بينما يمكن تقسيم مسلسلات رمضان 2025 إلى أعمال كوميدية تعتمد على خفة ظل أبطالها وضيوف شرف يتبدلون لتحريك المياه الراكدة في الحبكة، ومسلسلات الأبطال الشعبيين الذين يتحدثون بالكلمات المسجوعة ويستطيعون التغلب على ظروفهم السيئة بقوة الجدعنة والمبادئ يظهر مسلسل لا ينتمي إلى أي فئة ولا يمكن توقع أحداثه من حلقة إلى أخرى، ومفاجآته تكسر أفق توقعات المتفرجين، وهذا المسلسل هو "إخواتي".

"إخواتي" من إخراج محمد شاكر خضير، وبطولة نيللي كريم وروبي وكندة علوش وجيهان الشماشرجي وحاتم صلاح وعلي صبحي، وتأليف مهاب طارق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وجبتك الأولى بعد الصيام.. ماذا تأكل لتجنب التعب؟list 2 of 2"شارع الأعشى".. رحلة زمنية إلى قلب الرياض في السبعينياتend of list مسلسل يشبه الأحلام السريالية

تبدأ أحداث مسلسل "إخواتي" بحلم يراود نجلاء (جيهان الشماشرجي) ترى فيه زوجها مقتولا عند باب منزله في إحدى الليالي.

تروي نجلاء الحلم خلال ظهورها في برنامج تلفزيوني مختص بتفسير الأحلام، لكن سرعان ما يتحول هذا الحلم إلى حقيقة مطابقة للتفاصيل التي رأت، مما يثير ذعرها، وربما يفوق وقع الصدمة نفسها لفقدان زوجها المفاجئ.

في المشاهد التالية تجتمع الأخوات الأربع بطلات المسلسل في جلسة أقرب إلى مجلس حرب، لمناقشة المأزق الذي وجدن أنفسهن فيه.

تدرك الأخوات أن الشبهات ستتجه نحو نجلاء، خاصة بعد تصريحها العلني عن الحلم عبر شاشة التلفاز، لذا، يتخذن قرارا سريعا بضرورة استخراج تصريح دفن رسمي دون الخضوع لفحص طبي، لتجنب تصنيف الوفاة جريمة تستدعي التحقيقات القانونية.

إعلان

تبدو هذه الأفعال العبثية منطقية تماما لبطلات المسلسل رغم أنهن ظاهريا نساء عاديات يشبهن ملايين المصريات، لكن ردود أفعالهن تضعهن في عالم سريالي تحركه الأحلام والدوافع الشخصية الغامضة، والأهم من ذلك رباط أخوي قوي يدفعهن إلى اتخاذ قرارات قد تصل إلى ارتكاب أفعال تعد قانونيا جرائم.

تتعامل شخصيات المسلسل جميعها مع الموت وكأنه مجرد حدث عابر لا يحمل ثقل الحقيقة القاسية التي يواجهها البشر عادة بتوجس.

يمكن تفهُّم هذا التقبل لدى فرحات (حاتم صلاح) الذي يعمل في المقابر ويشرف بنفسه على عمليات الدفن، وكذلك هشام (علي صبحي) المتخصص في الآثار المصرية، إذ يشكل دخول المقابر جزءا من روتينه المهني.

لكن الغريب أن ناهد (كنده علوش) وأحلام وسهى (نيللي كريم) لا يُظهرن أي ارتباك تجاه وجود جثة زوج الأخت محفوظة في ثلاجة المنزل بجوار الفاكهة والألبان، دون أن يقدم المسلسل تفسيرا واضحا لهذا التعامل غير المألوف مع الموت.

هذا التعايش المفرط مع الموت يرسخ العبثية المسلية التي تميز المسلسل، فكما جاء رد فعل البطلات على وفاة ربيع (أحمد حاتم) مفاجئا وغير تقليدي تتسم قراراتهن طوال الأحداث بالانفعال والتسرع، مما يؤدي إلى مشاهد طريفة وتصاعد درامي غير متوقع، ليمنح العمل بعدا سرياليا يجعله أقرب إلى عالم الأحلام.

انتصار النساء

بطلات "إخواتي" لا يخفن الموت فحسب، بل يمتلكن شخصيات فريدة وطبائع خاصة تميزهن، فهن سريعات البديهة، قادرات على انتزاع الضحكة حتى في أحلك اللحظات، جريئات في التعبير عن أفكارهن دون اكتراث بالأعراف المجتمعية السائدة.

تخوض أحلام تجربة غير مألوفة في مجتمعها، إذ تعمل سائقة أجرة -وهي مهنة تعد "حكرا على الرجال"- لتعيل طفليها بعد وفاة زوجها، ولا تتردد في ردع أي راكب يتجاوز حدوده بكلمة أو تصرف.

أما سهى فتواجه الظلم بحدته، فتضرم النار في مصنع الملابس الذي تعمل فيه انتقاما من مديرها المتحرش، كما أنها تعيش حياة لا تخضع للمقاييس التقليدية، إذ اختارت الزواج من شاب يصغرها سنا، دون أن تعير الفوارق العمرية أي اهتمام.

إعلان

أما ناهد فهي أكثر جرأة في تحدي الأعراف، إذ تخفي المواد المخدرة عن زوجها رغم محاولاته إقناعها، وحين تكتشف عجزها عن الإنجاب لا تستغرق في الحزن طويلا، بل تتبنى فكرة الأمومة من زاوية مختلفة، مقتنعة بأن التبني خيار طبيعي لا يمس هويتها كامرأة.

في المقابل، تبدو نجلاء (زوجة ربيع المقتول) الأكثر ضعفا بين أخواتها، إذ عاشت في ظلال سيطرة زوج متسلط فرض عليها العزلة عن شقيقاتها وأجبرها على ترك عملها، لكن بعد وفاته تنكشف لها خيانته وزواجه من أخرى، مما يبدد حزنها عليه ويدفعها في الحلقات التالية إلى البحث عن حريتها واستعادة استقلالها.

"إخواتي" من تأليف مهاب طارق الذي عُرض له رمضان الماضي في 2024 مسلسلان من بطولات نسائية كذلك، أشهرهما "نعمة الأفوكاتو"، والذي تناول قصة المحامية الذكية نعمة (مي عمر) التي يتزوج عليها زوجها ويحاول التخلص منها، فتنتقم منه شر انتقام، في حين أن المسلسل الآخر هو "لحظة غضب"، والذي تجمعه مع مسلسل "إخواتي" نقاط تشابه أكبر من مجرد الشخصيات النسائية القوية.

مسلسل "لحظة غضب" (الجزيرة)

يُقتل الزوج المسيء في الحلقة الأولى من كل من المسلسلين "لحظة غضب" و'"إخواتي"، لكن الزوجة يمنى (صبا مبارك) هي من ترتكب بالجريمة وتحاول إخفاءها عن عائلته طوال المسلسل، في حين لم يتم الإعلان عن قاتل ربيع في "إخواتي".

لكن نجلاء وأخواتها يدّعين أمام عائلة القتيل أن الوفاة حدثت لأسباب طبيعية، تمتد التشابهات إلى أنه في كلا العملين يعد الموت إزاحة لعنصر مؤذٍ ومنغص للحياة أكثر مما هو مدعاة للحزن، فيتم التعامل مع عملية التخلص من الجثة على أنها الأزمة الحقيقية للعمل.

وأيضا نلاحظ في المسلسلين أريحية التعامل مع الجسد الميت، فبينما تضع يمنى زوجها في حقيبة سفر يتم تخزين ربيع في ثلاجة الطعام لأيام قبل دفنه.

تتمثل نقطة التشابه الأهم في الطابع الفكاهي عند التعامل مع حدث يتم تناوله بشكل أكثر درامية في المعتاد، وهو الموت، والخفة التي تغلب على المسلسل بشكل عام، والتي تمرر بسلاسة أفكاره المنتصرة للنساء.

إعلان

ويتم ذلك بفضل اختيار محمد شاكر خضير كوادره التي تؤطر الموت بشكل كوميدي، وتركز على الألوان الزاهية في الديكورات، والأداء الممتاز من بطلات وأبطال المسلسل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025

إقرأ أيضاً:

شركات التكنولوجيا الكبرى تتجاوز التوقعات رغم ارتفاع الرسوم الجمركية وتكاليف الذكاء الاصطناعي

(أ ف ب) - تمكنت الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، "جوجل" و"ميتا" ("فيسبوك" و"إنستجرام") و"مايكروسوفت" و"آبل" و"أمازون"، من أن تحقق أرباحا فاقت التوقعات في الربع الثاني رغم إنفاقها الضخم على الذكاء الاصطناعي وحال عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة بالتعريفات الجمركية.

فقد تجاوزت القيمة السوقية لـ"مايكروسوفت" يوم الخميس للمرة الأولى عتبة الأربعة آلاف مليار دولار، وباتت ثاني شركة تتجاوز هذه العتبة الرمزية بعد "نفيديا" الرائدة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي.

وجاء ذلك غداة إعلان "مايكروسوفت" يوم الأربعاء أن صافي دخلها بلغ 27,2 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من أبريل إلى يونيو، بزيادة قدرها 24 % على أساس سنوي، فيما بلغت الإيرادات 76,4 مليار دولار، بزيادة قدرها 18 %على أساس سنوي.

وتجاوزت إيرادات أعمالها السحابية (الحوسبة مِن بُعد وخدمات الذكاء الاصطناعي للشركات) 100 مليار دولار للسنة المالية، أي أكثر من إجمالي إيرادات "مايكروسوفت" قبل 10 سنوات.

كذلك فاجأت "ميتا" وول ستريت يوم الأربعاء بصافي أرباحها الذي بلغ 18,34 مليار دولار، أي بزيادة 36%، في حين بلغت إيراداتها 47,5 مليار دولار في الربع الثاني من السنة الحالية، بزيادة قدرها 22% على أساس سنوي.

وعزا الرئيس التنفيذي للمجموعة مارك زاكربرغ أداءها إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أدواتها الإعلانية.

وأشار خلال مؤتمر المحللين إلى قدرة الذكاء الاصطناعي مثلا على اقتراح مواضع الإعلانات للمعلنين، مما يُحسّن معدلات تحويل الإعلانات (أي عدد الزوار الذين أكملوا إجراءً فعليا على أساسها)، وقدرته كذلك على اقتراح المحتوى للمستخدمين، مما يعزّز الوقت الذي يمضونه على منصات التواصل الاجتماع.

وبالتالي، حققت "ميتا" التي تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث القدرة على جذب الإعلانات الرقمية هوامش ربح قوية رغم الزيادة المطردة في إنفاقها على الذكاء الاصطناعي.

- "موجة النمو" -

ومن شأن هذه النتائج أن ترضي زاكربرغ الذي يتطلع إلى تقنية "الذكاء الخارق" الافتراضية ذات القدرات المعرفية المتفوقة على قدرات البشر.

وأغرى زاكربرغ في الآونة الأخيرة مسؤولين بارزين في "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك" و"جوجل" بمبالغ كبيرة لترك وظائفهم والانتقال إلى صفوف مجموعته، ويعتزم استثمار "مئات المليارات من الدولارات" في مراكز بيانات جديدة مزودة برقائق متطورة وموارد طاقة هائلة.

كذلك أعلنت "جوجل" أن استثماراتها ستزداد أكثر. ومن المتوقع أن تصل نفقاتها الاستثمارية إلى نحو 85 مليار دولار هذه السنة، بزيادة قدرها 10 مليارات دولار عن المخطط له، مقارنةً بـ 52,5 مليار دولار عام 2024.

وهذه الاستثمارات ضرورية خصوصا لأعمالها السحابية، إذ حققت "جوجل كلاود" مجددا نموا قويا مع زيادة مبيعاتها بنسبة 32 % لتتجاوز 13 مليار دولار، لكنها تواجه صعوبة في تلبية الطلب.

ويمكن للمجموعة العملاقة في مجال الإنترنت الاعتماد على أرباحها، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 14 % على أساس سنوي لتصل إلى أكثر من 96 مليار دولار، من بينها 28,2 مليارا صافي دخل في الربع الثاني.

ولا يبدو إلى اليوم أن محرّك البحث يعاني من مشاكل بسبب المنافسة المتزايدة من الأدوات المساعِدة العامة القائمة على الذكاء الاصطناعي على غرار "تشات جي بي تي" (من شركة "أوبن إيه آي") والأدوات المتخصصة في البحث الإلكتروني على غرار "بربليكسيتي"، إذ سارع هو نفسه إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

ولاحظ دان آيفز أن "السوق لم تستوعب بعد موجة النمو المقبلة، والتي تغذيها خطط إنفاق تبلغ قيمتها نحو 2000 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة من قبل الشركات والحكومات لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي".

- الرسوم الجمركية -

وكان المستثمرون مهتمين أيضا برصد الآثار المحتملة للحروب التجارية.

ويبدو أن "ميتا" و"أمازون" تستفيدان من سياسات إدارة دونالد ترامب في الوقت الراهن. ففي ظل المناخ الضبابي السائد، تحصّن المعلنون بمنصات مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي الموثوق بها.

وأفادت "أمازون.كوم"، من جانبها، من تراجع المنافسة الصينية في الولايات المتحدة، إذ فقدت شركتا "شين" و"تيمو" الإعفاء الجمركي الذي كانت تتمتع به الطرود الصغيرة.

كذلك حققت الشركة التي تتخذ من سياتل مقرا لها نتائج أفضل من المتوقع، وخصوصا بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمستهلكين والشركات عبر منصة "إيه دبليو إس" AWS السحابية.

لكنها تنمو بوتيرة أبطأ من منافستيها "مايكروسوفت" و"جوجل". وجاءت توقعات "أمازون" للربع الحالي مخيبة للآمال. وانخفض سعر سهمها بأكثر من 6 % في التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك يوم الخميس.

أما نتائج "آبل" الربعية فقوبلت بارتياح في السوق رغم ارتفاع تكلفة الرسوم الجمركية وتأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأعلنت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها عن صافي ربح بلغ 23,4 مليار دولار (9 %)، بفضل مبيعات هواتف "آي فون".

وتجاوزت نتائج "آبل" بشكل كبير التوقعات على الرغم من فاتورة بقيمة 800 مليون دولار تتعلق بالرسوم الإضافية الأميركية. ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفة هذه التعريفات مليار دولار خلال الربع الحالي.

مقالات مشابهة

  • الموت يُفجع الإعلامية لميس سلامة
  • يوسف الشريف يعود إلى دراما رمضان بعد غياب 5 سنوات
  • غادرت إلى جهة مجهولة ولم تعد... نجلاء مفقودة (صورة)
  • شركات التكنولوجيا الكبرى تتجاوز التوقعات رغم ارتفاع الرسوم الجمركية وتكاليف الذكاء الاصطناعي
  • مقتل عامل وإصابة آخر بانفجار قذيفة هاون بشبوة
  • بفستان ستان.. ظهور لافت لـ نجلاء بدر عبر إنستجرام
  • خالف كل التوقعات.. لماذا لم يتسبب زلزال كاماتشتكا الهائل في تسونامي كبير؟
  • هل تتراجع الأسعار قريبا؟.. باحث اقتصادي يكشف التوقعات
  • صبا مبارك تنتظر «220 يوماً»
  • «بعد شائعة انفصالهما».. أول ظهور لـ دنيا سمير غانم مع زوجها وابنتها