بقلم ـ أنس عبدالرزاق

لا يعلن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مهلةً وحسب.. بل يُحرِّكُ ساعةَ التاريخ! أربعة أَيَّـام تفصلُ بين اختبار ضمير العالم، وزلزالٍ بحريٍّ قد يُعيدُ رسمَ خريطة الصراع.

خطابه ليس كلماتٍ تُلقى، بل معادلةٌ سياسيةٌ..

فمَنْ يقرأ بين السطور يجدُ أنَّ السيدَ عبدالملك بدر الدين الحوثي يُحوِّلُ معابرَ غزةَ إلى ممراتٍ لهُويَّتهِ الإقليمية الجديدة!

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

. الاسمُ هنا درعٌ ضدَّ التهميش الإقليمي، وقذيفةٌ تُعيدُ تعريفَ مَنْ هو ‘الفاعلُ’ في الملف الفلسطيني. إنه يكتبُ -بثأره لدمِ غزةَ وجوعها- سطورَ هُويَّتهِ كزعيمٍ عربيٍّ لا يخضعُ لشروط اللُّعبة الدولية.

الأربعة أَيَّـام ليست رقمًا اعتباطيًّا، بل هي مِقياسٌ دقيقٌ لمدى استعداد الغرب لدفع ثمنِ صمتهِ على حصار غزة.

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يَعرفُ أنَّ المهلة القصيرة تُفجِّرُ تناقضاتِ الوسطاء:

فإما أن يُنقِذوا وَهْمَ ‘السلام الدولي’ بفتح المعابر، أَو يُفصحوا عن عجزهم، لِيُبرهنَ هو أنَّ ‘القوةَ الحقيقيةَ’ خارجةٌ عن نادي الدول العظمى.

التهديد باستئناف العمليات البحرية ليس تكتيكًا عسكريًّا تقليديًّا، بل إعلان أنَّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قادرٌ على تحويل البحر الأحمر -الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي- إلى ساحةٍ لصراعِ الإرادات.

البحرُ هنا ليس مياهًا مالحةً، بل فضاءٌ لـ”حرب اللا تناظر”، حَيثُ تُوازنُ الارتباط بالله بأسطولٍ دوليٍّ، عبرَ هندسةِ الرعبِ في مضيقٍ تتحكمُ به القوى الكبرى منذ قرون!

إذا نجحت المهلة، فسيُدرجُ اسم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في سجلٍّ تاريخيٍّ كـ “منقذ غزة”.

وإن فشلتْ، سيدخلُ السجلَّ ذاتَهَ كـ “قائد” أعادَ تعريفَ القوةِ الحقيقية، حين يقف معك مدبّر الكون وفاطره، بعيدًا عن جبروت الأوهام البشرية.

لكنَّ الأسئلة الأكثر إيلامًا: هل تستطيع “إسرائيل” -ذات الجيش الأقوى في المنطقة- تحمُّلَ تكلفةِ حربٍ مع زعيمٍ يمنيٍّ يلعبُ على أوتارِ شرعيتها الأخلاقية؟

وهل يُدركُ الغربُ أنَّ تهاونَه في المهلة قد يفتحُ بوابةً لزعزعةِ استقرار إقليميٍّ لم تعرفه البشرية منذ الحرب العالمية؟!

القائد اليماني لا يلعبُ بورقةِ غزة -كما يزعُمُ المتخاذلون، بل والعدوُّ وأتباعُه وأدواتُه-، إنما يكتبُ عليها السيدُ المساندُ اسمَه بأحرفٍ من نورٍ وظلام: نورُ الإنسانيةِ المفقودة، وظلامُ التهديدِ الذي يُنذرُ بغضبِ المُهمَّشين.

أربعة أَيَّـام قد تكفي لاختراعِ معادلةٍ جديدة: فإما أن تُصبحَ غزةُ جسرًا للإنسانية، أَو مقبرةً لشرعيةِ النظام العالمي القديم.

اللعبةُ لم تعدْ حولَ منْ يملكُ القوة، بل منْ يملكُ القدرةَ على تحويلِ الدمِ إلى كلمةٍ مسموعةٍ في محفلِ الصُّمّ!.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدرالدین الحوثی

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يحذر من خطورة مساعي صهيونية لتحويل الأقصى لكنيس يهودي


وقال السيد القائد في كلمته اليوم .. العدو الإسرائيلي يكثف من مساعيه الهادفة إلى الاستيلاء على المسجد الإبراهيمي بقدسيته المهمة للمسلمين
وأضاف السيد القائد.. العدو الإسرائيلي يريد أن يحول المسجد الإبراهيمي إلى كنيس يهودي
وتابع .. العدو الإسرائيلي مستمر في كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات بشكل يومي في الضفة الغربية المحتلة
مشبرا الى ان العدو الإسرائيلي مستمر في جرائم القتل والاختطاف وهدم وتجريف ومصادرة الأراضي واغتصابها والاعتداء عليها

 

 

مقالات مشابهة

  • (نص) كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • شاهد| كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • السيد القائد يدعو أبناء الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد يدعو للخروج المليوني غدًا دعما لفلسطين وغزة
  • السيد القائد : عملية مساء الثلاثاء أربكت العدو وكانت قوية ومؤثرة وناجحة
  • السيد القائد ينتقد تواطئ بعض الانظمة مع العدو الصهيوني
  • السيد القائد يحذر من خطورة مساعي صهيونية لتحويل الأقصى لكنيس يهودي
  • السيد القائد ..خيارالمقاومة حتمي لردع العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا
  • ”القوة الناعمة للصين في القارة“ .. تزايد ملحوظ في عدد الطلاب الأفارقة
  • قيادي مقرب من عبدالملك الحوثي يعمل جاسوسا رفيعا لإسرائيل ويقدم خدماته الجاسوسية لتل أبيب من جنوب لبنان