اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (4)
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
عاد اتفاق سلام جوبا إلى واجهة خطاب السياسة والحرب في يومنا هذا. وأنشر نص ورقة كنت قدمتها لمؤتمر انعقد في مركز الدوحة في العام الماضي ما وسعني لكي يدور النقاش المتجدد عن الاتفاقية فوق علم باتفاق قل من اطلع على نصوصه.
سلام بلا دسم الديمقراطية
لم يخرج اتفاق جوبا عن اتفاقيات سبقته على عهدي الرئيسين جعفر نميري وحسن أحمد البشير في تغليب المسلحين صفقة السلام مع الدولة على الديمقراطية فيها.
وبلغ فصل الحركات المسلحة بين الديمقراطية والسلام حد اتهام ثوار المركز بتغليب الديمقراطية على السلام بعد كل الثورات التي نجح فيها هؤلاء الثوار باسترداد الديمقراطية. وساق هذا الفصل بين الديمقراطية والسلام الحركات المسلحة إلى مغامرات غير محسوبة اعتزلت به الديمقراطية المستردة وسهلت للثورة المضادة الانقضاض عليها. ومهما يكن فليس لحجة الهامش أن الثورات في المركز اشتغلت بالديمقراطية دون السلام من سند لا في سيرة ثورة أكتوبر 1964 ولا ثورة أبريل 1985. فانعقد في مارس 1965 مؤتمر المائدة المستديرة للسلام مع الصفوة الجنوبية مسلحة وغير مسلحة بعد ثورة أكتوبر 1964 قبل إجراء الانتخابات في مايو 1965. وانتظر التجمع النقابي، الذي قاد ثورة إبريل، 1985 الحركة الشعبية لتحرير السودان لتأخذ محلها المرموق في صفوفه لاستكمال الثورة في الديمقراطية وفي السلم. ولكن وقعت دعوتها على آذان صماء. وواصلت الحركة الشعبية الحرب التي لا يحسنها غير الجيش. فخمل التجمع النقابي حتى انتهت الفترة الانتقالية بقيام الانتخابات في 1986.
ولا تبعد الحركات المسلحة في الهامش النجعة مع ذلك في نقد المقاومة الحزبية المدنية المعارضة للنظم الديكتاتورية في المركز بتفضيل الديمقراطية على السلام بقرينة أن الحرب “إفراز” من افرازات مصادرة الديمقراطية. فزعم أحزاب هذه المقاومة أنها تدمج بين الديمقراطية والسلام ليس صحيحاً في كل الأحوال. فلم يتفق لها أول وهلة عهد مشاكوس بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية (2002) لأنه انحاز، إجرائياً، لتقديم قضية السلام على قضية إزالة الإنقاذ بينما لا تقبل معارضة المركز المدنية التفريق، لا مفهومياً ولا إجرائياً، بين إسقاط حكومة الانقاذ وبين استباب السلام في الجنوب وملحقاته. ووجدت أفضل تعبير عن أسبقية الديمقراطية عند المعارضة فيما جاء عند التيجاني الطيب القيادي بالحزب الشيوعي. فكان عاب فهم أمريكا للمشكل السوداني كشمال وجنوب متغاضية عن أن الانقاذ نظام ديكتاتوري دموي لا بد أن يزول. فربط المعارضة للحرب وغيبة الديمقراطية ربط النتيجة (الافراز) بالسبب هو ربط متعسف.
ولم تزد الديمقراطيات، التي ارتبطت انبلاجاتها في 1964 و1985 بالدعوة الي السلام في الجنوب، الحرب الا اشتعالا. فلم نحصل على السلام منذ اشتد أوار الحرب الأهلية الا علي يد الرئيس نميري وهو ديكتاتور بغيض. فقد أعطانا عقداً من السلام (1972-1983) مهما قلت عنه تذوقه السودانيون وحظهم من الديمقراطية مبخوس جداً. وكانت القوى المدنية في المعارضة عارضته بقوة. فكتبت الجبهة الوطنية للأحزاب المعارضة لنميري للعقيد القذافي ترمي الاتفاقية بالدس على العروبة بينما قال الحزب الشيوعي إنه مؤامرة على السودان من تدبير المخابرات الأمريكية ومجلس الكنائس العالمي.
ولا يقع الطلاق بين السلام والديمقراطية في اتفاق جوبا مثل وقوعه في باب القوامة على المال العام الذي ألغى الدولة في سبيل تحصيل السوية في توزيعه.
فستقوم بالقوامة على المال العام بمقتضى الاتفاقية هيئتان. الهيئة الأولى هي الصندوق القومي للعائدات (المادة ٢٢ من الاتفاق) وستودع فيه “كافة الإيرادات والعائدات المالية القومية ويُنظم بالقانون ويكون هو المؤسسة الوحيدة لإيداع العائدات”. أما الهيئة الثانية فهي “المفوضية القومية لقسمة وتخصيص ومراقبة الموارد والإيرادات المالية” (المادة ٢٣). وهي ملزمة بضمان الشفافية ومعالجة أوجه الخلل في تخصيص وتوزيع الإيرادات القومية بعدالة بين أقاليم السودان المختلفة سيما الولايات المتضررة من الحرب والمظالم التاريخية.
لا الصندوق القومي للعائدات ولا المفوضية بجديدين على مثل هذه الاتفاقات القومية. فالصندوق والمفوضية مستلهمان من اتفاق السلام الشامل بين الإنقاذ والحركة الشعبية في ٢٠٠٥. ونشأتا بعد نيفاشا وفقاً للمادة ١٩٨ من الدستور الانتقالي لضمان الشفافية والعدالة فيما يتصل بتخصيص الأموال التي يتم تحصيلها على المستوى القومي لكل من حكومة جنوب السودان والولايات. ولكن ما جاء في اتفاق جوبا مختلف عما جاء في اتفاق السلام الشامل في:
١-فبينما جعل اتفاق السلام الشامل لوزارة الخزانة-المالية إدارة هذا الصندوق صمت اتفاق جوبا صمتاً “مريباً” عن إي ذكر لها. فقال اتفاق السلام الشامل بوجوب إيداع كل العائدات المتحصلة في الصندوق القومي للعائدات “الذي تديره الخزانة العام”. أما اتفاق جوبا فبدأ بالنص بأن الصندوق هو الذي ستودع فيه كافة العائدات وانتهى قبل التقاط أنفاسه ليشدد على أن الصندوق هو “المؤسسة الوحيدة” لإيداع العائدات. فإما أن اتفاق جوبا افترض افتراضاً أن وزارة المالية هي التي ستدير هذا الصندوق، أو أن الصندوق هو اسم آخر للمالية. وسيكون مهماً أن نعرف لماذا سقطت “وزارة المالية” من اتفاق جوباً الذي هو “شف” نجيض من اتفاق السلام الشامل.
٢-فبينما قضى اتفاق السلام الشامل أن تكون عمليات الحكومة المالية، تخصيصاً وصرفا،ً في إطار الميزانية العامة العلنية صمت اتفاق جوبا عن دور المؤسسة التشريعية في أي من صورها في عمليات الدولة ومعاملاتها المالية.
ليس المفوضية القومية لقسمة وتخصيص ومراقبة المارد بدعة. فهي ما تواثقت عليه دول كثيرة لرد ظلامة أقوام في الأمة فاتهم قطار التنمية زماناً. فهذه الدول تتواضع عند نسب مدروسة من المال الوطني تخصص لهذه الجهة أو تلك استدراكاً لما فاتها. وتضطلع المفوضية بمراقبة إن كانت الهيئة التشريعية ووزارة المالية التزمت بتلك النسب وحولت أنصبة تلك الجهات في وقتها. فتخصيص هذه النسب ومراقبة التزام الدولة بها هما عصب مثل هذه المفوضيات. فجاء في اتفاق السلام الشامل أن واجبات المفوضية هي كما يلي:
أ- مراقبة المنح المخصصة من صندوق الإيرادات القومي لتحقيق المساواة والتأكد من تحويلها في حينها لمستويات الحكم المعنية،
ب. ضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتوزيعها،
ج. ضمان تحويل الإيرادات المخصصة للمناطق المتأثرة بالنزاع وفق الصيغ المتفق عليها.
ولكني فوجئت في شغل مفوضية اتفاق جوبا بنص بدا لي منه أنها لن تكتفي بتحديد نسب أنصبة ولايات البلد ومراقبة التزام الدولة بها فحسب، بل ستقوم أيضاً هي نفسها بتوزيع الأنصبة المقررة. وحقيقة لم أفهم هذه العبارة التي جاءت في واجبات المفوضية في الاتفاق” “تَضْمَن المفوضية عدم حرمان الحكومة الاتحادية أو أي طرف آخر من التمتع بمستحقاته المالية، وضمان انسيابها في المواقيت المتفق عليها”. فهذه الجملة إما أنها بلهاء أو أن ما وراء الأكمة ما وراؤها. فلابد أن محتوى الجملة مفهوم لكتبتها خاصة وقد استبعدوا وزارة المالية والبرلمان من اختصاصاتهما المالية. ونبه جين بابتسي قالوبن باكراً إلى ما وراء أكمة الاتفاق بقوله إن المفوضية لإدارة موارد الدولة وقسمتها بين مستويات السلطة الثلاثة (الفدرالي والإقليمي والولائي) في الاتفاقية سيصادم وجود وزارة المالية الفدرالية وولايتها على المال العام.
وأسفر هذا الطلاق بين الديمقراطية والسلام حثيثاً في النص عن إدارة ولاية الخرطوم. ففي طلب أمن الكهف اعتدت قوى الهامش في الاتفاقية على الحقوق الديمقراطية لغيرها. فصادرت الحق في المدينة لأهل عاصمة القطر. فرتبت لها إدارة خاصة يراعى فيها التمثيل العادل لأهل السودان. فتشترك بالنتيجة أطراف اتفاق سلام جوبا في أجهزة إدارة العاصمة القومية. فقضت بأن ينعقد بعد التوقيع عليها مباشرة مؤتمر يتواثق على طبيعة هذه الأجهزة وفقهها. حجة أطراف جوبا على هذا التمدد لإدارة العاصمة أنها قومية ومتنوعة فيها من كل جنس جوزين. وجازت لهم إدارتها بحظهم هذا منها. ويقع بهذا التطفل على إدارة العاصمة طلاق بينونة بين السلام والديمقراطية. فأرادت أطراف اتفاقية جوبا الاستئثار بالشراكة في إدارة العاصمة لنفس السبب الذي من شأنه أن يكفها عنه. فتنوع العاصمة وقوميتها سبب لديمقراطية إدارتها اقتراعاً من قبل سكانها المسجلين في قوائم الانتخابات بها، ودافعي الضرائب لخزائنها، والأعرف بدخائلها وحقوقهم عليها وواجباتهم لها. ففرض إداريين عليها سواء من أهلها، أو مستوردين بإرادة مسلحي الهامش، فشطط.
ونواصل
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرکات المسلحة وزارة المالیة إدارة العاصمة اتفاق جوبا فی اتفاق
إقرأ أيضاً:
النجاة المستحيلة في غزة.. النزوح عبء إضافي على المنهكين
تتواصل الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية وتصعيدها مؤخرًا ضمن عملية "عربات جدعون" التي تهدف علنًا إلى تهجير الفلسطينيين، وذلك مع زيادة كبيرة في معدلات القصف واستهداف المدنيين، مما يتسبب بمئات الشهداء والمصابين يوميًا.
ويحاول الاحتلال التهرب من جرائمه المستمرة من خلال إصدار "أوامر إخلاء" للمناطق التي سيكثف العدوان ضدها، مطالبًا سكانها بالنزوح إلى المناطق الجنوبية، وهي التي أعلن سابقًا أنه يجهزها تمهيدًا لطرد الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
وتأتي أوامر الإخلاء التي باتت تصدر بشكل شبه يومي، وسط انهيار مظاهر الحياة اليومية والقطاعات الأساسية المختلفة، في ظل تفشي المجاعة وانعدام وسائل المواصلات والوقود بشكل تام تقريبًا.
"على حدود الإخلاء"
"مسافة قصيرة"
تقول فائزة (41 عامًا) إنها تعيش حاليًا مع زوجها وعائلتها في بيت أبيها الذي استُشهد في شهور الحرب الأولى، بعد تدمير منزلها بشكل تام قبل دخول وقف إطلاق النار المؤقت في كانون الأول/ يناير بأيام فقط، موضحة: "طوال شهور الحرب ولأكثر من سنة، بيتي كان موجودًا، وقبل الاتفاق الأخير بأيام قليلة جرى تدميره".
وتضيف فائزة لـ"عربي21" أن البيت الذي تسكن فيه حاليًا يقع على بعد مسافة بسيطة وقليلة عن منطقة طلب الاحتلال الإسرائيلي إخلاءها بشكل رسمي، موضحة: "هذا لحاله شيء مرعب ومخيف، يعني هو اليهود فارقة معهم الخرائط اللي بنزلوها، الضرب وين ما كان".
وتكشف: "طبعًا حتى نتمكن من الاستقرار في البيت الحالي صرفنا كل ما معنا من أموال من أجل ترميم ما يمكن فيه حتى يصلح للعيش، سواء بتصليح الصرف الصحي، وتمديد خطوط مياه، وتصليح خزانات المياه، وإغلاق الشبابيك والباب الرئيسي".
وتوضح: "هذا كله كلّف أموالًا طائلة، بسبب أن كل شيء غير متوفر في غزة، والآن بكل بساطة أنا مهددة بترك كل شيء خلفي وأخرج إلى المجهول مرة أخرى فقط بقرار على مزاج إسرائيل".
وتؤكد: "والله ما فينا حيل ولا طاقة ولا قدرة على تكرار ما حصل معنا مرة أخرى، لما نزحنا في أول الحرب ما كنا عارفين تحديدًا إيش حيصير معنا، لكن هذه المرة إحنا عارفين مقدمًا إنه سيكون أسوأ بكثير".
"إخلاء غير رسمي"
بدوره، يكشف سامي (36 عامًا) أن بيته الذي نجا من الاجتياح البري لقطاع غزة في شهور الحرب الأولى يقع ضمن منطقة إخلاءات "غير معلن عنها حتى الآن"، مضيفًا: "أنا أعمل في مؤسسة دولية، ومنذ شهر نعرف من مؤسسات أممية أخرى لنا شراكات معها المناطق التي ستتعرض للإخلاء أو القصف المكثف".
وشرح سامي لـ"عربي21" أن "بعض المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تعمل على تنسيق تحركاتها وأماكن تواجدها مع إسرائيل منذ بداية الحرب، ومن خلال معرفة بعض الأشخاص تصلنا خرائط وتعليمات مختلفة حول الأماكن الخطرة".
ويضيف: "اليوم جرى تداول صورة لمنطقة إخلاء جديدة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يُعلن عنها بشكل واضح لاحقًا كما اعتدنا في الشهور الماضية، كنا دائمًا أول من يعرف بقرارات الإخلاء، وفي خريطة اليوم وجدت نفسي ضمن منطقة الإخلاء".
ويقول: "بدأت أفكر إلى أين أذهب، وكيف لي أن أعيد كل ما فعلته من سنة ونصف مرة أخرى، وبعد ساعات وصلت لنا رسالة أخرى أن الخريطة الحالية هي فقط لتنبيه المؤسسات الدولية أن الجيش الإسرائيلي سيعمل في هذه المنطقة، دون الطلب من السكان النزوح بشكل رسمي".
ويتابع: "مش مشكلة إحنا والناس نموت عادي، لكن المهم الأجانب اللي في هذه المؤسسات يدبروا أمورهم ويتحركوا إلى أماكن ثانية، وطوال شهور الحرب حتى الأجانب لم يسلموا من إسرائيل وجرى استهدافهم بشكل مباشر في أكثر من مرة".
"كيف أنزح؟"
ومن ناحيته، يقول سالم (34 عامًا) إنه تمكن من النزوح والنجاة بعائلته أكثر من مرة خلال حرب الإبادة المستمرة، وأنه كان يستخدم خلال ذلك سيارته التي تدمرت خلال الأسابيع الماضية فقط، وحاليًا لا يوجد له أي وسيلة مواصلات ليستخدمها حتى لو قرر النزوح مجددًا.
ويوضح سالم لـ"عربي21" أن الناس التي تنزح حاليًا تتحرك داخل مدينة غزة نفسها تقريبًا، وترفض بشكل كبير التوجه إلى الجنوب مرة أخرى كما حصل في شهور الحرب الأولى.
ويضيف أنه "حتى لو استطاع توفير سيارة أخرى فإن الوقود تقريبًا غير موجود، وإن توفر يكون ثمنه باهظًا جدًا، نحن أمام خيارات مستحيلة، لا يوجد طعام، وإن اضطررت للنزوح لن تستطيع حمل قليل الطعام المتوفر لك في البيت، هل أترك أولادي وأحمل الطعام والحاجيات الأساسية؟".
ويؤكد: "أعتقد الناس لن تقبل أن تتوجه للجنوب مرة أخرى وأن تقيم في مخيمات للنازحين، لا أحد يرغب أو يتحمل العودة لهذا الموضع، حتى إن الإمكانيات لذلك غير موجودة، وإمكانية صنع خيمة من النايلون، الأخشاب، وغيرها أصبحت غير واردة، لأن الحرب استهلكت كل شيء، استهلكتنا نحن أيضًا".
وتواصل "إسرائيل" سياسة تجويع ممنهجة لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 آذار/ مارس الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
فيما وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية إبادته في قطاع غزة، معلنًا "عملية برية في شمالي وجنوبي القطاع".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواصل "إسرائيل" حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.