لجريدة عمان:
2025-12-13@00:42:47 GMT

أبحث عن روح الصورة في وجوه الناس

تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT

توقيف اللحظة وحفظها للذكرى أبرز ما جذبني للتصوير

حصلت أعمالي على القبول في 150 معرضًا دوليًا

أشارك بصور تمثل الوطن وتظهر الملامح العمانية

الذكاء الاصطناعي يؤثر سلبا وإيجابا على المجال

تجمعنا الأحياء السكنية دائمًا بأشخاص جدد، نعرفهم كجيران أعزاء دون أن نعرف ما يضمرونه من إبداع ومواهب تستحق أن تُسرد أحاديث عنها في مجالات متعددة.

هكذا جمعني الحي الذي أسكن فيه في ولاية العامرات بالمصور الفوتوغرافي أحمد بن خلفان البطاشي، المبدع في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتحديدًا محوري الوجوه «البورتريه» والطبيعة. لم يكن اللقاء العابر مجرد حديث سطحي، بل غصنا في الحديث عن اهتمام مشترك بيني وبينه في عالم الكاميرات والتصوير ومحاوره المتعددة، ليتبين لي أنه مصور حقق العديد من الجوائز وجال بأعماله الفنية بلدانًا كثيرة مشاركًا في معارضها، مقدمًا صورًا تعكس الملامح العمانية المتمثلة في صور «البورتريه»، وخاصة صور كبار السن التي تحكي عبر ملامحها قصص الماضي، وصور الطبيعة التي تعكس هبات المولى عز وجل في بلدنا سلطنة عمان الغنية بالتنوع الجيولوجي والحيوي.

وفي التالي نبحر مع المصور أحمد البطاشي، متطرقين لعدد من الأسئلة التي تكشف عن بداياته وعن وجهات نظره في أمور عديدة مرتبطة بعالم التصوير الفوتوغرافي.

بدايةً سألنا البطاشي عن رحلته في عالم التصوير، كيف بدأت، وكيف استمرت معه إلى هذه اللحظة، فأجاب قائلاً: «بدايتي في رحلة التصوير كانت في عام 2006 بهدف توثيق الأشياء الموجودة من حولي، والذي جذبني لهذا المجال هو توقيف اللحظة وحفظها للذكرى، سواء للطبيعة أو للمناسبات أو للأشخاص».

لدى البطاشي عضوية في الجمعية العمانية للتصوير الضوئي -سابقًا- والجمعية العمانية للفنون -حاليًا- ولا بد من أثر إيجابي لهذه الجمعية في مسيرته الفنية وتطوير مهاراته وتعزيز فرصه في المشاركات الدولية. وأكد البطاشي ذلك قائلاً: «ما أشرتَ إليه أمر حقيقي، فقد ساهمت الجمعية في دعم جميع المصورين العمانيين المنتسبين إليها ومن غير المنتسبين، من خلال إعطائهم الفرص لإظهار أعمالهم وإبداعاتهم الفنية في التصوير الضوئي سواء داخل أو خارج سلطنة عمان، ولهم جزيل الشكر لأنهم كانوا سببًا في وصول أعمالي إلى الساحات الدولية، والأخذ بيدي لتطوير هذه الموهبة».

وحول المشاركات الدولية، فإن أعمال البطاشي سجلت قبولًا في 150 معرضًا دوليًا، إضافة إلى أن بعض تلك المشاركات تمثلت في مسابقات دولية عادت بالجوائز، ويقول البطاشي: «حصلت على الميدالية الذهبية في 2019 لصورة بورتريه لطفل مشارك في مهرجان مسقط، وكانت مسابقة دولية في جمهورية مقدونيا، وهي صورة قريبة من قلبي حالها كحال بقية صوري التي أشارك بها، فلا أشارك بشيء حتى أقتنع بارتباطي الفني لها، خاصة صور الأطفال وكبار السن، كما حقق عمل لي الميدالية الفضية في بينالي الفياب الثامن والعشرين للصور الملونة في إسبانيا، ضمن 10 أعمال باسم الجمعية العمانية للتصوير الضوئي، وبحمد الله وتوفيقه حصلت أعمالي على القبول في 150 معرضًا دوليًا، ودائمًا ما أتقدم بصور تمثل الوطن وتظهر الملامح العمانية كي تُعرِّف الآخرين بالهوية والتراث العماني».

نجد أن أي مصور فوتوغرافي دائمًا ما يركز على محور معين، وعند مصورنا أحمد البطاشي ميلٌ نحو تصوير «البورتريه» أو ما يعرف بفن تصوير الوجوه، وخاصة صور كبار السن والأطفال، إضافة إلى تصوير الطبيعة، ومؤخرًا أبدع في تصوير المنتجات التي تشكل له مصدر دخل. وهنا يقول البطاشي: «يستوقفني تصوير كبار السن، وإبراز ملامح الوجوه وتجاعيدها التي بدورها تعبر عن طبيعة الحياة التي يعيشها الشخص، بل إن تصوير وجوه كبار السن يمثل بصمة لحكاية طويلة تختبئ وراء تجاعيدهم، وكذلك تصوير الطبيعة لإظهار الجمال والإبداع الرباني في الطبيعة، دائما ما أبحث عن روح الصورة في وجوه الناس والطبيعة، واختيار تصوير المنتجات لما له من مردود مالي، وتتعلم من خلاله التصوير الاحترافي لأن في هذا المجال يجب اختيار اللقطات بعناية تامة».

يؤمن البطاشي بأن اختيار الكاميرا المثالية يعتمد بالدرجة الأولى على احتياجات المصور نفسه، حيث قال: «إن السوق مليء بالكاميرات المتنوعة، لكن المصور المحترف يحتاج إلى كاميرا عالية الدقة تعينه على إخراج أعماله باحترافية، ورغم أن الخيارات متعددة، يظل القرار شخصيًا، يتحدد وفقًا لرؤية المصور وتجربته الخاصة، وبالنسبة لي بدأت بكاميرا من شركة باناسونك، ثم انتقلت إلى كاميرا كانون من نوع 600 دي، والآن استخدم كاميرا كانون 5 دي مارك 4».

وحول تأثير الذكاء الاصطناعي والتطور التقني على مستقبل التصوير الضوئي، يرى البطاشي أن لهذه التقنيات جانبين متناقضين، حيث أوضح: «يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على التصوير الضوئي بشكل إيجابي وسلبي في آنٍ واحد، فمن ناحية يجعل العملية أكثر بساطة وسهولة، ويوفر الكثير من الوقت والجهد، لكنه في المقابل قد يغير من جوهر التصوير التقليدي، إلا أنني أراه قفزة كبيرة في عالم التقنيات لا يمكن تجاهلها».

أما عن التكاليف المرتبطة بالتصوير، فيعترف البطاشي بأنها هواية مكلفة، لكنه يوجه نصيحته للمصورين الناشئين، قائلًا: «على المصور المبتدئ أن يبدأ بكاميرا أقل تكلفة، ثم يتطور في المجال تدريجيًا، فليس من الضروري إنفاق مبالغ طائلة منذ البداية، بل الأهم هو إتقان الأساسيات والتعلم المستمر، فكثير ممن يتحمس للتصوير ثم يخفت عنده الحماس».

وفي ظل تحول التصوير من مجرد هواية إلى مجال استثماري، يرى البطاشي أن المصور قادر على تحويل شغفه إلى مشروع ناجح، حيث قال: «كل مصور بإمكانه أن يجعل من التصوير مصدر دخل إذا عرف كيف يروج لأعماله، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال عرض أعماله في معارض متخصصة مثل (بروفوتو)، كما أن المشاركة في المسابقات والفعاليات العالمية والمحلية تفتح له آفاقًا أوسع».

وعن أبرز التحديات التي يواجهها المصورون العمانيون، أشار البطاشي إلى محدودية الفعاليات والمعارض المتخصصة، حيث قال: «من أبرز الصعوبات التي نواجهها قلة المعارض والفعاليات المخصصة للتصوير الضوئي، مما يدفع الكثير من المصورين العمانيين للمشاركة في معارض خارج سلطنة عمان، والتي تكون في الغالب مدفوعة التكاليف، لذلك نحن بحاجة إلى المزيد من الفرص المحلية لعرض أعمالنا وتطوير مهاراتنا».

أما عن طموحاته المستقبلية، فقد كشف البطاشي عن خططه لتطوير أعماله في مجال التصوير، حيث قال: «لدي العديد من المشاريع التي أسعى لتحقيقها، وأحد أهدافي هو إنشاء مشروعي الخاص في التصوير، بحيث أتمكن من تسويق أعمالي محليًا وعالميًا، وبناء اسم قوي في هذا المجال».

وفي ختام الحديث، وجه البطاشي نصيحته للمصورين الجدد، مؤكدًا على أهمية الصبر والاستمرارية، حيث قال: «أنصح كل مصور ناشئ بأن يبدأ بأقل تكلفة ممكنة، وأن يمارس التصوير باستمرار ليطور مهاراته، كما أن الاستفادة من خبرات المصورين الأقدم في المجال أمر مهم جدًا، فالممارسة والتعلم المستمر هما مفتاح النجاح في التصوير الفوتوغرافي».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کبار السن حیث قال

إقرأ أيضاً:

اصنع لنفسك حلمًا جميلا

من منا لا ينشد أن يعيش حياة مليئة بالسعادة والتصالح مع الذات والآخرين، ومن منا لا يريد أن يحيك من فجر الصباح مستقبلا ينعم فيه بالراحة والسكنية، وهذا السكون المنشود ما هو إلا رغبة إنسانية نستمدها من كل معاني «التآلف والتجانس» مع الأحداث والظروف.

في بعض الأحيان، يصدمنا الواقع بأنه ليس كل من يعيش إلى جوارنا لديه الشعف الإنساني نفسه، بل يلملم كافة التفاصيل الصغيرة في قالب يحمله على ظهره كشقاء بشري يتعزز مع صعود الإنسان في سلم العمر فيهبط بكل ما حمله في جوفه من إرهاصات الحياة وشقاء البشر نحو عالم يعج بالقلق والخوف من المجهول.

وحتى نريح أنفسنا كأشخاص مسالمين يرغبون في سكون العواطف ولطف الأحداث الهروب من كل الحماقات التي يرتكبها الآخرين، وتفسر على أنها جزء من تكوينهم الفكري وطريقة تعاملهم مع الغير.

علمنا عالم الفيزياء الشهير نيوتن في قانونه الثالث « لكل فعل ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه «، وبحسب ما هو مثبت علميا هذا القانون يعتبر من القوانين المهمة لتحليل وحلّ مشكلات التوازن والأجسام الثابتة، ولهذا نحن نتجنب أذية الآخرين حتى لا يؤثر ذلك على مستوى الهدوء النفسي الذي نود أن نعيش فيه بقيت حياتنا، وحتى لا تكون هناك ردة فعل تخرج من الآخر فتقلق مسارات نحو الجحيم.

لهذا السبب، كثيرا ما ينصحنا من هم أكثر وعيًا منا بأمور الحياة وشؤون الناس: بأن «لا تبالغ في بعثرة الأوراق، أو أحداث ضجيج في الأماكن التي نرتادها أو نعيش فيها، والأهم من كل ذلك هو أن لا نكسر الحواجز مع الآخرين، فإن النتائج ربما تكون عكسية لا توازي مقدار طاقتنا على التحمل أو تكون أكبر بكثير من سقف توقعاتنا من الغير» . لهذا أحيانا نلوم انفسنا بأننا لا نتوقع سلوكا أو قولا من حولنا.

فلسفة الحياة بها الكثير من الغموض والأسرار والخبايا التي يجب أن نسبر أغوارها بهدوء تام، فأحد العقلاء قال يوما: «إذا أحببت كثيرا أو وثقت بدون وعي فقد تخدع في أي لحظة، أما إذا تكلمت كثيرا فستكذب في بعض الأمور، وإذا بكيت كثيرا ستفقد بصرك، أما إذا فكرت كثيرا فستصاب بالاكتئاب، فلا تفرط في كل شيء..لأن هذا الإفراط سيؤذيك كثيرا «..فلو أخذنا كل جزئية من القول السابق، لوجدنا أنه قد أبدع في تلخيص عشرات الكتب القيمة.

لقد درجت العادة عند بعض الناس فهم الأمور على غير حقيقتها، فمثلا: «الإفراط في العطاء يعلم الناس استغلال، والإفراط في التسامح يعلم الناس التهاون في رد الحقوق إلى أصحابها، أما الإفراط في الطيبة يجعل الشخص الطيب يعتاد على الانكسار، والإفراط في الاهتمام بالآخرين يعلمهم الاتكالية.. فكم من طباع جميلة انقلبت على أصحابها بالإفراط فيها، وهذا ما نراه واضحا لدى كثير من الناس».

من أجمل الحكم القديمة التي لا نستغني عنها في مسارات حياتنا هي تلك التي تنصحنا: «‏اصنع لنفسك من لون السماء والغيم حلمًا يشبهك يشبه الفرح الذي بداخلك فالأرض متعطشة لمطر حلمك، واصنع سعادتك بنفسك فأنت مسؤول عنها، لا أحد يستطيع تغيير حالتك النفسية ما دمت لا تريد، وتذكر أن ما تمر به الآن مُجرد وقت لتشعر بنكهة السعادة الحقيقة التي يخبئها الله لك..».

فقديما قيل، لا تكن ليّنا فتعصر ولا صلبا فتكسر، فالاعتدال في تناول الأشياء يضمن لك حرية الحركة في نطاق أوسع في الحياة، لكن هذا الاعتدال ليس شيئا ثابتا فقد تتعدى ميزان الأمور في لحظة فرح أو ردة فعل فتقع في الخطأ بدون أن تدرك ذلك إلا متأخرا.

مقالات مشابهة

  • الزواج من 6 شهور| صديقة عروسي فيديو الصلاة تكشف لـ صدى البلد تفاصيل مثيرة.. والمصور: لن أحذفه
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • نواب وصحفيون أميركيون: واشنطن لا تحاسب إسرائيل على القتل الممنهج للصحفيين
  • اصنع لنفسك حلمًا جميلا
  • سلطنة عُمان تفوز بكأس العالم للتصوير الضوئي
  • درك سطيف يوقف شخصا قام بمناورات خطيرة
  • عدل: استرجاع شقة من مستأجر لهذا السبب
  • كارولين عزمي تخطف الأنظار عبر إنستجرام
  • أمطار رعدية على هذه الولايات اليوم
  • صورة سلاف فواخرجي رفقة ماهر الأسد تثير ضجة.. ما الحقيقة؟