إعادة اعتقال صحفية مصرية بعد عام على الإفراج عنها.. واستنكار حقوقي
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
اعتقلت السلطات المصرية الصحفية صفاء الكوربيجي مجددا، بعد نحو عام من الإفراج عنها، حيث وجهت إليها نيابة أمن الدولة العليا تهما تشمل "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة"، وفق ما أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.
وأوضحت المنظمة أن هذه الاتهامات "تعد نمطا اعتياديا يستخدمه النظام في مصر ضد معارضيه للتنكيل بهم"، مشيرة إلى أن توقيف الكوربيجي جاء بعد سلسلة من الاستدعاءات الأمنية والمراقبة الإلكترونية لأنشطتها الصحفية، في ظل تراجع مستمر لمؤشرات حرية الصحافة والتعبير في البلاد.
ويعد هذا الاعتقال الثاني للصحفية، التي سبق أن احتجزت في عام 2022 على خلفية منشورات تنتقد السلطة، قبل أن يفرج عنها بشروط.
واعتبرت المنظمة أن "إعادة توقيف الكوربيجي تكشف عن سياسة ممنهجة لتجريم التعبير السلمي عن الرأي، واستغلال القوانين الأمنية لملاحقة الأصوات المستقلة، وخصوصا الصحفيين المنتقدين للحكومة أو العاملين خارج المنظومة الرسمية".
وأكدت المنظمة أن اعتقال الصحفية يشكل انتهاكا مباشرا لحقوقها المكفولة في المادة 65 من الدستور المصري التي تضمن حرية الفكر والرأي، وكذلك المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي التزمت مصر بتطبيقه.
كما أن تكرار استخدام الحبس الاحتياطي الطويل دون محاكمة يتعارض مع مبادئ العدالة المنصوص عليها في المادة 9 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويصنف ضمن الاحتجاز التعسفي المحظور دوليا.
وشددت المنظمة على أن اعتقال الكوربيجي يعكس سياسة التوسع في توجيه تهم فضفاضة مثل نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية ضد الصحفيين، بهدف إخضاع المجال الإعلامي بالكامل، وتحويل النقد إلى جريمة، والكلمة إلى أداة اتهام.
وفي الوقت نفسه، لا يزال أكثر من 20 صحافيا رهن الاعتقال، بينما تواجه مئات المواقع الإخبارية والإلكترونية الحجب أو الرقابة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصرية الصحفية الاعتقال مصر اعتقال صحفية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سياسة هدم المنازل الإسرائيلية تشرد الفلسطينيين وتهدد مصيرهم
الضفة الغربية- لم يتوقف أثر هدم 5 منازل في بلدة بروقين قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية عند حدود تشريد أصحابها فقط، بل فتح الباب على مصير عشرات العائلات الأخرى المهددة بالهدم. في لحظة، وجدت 5 أسر نفسها بلا مأوى، لتبدأ رحلة البحث عن مأوى بديل والعيش في بيوت أقارب أو تحت تقدير الظروف الصعبة.
هذه ليست سوى صورة مصغرة عن واقع تعيشه العديد من عائلات القرية، التي تصنف 70% من أراضيها ضمن مناطق "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، حسب اتفاق أوسلو، حيث يشكّل شبح الهدم تهديدا دائما يطارد السكان، ويُحوِّل حياة الناس إلى انتظار على أعتاب المجهول.
وصباح يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي، استيقظت عائلة جمال الحاج على أصوات الجرافات وناقلات الجند الإسرائيلية وهي تُطوق وتشرع بهدم منزله الذي يعيش فيه ابنه بسام مع زوجته وأطفاله، مع منزلين آخرين في الوقت نفسه.
وحاولت العائلات التواصل مع محاميها في اللحظات الأخيرة، لكن دون جدوى، إذ لم تستجب سلطات الاحتلال لأي محاولات لتجميد القرار أو تأجيله.
تبعات الهدم
ويقول جمال للجزيرة نت إنه فوجئ قبل أشهر، في نهاية مايو/أيار الماضي، بقرار وقف بناء رغم أن المنازل المستهدفة ليست أبنية حديثة أو قيد الإنشاء، بل مأهولة منذ أكثر من 15 سنة وتضم عائلات كاملة. ويضيف "لم نتلقَّ أي إخطار مسبق، أو قرار بالهدم، وفجأة، وجدنا الجرافات تقف أمام منازلنا، تهم بالهدم".
لم يخسر جمال منزله الذي بناه حجرا فوق حجر فقط، بل فقد أيضا جميع مقتنياته وأثاثه الذي لم يتمكن من إخراج معظمه خلال عملية الهدم، حيث أُجبروا على الخروج على عجل بعد أن طلب منهم الجنود إخلاء منازلهم وأخذ ما خفّ وزنه من المال والذهب وأوراقهم الثبوتية فقط.
منذ ذلك اليوم، يستضيف جمال الحاج ابنه الذي هُدم منزله مع زوجته وأطفاله في بيت العائلة، ويردف جمال بأسى قائلا "البيت كلَّفنا تعب السنين، وبناؤه استغرق وقتا وجهدا، والآن ابني وأولاده بلا استقرار ولا خصوصية". وبات حال عائلته "لا يوصف" بعد هدم منزلهم، يقول جمال، حيث يعيشون اضطرابا، وحيرة، وخسارة لكل ما جمعوه على مدى سنوات.
وعلى بُعد أمتار من منزل جمال المهدوم، يواجه عمار بركات مصيرا مشابها، إذ لم يعرف طعم النوم منذ أن تسلّم إخطارا بوقف البناء تمهيدا للهدم. ويقول للجزيرة نت "لا يمرّ يوم وأنا مطمئن، في كل لحظة أتوقّع أن يأتوا لهدم البيت فوق رؤوسنا".
إعلانومنزل بركات ليس بناء جديدا، بل قائم منذ أكثر من 10 سنوات، وفي طابقه الأول مخازن صغيرة شيّدها بجهده، يعلوها شقتان تسكنهما عائلتان: هو وزوجته المريضة بالسرطان، وابنه المتزوج مع زوجته وأطفاله.
ويضيف بصوت يختلط فيه الغضب بالعجز "نحن 14 فردا، ولا نملك سوى هذا البيت. إن هدموه، سنجد أنفسنا في الشارع، فلا أرض لدينا نبني عليها، ولا بيت آخر نلجأ إليه".
الاحتلال يفجر منزل الشهيد محمد بسام طه في بلدة قطنة شمال القدس المحتلة، أحد منفذي عملية "راموت" التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة آخرين قبل شهر#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/6JYpHHhrQD
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 10, 2025
ويحاول بركات الظهور متماسكا، لكنه لا يخفي شعوره بالانكسار، مردفا "عمري 51 عاما، قضيته كلّه هنا. بنيت دار العمر بشقاء وتعب السنين، واليوم يهددوننا وكأن كل العمر ينهار".
وعند سؤاله عن أي خطة بديلة أو تحضيرات في حال تنفيذ الهدم، بدا السؤال عبثيا بالنسبة لعمار بركات الذي يعيش تحت وطأة التهديد والخوف، فزوجته تعاني من سرطان في الدماغ وتنتظر عملية جراحية خلال أسابيع، بينما هو يواجه حالة إنهاك نفسي عميقة.
وبين مرض زوجته وبيت العمر المهدد بالهدم، لا يعرف عمار أيّ الوجعين أولى بالقلق، قائلا "الظروف أقوى منّا، وما لنا إلا الله، نردّد دائما: أمرنا لله، والفرج من عنده".
ويختم "لم أعد أستطيع التفكير، فليس لدينا بديل، ولا قدرة مادية، ولا أرض أخرى الظروف أقوى منّا".
إجراءات تعجيزيةمن جهته، يؤكد رئيس بلدية بروقين، فايد صبره، للجزيرة نت، أن عمليات الهدم في بلدة بروقين بدأت منذ سنوات، لكنّ الهجمة الأخيرة كانت الأوسع، ووقعت تحديدا يوم 14 مايو/أيار 2025، بعد عملية إطلاق نار قرب مستوطنة بروخين الجاثمة على أراضي القرية، حيث شنّت قوات الاحتلال حملة واسعة على المنطقة الشمالية من البلدة، بحجة أن المنازل غير مرخّصة.
ويشير صبرة أن 21 عائلة تلقت إخطارات بوقف البناء، خلال اجتياح واسع للبلدة وفرض حصار مشدد، وأُمهلت مدة لا تتجاوز 24 ساعة فقط لتقديم الأوراق اللازمة للاعتراض، وهي فترة قصيرة جدا لا تتيح أي تحرك قانوني فعلي.
كما فُرض منع تجول في المنطقة لعدة أيام، مما جعل من المستحيل تقريبا على الأهالي متابعة الإجراءات أو تقديم اعتراضاتهم في الوقت المحدد.
ويضيف "معظم منازل القرية عمليا تقع تحت خطر الهدم في أي وقت، وجرى هدم 3 منازل دفعة واحدة، تلاها بعد أيام هدم منزلين آخرين".