واستضافت الحلقة الدكتور محمد عبد الفتاح الخطيب، وهو أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر ورئيس لجنة الوقف والابتداء بمصحف الأمة.
يقول الله عز وجل في سورة البقرة "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون".
ويوضح الدكتور الخطيب أن المسلم حينما يقرأ القران الكريم في غيبة المعنى وفي غيبة اليقظة لا يكون له أثر في حياته ولا في تحركه في الحياة، ويذكّر بأن الله عز وجل يقول في سورة ص: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب".
ويشير إلى أن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، وهو أحد الصحابة الذين تنتهي إليهم أسانيد القرآن الكريم، يقول فيما رواه عنه الهيثمي في زوائده وابن الأثير في غريبه "من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين".
ويقال في اللغة ثورت الأرض أي قلبتها وحرثتها وجعلت ظاهرها باطنها وباطنها ظاهرها.
ويلفت إلى أن الأمة الآن بكل ما يحيط بها من تحديات ومصاعب تحتاج إلى تثوير حياتها، وأن تبدأ بالقرآن الكريم، بمعنى أن تحسن التلقي عن الله عز وجل فهما وتنزيلا، ويبرز أن كل آية في القرآن الكريم هي في الموضع الذي أراد الله عز وجل أن تكون فيه، وكل سورة هي في موضعها الذي أراد الله عز وجل أن تكون فيه، وكل اسم لسورة هو في موضعه الذي أراد الله عز وجل أن يكون فيه.
إعلانويقول الخطيب إن المسلم عليه أن يتساءل عن سبب تسمية سورة البقرة مثلا بهذا الاسم، هل لأن حادثة بني إسرائيل شيء غريب وعجيب كما ذهب بعض العلماء؟ أم إن هناك سرا وحكمة أخرى؟
ثم إن القرآن الكريم يكرر كثيرا من القصص، مثلا قصة آدم عليه الصلاة والسلام مع إبليس وردت في سورة البقرة وفي الأعراف والحجر و"ص" والكهف، لكن القرآن الكريم يختار لكل سورة من ملامح القصة مشهدا يختلف عن كل المشاهد.
ويذكر الخطيب أن العلماء والشيوخ الكبار يقولون إن كل شيء في القرآن الكريم هو مناسب لما وضع فيه، لا اختلال ولا تغاير ولا تنافر، وإنما هو كما أراده الله سبحانه وتعالى.
وفي توضيحه لمعنى التناسب في الآيات، يوضح أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر أن أطول سورة في القرآن الكريم هي البقرة، وهي فسطاط القرآن، أي الخيمة، وتشتمل على كل معاني القرآن الكريم، وتسمى أيضا سنام القرآن لأن فيها كل معنى يريد الله عز وجل أن يربي الأمة به وأن تتحرك به.
ويدعو الخطيب المسلمين إلى التمعن في الآيات، وأن لا تمر عليهم وهم في عجلة وفي غفلة عن اليقظة التامة، ويدعو المسلم إلى أن يسأل نفسه مثلا عن سورة البقرة وسبب تسميتها بهذا الاسم، وعن سبب الانتقال من الحديث عن قصة الخلق إلى الحديث عن بني إسرائيل.
ويجيب حول سبب الانتقال بأن بني إسرائيل في ذلك الوقت كانوا هم الأمة الوحيدة والمجموعة الفريدة التي تمتلك القصة الحقيقية للخلق كما أنزلها الله عز وجل في التوراة قبل أن يحرفوها، وكانوا أيضا هم الأمة الفريدة قبل نزول الوحي التي تمتلك الخارطة الأصلية لهذا الوجود، ثم كان العبث منهم بقصة الخلق.
16/3/2025-|آخر تحديث: 16/3/202506:15 م (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان القرآن الکریم سورة البقرة
إقرأ أيضاً:
لقاء للعلماء والخطباء في عمران لمناقشة المستجدات في ظل الجرائم الصهيونية في غزة
الثورة نت/..
عقد في محافظة عمران اليوم، لقاء موسع للعلماء والخطباء والمرشدين، تحث شعار “لاعذر للجميع أمام الله في نصرة غزة ومواجهة المخططات الصهيونية الأمريكية”.
وفي اللقاء أكد محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان، إلى المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والخطباء خلال المرحلة الراهنة في تعزيز الوعى والصمود المجتمعي.
ونوه بالدور التنويري الذي يضطلع به العلماء تجاه المجتمع، في الإرشاد والتوعية بالمؤامرات التي تستهدف الأمة وعقيدتها وهويتها ووحدتها، ما يتطلب الاضطلاع بالواجب الديني والأخلاقي والإنساني تجاه قضايا الأمة المركزية.
وأشار جعمان إلى أهمية الحشد والتعبئة والتوعية بأهمية التحرك والالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والاستمرار في الحراك الشعبي لحضور الفعاليات والوقفات والمسيرات الجماهيرية المناصرة للشعب الفلسطيني في غزة.
وفي اللقاء الذي ضم أمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس ووكلاء المحافظة عبدالعزيز أبوخرفشة وأمين فراص وحسن الأشقص، ومسؤول التعبئة سجاد حمزة، أكدت كلمات أعضاء رابطة علماء اليمن صالح الخولاني وعبدالواحد الاشقص وقاسم السراجي، إلى ضرورة التكاتف وتلاحم المسلمين لنصرة المجاهدين في غزة لمواجهة أعداء الأمة.
وحذروا من خطورة وتبعات التهاون أو التفريط أوالتثبيط في الدعوة للجهاد في سبيل الله ونصرة الشعب الفلسطيني، داعين كافة العلماء إلى الاضطلاع بواجبهم في الحث على الجهاد ومواجهة العدو الأمريكي، والإسرائيلي الذي يرتكب جريمة إبادة في غزة في ظل صمت عربي إسلامي معيب.
فيما تطرقت كلمتا ممثلي السلفية والدعوة بالمحافظة محمد الريمي وفهد الصعر، إلى خطورة التخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وعاقبة ذلك في الدنيا والآخرة.
وأكدتا أنه لا عذر لأحد من أبناء الأمة في بذل الجهد لرفع الظلم عنهم ونصرتهم.
وأشار الريمي والصعر إلى أن ما يجري بأبناء غزة، سببه تخاذل أبناء الأمة وعدم قيامهم بواجبهم.
واستنكرا استمرار المجازر وجرائم الإبادة وحرب التجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.
وأكد بيان صادر عن اللقاء تلاه عضو رابطة علماء اليمن – مفتي عمران العلامة محمد الماخذي، أهمية انعقاد اللقاء بمشاركة كوكبة من العلماء والخطباء من أبناء محافظة عمران، لتبيين الموقف الشرعي الواجب على المسلمين تجاه الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية اتخاذ موقف صارم للتصدي للعدو الصهيوني، الأمريكي وإيقاف جرائم الإبادة في قطاع غزة.
وأكد البيان على وجوب اتحاد المسلمين صفاً واحداً لنصرة غزة وكل فلسطين والمسجد الأقصى، مبينا أن الاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين وخصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية، كما قال تعالى: (وَاعتصموا بحبل الله جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا).
وأدان استمرار المجازر وجرائم الإبادة والتجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.
وحمل بيان لقاء العلماء والخطباء والمرشدين، دول الطوق العربية وشعوبها حول فلسطين، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع.
ولفت، إلى أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة أشدُّ حُرمة، يجب التخلص منها بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، والواجب الشرعي ينبغي أن تتحول تلك العلاقات إلى عداء شديد للعدو الصهيوني.
كما أكد البيان على حرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية، كونها تشكل تهديدا على المنطقة، حيث تعتبر تلك القواعد منطلقاً للعدوان واختراقاً للأمن القومي العربي والإسلامي، مطالبا بإخراجها وتحرير المنطقة منها كواجب شرعي.
ودعا جميع علماء الأمة الإسلامية إلى الاضطلاع بالمسؤولية، في تبيين الموقف لجميع المسلمين أنظمة وشعوباً وجيوشا، بإدانة العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة.
وعبر البيان عن الأسف والادانة للمواقف المتراجعة والمخزية لعلماء الأزهر الشريف، مجددا الدعوة لدعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، والكف عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل.
كما حذر من مغبة المواقف المخزية والفتاوى والبيانات المضللة التي تعتبر اصطفافاً مع العدو، وتفريقاً لكلمة المسلمين، مؤكدا أنه لا نجاة للأمة ولا سبيل لنيل العزة والكرامة والحرية والاستقلال إلا بالجهاد في سبيل الله ضد “أمريكا وإسرائيل”.
وأشاد البيان بالموقف المشرف الميداني والإيماني للشعب اليمني، وقيادته الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة الباسلة المساند لغزة والمتضامنة مع كافة الشعوب المظلومة.
وبارك، بيان القوات المسلحة الذي أعلنت فيه خيارات تصعيدية وتوسيع دائرة الاستهداف لكل ماله علاقة بالكيان الصهيوني المجرم وبداية المرحلة الرابعة لإسناد غزة.
ونوه البيان بالمواقف الإيمانية المشرفة من قبل بعض العلماء كمفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا، وهي مواقف مهمة وشجاعة في زمن الصمت والخذلان.
وأثنى على مواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية، وعلى الدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي وإسهامهم في إظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة.
ودعا العلماء والخطباء إلى أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم، كسلاح فعال لمواجهة العدو والتصدي لمؤامراته ومخططاته.