، شاركت دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة في عمليات عسكرية استباقية في مالي وسوريا والعراق، بهدف استهداف معسكرات التدريب وقيادات التنظيمات تحت مظلة تحالفات دولية.
قانونياً، تعتمد على القوانين الجنائية الصارمة التي تجرم التخطيط والانضمام والتحريض، مع التركيز على المحاكمات العادلة. بعد الإجراءات القضائية، تُولى أوروبا اهتماماً لبرامج "اجتثاث التطرف" وإعادة التأهيل. غير أن هذه البرامج تواجه تحديات مثل ارتفاع معدلات الانتكاس وصعوبة قياس فعاليتها، وضغط أعداد المقاتلين العائدين.
3. النموذج السعودي: استراتيجية شاملة من المواجهة الأمنية إلى المعالجة الفكرية
برزت المملكة العربية السعودية كنموذج رائد بعد سلسلة هجمات مطلع الألفية. لم تقتصر استراتيجيتها على المواجهة الأمنية والعسكرية، بل توسعت لتشمل بعداً فكرياً واقتصادياً، اعتمدت السعودية على العمليات الاستخباراتية الدقيقة والسرعة والحسم في الضربات الاستباقية، مُسفرةً عن إحباط عدد كبير من المخططات وتفكيك الشبكات الإرهابية، وشاركت في جهود دولية لمكافحة الإرهاب العابر للحدود.
قانونياً، تُطبق قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب وتمويله، وتُركز على تجريم كافة أشكال الدعم للإرهاب، مع محاكمات تتميز بالحسم. بعد الإجراءات القضائية، تُعد السعودية رائدة عالمياً في تطبيق برامج "المناصحة" الفكرية، والتي تستهدف السجناء المتورطين بهدف تصحيح المفاهيم وإعادة التأهيل والدمج الاجتماعي. رغم نجاحها، تواجه هذه البرامج تحديات تتعلق بنسبة الانتكاس وصعوبة التأثير على المتشددين.
4. النموذج المصري: استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لمواجهة التحديات
تُعد التجربة المصرية فريدة ومعقدة، نظراً لطبيعة التهديدات المتنوعة. طورت مصر استراتيجية شاملة تجمع بين المواجهة الأمنية والعسكرية الحازمة، والتجديد الفكري، والتعاون الإقليمي، مع التركيز على الضربات الاستباقية كعنصر حاسم. تعتمد مصر على قوة عسكرية وأمنية هائلة وقدرات استخباراتية عالية لتحديد الخلايا وتدميرها بعمليات واسعة النطاق (مثل "سيناء 2018")، يمتد المفهوم الاستباقي ليشمل العمق الاستراتيجي، حيث تعمل "أجهزة الظل" المصرية على القضاء على التهديدات في أماكنها الأصلية خارج الحدود لمنع وصولها.
قانونياً، تُطبق مصر قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب، وتشمل أحكاماً مشددة ضد مرتكبي الجرائم والمحرضين والممولين، مع سرعة البت في القضايا أمام المحاكم المختصة. بعد الإجراءات القضائية، تزيد الجهود لمكافحة التطرف الفكري من خلال مؤسسات دينية وعلمية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء لنشر الخطاب المعتدل، كما تُسعى الدولة لتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية عبر مشروعات التنمية لمنع استقطاب الشباب.
5. تحديات مشتركة ودروس مستفادة: الطبيعة المتغيرة للإرهاب، تحدي "الذئاب المنفردة" والمقاتلين العائدين، والموازنة بين الأمن والحريات. تبرز دروس قيمة: أهمية البعد الفكري والثقافي لمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وضرورة التعاون الدولي الفعال في تبادل المعلومات وتنسيق العمليات، وضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب كالحرمان واليأس.
والختام لا نملك الا قولا و رأيا واحدا: إنَّ استعراض نماذج مكافحة الإرهاب يُظهر أنَّ الضربات الاستباقية تمثل ركيزة أساسية، لكن فعاليتها لا تكتمل إلا بأطر قانونية واضحة وبرامج لمعالجة الفكر وتأهيل الأفراد.
لقد تغيرت قواعد اللعبة الإقليمية والدولية بفعل تعقيدات الإرهاب. وفي هذا السباق المحتدم، تتجلى التجربة المصرية كنموذج فريد يقدم دروساً قيمة، نجحت القاهرة في بناء استراتيجية متكاملة ومتوازنة، تجمع بين الضربات الاستباقية الحاسمة التي تقتلع الإرهاب من جذوره في عقر داره بفضل يقظة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية وعملياتها الدقيقة في الداخل والخارج، وبين المعركة الفكرية المستمرة لتجديد الخطاب الديني، وصولاً إلى مشاريع التنمية الشاملة التي تُحارب اليأس.
هذه الشمولية، المدعومة بتضحيات جسيمة لأبطال مصر المخلصين، تبرهن على فهم عميق لتعقيدات الظاهرة الإرهابية وقدرة فائقة على التكيف مع تحدياتها المتغيرة، إنَّ النصر على الإرهاب لا يأتي إلا من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة، تتطلب يقظة دائمة، وتكيّفاً مستمراً، وإيماناً بأنَّ مستقبل المنطقة سيُكتب بأيدي أبنائها المخلصين، الذين يعملون في العلن والخفاء، وليس بأيدي دعاة الكراهية والدمار.