الدار آرت جاليري.. أول جاليري للفنون التشكيلية في إربد يحتفي بعامه التاسع منذ تأسيسه في 2016 .
تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT
#سواليف
إربد – نتحدث اليوم عن “أول #جاليري في #إربد” شريكًا للمشهد الفني المتميز، #الدار_آرت_جاليري (Aldar Art Gallery)، المؤسسة الفنية الرائدة التي انطلقت عام 2016 باسم ارب آرت جاليري وتم تعديل الاسم بعدها إلى الدار آرت جاليري ليصبح أكثر شمولا ولتكون أول حاضنه متخصصة في الفنون التشكيلية في اربد ولا تزال تحتفظ بمكانتها بفضل التزامها العميق بالاحتراف الفني والإبداع المستمر.
منذ بدايتها، أسّسها الفنانون مرام حسن ومحمد هزايمة، حيث تديره اليوم الأستاذة فايزة الزعبي، لتُحدث تحولًا في المشهد الفني المحلي والعالمي بفكر الهزايمه والحسن . تحتوي الدار اليوم على أربعة أقسام متكاملة تشمل: متحف الفن التشكيلي المعاصر، معهد تدريب الفنون، صالة عرض مجانية للفنانين (قاعة فايزة الزعبي)، ومركز لإدارة وتنظيم المعارض والفعاليات.
تفتخر الدار باستقبال أكثر من 10 آلاف زائر سنويًا، لمتحفها متحف الفن التشكيلي المعاصر وعرض أعمال أكثر من 100 فنان من مختلف أنحاء العالم ضمن موسمين فنيين.
وتُعد ملتقياتها ومعارضهاةالتي ينظمها قسم تنظيم المعارض، مثل “ملتقى الدار للفن التشكيلي” ومعرض “الفن ثقافة وتاريخ الشعوب”، و”The Golden Brush” العالمي، من أبرز الأحداث الفنية في الأردن والعالمو ، حيث يُتنافس الفنانون العرب والدوليون للمشاركة في فعالياتها.
مركز الدار للتدريب الذي يخرج سنويا (300) طالبا أصبح الكثير منهم من الفنانين الشباب المهمين. حيث حقق المركز إنجازًا دوليًا بحصوله على المركز الأول عام 2020 في مسابقة دولية، وتخرج من رعايتهم العديد من الفنانين الشباب الذين شاركوا في معارض عربية وعالمية وحصدوا جوائز مرموقة. إضافة إلى إصدار مجلة “الدار العربية” العام الماضي، لتكون أول مجلة فنية أكاديمية في المنطقة تعنى بالفنون التشكيلية بحثًا وتحليلًا ونقدًا.
وتعد صالة العرض ((قاعة فايزه الزعبي ))وهي قاعة مخصصة للمعارض هي الوحيده والأولى في اربد التي تقدم للفنان مجانا ومجهزه لكل مايحتاجه الفن باحترافيه عاليه وحتضن منذ التأسيس 44معرض دوليا ومحليا وشخصيا مجانا .
الدار بدأ المشروع كمبادة تحت اسم إنجاز بفعاليات مميزة عام 2014، بينها أول معرض فني عائم على يخت في البحر، ثم توسع في 2015 بمنصات فنية في عدة محافظات، قبل أن ينطلق بصورة رسمية في عام 2016 تحت اسم أرب آرت جاليري وفي عام 2018 تعدل الاسم ليصبح الدار آرت جاليري بصفته أول جاليري متخصص في إربد وشمال الأردن للمجتمع وللفنانين جميعًا وفي عام 2019انطلق عالميا و في عام 2025 يحقق انتشارا عالميا كبيرا يفتخر به برؤيا ثاقبة وهدف سامي .
اليوم، يسير الدار آرت جاليري بوضوح نحو المستقبل، مؤمنًا بأن تاريخه المؤسسي منذ عام 2014وتاسس كجاليري رسمي (منذ 2016) وتجديده المستمر في البرامج الفنية والمعارض والتدريب، يجعل منه رمزًا وصرحًا أوليًا للفن التشكيلي في إربد، وقدوة لكل مبادرة قادمة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف جاليري إربد فی عام
إقرأ أيضاً:
خلجات الروح وطغيان الألم
أوجاع الإنسان على الأرض ممتدة منذ الولادة وحتى الموت، فالألم النفسي هو القاسم المشترك بين الأحياء، لا وجع ينتهي ولا فرح يدوم، هكذا هي الدنيا؛ يومٌ لك ويومٌ عليك. عند الفقد هناك شيء ما في القلب ينكسر لا يصلحه شيء، لكنه أحيانًا لا يُقال في هيئة كلمات، بل هو زلزال يحرك كل شيء على الأرض.
في أوقات اليوم تفتقد الأصوات التي تحبها، تبحث عنها لكن لا تجدها حاضرة في عالمك الآن، فكل من كان هنا قد رحل، ولن يبقى لك سوى ضجيج ذكراهم وبعض ما تركوه في ذاتك، عندها تتمنى لو أن الزمن يعود بهم ثانية إلى الوراء، لكن محال أن تسمع صوت من ذهبوا إلى خالقهم دون سابق إنذار أو وداع لفراق أبدي.
الإنسان يعرف الموت من أشياء عديدة، فغسان كنفاني يقول: "قد لا يكون الموت بتوقف النبض فقط.. فالانتظار موت، والملل موت، واليأس موت، وانتظار مستقبل مجهول موت". أما الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد فيقول في قصيدة تحمل اسم "لا تطرق الباب":
لا تسألِ الدارَ عمّن كان يسكنها
البابُ يخبرُ أن القومَ قد رحلوا
يا طارقَ البابِ رفقًا حين تطرُقه
فإنهُ لم يعُد في الدارِ أصحابُ
تفرّقوا في دروبِ الأرضِ وانتثروا
كأنهُ لم يكنْ أنسٌ وأحبابُ
ارحمْ يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ رَدًّا فأهلُ الودِ قد رحلوا
ولترحمِ الدارَ لا توقظْ مواجعَها
للدورِ روحٌ... كما للناسِ أرواحُ
أوجاع القلوب كثيرة، لكن وجع الفقد أكثر الأوجاع إيلامًا وعذابًا للروح والجسد، لذا كان الفقد اختبارًا حقيقيًا لمعنى الصمود النفسي، وأضحى أصعب الاختبارات التي يجتازها الإنسان على وجه الأرض. تذكّر أيها الإنسان أن "الغياب، الفقد، الموت" هي ثلاثية العذاب في قلوب الأحياء، فبموت الأحبة لا نفتقدهم فقط، بل نموت على وقع ذكراهم ملايين المرات، فالحياة من بعدهم لن تكون كما كانت بوجودهم معنا حتى وإن اختلفنا معهم ذات يوم.
الوداع... مشهدٌ صعب تخيله، وأنفاس مشحونة بالألم والمرض والبؤس والشقاء، جميعها تسير بنا دون هدى في طرقات الوداع الأخير. عندما تُجبر على السير بخطى متثاقلة نحو المقابر لتدفن شخصًا كان شيئًا غير عادي في حياتك، شخصًا لن تراه بعد عودتك من وداعه الأخير... تأكد أنه بمجرد عودتك من دفنه ستبدأ قاسيةٌ من رحلة العذاب، سحائبها الحبلى بالوجع سوف تتشكل في سماء حياتك، أما الألم النفسي فهو الحصار الذي لن ينفكّ معقله، بل سيظل جاثومًا مخيفًا يطبق على أنفاسك كل ليلة، حتى وإن سقيته بدموعك عندما تتذكر ما قد مضى.
الأموات لا يعودون إلى الحياة مرة أخرى، هكذا هي سنة الحياة على أرض الله. من غرائب الأقدار والأفكار أننا نتعجّل مرور الزمن، لكن نكتشف لاحقًا بأنه كان ذا قيمة وجمال لم ندركهما إلا بعد أن مضى بمن كنا نعيش على أنفاسهم معنا.
أعجبتني مقولة قرأتها بالأمس، يقول كاتبها: "أصبحت أفهم جيدًا لماذا يجلس البعض لساعات طويلة في أطراف المقاهي بمفردهم... هل هو عزلة من الواقع أم أنه نوع من الاستشفاء من الهموم؟ صمت يشبه ضمادة تُوضع على روح أنهكها الضجيج".
وأردف الكاتب شيئًا آخر بقوله: "في علم النفس، العزلة الهادئة ليست هروبًا كما يظن البعض، بل وسيلة طبيعية لاستعادة التوازن العصبي وتنظيم العواطف. إنها لحظة يعود فيها الإنسان إلى ذاته ليسمع صوته الداخلي بوضوح بعد طول ضوضاء".