فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا.
وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.
وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.
ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.
ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فاينانشيال تايمز الولايات المتحدة ترامب حلفاء واشنطن الولایات المتحدة کوریا الجنوبیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغوط ترامب؟
تواجه فكرة "تبادل الأراضي" بين أوكرانيا وروسيا، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف إنهاء الحرب، رفضا واسعا في كييف، خاصة حين يتعلق الأمر بإقليم دونباس شرقي البلاد، وفق ما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
لكن الصحيفة تقول إنه من غير الواضح ما إذا كانت روسيا على استعداد للتخلي عن أي أراض احتلتها أثناء الحرب في إطار فكرة التبادل هذه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: 7 محطات رئيسية في حرب روسيا وأوكرانياlist 2 of 2فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوات الماضيةend of listوحسب مسؤولين أوروبيين تحدثوا مع نظرائهم في إدارة ترامب حول محادثاتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن موسكو تريد من أوكرانيا الانسحاب من كامل إقليم دونباس بشكل أحادي.
وفي الوقت ذاته، يؤكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم لن يتخلوا عن أراضيهم مقابل وعود سلام مبهمة، وأنهم لا يثقون بأن روسيا ستلتزم بها.
وترى الصحيفة أن هذا الموقف لا ينبع فقط من مبدأ السيادة الإقليمية، بل من اعتبارات عسكرية وإنسانية وسياسية تجعل فكرة التخلي عن دونباس غير واردة في المخيلة الأوكرانية.
الأهمية العسكرية
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن إقليم دونباس كان مسرحا لبعض أشرس معارك الحرب العالمية الثانية، ولا يزال يمثل في الحرب الحالية جبهة قتال ضارية، خاصة في مدن مثل باخموت وأفدييفكا، حيث صمدت القوات الأوكرانية لسنوات، وأجبرت الروس على دفع ثمن باهظ لكل ميل يتقدمونه.
بيد أن باخموت وأفدييفكا هما المدينتان الوحيدتان اللتان تمكنت روسيا من السيطرة عليهما منذ السنة الأولى للحرب.
أما المدن التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية فتربط بينها طريق واحدة تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتشكّل خطا دفاعيا يحول دون تقدم القوات الروسية غربا عبر البلاد.
ويقول سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني في كييف، إن التخلي عن أي من هذه المدن "يعني حرفيا انهيار هذا الخط الدفاعي بأكمله".
كما أن التخلي عن الإقليم سيمنح موسكو -وفقا للصحيفة الأميركية- السيطرة على تحصينات أنفقت أوكرانيا عشرات الملايين من الدولارات على إنشائها، إضافة إلى بنية تحتية حيوية للسكك الحديدية وأراض غنية بالمعادن والفحم.
وتمتد خلف المدن الصناعية المكتظة بالسكان -حسب تعبير التقرير- مساحات شاسعة تُعد بوابة أساسية إلى قلب أوكرانيا.
إعلانويرى "معهد دراسات الحرب" في واشنطن أن تسليم إقليم دونباس لموسكو دون قتال سيتيح لروسيا إعادة تنظيم قواتها والانطلاق مجددا تجاه الغرب.
على الصعيد الإنساني، يحذّر المسؤولون والمنظمات الحقوقية من أن سقوط دونباس تحت السيطرة الروسية قد يطلق شرارة كارثة إنسانية، يُضطر معها مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى الفرار أو مواجهة العيش تحت حكم الاحتلال في ظل سجل موسكو الموثق بانتهاكات حقوق الإنسان، من اعتقالات تعسفية إلى التعذيب والإخفاء القسري، حسب تعبير الصحيفة.
وهناك أكثر من 200 ألف مدني يعيشون في منطقة دونيتسك الخاضعة لسيطرة أوكرانيا، وهي جزء من دونباس.
وعلى الصعيد السياسي، يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -مسنودا بدعم شعبي واسع- أي مفاوضات تتضمن التنازل عن أراض، استنادا إلى مبدأ سيادي متجذر في الهوية الأوكرانية، وإلى نصوص الدستور التي تمنع ذلك. ويظهر أن رفض التخلي عن دونباس هو مسألة مبدأ وكرامة وطنية، بالإضافة إلى أنها قضية أمنية وإنسانية.
ورغم أن البيت الأبيض والكرملين لم يطرحا علنا خطة محددة لـ"تبادل الأراضي"، فإن الرفض السريع للفكرة من قبل الرئيس زيلينسكي يعكس واقعا أساسيا غالبا ما يُغفل عنه في الغرب، حسب المؤرخ الأوكراني ياروسلاف هريتساك.
ووفقا لهريتساك، فإن الهوية الأوكرانية تتمحور حول مبدأ سيادي متجذر، وإلى نصوص في الدستور تمنع حل أي قضية وطنية بمعزل عن الأوكرانيين.
ويعتقد المؤرخ أن هذا المبدأ هو الذي يفسر لماذا يحظى زيلينسكي بدعم واسع في الداخل رغم تراجع شعبيته، مشيرا إلى أن الدستور الأوكراني لا يمنحه أي صلاحية للتفاوض على التخلي عن أجزاء من البلاد.
ورغم هذه العراقيل، لا يستبعد هريتساك إمكانية التوصل إلى صفقة كبرى، لكن بشرط أن تتضمن انسحاب روسيا من جنوب أوكرانيا بالكامل. وحتى ذلك قد لا يكون كافيا -برأي الصحيفة الأميركية- لأن الأوكرانيين لا يرون هذه الأراضي مجرد مساحة جغرافية.