هل تبقى روح الميت في بيته بعد الوفاة؟.. علي جمعة يوضح الحقيقة
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
خلال ظهوره في برنامج "نور الدين والدنيا" على القناة الأولى، تلقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، سؤالًا من طفل حول ما إذا كانت روح الميت تبقى في منزله لمدة 3 أيام بعد الوفاة لمعرفة من يدعو له ومن يحبه أو يكرهه.
ورد جمعة بشكل قاطع قائلًا: "مافيش حاجة زي كده في الشرع الشريف".
وفي سياق متصل، تلقى سؤالًا آخر حول سبب خوف الناس من الموت، فأجاب بأن الخوف من الموت ناتج عن الجهل، مؤكدًا أن من يعرف الحقيقة لا يخشاه، إذ أن الإنسان مقبل على كريم، لكن من يقصر في أداء الفرائض ويبتعد عن أوامر الله هو من يخاف الحساب.
كما أجاب جمعة على تساؤل حول إحساس الإنسان باقتراب الموت، موضحًا أن الأمر يختلف من شخص لآخر، فهناك من يرحل فجأة دون أي إحساس، بينما يشعر البعض الآخر بقلق أو إحساس بقرب الأجل، مؤكدًا أنه ليس بالضرورة أن يشعر كل إنسان بدنو أجله.
دعاء للميت في رمضان
« اللهم اعف عنه، فإنّك القائل "ويعفو عن كثير"، اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجُد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك، اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه».
« اللهم احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفدًا، اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين، اللهمّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية"، اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض».
« اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل "إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب"، اللهمّ إنّه كان مُصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزلّ الأقدام. اللهمّ إنّه كان صائمًا لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان».
« اللهم إنّه كان لكتابك تاليًا وسامعًا، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه، اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة دعاء للميت في رمضان برنامج نور الدين والدنيا المزيد
إقرأ أيضاً:
المشنقة لا تشيخ.. من محمود محمد طه إلى هباني
المشنقة لا تشيخ.. من محمود محمد طه إلى هباني
إبراهيم هباني
في السودان، لا تموت المشنقة، فقط تغير اسم ضحيتها. قبل اربعة عقود علقت السلطة جسد مفكر في ساحة عامة لتقتل الفكرة. واليوم، تعيد المشهد نفسه بحكم اعدام يصدر في حق زعيم اهلي، لتقتل الرمز. تتبدل الوجوه، وتتغير اللافتات، لكن عقل الدولة الذي يخاف الحرية لم يتغير.
محمود محمد طه لم يقتل بسبب جريمة، بل بسبب فكرة. ومأمون إدريس هباني لا يُحاكم اليوم بسبب فعل جنائي مثبت، بل بسبب موقف. الفارق بين الرجلين زمنيا، لكنه واحد سياسيا واخلاقيا: سلطة لا تحتمل صوتا خارج طاعتها، ولا نموذجا لا يخضع لمنطق السلاح.
الناظر مأمون لم يكن قائدا عسكريا، ولم يحمل سلاحا، ولم ينخرط في مليشيا. كان زعيما اجتماعيا في اقليم النيل الابيض، ادرك باكرا خطورة عسكرة المجتمع، فاختار طريق المصالحات، وحماية النسيج الاجتماعي، وفض النزاعات القبلية، ودعم التعليم الاهلي، وتأمين طرق الرعاة، وربط المجتمع بما تبقى من مؤسسات الدولة. في زمن الانفلات، كان يمثل ما تبقى من معنى الادارة الاهلية كحائط صد اخلاقي في وجه الفوضى.
حين انسحب الجيش من منطقته، لم يهرب، ولم يختبئ خلف السلاح، ولم يساوم على موقعه الرمزي. بقي وسط اهله، يدير الازمة بالحكمة لا بالرصاص، وبالكلمة لا بالبنادق. وهنا تصبح جريمته واضحة: انه لم يخضع لمنطق القوة، ولم يتحول الى تابع.
حكم الاعدام الصادر بحقه لا يمكن قراءته بعيدا عن هذا السياق. انه ليس اجراء قضائيا، بل رسالة سياسية واجتماعية: كل من يحاول ان يقف خارج اصطفافات السلاح مهدد. كل من يتمسك بدور المجتمع في وجه المليشيات قابل للازالة. انها محاولة لكسر ما تبقى من مناعة المجتمع.
كما ارادت مشنقة محمود محمد طه ان ترهب جيل المفكرين، يراد اليوم لحكم اعدام مأمون هباني ان يرهب زعماء المجتمع. الرسالة واحدة: لا صوت يعلو فوق صوت السلطة، ولا رمز يبقى خارج مسارها.
في لحظة عالمية تتصاعد فيها الدعوات لمحاصرة التنظيمات المتطرفة ومليشيات العنف، يقدم هذا الحكم صورة فادحة عن مأزق الدولة في السودان، حيث تختلط سلطة الامر الواقع مع خطاب الدين، ومع سطوة السلاح، لينتج ذلك عدالة مشوهة وقضاء مسيسا ومشانق جاهزة.
لن تعيد هذه الاحكام هيبة الدولة، بل تسحب منها آخر ما تبقى من اخلاقها. ولن تصنع امنا، بل تفتح ابواب ثأر طويلة في مجتمع مجروح. وكما لم تنجح مشنقة محمود في قتل فكرته، لن ينجح حكم الاعدام في قتل رمزية مأمون ولا في محو سيرته وسط اهله.
في السودان، المشنقة لا تشيخ. لكنها ايضا لم تنتصر يوما على المعنى.
الوسومالمشنقة لا تشيخ انسحاب الجيش حكم الإعدام مامون إدريس هباني محمود محمد طه منطق السلاح