الشارع الكردي .. صراعات الأحزاب لا تعبأ لأزمات المعيشة
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
10 مارس، 2025
بغداد/المسلة: رغم مرور أشهر على الانتخابات، لا تزال القوى السياسية في إقليم كردستان العراق عاجزة عن التوصل إلى اتفاق نهائي لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط خلافات عميقة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني.
الخلاف الأساسي يدور حول صياغة مسودة البرنامج الحكومي وآلية توزيع المناصب التنفيذية، إذ لم يحقق أي من الحزبين الكبيرين الأغلبية البرلمانية التي تتيح له تشكيل الحكومة منفردًا.
يرى المراقبون أن الأزمة لا تتعلق فقط بتقاسم السلطة، بل بغياب الثقة بين الطرفين، وهو ما ظهر جليًا في المفاوضات الأخيرة، حيث يصر الاتحاد الوطني على الاحتفاظ بإحدى الرئاسات الثلاث (رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء)، وهو مطلب يرفضه الحزب الديمقراطي الذي يسعى للاستحواذ على هذه المناصب مقابل منح الاتحاد الوطني مناصب وزارية أخرى.
الجمود السياسي في الإقليم يأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات متفاقمة، أبرزها تأخر الرواتب وارتفاع معدلات الفقر. تشير تقارير رسمية إلى أن آلاف الشباب يهاجرون سنويًا بحثًا عن فرص أفضل، في ظل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي.
في هذا السياق، يرى المحللون أن الخلافات بين الأحزاب الكردية لم تعد محصورة في حسابات سياسية داخلية، بل أصبحت تهدد الاستقرار الإداري والاقتصادي للإقليم. ومع استمرار التنازع على المناصب، يتزايد استياء الشارع الكردي، الذي بات يرى في الديمقراطية تجربة لم تحقق الاستقرار، بل حولت الإقليم إلى ساحة صراعات مستمرة.
وفي ظل تعثر المفاوضات، تبقى السيناريوهات مفتوحة. بعض الأصوات داخل الإقليم تدعو إلى تشكيل حكومة توافقية تضمن تمثيلًا عادلًا للجميع، فيما يطرح آخرون خيار العودة إلى صناديق الاقتراع كحل أخير، رغم أن ذلك قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي:رواتب موظفي الإقليم في خطر لعدم التزام حكومة البارزاني بالإتفاق مع بغداد
آخر تحديث: 27 يوليوز 2025 - 12:50 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- حذّر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي،الاحد، من أن رواتب موظفي الإقليم “أصبحت مهددة فعليًا”، نتيجة عدم قدرة الإقليم على الوفاء بالتزاماته المالية تجاه بغداد.وقال المرسومي في منشور على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، إن “الحزبين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد الوطني، يواجهان صعوبة في تسليم مبلغ 120 مليار دينار شهريًا، رغم الاتفاق المسبق مع الحكومة الاتحادية”.وأشار إلى أن “الاتفاق ينص على أن بعد صرف رواتب شهر أيار (الخامس)، ونشر جدول توزيعها من قبل وزارة مالية الإقليم، فإن التساؤل الجاد لدى المواطنين الآن: متى سيتم تسليم رواتب الشهرين السادس والسابع؟”، مبينًا أن “العجز في السداد قد يُعيد الملف إلى دائرة التعطيل السياسي”.ويأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه ملف الرواتب الكردية توترًا مزمنًا بين أربيل وبغداد، بسبب تباين الرؤى حول ملفي المنافذ والنفط، وسط مطالبات بإنهاء “سياسة ليّ الأذرع” بين الطرفين، واعتماد آليات شفافة وثابتة تضمن استمرار دفع الرواتب بعيدًا عن النزاعات السياسية.وتُعد الأشهر المقبلة اختبارًا حاسمًا لمدى قدرة الطرفين على الالتزام ببنود الاتفاق، وتجنّب الدخول في أزمة جديدة عنوانها: “الرواتب مقابل الإيرادات”.