كاتب يهودي: لا ترتكبوا مذابح بحق الفلسطينيين باسمنا
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
قال الكاتب اليهودي، بيتر بينارت، إنه في الوقت الذي نستعد فيه للاحتلال بعيد البوريم "المساخر"، عبر ارتداء اليهود أزياء سخيفة، وأكل المعجنات المثلثة، والاستماع لحكاية قديمة عن ارتكاب إبادة جماعية، نرتكب إبادة جماعية باسمنا في قطاع غزة.
واستعرض الكاتب في مقال بصحيفة الغارديان، ترجمته "عربي21" قصة توراتية، عن محاولة لإبادة جماعية كان سيرتكبها ملك بحق اليهود، وكيف قامت فتاة عبر حيلة بإنقاذهم، مشيرا إلى أن "الدولة اليهودية تمارس سلطان الموت والحياة على ملايين الفلسطينيين".
وفيما يلي النص الكامل للمقال:
في وقت لاحق من هذا الشهر، في عطلة البوريم، سوف يرتدي اليهود أزياء سخيفة، ويأكلون المعجنات المثلثة، ويستمعون إلى حكاية قديمة حول محاولة ارتكاب إبادة جماعية. ما نلاحظه وما لا نلاحظه بشأن تلك الحكاية يقول الكثير عما نلاحظه وما لا نلاحظه في إسرائيل وفلسطين.
مصدر الحكاية هو سفر أستير (في العهد القديم أو التوراة). تبدأ الحكاية بملك فارسي إباحي متهتك ينظم حفل عشاء، يشرب فيه حتى الثمل، ثم يأمر ملكته باستعراض جمالها أمام الحضور، وعندما ترفض ذلك يتخذ قراراً بإقصائها عن العرش. ثم يختار بديلاً لها أستير، وهي فتاة شابة جميلة، ولكنها، وهو ما لم يكن يعرفه، يهودية. ثم يتخذ قراراً شخصياً مشؤوماً باختيار هامان، شديد الكراهية لليهود، ليكون ذراعه الأيمن. وبذلك يصبح المشهد معداً لصدام ملحمي.
يقنع هامان الملك بالتوقيع على مرسوم يقضي بإبادة اليهود. يسمع بالخبر عم أستير، واسمه موردخاي، فيرسل لها قائلاً إن عليها أن تنقذ شعبها. على الرغم من أن الاحتجاج يعرض حياتها للخطر، إلا أن أستير تناشد الملك، ومن خلال سلسلة من المناورات الجريئة، تحرضه فينقلب ضد هامان، فيشنقه، ليحل محله موردخاي، وبذلك ينتصر الخير على الشر.
عندما يروي اليهود الحكاية في عيد بوريم اليوم، كثيرون منا يتوقفون عند ذاك. ولكن هذا ليس صواباً على الإطلاق. إذ أن سفر أستير لا ينتهي بموت هامان، بل يستمر إلى ما بعد ذلك، لأنه بالرغم من أن هامان لم يعد موجوداً، إلا أن مرسومه بقتل اليهود يبقى ساري المفعول، ولا يتمكن الملك من التراجع عنه. إلا أن ما يستطيع فعله هو تمكين موردخاي وأبناء عشيرته من تولي زمام الأمور وإطلاق أيديهم. وهو ما يفعلونه. يعلن سفر أستير أن "اليهود انهالوا على أعدائهم بالسيوف ذبحاً وتدميراً، وصبوا جام غضبهم على أعدائهم." في اليوم الثالث عشر من آذار، يقتل اليهود 75 ألف إنسان، ثم يعلنون الرابع عشر "يوماً للاحتفال والتعبير عن الفرح." يقوم اليهود، ولما تجف دماء خصومهم بعد، بالاحتفال والابتهاج. وذلك هو أصل عيد البوريم.
لا يتعلق عيد البوريم فقط بالخطر الذي يشكله الأغيار علينا، وإنما أيضاً بالخطر الذي نشكله نحن عليهم.
طوال الجزء الأكبر من تاريخنا، عندما لم تكن لدى اليهود القدرة على فرض إرادتهم بحد السيف، كانت خلاصة سفر أستير خيالاً لا يضر، بل وأمراً يمكن تفهمه. فمن يملك لوم قوم على أن يحلموا بعالم مقلوب رأساً على عقب؟ إلا أن النهاية تبدو مختلفة عندما تمارس دولة يهودية سلطان الحياة والموت على ملايين الفلسطينيين الذين لا يملكون حتى جواز سفر. ينبغي أن تقلقنا اليوم تلك الآيات المغموسة بالدماء. عندما نتلوها بصوت مرتفع في المعابد، ينبغي أن نستخدم اللحن الموجوع والحزين الذي ننشد به سفر المراثي، والذي يصف تدمير معابدنا القديمة.
بدلاً من ذلك، يختار معظمنا تجاهل العنف الذي ينتهي إليه سفر أستير، بل ينزع بعض اليهود المعاصرين إلى تبريره باعتباره دفاعاً عن النفس. وهناك في اليمين المتطرف من يحتفي به. إلا أن هؤلاء هم الاستثناء، لأن ما جرت عليه العادة هو أن نشيح عنه بوجوهنا، ونركز على ذلك الذي حاولوا هم فعله بنا. ثمة دعابة بأن كل عيد يهودية ينتهي إلى نفس المآل: "حاولوا قتلنا، ولكننا نجونا، فهيا بنا نأكل." تلك هي الطريقة التي يروي بها كثير من اليهود ليس فقط بوريم، بل وكذلك كثيراً من أعيادنا الأخرى المحببة إلينا. فعيد الفصح يذكرنا بتحريرنا من العبودية في مصر، وحانوكا (عيد الأنوار) يحتفي بالمكابيين الذين حررونا من قهر اليونانيين السوريين.
كل الاحتفالات التي لا نتمكن من إقحامها في مثل هذا النص الروائي فهي في الأغلب ليست مما يستحوذ على ذاكرتنا الجمعية. فلماذا شفوعوت (عيد العنصرة) أقل شهرة في أوساط اليهود المعاصرين من بوريم وحنوكا، رغم أنها أعياد أقل أهمية من الناحية الدينية؟ هناك أسباب متنوعة، إلا أن أحدها هو الآتي: لم يعد شفوعوت يتناسب مع الحكاية التي نرويها عن أنفسنا. ففي الحداثة، صار اليهود أكثر علمانية. وفيما عدا قلة قليلة من الملتزمين دينياً، لم نعد نصف أنفسنا بأننا قوم اختارهم الله حتى يتّبعوا الأحكام التي نُقشت في سيناء. بدلاً من ذلك نصف أنفسنا بأننا شعب كتب عليه التاريخ إلى الأبد مواجهة الإبادة ولكننا في نهاية المطاف ننجو بأعجوبة.
ومع هذه العلمنة جاء التفلت الأخلاقي. عند تفسير المعاناة اليهودية، يكاد التقليد الحاخامي يكون مسكوناً بمطالبة اليهود بالنظر في الذات والاعتبار بما جنيناه من خطايا. يلوم التلمود اليهود على صعود هامان لأنهم شاركوا في حفلة السكر والمجون التي دعا إليها الملك. بل يرى تفسير توراتي لنشيد الإنشاد أن الإسرائيليين الذين استعبدوا في مصر لم يكونوا يستحقون الحرية لأنهم عبدوا الأصنام. بل يخصص التلمود رسالة تلمودية بأسرها لتعليمنا كيف ينبغي على اليهود التعامل مع القحط. والجواب هو: علينا أن نصوم ونتوب من سيئات أعمالنا.
يصعب تحمل هذه العقيدة، ولا أدل على ذلك من أنها حينما تطبق على الفواجع المعاصرة مثل الهولوكوست (المحرقة)، يعتبر معظم اليهود، محقين، أن أي مقترح بأن علينا أن نلوم أنفسنا إنما هو مقترح بغيض للغاية. ولكن في غياب الإيمان بالثواب والعقاب الإلهي، توقفنا إلى حد كبير عن الصراع مع ما تقوله نصوصنا المقدسة حول المسؤولية الأخلاقية اليهودية، وحولناها إلى حكايات حول البراءة اليهودية.
تتغلغل البراءة الزائفة في النقاش اليهودي داخل التيار السائد حول إسرائيل. ولهذا السبب، حينما يُطرح تأسيس إسرائيل للنقاش، يلوم زعماء اليهود الأمريكيين الفلسطينيين ويحملونهم المسؤولية عما حصل لهم من طرد جماعي. فها هي رابطة مناهضة التشويه (إيه دي إل)، أشهر المنظمات الأمريكية في مجال مكافحة معاداة السامية، تفسر ذلك قائلة: "تعود قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، عندما قامت خمس جيوش عربية بغزو دولة إسرائيل بعد ساعات فقط من تأسيسها." تتجلى هنا أخلاقية الترتيب الزمني للأحداث: لقد غادر الفلسطينيون ديارهم لأن الدول العربية بدأت الحرب. صحيح أن الفلسطينيين عانوا، ولكن الضحية الحقيقية هنا كانت إسرائيل.
تكمن المشكلة في هذا التوصيف في أن ما بين ثلث إلى نصف الفلسطينيين غادروا فعلياً قبل الرابع عشر من مايو (أيار) من عام 1948، اليوم الذي أعلنت فيه إسرائيل استقلالها وأعلنت الحكومات العربية الحرب عليها. عندما هاجمت الجيوش العربية كانت القوات الصهيونية قد أجلت سكان يافا وحيفا، أكبر مدينتين فلسطينيتين. كما أن أبشع المذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في الحرب، والتي قتلت فيها المليشيات الصهيونية أكثر من مائة رجل وامرأة وطفل في قرية دير ياسين، وقعت في شهر إبريل (نيسان). عندما يزعم زعماء اليهود أن الغزو العربي هو الذي حمل الفلسطينيين على المغادرة، فإنهم يعكسون السبب والمسبب. وهذا ما خلص إليه المؤرخ وليد الخالدي بعد الرجوع إلى كم هائل من وثائق الحكومات العربية والتقارير الصحفية، حيث يقول: "لم يكن دخول الجيوش العربية هو الذي سبب الهجرة الجماعية، وإنما كانت الهجرة الجماعية هي السبب في دخول الجيوش العربية."
والطريقة الأخرى التي يلجأ إليها زعماء اليهود لتبرئة إسرائيل من التطهير العرقي الجماعي الذي ارتكبته في عام 1948 هو الزعم بأن الفلسطينيين إنما غادروا لأن الزعماء العرب طلبوا منهم ذلك. في كتابه الأضخم بعنوان "مكان بين الأمم" يقول بنيامين نتنياهو أنه في كثير من الحالات "رجا اليهود جيرانهم العرب الفلسطينيين أن يبقوا. وكان هذا على العكس تماماً من التوجيهات التي تلقاها العرب الفلسطينيون من الحكومات العربية، والتي حثتهم على المغادرة من أجل تمهيد الطريق أمام الجيوش الغازية." وهذا الزعم أيضاً أقرب إلى الخرافة منه إلى الحقيقة. ففي تقرير صدر في عام 1948 خلص جهاز المخابرات الإسرائيلي نفسه إلى أن الهجمات الصهيونية نجمت عن إجلاء ما يقرب من سبعين بالمائة من الفلسطينيين بينما كان نصيب القوات العربية خمسة بالمائة تقريباً.
لا يكتفي الزعماء اليهود بالتهرب من المسؤولية الأخلاقية اليهودية فحسب عندما يستعرضون ماضي إسرائيل، بل ويفعلون ذلك عندما يناقشون حاضر إسرائيل كذلك. لا ريب في أن معظم اليهود كانوا قد أصيبوا بالغثيان والامتعاض الشديد من المذبحة التي ارتكبتها حماس يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ولكن عندما ردت إسرائيل على تلك المذبحة بشن هجوم ضار على قطاع غزة، كان رد الفعل الأولى لكثير من المسؤولين الإسرائيليين والزعماء اليهود في الولايات المتحدة هو التشكيك فيما إذا كان عدد ضخم من الفلسطينيين قد قتلوا. حينها، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) أعلنت إيباك، وهي أكبر جماعات للوبي المناصر لإسرائيل نفوذاً في الولايات المتحدة، بأن "وزارة الصحة في غزة، أو وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تتحكم بها حماس، ولا يمكن الوثوق بالمعلومات التي تصدر عنها." وأضاف سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين إن أرقام الوفيات الواردة من غزة "بكل بساطة ليست صحيحة."
والحقيقة هي أن أرقام وزارة الصحة في غزة كانت بالفعل خطأ، ولكن في الاتجاه المعاكس تماماً لما ذهب إليه الزعماء اليهود، لقد كانت أقل بكثير من الواقع. فقد قدّرت دراسة صدرت في يناير (كانون الثاني) 2025 عن خبراء الصحة العامة من جامعة ييل ومن كلية الصحة والطب الاستوائي في لندن بأن إجمالي عدد الوفيات في غزة كان يزيد أربعين بالمائة عن تقديرات وزارة الصحة في غزة. كان متوقعاً أن تكون الحسبة متدنية. وذلك لأن وزارة الصحة خلال الشهور الأولى من الحرب كانت تحسب فقط الجثث التي وصلت إلى المشرحة، مع أن كثيراً من الناس الذين قتلوا في غزة لم تصل جثثهم إلى أي مستشفى. ولكن بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين والزعماء اليهود في أمريكا هذه التفاصيل ليست ذات أهمية، وإنما المهم هو تبرئة إسرائيل من كل ذنب، تجنباً لمواجهة إمكانية أن تكون دولة يهودية قد ارتكبت أي خطأ.
وعندما أقر مسؤولو المؤسسة اليهودية بأن الفلسطينيين كانوا بالفعل يموتون بأعداد كبيرة، لاموا حماس على ذلك. وهذا ما أعلنت عنه إيباك يوم الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) حين قالت: "حماس مسؤولة عن التسبب في قتل المدنيين الفلسطينيين." والسبب: أنها تستخدمهم "دروعاً بشرية".
يراكم ادعاء الدروع البشرية المغالطات بعضها فوق بعض. من المؤكد أن حماس تنشط داخل المناطق المدنية، ولكن هذا هو ما تفعله المجموعات الثائرة. لا يوجد قوة فدائية ترتدي الزي العسكري بألوانه البراقة، أو تمشي في الحقول المفتوحة، أو تقاتل جيشاً تقليدياً يفوقها بمراحل قوة وعدة وعدداً. وعن ذلك يقول أستاذ القانون الدولي المولود في إسرائيل نيف غوردون: "من الثورة الأمريكية إلى الثورة الإيطالية إلى النضالات المناهضة للاستعمار في الملايو والهند وسريلانكا وفيتنام وكذلك في الجزائر وأنغولا وفلسطين، يختبئ المسلحون وسط المدنيين. وحماس من هذه الناحية ليست خارجة عن النسق."
في الحقيقة حتى الجيوش التقليدية كثيراً ما تعمل قريباً من المدنيين. فها هو المقر الرئيسي للجيش الإسرائيلي يقع في المركز من مدينة تل أبيب. هناك أربع وعشرون مدرسة ضمن مسافة كيلومتر واحد من مبنى الأركان العامة للجيش، والذي يشتمل على مكاتب كبار قادة الجيش. ونظراً لأن مثل هذا التداخل بات شائعاً، فإن القانون الدولي واضح، إذ ينض على أنه لا يجوز تحويل المدنيين إلى صيد مباح لمجرد وجود المقاتلين في الجوار. وحسبما ينص عليه البروتوكول الإضافي في معاهدة جنيف الرابعة، فإن تواجد المقاتلين في منطقة ما "لا يُعفي أطراف الصراع من مسؤولياتهم القانونية تجاه السكان المدنيين." وأحد الالتزامات القانونية هو التناسب. وبحسب البروتوكول الإضافي فإن "الخسارة في أرواح المدنيين" بسبب هجوم ما لا يجوز "أن يفرط في تجاوز ما ينتظر أن يسفر عنه ذلك الهجوم من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة."
أصبح هجوم إسرائيل على غزة مفرطاً يوم التاسع من أكتوبر عندما قطعت الطعام والكهرباء عن كل سكان القطاع. في اليوم التالي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنه "أزال جميع القيود" على كيفية خوض إسرائيل للقتال، وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن "المعول عليه هو الضرر الحاصل وليس مدى الدقة." كشف تحقيق قامت به مجلة +972 وجميعة "المكالمة المحلية" أنه خلال الأيام الخمسة الأولى فقط من القتال، قصفت إسرائيل أكثر من ألف من "أهداف القوة" – والتي اشتملت على أبراج سكنية وبنوك وجامعات ومكاتب حكومية – والتي ضربتها ليس بسبب قيمتها العسكرية وإنما لمجرد الأثر النفسي المترتب على ذلك. كان المسؤولون الإسرائيليون يرجون أن يصدم الدمار سكان غزة فيثيرهم ضد حماس. إن تبرير ذلك من خلال التذرع بالدروع البشرية يقوض المبادئ الأساسية للقانون الدولي. ولكن من الضروري إثبات أن إسرائيل دائماً بريئة. وحتى عندما تُسقط دولة يهودية القنابل التي تقتل عشرات الآلاف من الناس، فهي ليست المسؤول الحقيقي عن التسبب بهذا الموت الجماعي.
والآن، بدلاً من المضي قدماً نحو الجولة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تطالبها بسحب قواتها من غزة، عادت إسرائيل وشنت الحرب من جديد بضراوة أشد. فقد منعت جميع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الناس في غزة. جاء رد فعل إيباك على النحو التالي: إسرائيل ليست مسؤولة عن سياسة التجويع هذه لأن حماس ترفض إعادة صياغة صفقة وقف إطلاق النار بما يعفي إسرائيل من التزاماتها.
وبهذه الطريقة، يسعى خطاب المؤسسة اليهودية إلى تبييض السلوك الإسرائيلي بنفس الشكل الذي يبيض به كثير من اليهود سفر أستير. حكايتنا الجماعية – والتي يرويها زعماء اليهود من القدس إلى نيويورك – ليست خاطئة لأنها تتحدث عن الشرور التي يعاني منها اليهود، بما في ذلك الشرور التي ارتكبتها حماس يوم السابع من أكتوبر، ومازالت ترتكبها من خلال احتفاظها بالإسرائيليين كرهائن. وإنما يكمن الخطأ في هذه الحكاية في أنها تنكر الشرور التي يرتكبها اليهود. إن رفضنا للتعامل مع الجانب المظلم من بوريم يعكس رفضنا للتعامل مع الجانب المظلم فينا، أن نقر ببشريتنا الكاملة، والتي تجعلنا قادرين على أن نكون ليس فقط ضحايا وإنما معتدين كذلك.
رجائي في هذا البوريم هو أن تقشعر أبداننا عندما يأتي اليهود على المذبحة التي ينتهي إليها سفر أستير. وأن يتولد من هذا الاشمئزاز التزام جديد بإنهاء المذبحة التي ترتكب حالياً باسمنا في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية اليهودي إبادة جماعية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة إبادة جماعية اليهود صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الصحة من أکتوبر على ذلک فی غزة إلا أن عام 1948
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة بالجامع الأزهر: غزوة بني قريظة درس تاريخي في غدر اليهود
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "قبسات من سيرة النبي: غزوة بني قريظة نموذجا" وذلك بحضور كل من؛ الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار سعد المطعني، الإعلامي السابق بإذاعة القرآن الكريم.
في مستهل الملتقى، أكد الدكتور حسن القصبي، أن غزوة بني قريظة تعد حدثًا مهمًا في تاريخ الإسلام، والتي دارت أحداثها بعد غزوة الأحزاب (الخندق) مباشرةً، ومن يتأمل أحداث غزوة بني قريظة يجد أن الصفات التي سطرها القرآن الكريم عن اليهود، من غدر وطريقة تعامل، لم تتغير إلى يومنا هذا، كما أن من يتدبر القرآن الكريم، سيكتشف أن الله أخبر نبيه بأوصاف يهود المدينة وهو لا يزال في مكة، ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾، فكما أن هذه الغزوة جاءت لتزيل الخطر الذي كان يهدد أمن واستقرار مجتمع المدينة من قبل بني قريظة، فطبائعهم المتأصلة في الغدر والخيانة، كانت تشكل خطرا حقيقيًا، وهذه الطباع لا تختلف كثيرًا عن ما نشاهده اليوم ولا يتغير في الصهاينة، إذ يعكسون ذات الصفات في تعاملاتهم ومواقفهم، كما أنها من أخطر الغزوات التي مرت على المسلمين، لأنها غزوة قامت على تحالف بين اليهود وكفار قريش، في محاولة للقضاء على المسلمين.
وحث الدكتور حسن القصبي على ضرورة تدبر ودراسة الأسباب التي قامت عليها غزوة بني قريظة، لاستخلاص الدروس في مواجهة أعدائنا اليوم الذين لا يختلفون عن بني قريظة، فقد جاءت أسباب هذه الغزوة لتؤكد أن المسلمين لم يكونوا معتدين قط، حيث كان هناك عهد وميثاق بين المسلمين وبني قريظة يضمن التعايش السلمي والدفاع المشترك عن المدينة المنورة، إلا أن بني قريظة قاموا بنقض هذا العهد خلال غزوة الأحزاب (الخندق)، وتحالفوا مع قريش وقت حصارهم للمسلمين، مما شكل تهديدًا خطيرًا للمسلمين من الداخل، حيث كانوا يخططون للهجوم عليهم من الخلف بينما كان المسلمون منشغلين بالدفاع عن الخندق.، وبسبب هذا النقض الصريح للعهد والخيانة في وقت الحرب، قرر النبي محمد صلى الله عليه وسلم محاصرة بني قريظة مباشرة بعد انتهاء غزوة الأحزاب، ولم تنعم المدينة المنورة بالاستقرار إلا بعد جلاء بني قريظة عنها.
من جانبه أكد الدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أسس مجتمع المدينة على قيم التعايش، بين المسلمين وغيرهم، من خلال وثيقة تاريخية تعرف ب "صحيفة المدينة" أو "دستور المدينة"، التي لم تكن مجرد اتفاقية بين طرفين، وإنما كانت دستورا ينظم العلاقة بين جميع سكان المدينة، ويجعلهم يدافعون عن المدينة دفاعًا مشتركا أمام أي خطر يهددها، ولكن طباع اليهود المعهودة من الغدر والخيانة، هي التي كانت سببا في غزوة بني قريظة، من أجل التخلص من الخطر الذي يشكلونه على المدينة، وكانت أهم نتائج غزوة بني قريظة أن الله سبحانه وتعالى أكرم المسلمين بالخلاص من شر اليهود وفتنتهم داخل المدينة المنورة.
وبين الدكتور أسامة مهدي أن اليهود ما زالوا في كتبهم وأحاديثهم يسيئون للمسلمين ويشنّعون عليهم بظلم وبهتان، في محاولة دنيئة لتشويه صورتهم، ولكن الحقيقة هي أن هذا ادعاء باطل يهدف إلى الانتقاص من قدر المسلمين، بينما هم أنفسهم يقتلون ويذبحون الأبرياء، ويمارسون أبشع أنواع الظلم التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل.
يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.
اقرأ أيضًا:
موجة حارة ورياح.. توقعات طقس عيد الأضحى المبارك
السياحة: خطة لتصعيد الحجاج مباشرة إلى عرفات دون المبيت بمنى
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
ملتقى السيرة الأزهر غزوة بني قريظة غدر اليهودتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
ملتقى السيرة بالجامع الأزهر: غزوة بني قريظة درس تاريخي في غدر اليهود
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك