نشرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية تقريرًا حول تحول المشهد الجيوسياسي بسرعة مذهلة، مع اهتزاز التحالفات الأطلسية التقليدية؛ حيث بدأ المحور الاستبدادي الذي يضم الصين وروسيا وإيران تمارينه العسكرية السنوية. وللسنة الخامسة على التوالي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن هذه المناورات بين الصينيين والروس والإيرانيين تتزامن مع ماراثون دبلوماسي في الشرق الأوسط في بداية هذا الأسبوع: حيث ستلتقي وفود من الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة بالسعودية، بينما يواصل الجيش الروسي الضغط العسكري على كييف بعد تقدمه الأخير في منطقة كورسك.

كما ستكون واشنطن حاضرة في طاولة مفاوضات في الدوحة لمناقشة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.



وأشارت الصحيفة، إلى أنه من بكين يواصل القادة الصينيون عقد مؤتمرهم السياسي السنوي، كما حرصوا على تقديم القوة العظمى الآسيوية كمدافع رئيسي عن الاستقرار العالمي. وفي هذا السياق، أرسلت الصين إلى خليج عمان مدمرة صواريخ موجهة من طراز 052D وسفينة إمداد شاملة من طراز 903، وهما السفينتان اللتان شاركتا في شباط/ فبراير الماضي في مناورة بحرية أخرى مع البحرية الباكستانية.

وذكرت الصحيفة أن بيانًا صادرًا عن جيش التحرير الشعبي الصيني أوضح أن "تمرين حزام الأمان 2025 سيشمل تدريبات على مهاجمة الأهداف البحرية، والسيطرة على الأضرار، بالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ المشتركة".

من جانبه، قال سونغ تشونغبينغ، المحلل العسكري في بكين، إن "التمرين سيجري في نقطة إستراتيجية حساسة بين مضيق هرمز والمحيط الهندي، ما يجعله طريقًا محوريًا لنقل الطاقة". وفي أوائل آذار/ مارس، أجرت سفن من أسطول البحرية الروسية في المحيط الهادئ، بما في ذلك فرقاطتان، تدريبات بالذخيرة الحية في الجزء الشرقي من المحيط الهندي.

وأوضحت الصحيفة أن هذه المناورات، خصوصًا عند النظر إليها في سياق الاضطرابات العالمية الراهنة، تكشف مجددًا عن عمق العلاقة بين الصين وروسيا وإيران، لا سيما في ظل توجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نحو موسكو وتوتر علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، الذي دخل في سباق غير مسبوق لإعادة التسلح.

ولطالما دعمت الصين اقتصاد إيران المتضرر من العقوبات الدولية، عبر شراء النفط الإيراني بخصومات تصل إلى 25 بالمئة. كما قدمت حكومة شي جين بينغ مساعدات اقتصادية مماثلة لروسيا، حيث اشترت النفط من الأورال بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. من جانبها، زودت طهران موسكو، خلال أكثر من ثلاث سنوات من الحرب، بأسلحة متنوعة، من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

وقالت الصحيفة إن السلطات الإيرانية أكدت، قبل أيام، صحة المعلومات التي نشرتها عدة وسائل إعلام غربية بشأن مناقشة الولايات المتحدة وروسيا للبرنامج النووي الإيراني، وذلك عقب تقاربهما في القمة التي عُقدت في شباط/ فبراير بالسعودية. وبعد الاجتماع بين ممثلي واشنطن وموسكو، زار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إيران، ثم توجه إلى بكين الأسبوع الماضي. من جانبه، أكد متحدث باسم الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين عرض التوسط بين طهران وواشنطن في المحادثات المتعلقة بالأسلحة النووية.

وفي سياق متصل؛ قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة صعّدت، يوم الأحد، من ضغوطها على إيران بإنهاء إعفاء من العقوبات كان يسمح للعراق بشراء الكهرباء من طهران. وكانت واشنطن قد منحت هذا الإعفاء عام 2018، بعد أن أعاد الرئيس السابق دونالد ترامب فرض العقوبات على إيران عقب انسحابه من الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه خلال إدارة باراك أوباما. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية: "تم اتخاذ قرار عدم تجديد الإعفاء لضمان عدم حصول إيران على أي درجة من التخفيف الاقتصادي أو المالي."



ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب صرّح، الأسبوع الماضي، لقناة "فوكس نيوز" بأنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قال فيها: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا أو من خلال إبرام صفقة. أنا أفضل إبرام صفقة، لأنني لا أسعى إلى الإضرار بإيران".

وبالتزامن مع المناورات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا وإيران في خليج عمان، التي ستستمر حتى يوم الخميس، انتقلت التحركات العسكرية، يوم الاثنين، إلى المحيط الهادئ، حيث بدأ الجيش الأمريكي ونظيره الكوري الجنوبي مناوراتهما السنوية، التي تركز بشكل خاص على تعزيز الجاهزية المشتركة لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الصين المناورات إيران إيران الصين روسيا مناورات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

يعيد إنتاج الإنسولين.. علاج جديد للسكري يظهر نتائج واعدة

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بنسلفانيا نتائج واعدة لعلاج تجريبي يستخدم الخلايا الجذعية لاستعادة إنتاج الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الأول، ما قد يغنيهم مستقبلا عن الحاجة للعلاج بالأنسولين.

ووفقا لصحيفة "فيلادلفيا إنكوايرر"، فقد استعاد 10 من أصل 12 مريضا القدرة على إنتاج الأنسولين بعد تلقي علاج "زيميسليسيل" الذي تطوره شركة فيرتكس للأدوية.

وأشارت نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن"، إلى أن أجسام المرضى أصبحت قادرة على تنظيم مستويات السكر دون تدخل خارجي.

يعتمد العلاج على استخدام خلايا جذعية تتم برمجتها لتتحول إلى خلايا جزر بنكرياسية، قادرة على إفراز الأنسولين وهرمونات أخرى، ويتم حقن هذه الخلايا في الجسم حيث تتجه إلى الكبد وتبدأ بالعمل.

وتكمن المشكلة في أن المرضى يحتاجون لعلاج مثبط للمناعة طوال حياتهم لضمان عدم تدمير أجسادهم للخلايا الجديدة مثلما حدث مع الخلايا القديمة.

مع ذلك، لا يعالج هذا النهج السبب المناعي للمرض، ما يعني أن المرضى سيحتاجون إلى أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، وهو ما قد يزيد من خطر العدوى ويؤدي إلى آثار جانبية محتملة.

ومرض السكري من النوع الأول هي الحالة التي يتوقف فيها عضو البنكرياس عن إنتاج الإنسولين، ولا يوجد علاج لهذا المرض، ويمكن للمرضى التحكم في الأعراض من خلال حقن الإنسولين.

لم يتعرض أي من المشاركين في الدراسة لنوبات انخفاض حاد في سكر الدم خلال 90 يوما من تلقي العلاج، وبعد عام، استغنى 10 منهم عن الأنسولين، بينما احتاج اثنان إلى جرعات صغيرة فقط.

العلاج لا يزال في مراحله التجريبية، ومن المتوقع أن تبدأ شركة فيرتكس المرحلة التالية من التجارب السريرية قريبا، بما يشمل مرضى خضعوا لزراعة كلى ويتناولون بالفعل مثبطات مناعة.

وإذا أثبت العلاج فعاليته وأمانه على نطاق أوسع، فقد يحصل على الموافقة التنظيمية بحلول عام 2026.

مقالات مشابهة

  • المقاطع المفبركة لتسونامي يضرب سواحل اليابان وروسيا وجزيرة هاواي
  • محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
  • مستقبل وطن: حجم التحديات يظهر بطولية الرئيس.. ونجاحنا بزيادة المشاركة في الانتخابات
  • بحث التعاون الصحي بين لبنان وروسيا
  • «الشارقة مراعية للسن» يعرّف بآليات تمكين كبار المواطنين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • استطلاع بريطاني: تعاطف متزايد مع فلسطين وقلق من الهجرة وقوة الصين وروسيا
  • يعيد إنتاج الإنسولين.. علاج جديد للسكري يظهر نتائج واعدة
  • رغم إطلاق النار.. مئات الغزيين يخاطرون بحياتهم للحصول على المساعدات عبر محور «زكيم»
  • تعزيز الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة محور لقاء الرئيس تبون وبولوس