الدراما اليمنية.. بين إثبات الذات وتجاوز التحديات
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
استطاعت الدراما اليمنية خلال السنوات الأخيرة، القفز عدة خطوات للأمام، من خلال الارتقاء بمستواها وتطوير محتواها، وجذب أنظار المشاهد اليمني، رغم تعدد التحديات وقلة الإمكانيات وندرة الأدوات وضعف التمويل وشح الكادر الفني الأكثر إبداعًا.
وتُحاول الأعمال الدرامية في اليمن، أن تكون مرآة حقيقية تعكس من خلالها واقع البلاد عبر التطرق إلى مناقشة قضاياه الاجتماعية والثقافية والسياسية، بجانبيها السلبي والإيجابي.
وشهدت الدراما اليمنية، مؤخرًا، غزارة عالية في الإنتاج، ووفرة في الأعمال المقدمة، وبعد أن كان يقتصر إنتاج المسلسلات على التلفزيون الحكومي الرسمي، بات اليمنيون أمام أعمال عديدة تصل في الموسم الرمضاني الواحد إلى أكثر من 10 أعمال، كما هو الحال مع موسم هذا العام.
وتعتمد الدراما عمومًا على النص المؤلف، والذي يعد ركيزة أي عمل فني، ومستوى الحبكة الدرامية وواقعيته، بالإضافة إلى قوة الحوار والسيناريو، علاوةً على الجوانب الفنية الأخرى كالإخراج ونظرة المخرج القادر على التعامل مع نص كتابي وتحويله إلى مشاهد مرئية، بالإضافة إلى جودة الصورة ودقة الصوت.
*غزارة الإنتاج*
وتتباين الرؤى الشخصية لدى المشاهد اليمني المتابع للأعمال الفنية المحلية، في الأمور التقنية للمسلسلات اليمنية، بين من يرى أنها تطورت في جوانب بعينها، فيما أهملت جوانب أخرى ذات أهمية بالغة، وبين من يرى أنها تطورت في كافة الجوانب، وإن كانت في أدنى مستوياتها.
في هذا الصدد يقول الصحفي فكري قاسم، إن "الدراما اليمنية، تطورت عما كانت عليه قبل سنوات، وتطور فيها مستوى الإخراج وتقنيات الصورة، وتدفق إليها نجوم كثر".
واستدرك قاسم في سياق حديثه لـ"إرم نيوز": "ولكنها لا تزال تعاني معضلة النص، بسبب ندرة كتاب الدراما الاحترافيين".
من جانبه، لا يتفق الفنان اليمني سامح عقلان وهو ممثل مسرحي وتلفزيوني مع قاسم، إذ يرى عكس ذلك، قائلًا: "هناك تطور ملحوظ في الدراما اليمنية، من حيث غزارة الإنتاج وتنوع الأفكار ومواقع التصوير المتعددة التي تتناسب مع رؤية العمل وتتسق مع الفكرة العامة".
ويرى عقلان، في إطار حديثه لـ"إرم نيوز": "مع تنوع الأفكار وغزارة الإنتاج يُصاحب ذلك حبكات درامية مختلفة من عمل لآخر، إذ يحاول المؤلفون أن يقدموا أفكارًا مغايرة عن أعمال سابقة، تماشيًا مع التنوع الدرامي العام في الدراما العربية، مع الاحتفاظ بالخصوصية اليمنية والطابع المُحافظ".
وذكر عقلان: "بتنا نلحظ تعدد الأفكار في الموسم الواحد، مما يعطي ذلك خيالًا واسعًا في حبكات متجددة ومتنوعة، بخصوصية يمنية خارجة عن المألوف".
بدوره يرى سامح عقلان، بأن "أسباب غزارة الإنتاج تعود إلى تنافس القنوات الخاصة من خلال إنتاجهم الخاص أو عن طريق شركات الإنتاج التي عملت بقوة خلال السنوات الأخيرة، لإنتاج العديد من الأعمال الدرامية بنوعيها (سيت كوم والمسلسل الدرامي)".
ويضيف عقلان: "سابقًا لم يكن هذا التتافس موجود بسبب سيطرة الإنتاج الحكومي على الإنتاج الدرامي، وكانت الأفكار محصورة وضيقة، لكن في الفترة الأخيرة أصبحنا نلحظ في هذا التنافس تنوع مواقع التصوير في أكثر من بلد عربي وغير عربي، وهذا يمنح المتابع اليمني، مشاهدة مغايرة على ما اعتاد عليه".
وعن إمكانية رؤية أعمال درامية يمنية في القنوات العربية، وجذب مشاهدات لا تقتصر على المتابعين اليمنيين فقط، يقول عقلان: "كل خطوة تسبقها خطوات متعددة، فمن الطبيعي أن تحظى غزارة الإنتاج الدرامي المحلي بنجاحات عديدة تلقى قبولا عربيا، مما يمنح فرص عرض الدراما اليمنية في القنوات العربية".
*حجم المشاهدات*
ويلفت عقلان، إلى أنه "مع تعدد الوجوه التمثيلية الشابة الممتازة ومع تجرد الحبكات الدرامية من الواقع النمطي المجتمعي، ولربما تكون هناك أعمال درامية مشتركة محلية وعربية طالما والقنوات اليمنية التي في الخارج تعمل إنتاجات بهذه الجودة الرائعة، ولا يقتصر ذلك فقط على العرض في القنوات العربية".
وبعيدًا عن التوجه العام والرسالة المراد توصيلها من خلال هذا العمل الدرامي اليمني أو ذاك، والحبكة الدرامية المحدودة، باتت المسلسلات اليمنية في نسق آخر أكثر تطورًا، ويحرص على الرُقي الاحترافي، ويتمكن من جلب الكثير من المشاهدات والمتابعات.
في هذا الإطار، تعج المنصات الرقمية اليمنية بالآراء المتباينة السلبية والإيجابية، على الأعمال المعروضة، وكذلك النقد المبني على أُسس فنية، بالإضافة إلى التعليقات الساخرة، والآراء الهجومية، مع ذلك يُظهر عداد المشاهدات في مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع "يوتيوب" حجم عدد المشاهدات الذي يصل إلى ملايين المشاهدات، التي تحظى بها بعض تلك الأعمال.
كما تظهر بعض التعليقات مدى إعجابهم بالعمل المقدم، فضلًا عن التعليقات الأخرى والتي يدونها متابعون يشير أصحابها إلى أنهم ينتمون إلى دول عربية أخرى، إلا أن إعجابهم بالعمل جذبهم لمتابعته، وهو ما يعكس إقبال غير اليمنيين للدراما اليمنية.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
غرينكويتش يتولى قيادة الناتو في أوروبا: التحديات تتزايد أمام الحلف
تولى الجنرال الأمريكي أليكسوس غرينكويتش قيادة قوات الناتو في أوروبا، مؤكداً وحدة الحلف وقدرته على مواجهة التهديدات المتزايدة. يسعى لتعزيز الجاهزية الدفاعية وسط توترات مع روسيا وزيادة إنفاق الحلفاء إلى 5% من ناتجهم المحلي. اعلان
تولى الجنرال الأمريكي أليكسوس غرينكويتش، القائد الجديد لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا (SACEUR)، مهام منصبه يوم الجمعة خلال مراسم تغيير القيادة أُقيمت في مدينة مونس البلجيكية.
وفي أول تصريح له عقب تسلمه المهام، أكد غرينكويتش أن التهديدات التي يواجهها الحلف أصبحت أكثر تعقيدًا وتشابكًا، لكنها لا تضاهي وحدة الناتو وتصميمه. ووصف الوضع بأنه "أوقات عصيبة"، مشيرًا إلى أن التحديات المتزايدة تتطلب استمرار الجهود لتعزيز جاهزية الحلف.
وأوضح غرينكويتش، الذي عيّنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتمت المصادقة على تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس شمال الأطلسي، أنه ينوي الحفاظ على الزخم الذي أحدثته القيادة السابقة برئاسة الجنرال كريستوفر كافولي.
وشدد على أن الحلفاء "يقفون على أهبة الاستعداد للدفاع عن دولهم"، وأن الحلف يسير في طريق نحو تحسين عملياته الدفاعية.
تولى الجنرال الأمريكي أليكسوس غرينكويتش، الذي يشغل دائمًا منصب القائد العسكري الأمريكي في الناتو، مسؤولية تخطيط وتنفيذ جميع عمليات الحلف. ويضطلع هذا المنصب بتحديد القوات اللازمة للعمليات، بالإضافة إلى تقديم التوصيات للسلطات السياسية والعسكرية في الناتو.
Relatedإنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغم تحفظ بعض الدول حلف الناتو يخطط لتعزيز ترسانته العسكرية: تمهيد لمواجهة محتملة أم استعراض قوة؟ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين صعب ويجب على إسبانيا أن تعوضنا بالتجارةوفي حال وقوع عدوان على دولة عضو، يكون القائد مسؤولاً عن تنفيذ جميع الإجراءات العسكرية ضمن حدود قدراته وسلطته بهدف حماية أمن أراضي الحلف أو استعادتها.
ولا يتبع هذا المنصب فترة ولاية محددة، وقد تراوحت فترات رؤساء الأركان السابقين بين سنة واحدة وثماني سنوات.
ووصف الجنرال كريستوفر كافولي، سلف غرينكويتش، خليفته بأنه "الضابط الذي نحتاجه هنا الآن"، مشيرًا إلى أنه سيكون قائداً للحلف في مرحلة مستقبلية صعبة، تكون فيها الأولوية للدفاع الجماعي ومواجهة التحديات لرفع مستوى التعاون العسكري.
على صعيد متصل، اتفق زعماء الناتو مؤخراً على رفع هدف الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو. ويُقسَّم هذا الهدف إلى جزأين: 3.5% مخصصة للإنفاق الدفاعي الأساسي مثل المعدات، و1.5% توجه للاستثمارات الدفاعية بما فيها البنية التحتية ثنائية الاستخدام والأمن السيبراني.
وجدد قادة الناتو في إعلانهم المشترك اعتبار روسيا "تهديداً طويل الأمد" لأمن أوروبا والدول الأطلسية، مشيرين إلى أن روسيا، التي شنت غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا في بداية عام 2022، قد تكون قادرة على مهاجمة أحد حلفاء أوروبا قبل نهاية العقد الحالي.
يشكل هدف الإنفاق الدفاعي الجديد البالغ 5%، الذي يعتمد على أهداف قدرات جديدة وافق عليها الحلفاء، انتصارًا دبلوماسيًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سبق وانتقد الدول الأوروبية لعدم التزامها بهدف الإنفاق المحدد سابقاً والبالغ 2%.
وأثارت إدارة ترامب مخاوف لدى بعض الحلفاء الأوروبيين إزاء استمرار الدعم الأمريكي على المدى الطويل، خاصة بعد تصريحات وتلميحات إلى احتمال سحب القوات والمعدات الأمريكية من أوروبا مع نهاية الصيف الجاري.
كما أدت التصريحات والتصرفات المتباينة لترامب تجاه الحلف إلى تكاثر الشائعات في فصل الربيع الماضي حول احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الناتو أو تقليص مشاركتها فيه.
من جانبه، يشغل الجنرال أليكسوس غرينكويتش منصب القائد العشرين لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا (SACEUR)، وهو منصب أُنشئ عام 1951، وشغله لأول مرة الجنرال دوايت أيزنهاور، الذي تولى لاحقاً رئاسة الولايات المتحدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة