فن القَط العسيري.. رؤية عصرية عبر التجريد الهندسي
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةمحافظاً على هوية منطقة عسير التي نشأ بها، يمزج التشكيلي السعودي عصام عسيري بين تراث بلاده وأسلوب السوبرماتية المعتمد على التجريد الهندسي، ويظهر المزيج في أحدث لوحاته.
وكان عسيري من أوائل التشكيليين السعوديين الذين ينقلون فن الزخارف العسيرية للوحة التشكيلية برؤية عصرية، وطبّق ذلك في لوحاته منذ عام 2004، كما فعل الجيل السابق بتوظيف عناصر العمارة النجدية والحجازية الغربية في أعمالهم التشكيلية.
يقول عسيري إن اهتمامه بالفن التجريدي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي عندما كان طالباً في قسم التربية الفنية بجامعة أم القرى، حيث اطّلع على الاتجاه التجريدي، وتعرف على الـ «دي ستايل» وهو نوع من التجريد الهندسي.
وعن تاريخ السوبرماتية، أوضح أنه في بداية القرن العشرين وبعد نهاية الحرب الأولى، تم تنظير التجريدية من روادها ككاندنسكي وبيت موندريان وجوزيف البرز وغيرهم، ومنهم تأسست الباوهاوس الألمانية وظهرت السوبرماتية أو التفوقية، والتي تركز على الأشكال الهندسية الأساسية كالمثلث والمربع والدائرة.
وقال عصام عسيري لـ«الاتحاد»، إن تلك المدرسة تستخدم الألوان الأصلية الأصفر والأحمر والأزرق مع الأسود والأبيض كحاديين، ويلتقي هذا الفكر مع التراث البصري في منطقتي عسير جنوب الحجاز، وهو فن شعبي فطري لتزيين السطوح والحيطان، ويسمى فن القَط العسيري، وهو قديم جداً غير معلوم تاريخ نشأته، لكنه منذ قرون عديدة.
التقاء اللونين الفنيين واعتمادهما على التجريد، دفع الفنان لمحاولة إحياء فن القط العسيري وتطويره، بدمجه مع حركات فنية معاصرة مثل السوبرماتية والباوهاوس وعموم التجريد الهندسي، وتنفيذ ذلك الدمج في أعمال فنية منفصلة.
وعن فنون منطقته يذكر:«أكثر ما يعجبني في المنطقة الجنوبية هو صفاء التراث وصدق الهوية، ففن الزخرفة العسيري فن أصيل يُبدع فيه أهل المنطقة بأنفسهم، ويتوارثون تقاليده وأساليبه عبر الأجيال».
ويرى التشكيلي السعودي أن الأعمال الشبابية الحالية متأثرة بالصور المنتشرة في السوشال ميديا وتطبيقات التصميم المختلفة، منهم من يمارس الفن دون دراسة واطلاع وقراءة، لذا نجد تشابهاً كبيراً في إنتاج فناني اليوم، لدرجة يصعب أن تجد الفرادة والخصوصية لديهم، ومع ذلك تبهرني تجارب أصيلة يبتكرها فنانون جادون يمارسون الفن بوعي ورؤية جديدة للصورة وحياتها في ثقافة اليوم. خلال مسيرته، أبدع عسيري أكثر من 600 لوحة وشارك في 16 معرضاً فنياً، وحصد حوالي 150 جائزة وتكريماً، نظير مساهماته في المجال التشكيلي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفن التشكيلي
إقرأ أيضاً:
أمهات مصر: رؤية وزير التعليم حول البكالوريا المصرية منطقية وجيدة
قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، إن فلسفة ورؤية وزارة التربية والتعليم حول مشروع شهادة البكالوريا المصرية، والتي عرضها الوزير محمد عبد اللطيف، أمام الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الإثنين، كانت منطقية وواقعية وجيدة.
وأضافت عبير أحمد، في تصريحات صحفية: الوزير أوضح أن نظام الثانوية العامة الحالي القائم علي امتحان الفرصة الواحدة نظامًا قاسيًا، هذه حقيقة ونظام أدي لظلم العديد من الطلاب الذين لم يستطيعوا التعويض في الثانوية العامة، مضيفة: «في أوقات كثيرة يتعرض الطالب قبل انطلاق الامتحانات مباشرة لظروف أسرية أو صحية أو غيرها تجعله لا يكون في كامل تركيزه، ويحصل علي درجة ضعيفة تحرمه من الكليات التي يرغب في الالتحاق بها ولا يستطيع التعويض بسبب نظام الثانوية العامة الحالي».
وتابعت: «أري والكثير معي أن نظام البكالوريا المصرية المقترح سيكون أفضل بكثير من النظام الحالي للثانوية العامة، ونحن مع أي تطوير وتحديث يواكب العصر الحالي والمستقبل».
وحول تخوفات البعض من زيادة الدروس الخصوصية والأعباء علي الأسر المصرية من النظام الجديد، قالت عبير أحمد، إن أولياء الأمور يعطون أبناءهم دروسا خصوصية بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، لافتة إلى أن الدروس الخصوصية ليست مرتبطة بمرحلة الثانوية العامة أو أي مرحلة بنسبة كبيرة، ولكن هي حرص من ولي الأمر علي تعليم أبنائهم والاهتمام بهم، وتعويضهم عما لم تستطع المدرسة تقديمه لأبنائهم من شرح وفهم بنسبة كبيرة.
وأردفت: «بالتالي، الغش في الثانوية العامة والدروس الخصوصية، هي قضية مسؤول عنها الجميع: الوزارة والمديريات وإدارات المدارس وأولياء الأمور.
واختتمت: «إذا استطاعت الوزارة فرض سيطرتها بشكل كامل علي لجان الامتحانات والحفاظ على تكافؤ الفرص، وقيام المدرسة بدورها من شرح وفهم، وحرص أولياء الأمور على تعليم أبنائهم منذ الصغر بأن الغش حرام ولابد أن يعتمدوا علي أنفسهم، وقتها لن تكون هناك أي مشكلة».