10 مارس، 2025

بغداد/المسلة: رغم مرور أشهر على الانتخابات، لا تزال القوى السياسية في إقليم كردستان العراق عاجزة عن التوصل إلى اتفاق نهائي لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط خلافات عميقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني.

الخلاف الأساسي يدور حول صياغة مسودة البرنامج الحكومي وآلية توزيع المناصب التنفيذية، إذ لم يحقق أي من الحزبين الكبيرين الأغلبية البرلمانية التي تتيح له تشكيل الحكومة منفردًا.

معادلة “النصف زائداً واحداً”، التي تحتاج إلى 51 مقعدًا من أصل 100، جعلت التوافق بين الحزبين أمرًا حتميًا، لكنه لا يزال بعيد المنال بسبب تضارب المصالح.

يرى المراقبون أن الأزمة لا تتعلق فقط بتقاسم السلطة، بل بغياب الثقة بين الطرفين، وهو ما ظهر جليًا في المفاوضات الأخيرة، حيث يصر الاتحاد الوطني على الاحتفاظ بإحدى الرئاسات الثلاث (رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء)، وهو مطلب يرفضه الحزب الديمقراطي الذي يسعى للاستحواذ على هذه المناصب مقابل منح الاتحاد الوطني مناصب وزارية أخرى.

الجمود السياسي في الإقليم يأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات متفاقمة، أبرزها تأخر الرواتب وارتفاع معدلات الفقر. تشير تقارير رسمية إلى أن آلاف الشباب يهاجرون سنويًا بحثًا عن فرص أفضل، في ظل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي.

في هذا السياق، يرى المحللون أن الخلافات بين الأحزاب الكردية لم تعد محصورة في حسابات سياسية داخلية، بل أصبحت تهدد الاستقرار الإداري والاقتصادي للإقليم. ومع استمرار التنازع على المناصب، يتزايد استياء الشارع الكردي، الذي بات يرى في الديمقراطية تجربة لم تحقق الاستقرار، بل حولت الإقليم إلى ساحة صراعات مستمرة.

وفي ظل تعثر المفاوضات، تبقى السيناريوهات مفتوحة. بعض الأصوات داخل الإقليم تدعو إلى تشكيل حكومة توافقية تضمن تمثيلًا عادلًا للجميع، فيما يطرح آخرون خيار العودة إلى صناديق الاقتراع كحل أخير، رغم أن ذلك قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تركيا.. وفد الحزب الكردي يتوجه للقاء أوجلان للمرة السابعة

أنقرة (زمان التركية) – توجه وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي إلى سجن إمرالي المشدد، للقاء زعيم تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان.

وضم وفد الحزب كلا من برفين بولدان ومدحت سنجار وفائق أوزجور أرول، ولم يتم الكشف عن أجندة الزيارة وما سيتم مناقشته خلالها.

وكانت لجنة برلمانية من نواب حزب العدالة والتنمية والحركة القومية وحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب توجهت في الرابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى إمرالي للقاء أوجلان.

وأفادت رئاسة البرلمان التركي في بيانها أن اللقاء أسفر عن نتائج مهمة لتقدم العملية بشكل إيجابي من المنظور الإقليمي وتعزيز الأخوة والوحدة المجتمعية. ووصف البيان الخطوة بالحملة متقدمة لعملية إكساب تركيا الديمقراطية وإنشاء مجتمع ديمقراطية.

جدير بالذكر أن الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي شهد آخر زيارة لوفد الحزب الكردي إلى أوجلان.

 

Tags: إمراليتنظيم العمال الكردستانيحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبعبد الله أوجلان

مقالات مشابهة

  • كورمور.. حقل يفجّر سؤال العائدات .. الموارد المشتركة في مساحة الغموض السياسي
  • تركيا.. وفد الحزب الكردي يتوجه للقاء أوجلان للمرة السابعة
  • كردستان… عام بلا برلمان كامل وصراع المناصب يهيمن على الإقليم
  • صمتٌ مريب… وازدواجية فاضحة: ما الذي يجري في أربيل؟
  • تكالة يبحث مع تيته خارطة الحل السياسي في ليبيا
  • مسارات التصفية الهادئة للأسماء.. ونواب الرئيس يعودون إلى طاولة المساومات
  • مستشار أردوغان يحذر الحزب الكردي
  • تكتل الأحزاب الوطني: مناطق الشرعية تسير نحو الأسوأ وما يجري في حضرموت تحول خطير
  • مصرع 7 أشخاص على الأقل في هجوم مسلح داخل حانة بوسط المكسيك
  • «فتح»: الإخوان تسببوا في انقسام فلسطين وتفجير صراعات داخلية منذ 2007