وزير الخارجية: (…) هذه خطتنا لما بعد الحرب.. واتصالات مع 3 دول لتمويل الإعمار
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
وزير الخارجية د. علي يوسف لـ(الكرامة) حول قضايا الساعة :
لم نتلق اتصالات امريكية.. ونرفض تهجير الفلسطينيين من “غزة”..
ملتزمون بقرارات القمة الإسلامية .. القضية الفلسطينية تحل بـ(…..)..
الحكومة الموازية (مـــــاتت)..
اتصالات بيننا وإدارة ترامب عادية ..
العقوبات التجارية على كينيا مؤثرة جدًا.. وندعو الجنوبيين للحوار.
(….) هذه خطتنا لما بعد الحرب.. واتصالات مع 3 دول لتمويل الإعمار..
سنستدعي السفراء والإدارات..
عقب اكتمال بناء مقر الخارجية الجديد
حوار : محمد جمال قندول- الكرامة
مِلفاتٌ مهمة وتحديات كبيرة تنتظر الدولة السودانية عقب الفراغ من حرب الكرامة التي تمضي نحو خواتيمها بتطهير العاصمة الخرطوم، وكذلك ما تبقى من كردفان ودارفور، فضلًا عن محاولات اعلان الحكومة الموازية، وتطورات الأوضاع بالجنوب، وما نقلته وكالات أنباء أمريكية أمس عن اتصالاتٍ بين واشنطن ودول أفريقية من ضمنها السودان، لاستضافة الفلسطينيين المهجرين من “غزة”. كلها أسئلة وضعناها على طاولة وزير الخارجية السفير الدكتور علي يوسف الشريف، الذي قدم إفاداتٍ مهمة، ندلف إليها في هذا الحوار.
كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أمس “الجمعة”، عن اتصالاتٍ سريةٍ بين واشنطن وتل أبيب وثلاثة دول في شرق أفريقيا هي “الصومال، وأرض الصومال، ومن ضمنها السودان”، حول إمكانية استقبال الفلسطينيين المهجرين من “غزة” ضمن خطة دونالد ترامب المقترحة لإعادة التوطين بعد الحرب، ما مدى صحة ذلك؟
أنا كوزير خارجية لم تتصل عليّ أي جهة، ولم نتلق أي عرضٍ لاستضافة الفلسطينيين في السودان. وأنا كمسؤول لم نتلق أي اتصالات، ونحن ملتزمون بقرارات القمة الإسلامية التي انعقدت بالقاهرة، والتي تم فيها رفض فكرة تهجير الفلسطينيين من “غزة” لدولٍ أخرى، واتفقنا على خطة إعمار “غزة” وأُجيزت من قبل القمة وكل الدول الأفريقية، ونحن نؤمن بأنّ القضية الفلسطينية تحل بتطبيق القرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية في حدود 69 وعاصمتها القدس الشرعية.
ليس هنالك “نار بدون شرار”، وترامب نفسه أعلن عن هذه الخطة؟
الرئيس الأمريكي ترامب قال سيهجرهم، ولكنه لاحقًا عدّل مواقفه. واعتقد بأنّه بعد الموقف الواضح خلال القمة الأخيرة سيراجعون هذه الفكرة.
هل هنالك اتصالات بينكم والجانب الأمريكي في حقبة إدارة ترامب؟
هنالك اتصالات روتينية أو قل عادية.
ما هي الخطوات المرتقبة لمواجهة الحكومة “الموازية” التي رفضها عددٌ كبيرٌ من الدول والاتحاد الأفريقي والأُمم المتحدة؟
الحكومة الموازية ماتت بعد الرفض الواسع من الدول. والخارجية لعبت دورًا كبيرًا في مواقف الأطراف التي رفضت الحكومة.
الحكومة أوقفت صادرات تجارية من كينيا التي تحتضن الميليشيا وأعوانها، هل هنالك خطواتٍ إضافية؟
هنالك لجنة تعمل في موضوع العلاقات مع كينيا برئاسة عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، وطبقت عقوباتٍ تجاريةٍ وهي مؤثرة جدًا، ونتمنى أن تراجع كينيا مواقفها، لأنّ هنالك رفضٌ شاملٌ وكبير حتى من الاتحاد الأفريقي، ومن المفروض على الحكومة الكينية احترام الإرادة الدولية الرافضة لفكرة أن تكون هنالك حكومة موازية.
ما هو موقف الحكومة من تطورات الأوضاع بالجارة جنوب السودان؟
نتابع بصورةٍ لصيقة مع أخوانا في جنوب السودان وسفارتنا هنالك، ونحن مع استقرار الأوضاع بالجنوب، وندعو الإخوة الجنوبيون لأن يكونوا أكثر حرصًا ويلجأون للحوار فيما بينهم لحل وتفادي أي مواجهات تؤثر على بلادهم. نحن في السودان من مصلحتنا استقرار الأوضاع بالجنوب.
هل أعدت الخارجية خطةً لما بعد الحرب، خاصةً وأنّ المشهد ينبئُ بقرب نهايتها؟
ملف إعادة الإعمار من أهم الموضوعات التي نوليها اهتمامًا كبيرًا، ونقوم بتحركاتٍ كبيرةٍ في هذا الملف. ولكن لا بد أن نعي أنّ إعادة الإعمار تتم وفق خطةٍ شاملةٍ تضعها اللجنة العليا التي شكلها رئيس مجلس السيادة ولديها خططًا راتبة. واحدة من الأشياء التي سنفعلها ثلاث اجتماعات مهمة من ضمنها المنتدى الثاني لرجال الأعمال “السوداني – المصري”، الذي سيكون في بورتسودان، وهو مخصصٌ لإعادة الإعمار. وأيضًا هنالك اجتماعات اللجنة الوزارية “السودانية – الروسية”، وهي مهمة وفقًا لمخرجات الزيارة التي تمت في روسيا، وسيكون لها نتائج إيجابية إن شاء الله. عندما تضع الحرب أوزارها سنكون جاهزين، كما أنّ هنالك اتصالاتٍ تمت مع دول “السعودية، والكويت، وقطر”، حول اجتماعات المانحين لتمويل برامج إعادة الإعمار. وكل هذه الدول أبدت استعدادًا لأن تستضيف اجتماعاتٍ للدول والمؤسسات المانحة، والأمور تمضي بصورةٍ طيبة. هنالك إلى حدٍ كبيرٍ تجاوب مع دعوات السودان.
هل تم تخصيص مقر للوزارة خلال الفترة المقبلة؟
نعم.. والمقر الجديد لا زال قيد البناء، وعقب جاهزية المحل، سيتم استدعاء عددٍ كبيرٍ من السفراء والإدارات.
بعد أربعة أشهر.. هل أنت راضٍ عن تجربتك خلال هذه الفترة؟
السؤال المهم ليس أني راضٍ، بل اتمنى أن يكون الرضا ممن استقدمني للعمل في هذا الموقع، والشعب السوداني، وخدمة معركة الكرامة، وإذا كانت الأطرافُ راضيةً فأنا راضٍ.
هل كنت تتوقع أن تتقلد المنصب؟
لم أكن أتطلع إلى هذا المنصب، وكان بالإمكان أن أتقلده قبل عشرين عامًا. إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
ذعادل الباز يكتب: الرباعية في خبر كان… لماذا؟ (2/2)
فيما أرى
عادل الباز
الرباعية في خبر كان… لماذا؟ (2/2)
1
في نهاية الحلقة الأولى من هذا المقال، تساءلت: لماذا تصر أبوظبي على إبعاد الجيش من الفترة الانتقالية؟ ولماذا استماتت في حشر موضوع حكومة “تأسيس” في بيان الرباعية في واشنطن، لدرجة أنها تتجشم عناء مواجهة مصر والسعودية في هذا الملف، وللدرجة التي نسفت معها الرباعية؟
2
تعتقد حكومة أبوظبي أن الجيش يسيطر عليه الإسلاميون الذين تطاردهم بلا غبينة، وبقاء الجيش في المشهد يعني استمرار تأثير الإسلاميين على أي وضع سياسي قادم، فحتى لو نجحت في إعادة استزراع عملائها في سدة الحكم، فإن الأوضاع لن تستتب لهم!!
إبعاد الجيش من الحكم يمكنها من إضعاف البلاد بصورة عامة، وقد يساعد في تفككها، وبذا يسهل السيطرة عليها. تعتقد أبوظبي أن إبعاد الجيش عن الحكومة يتيح للمليشيات أن تنمو من جديد وتسيطر على أجزاء من البلاد، ريثما تستعيد قوتها لتنقض مرة أخرى على المركز.
إذا نجح مشروع “إبعاد الجيش”، وتحولت قوات الدعم السريع إلى واجهة سياسية معترف بها، فإن السودان سيذهب إلى سيناريو يمني بامتياز:
ميليشيا – نفوذ أجنبي – فراغ دستوري – تقسيم فعلي. الإصرار على إبعاد الجيش من المرحلة الانتقالية، وفرض واقع مزدوج لحكم البلاد، ليس سوى نسخة كربونية من الخطة اليمنية: إضعاف الجيش، تمكين المليشيا، ثم إغراق الدولة في انقسامات لا نهائية.
في اليمن، كان سقوط الجيش بوابة سقوط الدولة. وفي السودان، يريد البعض إسقاط الجيش كي يسقط السودان. لكن ما لم يدركوه هو أن التاريخ لا يُستنسخ بالذكاء الاصطناعي… فالسودانيون ما زالوا يحملون جينات المقاومة التي اسقطوا بها امبراطوريات كانت لاتغيب عنها الشمس. الجيش السوداني صمد أمام مشروع الاسقاط والتفكيك، الآن بعد أن فشل الدعم السريع في الحسم العسكري، جاء وقت الخداع السياسي، عبر حيلة “حكومة تأسيس” التي يُراد لها أن تصبح غطاءً سياسياً للميليشيا يُراد لقوات الدعم السريع أن تستلم الدولة بصيغة تصوغها أبوظبي ويصادق عليها الغافلون أو المتواطئون.
3
أما لماذا تصر أبوظبي على نفخ الروح في جثة اللقيطة أو حكومة “تأسيس”، فلقد قدم د. أمجد فريد إفادة جيدة تجيب على بعض من هذا السؤال، حين قال في مقال له أمس: (موقف الإمارات هذا هو محاولة لإضفاء طابع رسمي على الدعم السريع، لتُقدَّم في المحافل الدولية كحكومة، لا كمليشيا، والهدف أن تتحول الحرب من صراع بين حكومة شرعية ومتمردين إلى نزاع بين “حكومتين”، فتجلس قوات الدعم السريع لاحقًا على طاولة المفاوضات كطرف مساوٍ).
ويمكنني أن أضيف: إذا نجحت أبوظبي في تسويق حكومة “تأسيس”، فمن شأن ذلك أن يفرض وجوداً للميليشيات في الساحة السياسية بدون “كدمول”… وهذه الخطوة مهمة، لأنها في ظل المناخ الدولى الحالى ، لا أحد سيقبل المليشيا التي دمغت بـ”الإبادة” و”جرائم الحرب” على رأس أي سلطة مدنية أو عسكرية أو أسرية.
فأبوظبي تحتاج لموطئ قدم في الحكم في المستقبل القريب، أي في الفترة الانتقالية، لهندسة المشهد سياسيًا بالداخل باستخدام المال السياسي، التكتيك الذي اتبعته في تونس، فأطاحت بحكومة الثورة، وجاءت بحكومة تابعة لها (قيس سعيد).
أبوظبي تدرك أن حلفاءها في “صمود” من الوهن السياسي وخفة الوزن، بحيث لن يستطيعوا خدمة أجندتها أياً كانت، سواء في محاربة الإسلاميين أو نهب الموارد، فالأصلح لهذه المهمة هم “الجنجويد”، فهم أساتذة في “الشفشفة” وقتلة محترفون، وهم أقدر وأنسب لتنفيذ أجندة أبوظبي كاملة، بعد خلع الكدمول ولبس البدلة تحت مظلة حكومة وهمية، هي مظلة “تأسيس”، ولذا هي حريصة على وضع “تأسيس” في البيان، لتكسبها شرعية دولية باكرة، ولكن لا يحيق المكر السوء إلا بأهله، فإذا بالعالم كله يرفض الاعتراف بالحكومة اللقيطة، لتموت في مخدعها قبل أن تتنفس.
4
السؤال الأول الذي طرحناه في مقدمة هذا المقال، يمكن طرحه بذات الصياغة على الموقف المصري: لماذا تقف مصر مع الجيش السوداني؟ ما مصلحتها؟
مصر تعلم أن المليشيا لا يمكن أن تحكم دولة، ومن تجربتها مع الجيش السوداني، أن وحده قادر على صنع الاستقرار، وذلك عبر التاريخ، ومنذ الاستقلال وما قبله، لم تؤتَ مصر من الجنوب، وظلت حدودها الجنوبية آمنة تمامًا، بل هي، في لحظات الخطر، أصبح السودان هو ظهرها الذي تتكئ عليه.
وهذا الجيش، الذي تقف مصر مدافعة عن حقه في الوجود، مؤسَّسٌ وطنيًّا، هو ذات الجيش الذي قاتل جنوده كتفًا بكتف مع الجيش المصري في كل حروبه عبر التاريخ.
تدرك مصر أنها إذا تركت حدودها الجنوبية نهبًا للمليشيات والدول التي تدعمها، فإن أمنها القومي سيصبح في مهب الريح، إسرائيل التي تتربص بها، رغم اتفاقات السلام، ستكون في خاصرتها، أضف إلى الفوضى في ليبيا، لتكون مصر بذلك في دائرة اللهب: فإسرائيل فوقها، وتحتها، وبالجنب.
5
تُراهن الإمارات على منطق النفوذ السريع والمال السياسي، بينما تراهن مصر على منطق الاستقرار التاريخي وشبكات الأمن القومي المتجذرة.الصراع هنا ليس فقط على السودان، بل على من يقود الإقليم في هندسة ما بعد الفوضى.
الرباعية التي لم تنعقد، كانت أصدق من كل البيانات. فقد قالت بانسحابها، إن التزوير السياسي لا يُفرض بالمال، وإن الخرائط تُرسم بالتاريخ لا بالشيكات.
6
مصر تقف هذا الموقف ليس دفاعًا عن السودان وجيشه فحسب، إنما دفاعًا عن نفسها، وريادتها، وأمنها، وهي في ذلك قد تخسر الإمارات، الحليف الداعم بالمليارات، والمستثمر الأول، ولكن كل ذلك لا يمكن أن تقايضه مصر بتاريخها، وخاصة أن “الطارئين على التاريخ” يحاولون أن يغيروا مجراه بفلوسهم، لكن الأموال لا تشتري تاريخًا، قد تصنع واقعًا مزيفًا تتسيده أوهام القوة وأحلام السيطرة والنفوذ، لكن لا تمنحها جذورًا في أرض لم تعرف لها يومًا ظلاً ولا انتماء.
الإماراتالجيش السودانيالرباعية